أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فوزي الأتروشي - أفراح شوقي صوتنا جميعاً















المزيد.....

أفراح شوقي صوتنا جميعاً


فوزي الأتروشي

الحوار المتمدن-العدد: 4709 - 2015 / 2 / 3 - 23:37
المحور: حقوق الانسان
    


دخلت الكاتبة أفراح شوقي في القائمة السوداء للمهددين لا لشيء سوى إرتكابها (جريمة)! إبداء الرأي والتعبير عن مكنون عقلها في بلد يفترض أنه ديمقراطي هو العراق الذي اثخنته الجراح ويبقى احد جراحاته الغائرة ايغال بعض أبنائه في التكفير والتخوين واقصاء الآخر واحتكار كل الحقيقة ومصادرة الله وكتبه السماوية وحصر حق التفسير والتأويل وأصدار الفتاوى في جهة واحدة .
وإذا كان التشتت والتشظي قد بلغ أقصى مدياته في النص الديني، فأنه تمادى ليشمل النصوص والمصطلحات الدنيوية العادية ايضا والتي يفترض ان لها مدلول قاموسي واحد. تجاوزت افراح شوقي اذ قالت ان الماء ماء والسماء سماء وما بينهما هواء، فوصفت تكوينات عسكرية خارج الجيش العراقي النظامي بالميليشيات، والكلمة اصلا لاتينية مستخدمة في كل اللغات الاوروبية بمعنى أية هيكلية عسكرية او شبه عسكرية توالي مهام العسكر وتختلف عنه في المرجعية الادارية واللبس والتراتبية الوظيفية واستمرارية العمل.
فالجيش العراقي ثابت منذ تأسيسه وله انظمة وقوانين ووزارة خاصة به مثل كل جيوش العالم، اما القوات غير النظامية فانها تتبدل من زمن الى زمن ومن حال الى حال ومن مهمة الى اخرى ومن مكان الى اخر حسب حاجة الوطن والأزمة التي يمر بها.
أن الحشد الشعبي قوة تكافح ضد "داعش" وتقدم الضحايا ولا أحد يختلف هنا ولكنها تبقى قوة مؤقتة مساندة للجيش وربما يأتي يوم تقرر الحكومة العراقية ضمها للجيش النظامي العراقي وذلك بحث آخر، أو ان يتم حلها أذا أنفرجت الأزمة وتم سحق الأرهاب ليعود كل فرد من أفراده الى وظيفته المدنية.
أما قوات (البيشمه ركه) مثلاً فهي ليست ميليشيا لان الحكومة والبرلمان العراقي والقوانين العراقية بعد التحرير عام 2003 هي التي اقرت بقناعة انها تشكل جزءاً من الجيش العراقي النظامي وليست ميليشيا بالمعنى المتعارف عليه.
فلماذا أذاً كل هذه الضجة ضد كاتبة عراقية أستخدمت هذه الكلمة في موضعها الصحيح دون تجني أو نية سيئة؟ ولماذا يسرع البعض خلف شعار التخوين في وقت ليس هناك خائن أو فعل خيانة. ويتم غلق الأفواه بالشمع الأحمر لاسباب عبثية ساذجة وجاهلة لما تقدم عليه من أفعال.
أكاد أجزم أنها ظاهرة وماركة عراقية مسجلة لا نكاد نجد لها مثيلاً في مجتمعات أخرى، ولا سيما في الآونة الأخيرة حيث أصبح التكسب بأسم الدين والتحدث بأسمه وحصر النطق به هواية يقدم عليها بعض جهلاء الدين وتعساء الدنيا. والظاهرة لها صلة بتدني مستوى التحصيل العلمي والجامعات العراقية التي تكاثرت كما نبات الفطر، وخاصة الأهلية منها.
فنجد حاصل شهادة البكالوريوس لا يعادل مستوى الأبتدائية في المانيا او امريكا او فرنسا او حتى مع خريجي دول الجوار الاقليمي، ناهيك عن الشهادات المزورة وخاصة الدكتوراه التي باتت تباع علناً في الشوارع وفي (سوق مريدي) او في دهاليز بعض الجامعات خفية حتى صار حاملي الدكتوراه في العراق اكثر من حملة بلدان عربية او اجنبية مجتمعة. والواقع يشير ان مناهج الكليات الانسانية او العلمية الصرفة على الاغلب ضحلة وغير مستوفية للشروط ولا تحمل ولو جزءاً يسيراً من المخزون المعلوماتي في هذا العلم او ذاك.
فنجد خريج اللغة العربية يعجز عن ايراد اسماء خمسة شعراء عرب قدماء، وخريج اللغة الكوردية جامعة بغداد لا يعرف عدد لهجات اللغة الكوردية وخريج قسم علم الاجتماع لا يعرف العلامة علي الوردي وهكذا قائمة الامثلة تطول وهي اصلاً حالات مشخصة عايشناها وليست من صنع الخيال.
