قصة بنت الفلاح والقزم ...ايران أنموذجا

سعد العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 4721 - 2015 / 2 / 15 - 00:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يحكى ان فلاحا في قديم الزمان ادعى ان ابنته تستطيع تحويل القش الى ذهب وعندما سمع الملك بذلك طلب مقابلة ابنة الفلاح ليرى صدق ذلك ..وضع الملك ابنة الفلاح الجميلة داخل غرفة مملوءة بالقش وقال لها حولي هذا القش الى ذهب وان لم تفعلي سأعاقبك عقابا شديدا .
في غرفة القش ظهر القزم فجأة وقال لابنة الفلاح سأحول القش الى ذهب خلال ثلاثة ايام ولكن في كل يوم يجب ان تعطيني هدية .. اعطته في اليوم الاول قلادتها الجميلة .وفي اليوم الثاني اعطته خاتمها ولكن في اليوم الثالث لم تجد ما تعطيه للقزم الذي اشترط عليها ان تعطيه اول اطفالها عندما تتزوج فوافقت بحزن شديد..
كان الملك سعيدا بالذهب فتزوج بنت الفلاح وبعد سنة ولدت له صبيا جميلا ولكنها تذكرت شرط القزم فحزنت حزنا شديدا .وعندما عاد القزم ليأخذ الصبي قالت له خذ كل ما املك من الذهب على ان تترك لي ابني ولكن القزم رفض ذلك ثم عاد ليقول لها اوافق على ترك ابنك ان تذكرتي اسمي, حاولت الملكة ان تتذكر اسم القزم ولكن دون جدوى..
في المساء جاء ساعي البريد ليقول لها انه سمع القزم يرقص في الغابة ويقول ان اسمي رامبل ..اسمي رامبل، عندما جاء القزم قالت له الملكة هل اسمك رامبل؟؟خاف القزم وضرب قدميه في الارض بقوة واحدث حفرة كبيرة وقع فيها ولم ير منذ ذلك الحين...انتهت القصة
والان اذا اردنا ان نقارن القصة بواقعنا الحالي تجد اوجه التشابه متطابقة تماما فما اشبه القزم بإيران وما اشبة ابنة الفلاح بالشعب العراقي (الشيعة) وما اشبه الملك بالحكومة العراقية ؟؟؟اما القزم كيف استغل ابنة الفلاح المسكينة وسلب منها قلادتها وخاتمها الجميلتان وكيف اقتنعت هي والملك ان القش قد تحول الى ذهب فلو كان القزم فعلا يستطيع ان يحول القش الى ذهب لما اخذ القلادة والخاتم الذين لم تمتلك الفتاة سواهما ولم يكتفي بذلك بل ارد ان ياخذ منا طفلها لولا ان ساعدها ساعي البريد وذكرها باسم القزم .وهل الشعب العراقي اصبح كهذه الفتاة المسكينة يصدق بان ايران جاءت لتساعد العراق وتدافع عن المقدسات وعن العراق وهل فعلا ان ايران جاءت لتحارب الارهاب وهل نسى الشعب العراقي من هي ايران وما هو ماضي ايران وماحقيقة ايران ..ايران صاحبة الحرب الثمان سنوات هذه الحرب الطاحنة التي احرقت الاخضر واليابس وقتلت الاف العراقيين هذه الحرب التي قال عنها الخميني حين وقع على قرار وقف اطلاق النار( اشعر كأني اتجرع كاس السم )والان ماحدا عما بدا اصبحت ايران مدافعة عن العراق وما دفاعها الا من اجل السيطرة على العراق ونهب خيراته كما وصف السيد الصرخي يقول سماحته في جواب له على سؤال وّجه لسماحته بخصوص طبيعة الصراع في العراق بتاريخ 5/ 2 / 2015 م , وهو بعنوان (صراعات وحرب طائفية في العراق ) :
{... واهمٌ جدا من يُنكر وجود تقاتل طائفي وحرب طائفية في العراق ، والمؤكد جدا أنه يجري في العراق ألان كل أنواع وعناوين النزاعات والصراعات منها : صراع المنافع وصراع النفوذ وصراع البقاء وصراع التسلط والانتقام وصراع القبلية والمناطقية وصراع الطائفة والقومية وصراع الفكر والدين والأخلاق ، وفوق كل ذلك والمؤسِّسُ والداعِمُ له هو صراع الإرادات بين دول توسّعية مُحتَلّة تريد أن تَقْضِمَ العراقَ وخيراتَه وكلَّ دولِ المنطقةِ وخيراتها...}. اذن ايران تريد انت تقضم العراق وخيراته فهي لن تحول القش الى ذهب فلو كانت كذلك لما احتلت ابار فكة وضمتها الى اراضيها ولما قطعت المياه عن الاراضي العراقية وما حربها في العراق الا من اجل الانتقام والثأر ..وهل سيتذكر الشعب العراقي (ولا اقصد كل الشعب العراقي قد اظلم الجميع لكن اقصد الشيعة ممن تعاطف مع ايران) اسم وحقيقة ايران ام سينتظر ساعي البريد حتى يذكره فها هي ايران ترقص في الغابة وتقول ان اسمي ايران ان اسمي ايران ..
اما الملك الطامع الذي تزوج بنت الفلاح ليس حبا لها بل طما في الذهب رغم المنصب والجاه والقصر والاموال لكنه لم يقتنع كما هو حال حكومتنا الحالية التي لم يملاء عيونها الرواتب والمنصب والمخصصات بل طال طمعها وجشعها لتسرق ميزانية الشعب ميزانية عام2014ونصف من ميزانية 2015 فهي اي الحكومة يشملها قوله تعالى: (وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى)وقوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئاً وَأُولَـئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ)
وفي نهاية المطاف ستسقط ايران سواء تذكر العراقيين اسمها وحقيقيتها ام لا لانها حفرت حفرتها بيدها كما وصفا المرجع العراقي السيد الصرخي في لقاء له على وكالة اخبار العرب : اما لماذا تسمح اَميركا لإيران بقيادة المعركة في العراق فببساطة لاَنَّ اميركا هنا تفكر بذكاء نسبيّ أمّا ايران فتفكيرُها يسودُه الغباءُ عادةً فوقعت في فخ اميركا التي اوقعتها في حرب استنزاف شاملة لا يعلم الا الله تعالى متى وكيف تخرج منها ، ومن هنا فان أي تنسيق بين اميركا وايران فهو تنسيق مرحلي مصلحي لابد ان يتقاطع في اخر المطاف.

#سعد_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات