أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحية الدريدي - من مزبلة الأرض














المزيد.....

من مزبلة الأرض


فتحية الدريدي

الحوار المتمدن-العدد: 4726 - 2015 / 2 / 20 - 18:22
المحور: الادب والفن
    


بينما كنت أسير وحيدة على طريق ما باتجاه نقطة لامرئية تعثرت فجأة و سقطت
أرضا.لعنت القدر و التفت لأرى ما الذي كان عثرة في طريقي.لمحت شيئا ما مرمي علا الأرض فاقد اللون و الملامح و كأنه رمي هناك منذ قرون. حركته برجلي قليلا لأقف على ماهيته, كانت جمجمة, تبا لها ! هممت أن أقذفها بعيدا لكنها ارتفعت عاليا مسددة لكمة رمتني بها أرضا. اللعنة هل سكنها شيطان هارب من سجون الجحيم؟ استسلمت و تركت لها المجال تقززا او خوفا على حياتي لا أعرف فالذكرى تعود الي سرابا الان.
يا هذا ألا تستمع الي؟
ما هذا الصوت هل احلم؟
ركلتني تلك الجمجمة مرة أخرى فطرحتني أرضا أتخبط في الوحل.
ألا ترى أني أتحدث اليك؟
لا أصدق جمجمة و تتكلم ؟
لماذا تستغرب أليس للجماجم ألسنة؟
حسنا !! ما هذه الكراهية التي ترمينني بها؟
و ما هذا التجاهل الذي تواجهني به؟
ضحكت في استهتار:و هل عي أن أقف لأحي جمجمة؟ ثم ألا ترين أني مغطى بالوحل وقذارة الطريق؟
و ماذا عن النسيان و الظلام الذي لففت به؟ ألا ترى ذلك؟
و من أنت لأهتم؟
أنا؟ أنا ابنة الحياة, شهيدة الكره و قتيلة الرصاص. أنا أنحدر من بورما من فلسطين من أفغانستان...أنا وريثة المعذبين في الأرض و سليلة الهوية المفقودة.أنا من ترقد في مقبرة الحياة منزوعة السلاح مكبلة الارادة فاقدة للوجود.فمن أنت؟
أنا؟ أنا الانسان.
أهذا كل شيء؟
ألا يكفي هذا؟ ان الانسان حمال معان, ان الانسان خليفة الرب, حاكم الارض...
يكفي هراء ! ألازلت في بحور الظلام تسبح؟ ألا زلت أصما لا تسمع صرخات الحجارة؟ انهض من سباتك يا هذا, اخلع ثوب الكراء الزائف و هذا الزخرف الكاذب.انك عار علا آدم و حواء.يا أيها الشريد سليل الجبن و التخاذل! الى متى ستعيش سجين الصمت الأبدي؟ قتلت أختي ي الشمال و ذبح أخي في الجنوب, شوهت أمي في الجنوب و فجر أبي في الشرق و أنت صامت! اندثرت أنا و سقطت وليمة للفناء تكاد رمال الزمن ان تمحو ذكرايا و تفسخ آثاري من أرشيف الوجود و أنت علا حالك لا تحرك ساكنا! و الان أعداء الحياة يشحذون سيوفهم واقفين على عتبة بيتك, فهل سيطول تحالفك مع الصمت؟ هل لازلت لامباليا...
لم أستطع احتمال سماع المزيد. هل شعرت بالعار, بالخجل, بالتواطىئ أم المسؤولية, لا أذكر جيدا فهذا حصل منذ زمن بعيد عندما كنت لاأزال شابا و أنا الان شيخ هرم على فراش الموت . لا أعرف مالذي حدث لتلك الجمجمة التي ترفض الاندثار, ترفض أن يتم تجاهلها. هل لازالت على دعوتها قائمة أم خفت صوتها و نثرت العاصفة رمادها. لا فكرة لدي مطلقا قد تركت تلك الذكرى ورائي و لم ألتفت يوما فما هي الا جمجمة,أعلنت الحداد و واصلت الطريق كأن شيئا لم يكن...






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لماذا تراجع نفوذ مصر القديمة رغم آلاف السنين من التفوق الحضا ...
- موريتانيا تطلق الدورة الأولى لمعرض نواكشوط الدولي للكتاب
- انطلاق الدورة الرابعة من أيام السينما الفلسطينية في كولونيا ...
- سطو اللوفر يغلق أبواب المتحف الأكبر وإيطاليا تستعين بالذكاء ...
- فساتين جريئة تسرق الأضواء على السجادة الحمراء بمهرجان الجونة ...
- ورشة برام الله تناقش استخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار ...
- أسماء أحياء جوبا ذاكرة نابضة تعكس تاريخ جنوب السودان وصراعات ...
- أنقذتهم الصلاة .. كيف صمد المسلون السود في ليل أميركا المظلم ...
- جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه
- -الجونة السينمائي- يحتفي بـ 50 سنة يسرا ومئوية يوسف شاهين.. ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحية الدريدي - من مزبلة الأرض