أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فراس حج محمد-فلسطين - عبلة جابر تدخل -بأيلول الغياب المر- لتصير صوت فلسطين














المزيد.....

عبلة جابر تدخل -بأيلول الغياب المر- لتصير صوت فلسطين


فراس حج محمد-فلسطين

الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 18:29
المحور: الادب والفن
    


لا بدّ للحلم من بداية أجمل

جمعتنا ندوة الخليل الثقافية في أحد الاجتماعات الشهرية للندوة منذ سنة تقريبا، واظبتُ على حضور اللقاءات وتقديم القراءات النقدية، وعبلة تغيب شخصا، لكنها تبقى حاضرة في النفوس والعقول، فيذكرها الأصحاب والأصدقاء كلّ لقاء، ويثنون عليها شاعرة وناقدة وباحثة، إذ كانت تعد لنيل درجة الماجستير، فقد كان يشغلها العلم والتكنولوجيا، إذ تدور رسالتها العلمية في فلك التكنولوجيا!
خلال ذلك اللقاء الوحيد الذي التقيتها به، كانت تجلس بين الجميع، إخوانها وأخواتها، تستمع جيدا لما دار من حديث، ولم تقاطع أحدا حتى وإن لم يتفق مع رأيها، تستأذن لتلقي مداخلتها بثقة وقوة، وإذ بها تفاجئني بما قالت، فلم تمدح كاتبا ولم تقدح فيه كذلك، وإنما قدمت وجهة نظر، ربما كانت موضوعية، وربما لم أفهمهما حينها كما يجب، إذ كانت تفتش بين الكتب والمنشورات عن شيء خاص، شيء مدهش، شيء يسحبك من ذاتك ويسرقك إليه لتصلب نفسك في ذلك النص أو ذلك الكتاب!
كانت تعيب في مداخلتها تلك الأدب المتسرع، أو ما أحبت أن تطلق عليه "أدب الفيس بوك" الأدب الذي ربما لم تعده أدبا، وإنما لا يتعدى أن يكون جملا مقطعة من هنا وهناك تنشر بمزاج كاتبها، فكيف بها تصبح في كتاب؟ لقد فتحت عبلة جابر حينها العين والفكر على ذلك المكتوب على جدران الفيس بوك، هل فعلا يحسن بنا أن نسميه "أدبا"، أم نسميه "أدبا فيسبوكياً" أم "أدبا إلكترونيا" فيكون له ملامح خاصة وسمات خاصة؟ كما كنت قد كتبت سابقا حول ذلك!
ناقشت الشاعرة والناقدة والباحثة عبلة جابر حينها نقاشا قصيرا، متجاوزا ملاحظاتها، ولكن تلك الملحوظات جعلتني أتساءل عن جدوى مثل تلك النصوص الإشكالية، وتلك الكتب الخارجة من حمأة النشر الإلكتروني على الفيس بوك!
لم نلتق معا ثانية بعد ذلك اللقاء، ولم نكن صديقين افتراضيين، مع أن اسمها لم يغب عن البال، وزاد من حضور اسمها صداقة أبيها الشخصية ولقائي به في ندوة الخليل السيد غسان جابر، إذ كان يتمتع بشخصية قوية ولبقة، ومعشر لطيف ودماثة خلق تجعله يدخل القلب سريعا، تذكرت ابنته عبلة التي كانت تتابع دراستها، ليعلن أبوها بعد فترة ليست بالقصيرة عن موعد مناقشتها لبحث درجة الماجستير، لتكتمل الصورة الآن، أب وابنته تربطهما سمات الحضور القوي وإن اختلفا في تجليات تلك القوة، ولكنهما أصل وفرع يكملان الصورة بكل مودة ومحبة!
لم أكن على دراية أن عبلة جابر بهذا المستوى الراقي من صياغة الشعر وتدبيجه، إذ لم يصدف يوما أن قرأت لها على جدران ندوة الخليل الثقافية الفيسبوكية أو في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية، وعندما أعلن عن أنها دخلت المنافسة مع شعراء عرب كثيرين في مسابقة "أمير الشعراء" ومع محكمين كبار ونقاد وأكاديميين يشار لهم بالبنان، أدركت كم كانت تخفي عبلة نفسها، أو كم كانت تعمل بصمت وتكتب بصمت حتى غدت بهذا المستوى الذي أهلّها لتكون ضمن الثلاثمائة شاعر، ومن ثم ضمن ثلة قليلة من الشعراء المميزين، حيث خطت خطوة أخرى لتكون ربما ضمن من سينشدون الشعر في مسرح "شاطئ الراحة" في أبو ظبي! وزاد الأمر هيبة وجلالا واستشعارا بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها، أنها هي المشارك الوحيد من الشعراء والشاعرات التي ستمثل بلدنا فلسطين، هذا البلد المنكوب الذي لم يستسلم للظروف وظل متناغما مع إخوانه في الوطن العربي في كل الأنشطة الثقافية والفنية وفي البرامج كافة، لتكون عبلة جابر سفيرة الشعر إلى عالم الجمال والموسيقى كما كان تميم البرغوثي وكما كان بالأمس القريب الفنانون هيثم الخلايلة ومنال موسى ومحمد عساف محبوبي العرب من المحيط إلى الخليج!
إن هذه المهمة التي تقبل عليها الشاعرة عبلة جابر مهمة جليلة، تندرج في باب المقاومة وإثبات الذات الموجوعة أنها ما زالت تشعر بالحياة وتحب الحياة رغم أنف الاحتلال والبؤس واليأس، وكما قالت الشاعرة عبلة في قصيدتها التي أجازتها لجنة التحكيم بالإجماع (أيلول يدخل في الغياب المرّ): "يروي حكاية حلمنا: شوق الحياةِ إلى الحياة".
سنظل يا عبلة وتظلين على مرمى الحلم والأمل، ففلسطين والعروبة والإنسانية تحتاج شاعرة لها هذا النفس المتحدي القابض على الجمر، "فأنت تعويذةٌ للحبّ في زمنِ الخريف"، ولتسمحي لنا أن نردد مع الأستاذ الدكتور صلاح فضل إشادته الجميلة، إذ حياك وحيّا فلسطين التي أنجبت شاعرة قديرة. فإلى الأمام يا بنة الجبل المرابط، يا بنة فلسطين، فلا بد للحلم من بداية أجمل، ومع صوتك الشعري فليكن هو القادم الأجلّ والأكمل والأجمل!






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جيوبوليتيك من الجنوب: دعوة لتحرر الوعي وبناء مشروع حضاري جدي ...
- القصة الكاملة لأخطر جاسوس مصري في إسرائيل
- الفنان الرائد سعد الطائي يدعو وزارة الثقافة لإستلام إحدى لوح ...
- شوي تشينغ قوه بسام: الأدب العربي في الصين كسر الصور النمطية ...
- تكريم الأديبة سناء الشّعلان في عجلون، وافتتاحها لمعرض تشكيلي ...
- ميريل ستريب تعود بجزءٍ ثانٍ من فيلم -Devil Wears Prada-
- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فراس حج محمد-فلسطين - عبلة جابر تدخل -بأيلول الغياب المر- لتصير صوت فلسطين