أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسر العدل - !!.. ورم تلفزبونى خفبف














المزيد.....

!!.. ورم تلفزبونى خفبف


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 09:08
المحور: كتابات ساخرة
    


رغم تعاملى المقصود مع وسائل رفع قدراتى الحيوية المؤجلة، أتناول الشاى بالعنبر ممزوجا بحلل التمساح، أجرش عشرات من جوز الطيب، وأمصمص أزواجا من الكوارع العجالى، وأتسلى بالكابوريا مشوية مع الجمبرى، وأبلع ملاعق من حبة البركة ممزوجة بالعسل الأبيض، إلا أن قدراتى فى التمسك بأهداب الشباب تفشل عند أول اختبار، أعود كسير الجناح وأعلن فى كل مناسبة تأجيل المطالبة بزواج جديد، ذلك بأننى زوج غلبان أعيش عصر وزارات الإعلام والتجارة والصحة، عصر الإعلانات السقيمة والصبغات الفاسدة.
انه عصر ألحق الهمّ والنّكد بزوجتى المسكينة، من ربع قرن لحق بها الهمّ، حين أجهشت بالبكاء مرددة اسمى أمام ذوى القربى قائلة (أنا احبه يا ناس )، وحاولت ونجحت فى الإقتران بى، وأعلنت على رؤوس الأشهاد خروجها من عالم العذارى الجميلات، لتدخل عالم الزوجات العاديات أمّهات العيال، ومن سنوات قليلة لحق بها النّكد، حين امتطى الشّيب شعرات وخصلات فى رأسها، فاندفعت تجرب ما أتيح فى عصرنا من تكنولوجيا الفقراء، تخفى الشيب عن العيون، كى تبدو أمام الزّوج والشّامتين، امرأة جميلة متألقة.
ترصدتنا إعلانات التلفزيون، تلهب رؤوسنا بأن التألّق والجمال يكمن فى استخدام صبغات شعر تجعل من كل فتيات الإعلانات مطمعا شخصيا لكل الرجال، فتيات شعرها ناعم أسود هفهاف، يخرجن من شاشة التلفزيون غزلانا شاردة، يلعبن فى الصالة بين المشاهدين، يمشين على الحوائط ولا يجلسن على الكراسى، يبعثن فى رؤوس الرجال حسرة على زوجاتهم، وفى قلوبهم تآمراً على جمال زوجات الآخرين، وترمين فى عقول الزوجات بقرارات حاسمة لشراء صبغات حناء الشعر.
تخابثت هيئات الرقابة على المنتجات، فتركت تداول السلع لقوانين العولمة وحرية صانعى الإعلانات، وتغاضت عن الرشاوى التى تسقط فى أيدى بعض المفتشين المنوط بهم رقابة الأسواق، ولم تتحرك جمعيات حماية المستهلك من البضائع الفاسدة، فأختلط الصالح بالطالح، وأتى يوم عادت فيه زوجتى من السوق، فرحة ممسكة بسرَّ الأنوثة، علبة فخمة بها حنّاء مصبوغة، ثم انتبذت ركنا فى البيت تعجن فى شعرها سرَّ التألق والأنوثة.
مليون مرة، ألقي بجثتى داخل بيتنا خالى الوفاض من وصال أرجوه بغزلان التلفزيون المصبوغات، وفى المرة التى أقبلت فيها راضيا بوصال زوجتى العزيزة، رأيت رأس العزيزة قد تورم واختفت عيناها، وانتشرت البقع الحمراء فى وجهها، فنسينا الوصال واضطررنا للتعامل مع وزارة الصحة، واتصلنا بمعارف وأطباء وصيادلة، سهّلوا لنا الاعتقاد دون فحص، بأن تورّم الرأس والجفون والأصداغ، راجع لحساسية زوجتى لنوع معين من الأطعمة تناولته خلال الأيام المنصرمة، ولأن أحوالنا الاقتصادية ظاهرة العجز، لم تتغير أنواع طعامنا طوال السنوات العشر الماضية، ولأن الوصال بين الأحبّة مطلب يشغل المحبين، بدأت زوجتى العلاج بوضع رأسها ومعدتها، تحت وابل من مضادات الحساسية، وازداد الأمر سوءا، فذهبنا لمستشفى حكومى مسلّمين رأس زوجتى لأول طبيبة مختصة، وعلى الفور شخّصت الطبيبة حالة الرأس، بأنها حرق كيمائى بالجلد نتيجة استخدام الحنّاء المصبوغة، عندها أنحسر وصالى مع زوجتى البائسة على خلع غطاء الرأس، والدّعاء لدى كل ولىّ، بالويل والثبور على شغل وزارات الإعلام والتجارة والصحة وجمعيات حماية المستهلك، راجين أن تنال رؤوس بعضهم أطنانا من الحنّاء المصبوغة، فتورم منهم العيون والأذن والجلد والأسنان ويصيبهم الكساح، ذلك بأنهم يعلنون عن بضائع مغشوشة، ويهملون الرقابة عليها، وينسون تدريب الأطباء على علاج صبغات تجلب الحساسية فى الجلد والعلاقات والجيوب.
حين تماثلت زوجتى العزيزة للشفاء، أزاحت جفنها الأيمن تعتذر عن عدم وضوح تعليمات استخدام ما اشترته من حناء مصبوغة، وأمسكت بخصلات من شعرها الأبيض، ورفعت حاجبها الأيسر صائحة فى وجهى، يا راجل تمشى على عينيك وراء المصبوغات، وتترك حبال عجزك على الغارب، قل لى يا محترم، هل تصيب الحناء المصبوغة فتيات إعلاناتك بالجرب، مما يدفعهن لحمى الهرش والدلال؟ أم تأخذ جرابيعك من أموال الأزواج والمعلنين أمثالك، ما يكفى لتناول أطعمة مضادة لحروق أية صبغات؟ أم أن الحناء المصبوغة تصيبهن بالحروق والبهاق، لكنهن يعالجن خارج البلاد على حساب غلابة المستهلكين؟.
د. ياسر العدل



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت .. فى عبوات مزركشه
- حظك00 يا برج الحمار


المزيد.....




- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسر العدل - !!.. ورم تلفزبونى خفبف