أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إباء حويجة - لا للعنصرية لا لبيغيدا لا للقوميات لا للنازية














المزيد.....

لا للعنصرية لا لبيغيدا لا للقوميات لا للنازية


إباء حويجة

الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 08:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يبدو أن "مظاهرات الاثنين" التي اشتهرت بين عامي 1989-1990 احتجاجا على حكومة جمهورية ألمانيا الديمقراطية، والتي أدت لاحقا إلى سقوط جدار برلين وتوحيد ألمانيا، قد بدأت تستعاد، ولكن هذه المرّة على يد حركة "وطنيون اوروبيون ضد أسلمة الغرب"، المعروفة باسم "بيغيدا". لم تكتف "بيغيدا" باستعمال نهار الاثنين فقط، بل استعانت أيضا بشعار "نحن الشعب" الذي كان يردد حينها كناية عن إرداة الشعب في الوحدة؛ أما الآن فقد فصّل الشعار على مقاس "بيغيدا"، فالشعب هم الألمان فقط، وأي شخص آخر غير مرحب به". هكذا يتم استحضار كل شعارات وتظاهرات الثمانينات من قبل أنصار "بيغيدا" ليتم تحوير المضمون والأهداف أيضا.

لمحة عن "بيغيدا"

بدأت هذه الحركة بالنمو بشكل ملحوظ أواخر عام 2014 في المدن الألمانية. وقد نظمت العديد من المظاهرات المعادية للاجئين والمسلمين، وقد تجاوز عددهم الآلاف في بعض المدن، أبرزها مدينة دريسدن، في حين لم يتجاوز عددهم الـ 300 شخص في مدن أخرى كبرلين.

أما عن الأسباب التي تجعل من مدينة "دريسدن" دون غيرها مركز قوة لحركة "بيغيدا"، فيشير البعض إلى عدة أسباب، الأول هو أن نسبة المهاجرين الجدد واللاجئين في دريسدن 3% أي الأقل مقارنة ببقية المناطق الألمانية. والسكان هناك غير معتادين على وجود "الغرباء" على حد قول إحدى المتظاهرات. أما السبب الثاني فيرتكز على قوة الأحزاب اليمينية وقدرتها التنظيمية إذا ما قورنت بالأحزاب اليسارية وفاعليتها هناك. فالنازيون الجدد ينشطون بشكل فاعل في "دريسدن" ويواظبون على الحشد. كما أن هناك سبب آخر، تاريخي، لكون هذه المدينة تشكل مركز الثقل الأساسي لحركة "بيغيدا"، حيث تعرضت المدينة إلى تدمير شبه كامل خلال الحرب العالمية الثانية، وخلال فترة الحكم السوفياتي تم تهميش الحركة النازية في المانيا الشرقية مع انعدام حملات التوعية لمخاطر الأفكار النازية والفاشية. وبعد الوحدة بين الألمانيتين انتقلت أغلب الأعمال والصناعات إلى الجزء الغربي من ألمانيا مما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة في الجزء الشرقي وبالتالي إلى اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء.

تشهد مدينة "دريسدن" هجمات متكررة يشنها عنصريون على اللاجئين. أبرزها كان في 13 كانون الثاني/يناير حين وجد بعد انتهاء مظاهرة "بيغيدا" الشاب الأريتيري خالد ادريس البحري مضرجا بدمائه في باحة سكن اللاجئين مع شعار للنازية على الجدران وجملة "سننال منكم جميعا".

والجدير بالذكر أن شرطة المدينة لم تكتف بالصمت حيال الحادثة بل ادعت انها لم تعثر على أي شيء مثير للاهتمام ونفت معرفتها بوجود الطعنات والدماء كما نكرت وجود الشعارات التي خطت على الجدران.

وتعليقا على الحادثة يقول بينيديكت، أحد المناهضين لـ"بيغيدا"، أن "العديد من سيارات الشرطة في دريسدن ترفع العلم الألماني المميز لمناصري بيغيدا وكأنهم يقولون لهم: "نعم نحن نناصركم".

أمام هذه الأحداث لم يقف مناهضو العنصرية والفاشية في ألمانيا مكتوفي الأيدي. فهم يتصدون كل نهار اثنين لانصار "بيغيدا" فيمشون بالآلاف في مظاهرات مضادة وتعلوا أصواتهم مرددة "لا للعنصرية لا لبيغيدا لا للقوميات لا للنازية".

