أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح يحيى ملص - نظرة عامة حول واقع الشرق الأوسط















المزيد.....

نظرة عامة حول واقع الشرق الأوسط


صالح يحيى ملص

الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 15:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الشرق الأوسط هو شبكة من التفاعلات السياسية و الأمنية و الإستراتيجية بين الدول العربية. و تحكم هذه الشبكة عدة أيديولوجيات ثابتة نسبيا، تقوم هذه الأيديولوجيات على ضوابط تعيق حركة الديمقراطية في المجتمعات العربية، خاصة بين فئة الشباب و الجيل الجديد المتعطش لطعم الحرية و التطور الفكري و الازدهار في كل مجالات الحياة. تطلعات الشباب التي انبثقت بالتزامن مع الربيع العربي في مطلع عام 2011 تنافي بمجملها و تتعارض مع مستنقع الجهل الذي خلقته الأنظمة الشمولية و التي اجتهدت لا لتثقيف الكتل الشبابية، بل ليزيدوا من أزمة الركود نحو ماضي أسود، و حاولوا أن يقفوا في طريق الإصلاح .

في أول طريقنا لوصف حال الصراع الشرق أوسطي القائم حاليا في الميادين العربية، علينا أن نجد أولا مفتاح الدخول للأدوات التي تطيل من عمر هذا الصراع .

إن المال السياسي و دخوله على الربيع العربي هو أول الحواجز التي يمكن أن توقف التغيير الذي طالما حلمت به الشعوب العربية . فاحتكار جزء كبير من اقتصاد الدول و ذهابه لعصابات مافيا تقوده حسب مصالحها الشخصية، هنا ستصبح أهداف الثورات العربية ككرة القدم تركلها مصالح قد تكون خفية على الشارع العام، لكنها واضحة كعين الشمس في الملاعب الدولية، و لنا في الثورة السورية خير مثال، فنظام البعث في سوريا تقوده تحالفات بين روسيا و إيران من جهة و المعارضة السورية المتمثلة بالائتلاف السوري لقوى الثورة و المعارضة لا تقودها دول فقط، بل تركبها جهات مختلفة من جهة أخرى، يعني هذا أن الملف السوري متشتت ليس بمقدور كلتا الجهتين المتحاربتين أن تكون سيدة قراراتها و آرائها، و كلتا الجهتين تتبع الدول التي تمول أفرادها، و منذ أن انتقل الملف السوري من الطابع المحلي إلى الطابع الإقليمي فالدولي، تحولت الثورة إلى ثروة دائمة يمكن الإستفادة منها على حساب الملايين من البشر، و يمكن أن تقلب الطاولة لسلامة سلطتك، فبالمال يا صديقي يمكن أن تنكح العالم، أي أن الثورة أو الأزمة أو الحرب.. لن نختلف كثيرا على التسمية، أو الفوضى الدموية في سوريا قد يشهدها أجيال قادمة و ستعاني من الحياة المميتة التي ستعيشها في حال لم تسارع الدول العظمى التي تملك القرار في وقف دمار دولة كاملة، سياسيا و اقتصاديا و فكريا و اجتماعيا . و لن نذهب بعيدا فجارت سوريا اللدودة، لبنان التي خُذِلتْ مذ أن كانت طفلة، و خُذِلتْ عندما لم تعلم أين ستكون، فالمشهد اللبناني لا يختلف كثيرا عن المشهد السوري الآن، ذات الأطراف المتحاربة لكن بلهجة مختلفة، و ذات الممولين لإشعال الحرب لكن بوسائل مختلفة، ذات الكارثة الإنسانية لكن بنقطة جغرافية مختلفة .

نقطة أخرى يمكن أن نتكلم بها لكي نعي ماذا يحصل في الشرق الأوسط في هذه الأيام، إن غياب حجر أساس كل دولة و هي القوة الاقتصادية و التي إن وجدت في منطقة الخليج فهي ليست بالمفيدة لأنها لا تخدم أي مصلحة من مصالح الأهداف العربية، بل إنها تذهب في كل يوم إلى أحضان البنوك الغربية، أما الحال الاقتصادي للدول التي تعاني من فقر حتى و لو كان ضئيل نسبيا مع دول أخرى، و خاصة دول الربيع العربي فحال اقتصادها كشاب أضاع طاقته كلها بالكحول و الجنس فأصابه العجز المبكر، فنأخذ مرة أخرى سوريا كمثال، أكد تقرير للأمم المتحدة أن سوريا تحتاج 30 سنة لاستعادة اقتصادها و عودة الاقتصاد إلى مستواه الذي كان عليه في عام 2010، في حال توقفت الحرب الآن !، و بأن 800 مليار دولار هي تكاليف الحرب في سوريا إلى الآن، و ما يقرب من مليون ونصف المليون منزل تعرض للدمار في سوريا، منها 315 ألف منزل تعرض للدمار الكامل، و300 ألف منزل تعرض للدمار الجزئي، مع دمار البنية التحتية كالمياه والكهرباء والصرف الصحي، و ما يقرب من 7 ملايين شخص تأثروا بالدمار، وأنّ 3 ملايين شخص اضطروا للنزوح، وفقد مليون مواطن ممتلكاتهم بشكل كامل، في حين قد قدرت بعض الدراسات حاجة سوريا إلى نحو 570 مليار دولار لإعادة الإعمار، بهذه الأرقام المذهلة، لا لن ألوم الشعب الذي ثار على الأسد، ليحلم بالقليل من حقوقه و حريته، بل سألوم غباء الأسد بمعالجة الاحتجاجات التي قامت في سوريا في آذار/ مارس 2011. أيضا من أساسيات الدولة هي القوة العسكرية و التي فتتها الغرب في الشرق الأوسط من خلال خلق المشكلات و هدر كل الطاقات العسكرية العربية بقتال بعضها لبعض، و ليكتفي الغرب بالجلوس في مقاعد المشاهدة، تحييد الجناح العسكري و فصله عن الجناح السياسي يعد من أهم أساسيات الدولة و التي فشلت معظم الأنظمة العربية في تحقيق هذه المعادلة، لا و بل رفعت شعار " الشعب و الجيش و المقاومة " كما يحدث في لبنان، و من العراق إلى سوريا مرورا بمصر، كل تلك الدول غرقت بالعسكرة و جعلت الحذاء العسكري رمز لفكرهم السياسي، لكن شعوب هذه الدول يجب أن تفهم أن لا خير بالعسكرة السياسية، و لن يثوروا حتى يعوا, ولن يعوا إلا بعد أن يثوروا .
نلاحظ هنا بأن كل أساسات الدولة الناجحة هي معدومة لدى دول الشرق الأوسط، و هو من واقع تلك الدول المقيت.

