داعش يد الشيطان الملبسه بكلمه الله والله منهم براء

محمد علي ابراهيم التومه

الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 01:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ان من المعلوم ان الانسان اذا احبط وكان اليأس من صفاته او القنوط من رحمه الله ان يتخذ من الاسباب والمسببات ما يبرر بها انحرافاته ليضفي علي هذه الانحرافات شرعيه يقنع نفسه بها ويبرر ما يريد ان يقوم به لتحقيق اغراضه فقط مدعيا بان هذا هو الطريق الحق للوصول الي مبتغاه . الغير شرعي في لباسه الشرعي المتلبس به والراغب في التخفي خلفه وهو لا يعلم او لا يريد ان يعلم وذلك ابتغاء الوصول الي ما يريد . فاذا احس بالفقر يلعن الاغنياء ويصفهم بالانحراف ولا يعترف بفشله او بقصور تفكيره عن الوصول الي شيئ من نجاحاتهم وانا اقصد ليس كل الاغنياء ولا كل المترفين بل اقصد الاسوياء منهم ولكل قاعده شواذ . فاذا نظرنا لداعش وما تتلبسه من افكار تجدهم او قياداتهم لا يرضون بتحكيم العقل او الايمان بالقدرات المؤهله للنجاح قدر ايمانهم بقبضه شيطان اراد لهم تفتيت عري الانسانين في سبيل الوصول الي مبتغاه حتي بتغليف مبتغاه بكلمه الله . ويتناسون قسم ابليس بان قال لله وبعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين . فمن عباده المخلصين . ؟ العباد المخلصين هم من يؤمن ايمانا قاطعا بان الكون لله وان الجميع خلق الله وان الله عرض علي الكل كلمه التوحيد والهدايه والصلاح والتسامح والجميع القيم العليا تاركا لهم حريه الاختيار . وعندها سيكون الحساب امام الديان . لو ان الله اراد ان يرسل من يقتل ويقمع ويرغم عباده علي الصلاح لما ارسل الرسل بسماحه ورقي الي امه هم جميعا رعاياه وهو خالقهم ويقدر مدي ضعفهم امام مغريات وملذات الحياه . ولكنه تركهم بعد تبليغ رسالته عبر رسله ذاكرا ان الهدايه لله ومن الله وان من احسن سيثاب ومن لم يحسن فجزاؤه عند الله . والا لو اراد قتل المنحرف او العاصي ما كان خلق الجنه والنار لان المنحرفين سيقتلون بالدنيا وسينتهي قوم الضلال وسيكون اهل الصلاح هم من يعمرون الارض وما عليها . ومن هنا لا داعي لوجود الجنه وانار . ولكنه خلق المتناقضات لكي نستطيع التفريق بين الاشياء عن قناعه لا عن تسيير غير مخيرين كالانعام مسيره لا مخيره ولذلك قال عز من قائل انا عرضنا الامانه علي اهل السماوات والارض . فابين ان يحملنها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا . وعليه فان الكون سيظل علي حاله فيه الطيب والخبيث والظلمات والنور . والجنه والحرور والنهار والليل والخير والشر لكي يعلم الانسان انه مخير وله حريه الاعتقاد والسلوك الي ان يصل الي منتهي الكون ومن هنا سيكون الحساب . اما داعش وظاهرت الجماعات الاسلاميه او المتاسلمه ان جاز التعبير تجمع عدد من محدودي الفكر متعدين علي اراده خالق الكون بوصايه خلقوها لانفسهم او بررها الشيطالن لهم علي انهم هم الاصلح والاقوم والمسيرين لامر الكون عكس اراده الله اي انهم متحدين لله في صوره المعتنقين لكلمه الله بيد شيطان يريد ان يقلب نواميس خلقها الله ونمط اراده الخالق لكي يعلم المتقين موقعهم والمنحرفين موقعهم عند خالق كون وديان لا يموت ومحاسب وميزان يعدل واخره تنصب تثيب المتبع لله وتعاقب المنحرف عن منهج الله . ولكنهم اي الجماعات يريدون ان يبطلوا اراده ارادها الله ويضربوا يقبضه شيطان متلبسه بكلمه الله الشيطان صانعها . فلتعلم اخي الداعيشي انك تريد ان تبطل او تعترض علي منظم الكون . كما قال الله للملائكه اني جاعل في الارض خليفه . فقال الملائكه اتخلق فيها من بسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك . فيرد الله عليهم وهم الملائكه اني اعلم مالال تعلمون . يا الله الم تقتنع ايها الداعيشي بعد كل ذلك ان الله خلق الكون ليكون حقل اختبار ومدرسه للرسوب والنجاح فمن اصلح فاجره علي الله ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد . فلو افني الله الفاسقين وابقي علي الصالحين لكان حاشاه فعلا بظلام للعبيد لانه لم يترك الفرصه لحريه العقيده وحريه التصرف وحريه العمل وحينها لن ينفع الندم ولن يكوم للفاسق او المنحرف حجه علي الله . اتريد ايها الداعيشي ان يكون للفاسق حجه علي الله بانك يا ربي لم تترك لنا الفرصه للاختيار بل ارسبلت لنا من يقتلنا وتركت الاخرين دون قتل اذن انت لست بعادل حاشاه . ولم تترك لنا الخيار بل اختصرت حياتنا واتحت للاخر الفرصه لصلاحه ومن هنا كان العدل غير محقق . حاشاه ايها الجهلاء . فلو كان الرسول يؤمن بما تؤمنون به من خزعبلات شيطانيه لافني المشركين والعاصين وابقي علي المؤمنين والصالحين ولكان الامر منتهي . ولكن هي اراده الخالق فلا تحرم الصالح من لذه صلاحه وهو يري العاصي امامه كما نعرف الليل بالنهار ولا ترحم العاصي من نار ندمه علي عصيانه. فاذا لم يكن هناك ليل فلن نعرف النهار فلا تطفئوا الشمس فيهلككم الليل ولا تسطعوها فتحرقكم واتركوا الكل يعمل ويسخر لما خلق له فالله هو الخالق لا انتم .والله من وراء القصد يا عباد الله .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل