أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمود سعيد - ما وراء الرؤية














المزيد.....

ما وراء الرؤية


محمود سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 23:06
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


ترجمة
محمود سعيد
ما وراء الرّؤية
وصلني ما يأتي بعنوان تغيير الفكرة، ووضع الكاتب ٣-;-٧-;- ثانية لقراءة القطعة، لكني رأيت ترجمتها لأهميّتها واستبدلت العنوان، ولا أرى موجباً لتحديد الوقت:
رجلان في غرفة مستشفى، أحدهما قرب الشّباك، والثّاني بعيد عنه يستلقي طوال الوقت على ظهره، لمرض خطير ألمّ به، وكان يزوره ممرض يسحب المياه الزائدة من رئتيه مدة ساعة في اليوم.
كان الرّجلان يتحدّثان طيلة وقت استيقاظهما من دون توقّف. تحدّثا عن زوجتيهما، واسرتيهما، وبيتهما، ووظائفهما، ومشاركتهما في الخدمة العسكريّة، وعن الأمكنة التي اعتادا قضاء العطل فيها، وكيف كانت الأمور تجري معهما.
بعد ظهر كلّ يوم، يجلس المريض القريب من النافذة وينظر عبرها ويبدأ بوصف ما أمامه لزميله في الغرفة، يصف كلّ شيء يمكن أن يراه. ومن خلال الوصف لما يجري خارج المستشفى، كان الرّجل الثّاني يعيش مع الوصف الحيّ، طيلة تلك السّاعات، شاعراً بأن عالمه يتوسّع، وروحه تنتعش بما يجري في واقع الحياة النشطة الملوّنة في العالم خارج المستشفى. حيث حديقة غناء وبحيرة جميلة، يسبح البطّ في مائها، ويلعب على ساحلها البعجع ، وفيها يبحر الأطفال قواربهم، ويركضون ويلعبون، وفي ممرّاتها يتمشى العشاق الشباب ذراع أحدهم ملفوفة على ذراع الآخر يتبادلون القبل واللحظات الحميمة. كانت الزّهور منبثة في كلّ مكان، بألوان مختلفة، من ساحل البحيرة حتى نهاية الأفق.
في حين كان الرّجل القريب من النافذة يصف كلّ هذه بتفاصيل دقيقة رائعة، يقوم الرجل الثّاني البعيد عن الشّباك بإغماض عينيه متخيّلاً تلك المشاهد الخلّابة. وفي ظهر أحد الأيام السّاخنة وصف الرّجل قرب النّافذة موكباً رائعاً يحتفل بمناسبة ما، والرّجل الثّاني يتخيّل المسيرة الفخمة الجذابة. وبالرغم من أنّه لم يكن يستطيع رؤية أو سماع الفرقة الموسيقيّة المصاحبة لتلك المسيرة إلّا أن وصف رجل النّافذة كان دقيقاً إلى درجة أعتقد أنّه يرى كلّ شيء وهو في مكانه على السّرير، ويسمع الألحان العذبة.
مرّت الأيام والأسابيع والأشهر على هذا المنوال، لكنّ في صباح أحد الأيام، وصلت ممرضة يوم لتتفقّد المريضين فاكتشفت وفاة الرّجل القريب من النّافذة، وبدا أنّه مات بسلام وهو في نومه.
شعرت الممرضة بالحزن، ودعت مسؤولي المستشفى لإجراء اللازم، فجاء من نقل الجثة الهامدة إلى خارج الغرفة. حينئذ لم يضيّع الرّجل الثّاني أيّ لحظة، فبادر بطلب نقله إلى جوار النّافذة. فابتسمت الممرّضة بسعادة وهي تحقّق أمنيته بالتّحول إلى المكان الجديد، والتّأكد من توفير أسباب الرّاحة له. ولم يستطع الرّجل مقاومة الرّغبة التي تتأجج في صدره، بل استند على مرفقه ونظر إلى العالم الحقيقيّ خارج النّافذة. أصيب بخيبة أمل. لم يرَ أمامه إلّا جداراً أصمّاً خاليا من الحياة والزّينة، ومن أيّ صورة. حائط يسدّ الأفق.
عندئذ سأل الرّجل الممرضة عن السبب الذي حمل زميله المرحوم لاختلاق كلّ تلك الأشياء الرّائعة ووصفها بتلك الدّقة؟ فردّت الممرضة وهي تبتسم: إنّ الرجل كان أعمى ولم يكن يرى حتى الجدار. ثم توقّفت، نظرت إليه: ربّما أراد فقط أن يشجّعك على تحمّل الآلام.
النّتيجة:
بإمكاننا تقديم الكثير لجعل الآخرين سعداء، على الرغم من الأوضاع المأسوية الخاصة بنا.
الحزن المشترك هو نصف الحزن، ولكن السعادة تتضاعف عندما يشاركك الآخرون مناسباتك.
إذا كنت تريد أن تشعر بالغنى، عدّد الأشياء التي لا تستطيع أن تشتريها لأنّك لا تملك ما تدفعه لحيازتها.
"اليوم هو هديّة، وهذا هو السّبب يطلق عليه: الوقت الحاضر."
من كتب هذه القطعة غير معروف، لكنّه أراد أن يشعل شمعة في ظلام العالم الوحشي الذي نعيشه.
هل تستطيع توزيعها؟



#محمود_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض الملامح الحضارية


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمود سعيد - ما وراء الرؤية