إن غياب الثقافة المدنية في المجتمعات العربية كان لها أثر كبير في تعطيل أهداف الربيع العربي و بروز البديل الدموي بين الجهات السياسية المتخاصمة، هذا البديل أرهق الطابع السلمي و التشاور بين الفرق السياسية، و التي جعلت الأهداف الحقيقية للثورات العربية تقوم على قاعدة هشة غير مستقرة، و كما قال جورج أورويل: من المستحيل أن تؤسس حضارة على الخوف والكراهية والقسوة، فمثل هذه الحضارة إن وجدت لا يمكن أن تبقى . و من أبرز النقاط التي دخلت في تعقيد الوضع السياسي و الأمني في الشرق الأوسط هي تهميش النشاطات السلمية للتعبير عن آراء الشارع، و من أهم تلك النشاطات هو الفن بجميع أنواعه و أشكاله، أن باستطاعة الفن أن يعطينا رؤية خاصة بالواقع العربي، و يمكننا من خلاله تسليط الضوء على مشكلات سياسية كثيرة و متراكمة، و باستطاعتنا مواجه الأنظمة المستبدة بثورة يكون النشاط السلمي بشكل عام و الفن بشكل خاص هو عاملا أساسيا نرتكز عليه جميعنا. و إن إدخال عدد كبير من الفئات المثقفة في السجون الأمنية، التي كان بإمكانها أن تحقق الوعي و الإنعاش الفكري للمجتمع، و أن تشجع أفراد المجتمع على الانحياز إلى جانب التعبير السلمي و خلق ثقافة مدنية متينة راسخة في عقول المجتمعات العربية، لكن في واقع الحال العكس هو الذي يحدث، من بداية الربيع العربي أخرجت الأنظمة المستبدة كل زعماء الحركات الإرهابية الهمجية لكي تنشر اللاوعي بين أوساط الشارع و بين أفراد المجتمع، لتغيب روح الثقافة الواعية المدنية في الزنزانات المظلمة، لأن كل حاكم سلطوي يعلم بأن الثورة السلمية هي أخطر بكثير من الثورة المسلحة، لأنه في الثورة المسلحة تتداخل الأوراق و تضيع الأهداف الحقيقة للثورة بالتزامن مع ازدياد الضحايا و الدمار و الكراهية في المجتمع، أما الثورة السلمية فهي ستكون واضحة المعالم شفافة و لها أهداف محددة لا تتغير و لا تنسى.

لم نرى من رجال الدين اعتراف واضح بأن هناك خلل في فهم تعاليم الدين، بل وجدنا في أعماق دول العالم الثالث كتل ضخمة من الهمجية العقائدية التي تشوه جوهر الدين، مثال على ذلك الحركات التي تدعي أنها قائمة على تعاليم الإسلام، بل إنها إذا قرأت آية من القرآن فإنها لن تعرف يمينها من يسارها، كداعش و الحركات الجهادية التي ظهرت مؤخرا في العراق و سوريا و تونس، في الحقيقة لم نرى إلا القليل من إخواننا من المفكرين، من رجال الدين و غيرهم، الذين حاولوا التجديد في الفكر و التغيير العام في المقاييس الذهنية التي يجري عليها المرء في تفكيره .
على الشرق الأوسط أن يقوم بثورة ذاتية تبدأ من الأنفس أولا لتنتهي بإسقاط الأنظمة المستبدة، لا أن يقوم بثورة على حكم استبدادي لإقامة حكم استبدادي آخر، إذ لم يكن من المرغوب فيه أن يكون لدى عامة الشعب وعي سياسي قوي, فكل ما هو مطلوب منهم وطنية بدائية يمكن اللجوء إليها حينما يستلزم الأمر .

صالح ملص.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- منها مدينة عربية.. قائمة بأكثر المدن كلفة بأسعار السلع والخد ...
- وقف إطلاق النار في السويداء.. العشائر تنسحب وتُحذّر وباراك ي ...
- من -الأم اليائسة- إلى الجواسيس الإسرائيليين.. حضانة طفلتين ت ...
- عمان بين مشهدين
- انتخابات مجلس الشيوخ في اليابان تهدد سلطة رئيس الوزراء وسط ا ...
- انتخابات يابانية اليوم تنذر برحيل رئيس الوزراء
- السلطات في شرق ليبيا ترحل 700 مهاجر سوداني
- مسؤول أميركي: انتقاد إسرائيل قد يحرم الأجانب من الدراسة بالو ...
- أسكتلندا تحث لندن على التعاون لإنقاذ أطفال غزة
- متظاهرون في برلين يطالبون الحكومة الألمانية بوقف توريد الأسل ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح يحيى ملص - نظرة عامة حول واقع الشرق الأوسط