أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - الطيب عبد السلام - لماذا نتخيل الله رجلا















المزيد.....

لماذا نتخيل الله رجلا


الطيب عبد السلام
باحث و إعلامي

(Altaib Abdsalam)


الحوار المتمدن-العدد: 4739 - 2015 / 3 / 5 - 08:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ذكرنا في مقالنا السابق بأن معبود اي دين هو القيمة التي تتجسد فيها المعطيات الثقافية و البيئية لذلك المجتمع و ذكرنا ايضاً بأن طبيعة المجتمع الاخلاقية و قيمه الاقتصادية تنعكس اساساً في مواصفات ذلك المعبود.
في حال الحديث عن دين مثل الدين الاسلامي فلا بد لنا من نظرة اكثر عمقاً و اتساعاً للموضوع.
فألاسلام نشاء في مجتمع قبلي مغلق اولاً و تسودُ فيه القيم الذكورية من عنفٍ وقوةٍ وحاجةٍ دائمة لقوة التحمل وذلك الامر ليس عيباً او خطاءً بل هو الحال الطبيعي لمجتمعٍ بدوي صحراوي تتطلب الحياة فيه الكثير من صفات الجلد و الصبر!! وحتى المناخ الصحراوي نفسه القارس شتاءً و الحار صيفاً ادى للحوجة لسيادة القيم الذكورية!! وحياة الرعي نفسها هي الاكثر حوجةً لروح الوحشة و الاستعداد المستمر للقتال و للنزال.
و هذا يبرر لنا عدم الاحتفاء بالانثى!! -الا فيما ندر- لأن الحوجة للانثى في ذلك المجتمع لم تكن بتلك الصورة التي تحتاجها المجتمعات الزراعية!! فظلوا ينظرون اليها على انها عبء من ناحية!! ومتاع محض من ناحيةٍ اخرى ادعى لاثقال الضريبة الاجتماعية على متحمل ذلك المتاع المتمثلةِ في الدفاع عنها و الزود عنها خصوصاً وان الحياة الجنسية لدى القبائل البدوية اقرب لروح الشراسة و التسلط و التملك.
و نسبةً لأن حياتهم نفسها كانت في قلقٍ دائم!! واضطراب مستمر فقد شكلت الانثى العنصر الاثقل في حالات الحرب و الغارات و التجارة!! وان جاز لنا تسميته بالعنصر المتغير المهدد دائماً في نفسه و في نفس صاحبها
وهي عنصر جذب اولاً للاعداء و عنصر مستهلك و عنصر غير فاعل و عاجز في حالات الحروب.
تحضرني هنا و بقوة قصة خالدِ بن الوليد مع مالك بن النويرة حينما ارسله ابابكر الصديق ليأخذ الزكاة من بني ثعلبة قوم مالك بن النويرة بعد ان اشتبه الصديق في ارتدادهم فلما وصل خالد وجدهم مسلمين و لم يرتدوا و قد شهد ابو قتادة بذلك بأنهم اذنوا و اقاموا الصلاة و دفعوا الزكاة و لكن خالداً رائ ام تميم زوجة مالك بن النويرة و قد كانت فاتكة الحسن و الجمال فقتل مالك و اسر بني ثعلبة ثم اخذ زوجته ام تميم و دخل بها.
حتى ان مالك نفسه حينما خرجت ام تميم قال لها : ما اردتي الا قتلي!! او حديث شبيه بذلك.
حتى ان القضية نفسها اغضبت عمر بن الخطاب جداً الذي كان يرى انه لا بد من محاكمةٍ لخالد لولا رفض ابي بكر الصديق و قضائيه بدفع الديات.
هذا تأكيد واضح واضح بأن المرأة تشكل عامل جذب قوي جداً للاعداء و اغوائهم بالغزو!! بل ان محمد نفسه و في حديثٍ مشهورٍ له يقول : عن ابن عباس ان الرسول قال في غزوة تبوك :
" اغزوا تغنموا بنات الاصفر" المرجع : البحر الزخار بمسند البزار 10-13 مسند سمرة بن جندب.
