أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد سمير - قواتُ مكافحةِ الأحِبَّة














المزيد.....

قواتُ مكافحةِ الأحِبَّة


احمد سمير

الحوار المتمدن-العدد: 4719 - 2015 / 2 / 13 - 19:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بما أن تشكيلات الأمن في بلادنا أصبح لا حصر لها ويمكن استحداث أي قوة لمكافحة أي شيء قد يشكل تهديداً وان كان ذلك التهديد معنوياً ويخص فرضاً معيناً أو حالة خاصة، إلا أن ذلك الأمر جاء نتيجة الأحداث الأمنية التي مرت على العراق وأخرُها داعش الذي سَيطر على مساحات كبيرة من الأراضي الواقعة في الشمال والغرب من البلاد لتكون آخرَ تلكَ الدعوات تأسيسُ حرسٍ وطني ٍ للمحافظات يضافُ للعديد القوات المسلحة.

فالخوف من فقدان المزيد من الأراضي ليس هو ما دفع البعض لتشكيل قوات جديدة فهناك من يطالب بتشكيل قوةٍ لعدم فقدانِ الانتماءاتِ الفكرية للأشخاص الذين يعيشون في بعض المناطق وهو ما جعل بإمكانِ الحكومات المحلية بل وحتى المركزية أن تستحدثَ أيَ قوة عسكرية لمكافحة أي تهديدٍ أو خطر؟؟؟؟، لكن هل بالإمكان استحداث ُ قوة لمكافحة الأحِبَّة الذين يتبادلون الحب والتهاني والهدايا ومنعهم من التعبير عن مشاعرهم؟؟؟ لاسيما في يوم "الفالنتاين" عيد المحبين فهو يومٌ خطيرٌ جداً يجب فيه نشرُ قواتِ مكافحةِ الأحِبَّة في الشوارع لمنع أي ملامحَ للاحتفال بنظر بعضهم.

هذا الأمر قد يكون ممكناً في مجلس محافظة النجف، ليس في الوقت الحالي فقد اكتفى مجلسُها بتوجيه شرطة المحافظة بمنع "الظواهر السلبية" والتي لم يحددها أو يسمها حتى، ولم يبين ما هي تلك الظواهر السلبية التي يجب أن تمنعها الشرطة، لكن في السنوات القادمة قد يكون بعض أعضاء مجلس النجف قد وصلوا إلى قناعة كاملة بضرورة تأسيس قوة مكافحة خاصة لعيد الفالنتاين والأعياد الأخرى غير الدينية في المحافظة.

تأخذ تلك القوة مسؤولية منع ملامح الفرح والاحتفال في عيد الفالنتاين، لانه عيد مستورد وبما اننا بلد لا يحب الاستيراد ونعتمد على جهودنا الفردية في توفير احتياجاتنا لذلك كيف لنا أن نتقبل فكرة استيراد أفكار الأعياد من الغرب، وتقوم القوة المكلفة باعتقال أي محب أو حتى محتفل "سلبي" بحسب رأي مجلس النجف، لكن ثمة سؤال هنا .. كيف من الممكن أن تميز تلك القوة المشتبه به إن كان سلبياً أم ايجابياً؟؟؟؟؟، الحل قد يكون عِبرَ حَملِ أفراد القوة أقطاب مغناطيسية موجبة القطب... لأنها إذا حَمَلت القطب السالب سينفر منها المحتفل السلبي وإذا نفر منها ابتعد وبالتالي أصبح من الصعب على أفراد القوة إمساكه، أما القطب الموجب فسيجذب المحبين إليهم بمجرد المرور بالقرب منهم ويستطيعون إمساكه من دون جهد، وهي نظرية فيزيائية أمنية فلسفية شاملة لكل العلوم والأفكار الحياتية كما حالُ شهادات بعض أصحاب القرار، ويمكن أن نطلق على تلك الفكرة نظرية العباقرة.. فالعبقرية في اتخاذ القرارات لا تقل شأناً عن العبقرية العقلية في مجال العلوم المختلفة.

نعود إلى الفالنتاين بما أننا خرجنا كثيراً عن وحدة الموضوع وسياقاتهِ لكن الأمر يتطلب أن نستقرأ ونتوقع ونتخيل الواقع ونحنُ نعيشُ في واقع ٍ أشبه بالخيال فلا شيء فيه مستحيل، لذلك قد يجد بعض عشاق النجف في قرار مجلس المحافظة تجاوزاً كبيراً على مشاعرهم وتقيداً واضحاً لحرية التعبير التي كفلها الدستور في مواد مختلفة وأبرزها المادة السادسة والأربعين والمادة السابعة والثلاثين ثانياً، والمادة الثانية والأربعين لذلك فمظاهر الاحتفال في النجف ولاسيما احتفال الفالنتاين ستمنع من الممارسة ويمكن للمحبين مبادلة التهاني الهاتفية والاعتماد كذلك على الانترنت في رؤية الحبيب أو الحبيبة وهو أمر في غاية التعقيد.

واستغرب هنا قرار مجلس النجف هذا وأتساءل ما إذا كان الاحتفال هو المقصود أم المواطن... فمنعُ الاحتفال لا يعني السيطرةَ على عقول المواطنين في العيش بحرية لكنه قد يرغِمَهُم على فكر معين يعتقدهُ أصحاب القرار، فلكل إنسانٍ الحقَ في التفكير بالطريقة التي يرغب بها والتي كـَفـِلها له الدستور، واختـَتِمُ قولي بكلمات من قصيدةٍ لنزار قباني عنوانها "اعنف حب عشته" ويقول فيها : تلومني الدنيا إذا أحببته.. كأني أنا خلقت الحب واخترعته .. كأنني على خدود الورد قد رسمته... تلومني الدنيا إذا.. سميت من أحب .. أو ذكرته.. كأنني أنا الهوى.. وأمه .. وأخته...
واضيف لتلك القصيدة: تلومني الدنيا اذا حرمته .. قيدته او احتجزته.. سيبقى فكره حراً مهما اسْـتَـغْـفَـلَـتَـهُ.



#احمد_سمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اهتزت الأرض وتشققت.. كاميرات مراقبة ترصد لحظة وقوع زلزال عني ...
- البلوغ المبكر: ما أسبابه، ولماذا يمكن أن يكون خطراً على الأط ...
- بعد درعا.. تكثيف المباحثات الإقليمية وواشنطن تدعو رعاياها إل ...
- إيران تنفي صحة الأنباء حول إخلاء سفارتها في دمشق
- أوكرانيا تتسلم دفعة ثانية من مقاتلات -إف-16- من الدنمارك
- تأسيس حزب جديد في مصر يثير التفاعل.. وإعلامي شهير يعلق على م ...
- افتتاح نوتردام في باريس.. لقاء محتمل بين زيلينسكي وترامب
- إعادة الإعمار وانتشار الجيش اللبناني... ميقاتي يترأس جلسة وز ...
- الجيش الإسرائيلي يرسل قوات إضافية إلى الحدود مع سوريا استعدا ...
- وزير الدفاع الهندي يزور روسيا لتدشين فرقاطة جديدة ستتسلمها ب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد سمير - قواتُ مكافحةِ الأحِبَّة