أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد محمد حسن - هل تملك داعش فرصة للحياة















المزيد.....

هل تملك داعش فرصة للحياة


رعد محمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4721 - 2015 / 2 / 15 - 00:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل لما يدعى بالدولة الاسلامية (داعش ) فرصة للحياة بعد أن توغلت في ثلث الاراضي العراقية وأعلنت عن قيام دولة الخلافة ؟ وهل تملك هذه الدولة مقومات البقاء ؟ ففي ضوء الاجابة على هذه الاسئلة , يتمكن المواطن من معرفة افاق المستقبل الذي ينتظره . في البدء اذا ما قمنا بتفكيك البنية الاجتماعية لعناصر داعش او ما يسمى بالدولة الاسلامية , لوجدناها بنية هشة , فهي خليط من قوميات متعددة لاكثرمن ثمانين دولة , وثقافات مختلفة , لا يمكن ان تشكل في اي حال شعب متماسك , يتمكن من التعايش على ارض ليست ارضه , وثقافة لا تتقبله , فواحدة من شروط قيام الدولة , ان يكون هناك شعب له لغة مشتركة , وتأريخ مشترك, فيما ان المشترك الوحيد الذي يربط هذا التنظيم هو الدين الاسلامي , وتحديدا تفسيرمتطرف لهذا الدين , يخالف المألوف عند المذاهب الاسلامية الموجودة في البلدان الاسلامية , ان ما جاء به هذه التنظيم من تفسير ما هو الا فكر ظلامي , يعود بالمجتمع الى عصورما قبل الحضارة , لا يمكن ان يقبل من مجتمعات تسعى الى السلم , والتعايش , والقبول بالاخر , وتؤكد على الحريات وحقوق الانسان , اما على مستوى السياسة , فهذا التنظيم يكفر الجميع , من الغرب الى الشرق , و يعادي الاديان كافة , وحتى المسلمين يكفرهم جميعا على مختلف مذاهبهم , الامن بايعهم على ما يدينون به , فلا سياسة لهم تؤهلهم لأقامة علاقات دولية يمكن ان تنشأ مع المجتمع الدولي الذي هو بألاصل يرفض قبولهم , وان من يمدهم بمقومات البقاء انما يستعملهم كمطايا لتحقيق اغراضه , اضافة الى كل ذلك , ان ما يقوم به هذا التنظيم من ممارسات لا يقدم عليها اعتى المجرمين , من قطع الرؤوس ,والتمثيل بالضحايا , واغتصاب النساء , وسبيهن , وبيعهن في الاسواق , وتجنيد الاطفال واستغلالهم في عمليات انتحارية , وهجومهم الوحشي على كل المعالم الحضارية والجوامع والمساجد , وتدميركل معالم للحياة المدنية .
اذن هذا التنظيم لا يملك مقومات الحياة , على صعيد الفكر الظلامي الذي جاء به ,ولا على صعيد السياسة لتكفيره الجميع , ولا على صعيد الممارسة التي تفوق في وحشيتها على النازية بمراحل .
لكن السؤال الملح , من ينفخ الحياة بهذا الكيان المسخ , وما الهدف من ذلك ؟ .ان هذا التنظيم ليس سوى ظاهرة عابرة , صنعت خصيصا لتؤدي دورا محددا ومرسوما بعناية و ومن بعد ذلك يرمى في مزبلة التاريخ تطارده اللعنات.
طبعا لا يغيب عنا الصانع والهدف المطلوب من هذا التنظيم , بالتأكيد الذين اشتركوا في صناعة هذا التنظيم المسخ , هم كثر وكل منهم له اهدافه , وأول هؤلاء الولايات المتحدة الامريكية التي هي من صنعت تنظيم القاعدة في البدء لغرض القضاء على النظام الافغاني الذي كان مواليا للاتحاد السوفيتي في ثمانينات القرن الماضي وبعد ان تم لها اسقاط ذلك النظام استمرت الولايات المتحدة الامريكية في دعم القاعدة بعد ان غيرت وجهتها الى جهة اخرى هي جهة ايران التي اسقطت نظام الشاه واقامت جمهورية اسلامية على المذهب الشيعي وكان الغرض من التوجه الجديد خلق صراع طائفي في المنطقة بعد ان احدثت الجمهورية الاسلامية في ايران اختلالا في التوازن الطائفي في المنطقة , أن ما احدثته الثورة الاسلامية في ايران من مد شيعي كان لابد من مواجهته لما كان يشكل من خطر كبير على دول الخليج السنية وبالتالي الخشية على تأثر امدادات النفط الى الولايات المتحدة الامريكية ودول اوربا مستقبلا فكانت القاعدة هي القوة المضادة لأيقاف التمدد الشيعي بعد ان لبست لبوس الطائفة السنية خاصة بعد ان فشلت الحرب التي اشعلها صدام طيلة ثمانية سنوات من اعادة االتوازن الى ما كان عليه . استمر وضع القاعدة لاحقا على شكل احتياطي تحت الطلب وعند الحاجة ولكنها لم تقبل بهذا الدور فأخذت تتمدد خارج الخطوط المرسومة لها من قبل الولايات المتحدة الامريكية بعد ان احست ان دورها اصبح هامشيا فتمردت على ولي نعمتها بحثا عن دوراكبر فقامت بالتفجيرات المعروفة للسفارات الامريكية وغيرها من اعمال ارهابية في اكثر من بلد واخرها تفجير برجي مركز التجارة العالمي في 11 ايلول والذي دفع الولايات المتحدة الامريكية لشن هجوم على افغانستان واسقاط حكومة طالبان التى تاوي القاعدة وتوفرلها الدعم اللوجستي والغطاء السياسي, وبعد اسقاط نظام طالبان وقيام حكومة جديدة معادية للقاعدة بدعم واسع من تحالف كبير يقف على رأسه الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو لم يرافق ذلك بصورة جدية تجفيف منابع التمويل المالي لتنظيم القاعدة ولا مراقبة التسليح الذي كان يقدم لها فسرعان ما عاد تنظيم القاعدة ليشكل خطرا كبيرا ليس على النظام الافغاني الجديد فحسب انما على الامن الدولي كله .
بعد اسقاط نظام صدام عام 2003 دخلت القاعدة الى العراق من اوسع ابوابه بحجة محاربة المحتل وارتكبت فيه ابشع الجرائم بحق الشعب العراقي المسالم ولم تتمكن القوات الامريكية بما تملك من امكانيات بشرية وتسليحية هائلة من القضاء عليها ويعود ذلك الى عدم جديتها في الحد من التمويل المالي والتسليحي والسياسي الذي كان تنظيم القاعدة يتلقاه من دول كثيرة والذي كان يشكل شريان الحياة للتنظيم و يجري على مرأى ومسمع منها .
ان استمرار الصراع المرير في العراق بين القاعدة والاجهزة الامنية العراقية سنوات طويلة والذي فشل الطرفان في حسمه لصالح احدهما رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدها كل منهما تمخض عن ذلك تنظيم مسخ انسلخ عن تنظيم القاعدة الام والذي اصبح يدعى بالدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش ) .
