أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عميمي - ضاع الإنسان فضاع الإسلام














المزيد.....

ضاع الإنسان فضاع الإسلام


جمال عميمي

الحوار المتمدن-العدد: 4711 - 2015 / 2 / 5 - 08:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أثار شريط حرق الرهينة الأردنية الطيار معاذ الكساسبة الذي نشره تنظيم داعش أو ما يسمى بالدولة الإسلامية جدلا كبيرا على الساحة الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعية. والمضحك المبكي أن هؤلاء لم يحرقوا الضحية من باب الانتقام أو المزاجية، وإنما بنوا فعلهم الاجرامي على نصوص قائمة الذات في تراثنا وتاريخنا الإسلامي من قبيل حديث يقول:(لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتد من ارتد من الناس قال قوم نصلي ولا نؤتي الزكاة فقال الناس لأبي بكر اقبل منهم قال لو منعوني عناقا لقاتلتهم فبعث خالد بن الوليد وقدم عدي بن حاتم بألف من طيء حتى اليمامة قال فكان بنو عامر قد قتلوا عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحرقوهم بالنار فكتب أبو بكر إلى خالد أن اقتل بني عامر وأحرقهم بالنار ففعل حتى صاحت النساء ثم أتى حتى انتهى إلى الماء خرجوا إليه فقالوا الله أكبر الله أكبر نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمدا رسول الله فإذا سمع ذلك كف عنهم فأمره أبو بكر أن يسير حتى ينزل الحيرة ثم يمضي إلى الشام فلما نزل الحيرة كتب إلى أهل فارس ثم قال إني لأحب أن لا أبرح حتى أفزعهم فأغار عليهم حتى انتهى إلى سورا فقتل وسبى ثم أغار على عين النمر فقتل وسبى ثم مضى إلى الشام قال عامر فأخرج إلى زنفلة كتاب خالد بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس السلام على من اتبع الهدى فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو بالحمد الذي فصل حزمكم وفرق جماعتكم ووهن بأسكم وسلب ملككم فإذا جاء كتابي هذا فاعتقدوا مني الذمة وأدوا إلي الجزية وابعثوا إلي بالرهن وإلا فوالله الذي لا إله إلا هو لألقاكم بقوم يحبون الموت كحبكم الحياة سلام على من اتبع الهدى) . وورد في حديث آخر (أن عليا عليه السلام أحرق ناسا ارتدوا عن الإسلام فبلغ ذلك ابن عبًاس فقال لا تعذبوا بعذاب الله. وكنت قاتلهم، بقول رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فإن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: من بدل دينه فاقتلوه . فبلغ ذلك عليا فقال: ويح أم ابن عبًاس) . وهناك حديث آخر متداول يتهم الخليفة أبا بكر الصديق بحرق رجل حي يدعى "لقجاءة السلمي".
وأرى أن هاته الأحاديث مشكوك في صحتها إلا أنها -للأسف الشديد- مازالت حية ومتداولة عند من يعتبرها صحيحة. ولا يقف الأمر عند هذا الحد من الخطورة، بل هناك من يستندون إلى آيات قرآنية تم تحريفها وتفسيرها بما يتلاءم ومبتغاهم الإرهابي، نذكر على سبيل المثال لا الحصر الآية 33 من سورة المائدة (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ-;- ذَٰ-;-لِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ-;- وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ). فمن سيقف في وجه هؤلاء المتطرفين؟ من سيوقف هذا التفسير الدموي للقرآن؟؟
أعتقد هذه مهمة علماء الدين المعتدلين والمتنورين، إلا أن المتتبع لأحوال هؤلاء يجد أن غالبيتهم ارتموا في أحضان الحكام الطغاة إما خوفا على حياتهم وإما طمعا في متاع الدنيا، وإما هما معا. الأمر الذي أفقد قراءتهم الاستقلالية والحيادية، فأفقدهم ثقة الناس.
إن ما نعيشه اليوم هو طغيان في طغيان. نعيش ما بين طغيان المتطرفين في الدين الذين يستغلون الأحاديث المزورة والضعيفة وكذا التفاسير القرآنية المغرضة وبين طغيان سياسي واقتصادي يستمد قوته وجبروته من خذلان ما يسمى بالعلماء المعتدلين، الذين سكتوا عن انتهاكات حقوق الإنسان واصطفوا جنب الحكام الطغاة ليمنحونهم الشرعية المزيفة. وهكذا تاه الناس في هذه الدروب المظلمة فبات البعض يشك في كل شيء.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب المغربي والشعب الملكي بين التعجيل والتأجيل
- قناص تارجيست والشعب المغربي بين عويل الذئاب ونباح الكلاب وال ...


المزيد.....




- نتنياهو يتهم زعماء بريطانيا وفرنسا وكندا بـ-تقديم جائزة ضخمة ...
- -هو أنا لسه عايش؟-.. كاتب صحفي مصري يروي تفاصيل إيقاف معاشه ...
- بوتين وترامب.. توافق لإنهاء حرب أوكرانيا
- نتنياهو: موقف لندن وأوتاوا وباريس بشأن غزة سيؤدي إلى هجمات إ ...
- ترامب: لن أفرض عقوبات على روسيا لأن هناك فرصة للتوصل إلى تسو ...
- مجلس الأمة الجزائري يزكي رئيسا جديدا
- عاجل | ترامب: الحرب في أوكرانيا ليست حربي وأنا فقط أحاول الم ...
- مقرر أممي: خطط إسرائيل لتوزيع الغذاء بغزة سياسية لا إنسانية ...
- محللون: احتلال غزة لن يكون سهلا وواشنطن محبطة وتريد وقف الحر ...
- ما دلالة تزايد أعمال المقاومة وفشل عملية الاحتلال؟ الدويري ي ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال عميمي - ضاع الإنسان فضاع الإسلام