أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الياس ديلمي - كيف اصبح محمد الها (2)














المزيد.....

كيف اصبح محمد الها (2)


الياس ديلمي

الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 21:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بداية لا بد من تأكيد أنّ محتوى هذا الخطاب ليس موجها للعامة من ذوي التدين الشعبي ولا للدوغمائيين أو هواة النقل الحرفي للماضي دون إدراك فضائه العقلي والنفسي..فهؤلاء متفقون على معرفة النبي محمد، وكأنهم قابلوه مساء البارحة. فهم يعرفون عنه كل شيء. ليس فقط عن أنصاره ومهاجريه وآل بيته وحروبه، بل يعرفون حتى عن طوافه على زوجاته آخر الليل (وعن أم أيمن التي كانت تتبعه بالماء ليغتسل) وعن همساته في فراش السيدة عائشة.
كيف لا؟! وهم يملكون جبالا من المرويّات التي تحكي تفاصيل دعوته وأحاديثه وما سنّه لأمته - حسب زعمهم -. لكنهم للأسف يغمضون عيونهم عن بديهية مزلزلة تقول بأن كل ما يعرفونه عنه، وصلهم عن شخص واحد اسمه محمد بن إسحق، وكل ما يلعقونه أتى من مغرفة واحدة اسمها ابن إسحق.
يقول الكاتب هانس يانسن، أستاذ الإسلاميات في جامعة أوترخت الهولندية "إن كلّ ما في الموسوعات وكلّ المعارف الأكاديمية والتوصيفات الشائعة التي تناولت حياة محمد، سواء في الغرب أو الشرق وبدون استثناء تعود لإبن إسحق، حتى آيات القرآن التي اعتبرت دليلا على أحداث دارت في حياة محمد، هي فقط كذلك، لأن ابن إسحق أوردها وربطها بمحمد، وبعكسه كان يمكن تأويلها بطريقة أخرى".
ثم يضيف: "كل معرفتنا عن محمد أتت من منابع للموروث الإسلامي وهذا أمر يستفزّ المؤرخ الناقد، تماما كالحالة مع يسوع. فهل كان محمد موجودا فعلا؟ إذا كان موجودا حقا، فلمَ لم نعثر ولو على إشارة واحدة (تدلّ عليه) من مؤرخ عاصره، سوريا كان أو عراقيا أرمنيا يونانيا أثيوبيا فارسيا عبريا آراميا؟ .
لحد الآن لم نعثر على خبر عن النبي محمد لكن صمت المراجع غير الإسلامية برأي الباحثين ليس حجة قوية، فلربما كان هناك نقش أو وثيقة أو كتاب ضاع واختفى أثره، في حين ظلّ النبي محمد في وعي المسلمين حيا، وفوق الشك مرفوعا. لحد الآن لم تظهر أية نصوص معاصرة له تحكي قصته. كل ما نعرفه عنه مجرد روايات منمقة أورثها لنا الاوائل ، هذا ما لدينا بدون زيادة أو نقصان. لكن من منا سيعلم بما تخفيه رمال جزيرة العرب؟.
لا شك بأن هذه الأطروحات صادمة ومستفزّة للقارئ، وقد تبدو للبعض غير عقلانية . ان طبيعة العقل النقدي المعاصر الباحث عن أدلة حسيّة توثق له الأحداث والأشخاص، خصوصا أننا في عصر يُطلب فيه ذكر وإثبات مصدر المعلومة، وإلا يُتهم ناقلها بعدم الأمانة العلمية. فالزعم بأن أشخاصا ثقاة عدولا نقلوا الرواية شفهيا وبكل أمانة لم يعد يقنع من عرف آلية السرد الأسطوري والبناء القصصي وتكوّن الميثولوجيا وعلم نفس التاريخ، فالرموز الكبرى لم تترك مذكرات ويوميات كما فعل تشرشل وجوكوف. لقد اختفى المسيح دون أن يترك كتابا (وتبخرت والدته أيضا وصعدت إلى السماء كما تزعم الدوغما) ما وصلنا عنه كان أناجيل من أزمنة لاحقة كتبها آخرون لم يروه قط. وهذا ما حدث مع النبي محمد فهو لم يخط لنا سطرا واحدا، وما وصلنا عنه أتى من أزمنة أخرى ومن رجال قاموا بتلقيمه ما ناسب زمنهم وأحلامهم وشهوتهم...
في لحظات وداعه الأخيرة يخبرنا الموروث أن عزرائيل استأذن خجلا عند دخوله حجرة عائشة، وقابله على إنفراد، وخيّره بين حياة أبدية يملك فيها خزائن الأرض، وبين ملاقاة وجه ربه، فاختار الثانية فقبضه.. هذه الروايات لم يكتبها النبي محمد ولم يُملها على أحد، فلماذا علينا تصديقها؟!



#الياس_ديلمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف اصبح محمد الها (1)


المزيد.....




- إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين
- بزشكيان: القواعد الأمريكية تسعى لزرع الفتن بين الدول الإسلام ...
- الداخلية السورية: خلية جاءت من مخيم الهول وفجرت الكنيسة بدمش ...
- -سرايا أنصار السنّة- تتبنى الهجوم على الكنيسة في دمشق
- خبراء: فلسطين قضية محورية في تجديد الأمة الإسلامية
- مفتي القاعدة السابق يروي تفاصيل خلاف بن لادن والملا عمر
- تفجير الكنيسة يُفجع عائلة سورية.. ومناشدة للشرع
- “ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy ...
- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الياس ديلمي - كيف اصبح محمد الها (2)