أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فادي خير - الله لا دخل له بما يحدث في مصر و دور الكنيسة القبطية














المزيد.....

الله لا دخل له بما يحدث في مصر و دور الكنيسة القبطية


فادي خير

الحوار المتمدن-العدد: 4719 - 2015 / 2 / 13 - 09:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا المقال موجه للاقباط المسيحيين الذين يرون إن مصر لن تسقط ابدا و دليلهم على هذا هو الاية الشهيرة الواردة في أشعياء اللي بتقول "مبارك شعبي مصر".

اتعجب جدا من هذا التفكير لإني أرى انه لا يمت للفكر المسيحي السليم بأي صلة بل و اري إن الكنيسة المصرية تاهت و بعدت عن أداء مهمتها الأساسية و هي دعوة الخطاة للتوبة و اصبح دورها تخدير الناس بكلام يبتعد عن الايمان المسيحي السليم الذي سلمه لنا المسيح شخصيا.

منذ فترة ليست بقليلة و أنا ابحدث و ما مازلت ابحث و اطلب المعرفة حتى أفهم ما يحدث حولي و خاصة داخل الكنيسة المصرية التي تحتل مكانة كبيرة في قلبي لإني ابن لها و تربيت فيها كثيرا و لكني مع الوقت اكتشفت إن دور الكنيسة تحول من دور ديني إلى ادوار اخري كالدور الاجتماعي الذي أثر بطبيعة الحال على دور الكنيسة الروحي بالاضافة للدور السياسي اللي موجود من زمان و لكنه لم يكن ملاحظ بشدة إلا في الفترة الأخيرة كما يعلم الجميع.

حتى افهم ما يحدث حولي قررت إني اقرأ تاريخ الكنيسة المصرية كما قررت إني أحاول الربط بين ما حدث في الماضي و ما يحدث حاليا و ربط التاريخ و الواقع بما قاله المسيح و الرسل في الكتاب المقدس و وجدت إن ما يحدث حاليا لا يختلف كثيرا عن ما حدث على مر العصور المختلفة في الكنيسة المصرية.

مؤخرا بدأت في قراءة كتاب لابونا متى المسكين عنوانه "الكنيسة و الدولة" و وضح لي الكتاب الصورة بطريقة اوضح حيث انه شرح لي دور الكنيسة الأساسي, و هو دعوة الخطاة للتوبة و كيف تعارضت الخدمات الاجتماعية للكنيسة مع دور الكنيسة الأساسي و استطعت ان افهم اكثر ما يحدث حولي في الكنيسة المصرية.

بكل اختصار يقول ابونا متى المسكين إن المسيح شرح بكل وضوح دور الانسان عندما قال "اعط ما لقيصر لقيصر و ما لله لله" المسيح فصل تماما بين حياة الانسان في الدولة و دور المواطن في دولته و واجبات الانسان تجاه ربه و هذا المعني للاسف اختفى بدرجة كبيرة بين اغلبية المسيحيين و يقول ابونا متى المسكين إن السبب هو ابتعاد الكنيسة عن دورها الأساسي و هو دعوة الخطاة للتوبة كما قال المسيح "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى ما جئت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة" كما اعطانا مثل الراعي الصالح الذي ترك التسعة و تسعين خروف و خرج ليبحث عن الخروف المئة الضال.

