وسام رامز قبلان
الحوار المتمدن-العدد: 4737 - 2015 / 3 / 3 - 18:39
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لم يخطر ببال قادة داعش ،بعد سقوط الموصل و ما تلاها من دومينيوية سقوط مدن و بلدات أخرى ،بمساحة تعادل نصف مساحة العراق، أن المكون الشيعي و الكردي قد يقلب الواقع الميداني رأساً على عقب في مدة قياسية لم تتجاوز الستة أشهر.
لم يخطر ببال قادة داعش، أن المارد الشيعي العراقي بما يشكل من أغلبية سكانية في بلاد الرافدين ،لديه رافد استراتيجي كإيران، ضخم و غزير الامداد و الدعم ،يمكن أن يعيد الحياة بشكل أقوى و أفعل لمارد تلقى ضربات قوية.
لم يخطر ببال قادة داعش ، أن استراتيجية القاء الرعب بقلب العدو عبر التوحش المبالغ فيه لا يمكن ادارتها لكسب الانتصارات السهلة الى أمدٍ بعيد.
لم يخطر ببال قادة داعش ، أن الشعوب و الجماعات قادرة على تحطيم حاجز الرعب و الارهاب مهما جرى ترويجه و نشره.
لم يخطر ببال قادة داعش ، أن الذبح و قطع الرؤوس و المجازر الجماعية بحق العزل و المدنيين ، عمل جبان سيستنهض عند أعداءهم، الهمم و مشاعر الانتقام و الاصرار على القتال حتى الرمق الأخير و الهجوم بشراسة قصوى.
لم يخطر ببال قادة داعش ، أن الدول لا تقام بمجرد سقوط مدينة كالموصل . والتي سيشكل سقوطها المرتقب في الأشهر القريبة حجر الزواية لسقوط الخلافة الداعشية.
لم يخطر ببال قادة داعش، أن الدول لا يمكن إقامتها غصباً عن إرادة و بلا دعم و بمعاداة ، دول اقوى مجاورة.
لم يخطر ببال قادة داعش، أن إقامة الدول لم تعد اليوم كإقامة خلافة في العصور الوسطى و ما قبلها.
لم يخطر ببال قادة داعش ، أن سنن السلف و تراثهم و شرائعهم في الحكم و الحرب ،قد أكل الدهر عليها و شرب و لا تصلح لكل زمان و مكان.
لم يخطر ببال قادة داعش ، أن إعلان الحرب و المعاداة ،ضد الكل في نفس الوقت و بلا إمكانات و قدرة على تحمل عواقبه ،قد يكلفهم مشروعهم.
لم يخطر ببال قادة داعش ، ضرورة الحفاظ على خط الرجعة ، مهما كانت الطموحات كبرى.
لم يخطر ببال قادة داعش، أي أرض سيهيمون فيها بعد سقوطهم المرتقب القريب ، و بعد تركهم وراءهم قطعان الحمقى الموهمين بهم و بشعارتهم ،مشتتين مطاردين في الصحاري و الجبال و مجاري الصرف الصحي في مدن العراق و سوريا.
#وسام_رامز_قبلان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