اذاً شكلت الانثى عباءً مجتمعياً ثقيل الوطء على مجتمع دائم الترحال في حالة اضطراب دائم وعدم استقرار
و الاكثر تعرضاً لحوادث القتل و النهب المتبادلة بين القبائل العربية!! وذكرنا في مقالنا السابق بأن وضع المرأة في المجتمع هو التيرموتر الاصدق لموقعه الحضاري و حالته المدنية.
نضيف اخيراً بخصوص هذه الجزئية بأن كارثة السبي لدى القبائل العربية لم تكن متوقفة عند نقطة السبي وحسب او النزع وحسب!! بل ان القضية لها ضريبتها الاجتماعية الباهظة لمن تتعرض اسرته للسبي
فالعار يلاحقه اينما حلَ و اينما كانَ!! و تظل المرأة المسبية منسوبةً اليه مدى الحياة و حتى بعد الممات!!
و هو قد يعرف مكان بنته او زوجته او امه ربما المتعرضة للاختطاف و السبي من دون القدرةِ على اعادتها!
كما ان تجارة الجنس التي كانت مستشرية في نوادي الجنس العربية كانت تثقل اكثر الضريبة الاخلاقية على الرجل! الرجل المرسوم له دورُ معين و صفات معينة ان لم يتحلى بها فلا مكان لهُ في ذلك المجتمع الرعوي.
و اقسى الوصمات و امرها على الرجل كانت هي المرأة سبيةً كانت او مُستأجرةً في نوادي الجنس تلك.
لكل هذه الامورِ و لغيرها كانت المرأة في ذلك المجتمع مواطناً من الدرجةِ الثانية و غير مرحبٍ بها في مجتمعهم لأنها تشكل عباءً اكثر من انها تشكلُ مصدر فائدةٍ و قيمةٍ مضافة حتى ان النص القرأني تحدث عن هذا الامر في قوله تعالى " واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم " و الكثير من الاحاديث الحاضةِ على احتمال تربية الفتاة في المجتمع بصفتها تكلفةً اجتماعيةً باهظة.
مما سبق نتأكد من وضع المرأة في المجتمع و نظرته اليها!! في المقابل كان الذكر هو الاكثر احتفاءً به في تلكم الظروف الجغرافية و الثقافية السائدة.
فهو القادر على الغزو و على الرعي و على التجارة و على اضافة قيمة معنوية اولاً واقتصادية الى المجتمع
و كانت الصفات الفطرية في الرجل هي محل تقدير و تبجيل المجتمع و مصدر يوتوبياه و قيمه العليا.
و الرجل لم تكن تشكل قصة سبيه او قتله وصمةً اجتماعية في حقِ اسرته كما تشكل المرأة!!
و بعودةٍ سريعة الى اول المقالة حيث ذكرنا بأن يوتوبيا المجتمع هي التي تشكلُ مصدر الهامه الفكري
و العقائدي و بما أن المجتمع كانت يوتوبياه تلك متعلقة بالرجل و صفات الرجل و هيئة الرجل!! فأن منتجها الغيبي المتمثل في قيمتها اليوتوبية المعبودة كان لا بد له من الخروج من ثقافةِ ذلك المجتمع و رؤيته.
و اننا لنجد ان القرأن و السيرة في حال حديثهما عن ذلك المعبود "الله" لهي تتحدث عنه بصيغةِ المذكر
و حتى صفاته المتصف بها لهي صفات الرجولة و الذكورة!! فلن نجد اباً اي صفة انثوية ملتحقة بذلك المعبود فلن نجد مثلاً صفة كصفة المُدِرُ او الوسيمُ او الناهدُ او كل تلك الصفات المستحسنة و الملتصقة بالانثى.
سنجدُ ان اغلب الحديث الدائر حوله يجعلنا في لا وعينا نتخيلُ انه رجل.
بل و هنالك بعض الاحاديث المسربة هنا و هناك التي تتحدث عن شكل الله و هيئته في الثقافة الاسلامية
و نذكرُ من هذه الاحاديث التي يلحُ علماء السيرة في نفيها و تكذيبها فقد ورد عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم : رأيتُ ربي في صورةِ امردٍ له وفرة جعد قطط في روضةٍ خضراء"