بعد الولايات المتحدة الامريكية وقفت دول الخليج وعلى رأسها السعودية وقطر في تقديم الدعم المادي والسياسي والتسليح لهذا التنظيم وهذه الدول لها اسبابها ومن هذه الاسباب ان التغيير الذي حدث في العراق لا يروق لها لاعتبارين اولهما ان تجربة اقامة نظام ديمقراطي في العراق وأن كانت في خطواتها الاولى لا يمكن القبول بها على اعتبار ان هذه التجربة كسرت المألوف حيث خرجت عن النظم الدكتاتورية المستبدة في المنطقة في محاولتها لاقامة نظام ديمقراطي مما قد تلقي التجربة الجديدة بظلالها على دولهم . والاعتبار الثاني ان هيمنة الشيعة على الحكم الجديد بات يقلقهم من حدوث صحوة للشيعة الموجودين في دولهم مما يشكل خطرا لا يمكن حساب تداعياته المستقبلية خاصة اذا ما ربطوا ذلك بأرتماء القيادات الشيعية المتنفذة في العراق باحضان ايران وتشكيلهم قوة اقليمية بمقدورها ان تهيمن على المنطقة وهناك شواهد على ما يمكن ان يحدث كما في البحرين والسعودية واليمن اذن لابد من معاداة هذا النظام واسقاطه ان امكن اوخلق المشاكل امامه وتعجيزه عن انجاز مهامه في اسوء الاحوال .
اقتصاديا لم تكن السعودية راغبة ان يعود العراق الى سوق النفط بحجم يوازي امكانياته التسويقية ولا ان تنهض صناعته الوطنية او الزراعة التي تشكل امنه الغذائي , لذا لعبت دول الخليج على هذه الجوانب من خلال توجيه المنظمات الارهابية لتخريب البنى التحتية لمقومات الصناعة وعلى راسها منظومات الكهرباء فيما تتكفل هي باغراق السوق بالبضائع الرخيصة من خلال تقديم التسهيلات لتجار غايتهم الربح على حساب البلد وأيقاف عجلة الاقتصاد من ان تدوربتعطيل الصناعة والزراعة وأبقاء العراق معتمدا على الريع النفطي والذي لا يمكن ضمان استقراره .
هذا هو الغرض الحقيقي لتنظيم داعش انه المطية التي يركبها البعض لتحقيق اهدافه وان اقامة الدولة الاسلامية لم يكن ولن يكن الا احلام مريضة في رؤوس فارغة بالرغم من ان هذا التنظيم البغيض يدنس اراض عراقية طاهرة بسبب فشل الحكومات وفسادها . كما اننا لا يمكن ان نغفل مصلحة اسرائيل في دعم هذا التنظيم الذي قدم لها خدمة لم تتمكن من تحقيقها طيلة صراعها مع الدول العربية وعلى مدى عشرات السنين ان ما قام به هذا التنظيم من دمار هائل للبنى التحتية في العراق وأشغال جيشه في حرب استنزاف دامية وتعميق النزاعات الطائفية بين ابناء البلد الواحد كان بمثابة هدية لأسرائيل لا تقدر بثمن . ان خطر هذا التنظيم لم يعد له حدود وبات ينتشر مثل السرطان مهددا العالم اجمع بما فيها الدول الداعمة له بعد ان خرج عن السيطرة وما جرى اخيرا من جريمة ارهابية في فرنسا بالاعتداء على احدى الصحف الفرنسية ومقتل عدد من كادرها وقل الطيارالاردني حرقا اضافة الى العديد من الرهائن الامريكان والفرنسيين واليابانيين الذين تم ذبحهم كل هذا ايقض العالم الى حقيقة هذا التنظيم الوحشي والذي لا يمكن الا التصدي له من خلال دعم القوات الموجودة على الارض وتجفيف منابع التمويل المالي ومنع تجنيد عناصرجديدة من الالتحاق به . ان مهمة هذا التنظيم انتهت وعليه ان يختفي الى الابد . ان ذلك لن يطول والنهاية لن تتأخر وان غدا لناظره قريب . لكن الولايات المتحدة الامريكية لن تتردد يوما ما من صناعة مطايا جدد اذا ما تطلبت مصلحتها ذلك .



#رعد_محمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذمة المالية لكبار المسؤولين
- ازمة الكهرباء قرار سياسي
- لنستمع الى صوت الشعب


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد محمد حسن - هل تملك داعش فرصة للحياة