الكنيسة للاسف ابتعدت عن أداء دورها عندما قررت أداء ادوار مختلفة و بعدت عن الدور الأساسي و كما يقول ابونا متى المسكين, فإن بداية ابتعاد الكنيسة عن دورها كان مع الملك قسطنطين و استعانة الكنيسة القديمة بالملوك في ادارة شؤونها و منذ ذلك الحين و نحن نري انحراف عن أداء دور الكنيسة و مع كل انحراف, يقل دور الكنيسة الروحي و يبتعد الناس اكثر عن المسيحية الحقيقية و اصبح المسيحيين المتديين شبه الفريسيين أيام المسيح. الفريسيين أيام المسيح كانوا جماعة متشددة تحافظ على كل العادات و التقاليد اليهودية الصعبة و تري إنها تملك الحقيقة لانهم يحفظون كل ما قيل لليهود قديما و لهذا كانوا الد أعداء المسيح حينما بدء عمله التبشيري و تصحيح المفاهيم الخاطئه التي كانت سائدة بين اليهود في عصره. من وجهة نظري الوضع لا يختلف حاليا بين اغلب الاقباط المتديين و تحولت الكنيسة بالنسبة لهم لمخدر يخدر عقولهم و يعدهم بالبركات و يستشهد بآيات من الكتاب المقدس حتى يغيب عقول المسيحيين إن الخلاص الأرضي قادم قريبا كما قال البابا تواضروس قبل استفتاء الدستور إن النعم تزيد النعم في محاولة منه لاقناع المسيحيين إن القادم أحلى على يد النظام الحالي و وصل بالكنيسة الحال ان يفسر كاهن آية في الكتاب المقدس على إن الله ارسل السيسي ليخلص مصر.

اغلب المسيحيين الذي يؤمنون إن مصر لن تسقط أبدا يرون إن الحل الوحيد هو الصلاة و الصلاة فقط و أنا اقف مندهشا امام هذا الرأي لإني أؤمن تماما إن الله لا دخل له بما يحدث في مصر و إن ما يحدث في مصر هو نتيجة طبيعية لأفعال النظام الحاكم و رد فعل المصريين لما يحدث في بلدهم و احب ان اضع بعض النقاط حتى اوضح وجهة نظري هذه:

- المسيح شخصيا لم يعد الناس إن ملكه ارضي بل اوضح تماما الفصل بين علاقة الانسان بـالدولة و علاقته بالله.
- مصر على مدار العصور المختلفة مرت بظروف و مجاعات و كوارث انسانية كثيرة و أكيد كان المصريين يصلون كما نصلي نحن حاليا و لكن الصلاة لم تمنع حدوث الكوارث سابقا و حاليا و لاحقا لأن بكل بساطة هذه الكوارث من فعل البشر
- مصر لا تختلف شيئا عن بقية دول العالم و مش معنى إن هناك آية تتكلم عن مصر, فهذا يعني شيئا لأن الكتاب المقدس مليء بالآيات التي تمدح في اسرائيل و هـا نحن نرى حال فلسطين حاليا و خرابها.
- الله يساوي بين كل البشر, فمصر ليست في مكانة أعلى من أي دولة اخري كما يريد إن يدعي البعض بل إني اتعجب من هذا الادعاء الذي اوصل البابا تواضروس ان يقول إن العالم في يد الله ولكن مصر في قلب الله. من قال إن الله غير عادل يفضل نوع معين من البشر على نوع آخر؟؟ ما الفرق بين الأفغان و السودانيين و السوريين و العراقيين و المصريين؟ أليس الجميع يخصون الله؟؟ من قال إن هناك طائفة اهم من غيرها عند الله؟؟ ما الفرق بين من يقول إن المصريين مميزين عند الله و اليهود الذين يرون انهم شعب الله المختار؟
- الله لم يمنع أي حرب من حدوثها أو تدخل في أي قرار يأخذه أي إنسان و لم يمنع أي ديكتاتور ان يبيد الالاف من ضحاياه بل بالعكس الله اعطي كل إنسان عقل كامل و ارادة كاملة حتى يقرر ما يفعله و يكون مسؤول عن كل قرار يأخذه.

اعلم تماما إن كلامي لن يقنع كثيرين و لكني متفهم تماما لهذا و مثلي الاعلي هو المسيح شخصيا الذي لم يقل أي كلام خاطئ في حياته و لكنه كان يعمل إن الكثيرين لن يقبلوا كلامه و يقول الكتاب المقدس عن المسيح "إلى خاصته جاء و خاصته لم تقبله", فإذا كان المسيح شخصيا لم يقنع الجميع, فأين يكون كلامي بالنسبة للناس؟



#فادي_خير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فادي خير - الله لا دخل له بما يحدث في مصر و دور الكنيسة القبطية