الحديث اعلاه من كتاب التأسيس في الرد على اساس التقديس- مخطوط لأبن تيمية مجلد 3/241
و في روايةٍ اخرى لذات الحديث : روي عن المعارض عن شاذان عن حماد عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عني النبي صلى الله عليه وسلم قال : " دخلتُ على ربي في جنةِ عدن شابُ جعد في ثوبين اخضرين" عن ذات المخطوطة الموجودة في جامعة الرياض بعمادة شئون المكتبات قسم المخطوطات و المرقمة بالرقم 2590.
وقد اتفق على هذا الحديث جملةُ من ثقاةِ اهل السنة نذكر منهم الامام احمد و الطبراني و ابو يعلى في كتاب : ابطال التاؤيلات و ابن تيمية في كتاب: " بيان تلبيس الجهمية".
ما يهمنا فيما ذُكر اعلاه سواءً اُتفق عليه او لم يُتفق هو معرفة المُتخيل الحسي للمتخيل الغيبي!! الذي توصلنا من خلال تحليلنا للمجتمع و لثقافة المجتمع الى وضعِ ملامحه و صفاته.
الفكرة في ذكر الحديث اعلاه ليست اجراء تصنيف بايولوجي لله!! بل هي محاولة لتشخيص فكرة الالوهية نفسها المرتبطة بالقيمة السيميولوجية للمعبود "الله".
و كما هو معروف لجميع علماء الاركيلوجيا و الميثيلوجيا ان الرحلة السيميائية او الرمزية للفظة "الله" انتقلت الى العرب عن طريق العبرانين الذين كانت لفظة "ايلوهيم" هي مرموزهم للمعبود.
و ايل نفسها لا زالت تعني في لغتنا العربية الى اليوم معنى كلمة عجل!! وهذا قد يعيدنا في رحلة سيميلوجية اطول الى حادثة عبادة العجل المذكورة في القرأن و في العهدين القديم و الجديد او التوراة و الانجيل.
و بتتعبنا لمنشاء اللفظة و معناها فأننا نصل بصورةٍ ادق الى تاريخ ظهورِ المفردة و الثقافة التي انتجت تلك المفردة مما يتعارض اطلاقاً مع فكرة قدوم المفردة من طبق فضائي طائر من السماء و الا لما كنا استطعنا معرفتها او التعامل معها الا في سياغ اتصالها بالانسان و كل ما هو متصلُ بالانسان فهو انساني.
على اي حال فأننا نقول في خواتيم هذا المقال أن الفكرة المتخيلة في اذهاننا عن الله و ملائكته انما هي فكرة ذكورية بحت لطبيعة المجتمع الثقافية و اليوتوبية!! وان النص القرأني و النبوي سعى الى الايحاء احياناً والتى التأكيد احياناً على تلك الصيغة المتخيلة عنه عبر استماتته العظيمة في نفي صفات الانوثة عنه حينما ينفي صفة الولادة عنه في سورة الصمد و صفة الولادة من المعروف انها تلتصق بالمرأة!! و عن ملائكته الذين اخذوا تسميات ذكورية في اجيال الملائكة السريان الاوائل مثل هاروت و ماروت و اجيالهم العربية اللاحقة مثل مالك ملاك النار و رضوان ملاك الجنة!! اخيراً نقول
لو اننا اتينا بفأر و قلنا له تخيل الاهك فأنه سوف يتخيله على شاكلته.



#الطيب_عبد_السلام (هاشتاغ)       Altaib_Abdsalam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين سوبر محمد و سوبر مان.


المزيد.....




- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة رغم ان ...
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - الطيب عبد السلام - لماذا نتخيل الله رجلا