الجانب الاخر من الظاهرة هو تقليد المواطن ومحاكاته للاخر دون تمحيص او تدقيق او تفعيل العقل للفرز والتحري، مما يجعله مثل ورقة التوت في مهب الريح فاقداً للشخصية المستقلة. وصدرت مؤخراً كتب عديدة حول عبثية الآراء المحنطة والمسبقة وتخوين التفكير وتكفير العقل وتقبيح الآراء ببلادة منقطعة النظير وكلها تشير الى أن الأرهاب ليس فقط العمل المسلح أو الحزام الناسف أو الفعل الأنتحاري أو تفجير السيارات على الأبرياء الآمنين، ولكنه أيضاً رغبة الإيثار والاحتكار وتقبيح الآخر المختلف التي تشكل الأرض الخصبة لغابات الحنظل والأشواك والأسلاك المكهربة التي تغلق كل النوافذ الا نافذة الذات الانانية.
من يقدم على فعل تهديد الكاتبة الزميلة العزيزة أفراح شوقي يحاول خنقنا جميعاً فكسر قلم مضيء واحد يعني الضوء الأخضر لكسر كل حزمة الأقلام النازفة على أديم الورق من أجل الوطن والحق والعدالة والأنسانية .
أن من يرتكب هذا العمل الشنيع يقرأ المحطات المظلمة في تاريخنا التي أزهقت أرواح مئات من المفكرين والكتاب والعلماء والفلاسفة والفقهاء والشعراء بدعوى الأختلاف والتكفير. هكذا ومن أجل كلمة قتل المنصوف العظيم الحلاج قريباً من دجلة، وابن المقفع وأضطهد وسجن سيد فقه العقل أبو حنيفة وموسى الكاظم والشافعي والشاعر الجميل بشار بن برد الضرير صاحب البيت الشهير الذي خلدّه في ديوان الشعر العربي حيث قال :
أذني لبعض الحيّ عاشقة
والأذن تعشق قبل العين أحياناً .
والفيلسوف أبن رشد الذي سبق زمانه بعقود بافكاره ورأيه بقيمة المرأة، وأسير المحبسين الشاعر أبو العلاء المعري.
ندعو هؤلاء جميعاً قبل أن يرموا أفراح شوقي بحجر أن يقرأوا أنسنة الخطاب الديني لمحمد أركون ونقد العقل العربي لمحمد عابد الجابري ووعاظ السلاطين للمفكر وعالم الاجتماع العظيم علي الوردي ومئات من الكتب المرجعية الفكرية الداعية للتنوير والحداثة والتأويل الصحيح للنصوص تحت ضوء الزمان والمكان والبيئة دون تكلس او توقف او تحجر اقتداءاً بالقول الفلسفي اليوناني القديم "أن المرء لا يضع قدمه في نفس النهر مرتين".
ان التهديدات الباطلة ضد الكاتبة المضيئة أفراح شوقي وقلمها العصي على الخضوع هو تخوين لحرية التعبير وتأويل فاشل لاقوالها وأخراجها من السياق وهو أدمن عليه المشتغلون بعلم الكلام طوال التاريخ الأسلامي .
ببساطة ففي واقعنا الثقافي والفكري الذي تردى مؤخرا واصبح بعكس العالم المتحضر، فعندنا النقل يلغي العقل والمظهر يقتل الجوهر والعادات (العاهات) تنكر التجديد والقول يحل محل الفعل والاقتداء الأعمى بأعمال وأفعال (السلف الصالح) دون اخذ تحول الزمان والمكان بنظر الاعتبار يجعل البعض لا يرى عباقرة الحاضر وافكارهم واختراعاتهم اليومية او يراها ويتجاهلها . فقد مرت اكثر من "250" عاماً على اختراع المطبعة والعالم الاسلامي يرفض ادخالها او استعمالها بحجة تكفير طبع القرآن وحتمية كتابته باليد، الى ان قرر الخليفة العثماني استيرادها ضاربا قول بعض جهلاء الدين عرض الحائط. انها امة متكلسة وكما يقول المفكر الايراني الكبير الشبستري، أنها أمة مازالت تعيش في القرن السادس الميلادي .
فكم كان أبو الطيب المتنبي منصفاً ومستشرقاً للمستقبل حين قال :
أغاية الدين أن تحفّوا شواربكم
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم .
أطمئني صديقتي العزيزة أفراح شوقي أن صوتكِ صوتنا ونبرتكِ نبرتنا وفكركِ فكرنا وقلمكِ قلمنا فأذا أنكسر تنكسر كل أقلامنا معاً لذلك نحن معك على ضفة الحرية .

25/1/2015



#فوزي_الأتروشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فوزي الأتروشي - أفراح شوقي صوتنا جميعاً