"ألمانيا ليست للألمان فقط، كما يعتقد النازيون ومناصرو بيغيدا، بل هي لكل من يريد العيش فيها"، تقول فابيا، فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها الـ14 عاما، ثم تضيف "عقب الأعمال الإرهابية في فرنسا والتي استهدفت جريدة "شارلي"، وقفنا دقيقة صمت في المدرسة، شعرت حينها أنني أريد التعبير عن مواقفي أكثر حيال جميع الأحداث التي تجري في المنطقة، لذلك أنا هنا اليوم في هذه المظاهرة".

في حين أن سيدا، إحدى المتظاهرات تقول "علينا أن نتظاهر جميعا في حال أراد أحدهم مصادرة حريتنا أو حقوقنا علينا أن نتظاهر وندافع عنهما. جميعنا متساوون بغض النظر عن العرق، الدين، العادات أو التوجه الجنسي ومطلبنا واحد هو صون هذه الحريّات".

"نريد مجتمعا بلا حدود، مجتمعا يقف ضد التحريض وضد تجريم الناس بسبب أصولهم أو دينهم أو حياتهم أو بسبب مركزهم الإجتماعي، علينا الاستمرار في مناهضتنا للعنصرية، الإستمرار هو الذي يمنح لحركتنا القوّة، على هذه الحركة أن تكون ناشطة وفاعلة في المجتمع، فالمسألة مسألة وقت قبل أن يبدأ العنصريون محاولاتهم للحشد في برلين أيضاً". بهذا التحريض الدعائي يدعو منظمو المظاهرات الناس للمشاركة الضاغطة لمحاصرة الحركة العنصرية.

في الوقت الذي يتظاهر فيه الطرفان، طلبت الحكومة الألمانية من المواطنين عدم التظاهر مع "بيغيدا" إلا أنها لم تقم بأي خطوة جدية لوقف بث هذه الافكار أو للحد من انتشارها في المجتمع.

أما عن وسائل الإعلام في ألمانيا فالآراء مختلفة تجاه دورها في تغطية الأحداث، فبعض المتظاهرين يرون أنها تعاطت بطريقة سلبية مع الأحداث وذلك بربط كل فعل إرهابي بالإسلام والمسلمين، كما أنها تسلط الضوء على نشاطات حركة بيغيدا، في حين تهمش المظاهرات والحركات المضادة لها. فيما يرى البعض الآخر أن أغلبية الصحف الألمانية حتى اليمينية مناهضة لتنظيم بيغيدا بإستثناء صحيفة بيلد.

موقف الحكومة الألمانية ليس مستغربا، فهي ككل الحكومات الأخرى تستفيد من الانقسامات الحاصلة بل وتغذيها. كذلك الأمر بالنسبة للإعلام الذي غالبا ما يكون أداة بيد الطبقة الحاكمة. ولكن موقفهما غير هام لأن الحلول لا تقدمها هذه الأجهزة. الحل هنا، في الشارع، مع المتظاهرين الذين يؤمنون بأن "لكل إنسان الحق في العيش في مكان آمن وبأن لا حاجة للحدود التي تقسّم العالم، لأن اختيار مكان العيش هو حق، وعلينا الدفاع وحماية هذا الحق بكل الوسائل الممكنة".






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أشهر معالم البتراء..صور تخطف الأنفاس لسماء الليل في الأردن
- نقص حاد في المساعدات وتعثر في المفاوضات واستمرار غارات الجيش ...
- سوريا: وزارة الدفاع تعلن بدء انتشار الجيش في السويداء عقب اش ...
- ماكرون يريد أن يجعل من فرنسا قاطرة الدفاع الأوروبي
- مشاركة مثيرة للجدل لإندونيسيا في العرض العسكري بفرنسا... و-ح ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي: إخفاق جهاز الخدمة السرية مسؤول عن محاو ...
- كيف يحصل -التعاقب البيئي- بعد حرائق الغابات؟
- تغير المناخ يسرّع ذوبان أنهار الجليد بجبال الإنديز
- الرابح والخاسر في اتفاق الكونغو ورواندا برعاية واشنطن
- الخارجية الإيرانية: بعد الهجوم على منشآتنا النووية السلمية ل ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إباء حويجة - لا للعنصرية لا لبيغيدا لا للقوميات لا للنازية