أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال الجزولي - مَرْحَبَاً بِمحمَّد بَنيس وأَسئِلَتِهِ الشَّائِكَة!














المزيد.....

مَرْحَبَاً بِمحمَّد بَنيس وأَسئِلَتِهِ الشَّائِكَة!


كمال الجزولي

الحوار المتمدن-العدد: 4701 - 2015 / 1 / 26 - 00:56
المحور: الادب والفن
    


دشن البروفيسير احمد الصافي، رئيس اتحاد الكتاب السودانيين، مساء الأربعاء الماضي الموافق 21 يناير 2015م، مهرجان الشعر الذي نظمه الاتحاد على مدى أسبوع، بداره بالعمارات والمركز الثقافي الفرنسي ومركز دال الثقافي والمكتبة الوطنية، وشرفه الشاعر المغربي الكبير محمد بنيس، وكانت أولى فعالياته أمسية شعرية كبرى بدار الاتحاد شارك فيها الشعراء محمد المكي إبراهيم وكمال الجزولي وعالم عباس والياس فتح الرحمن وجمال محمد إبراهيم وعبد المنعم الكتيابي وإيمان آدم وأسامة تاج السر والفنان الوليد يوسف. وفي بداية الأمسية أناب الاتحاد الشاعر كمال الجزولي في كلمة ترحيب قصيرة ببنيس شاعراً ومفكراً. ومن جانبه ألقى الضيف كلمة في نهاية الأمسية حيا فيها الاتحاد وشعراء السودان. وفي ما يلي نص كلمة الشاعر كمال الجزولي.

***
الأخ الموقَّر د. أحمد الصَّافي، رئيس اتحاد الكتاب السودانيين،
الزميلات والزُّملاء الأعزاء أعضاء الاتحاد،
ضيوفنا الكرام،
قبل تسع سنوات، وتحديداً في العام 2006م، أطلق الشَّاعر البحريني قاسم حدَّاد وصفه الطريف الشَّهير لضيفنا العزيز الذي يضفي حضوره على مجلسنا هذا زينة وبهاءَ، الشَّاعر المغربي الكبير محمد بنيس، بأنه "ورشة مشاريع شعريَّة"، وصدق. فمنذ مقاربته البنيويَّة التَّكوينيَّة، عام 1978م، لظاهرة الشِّعر المعاصر في المغرب، وعقل بنيس ووجدانه يموران، موراً، بكدح ذهني تكاد لا تنقطع فيه، لحظة، حركة تدافع الأفكار، بل إن هذا الكدح ليكاد يضارع، حقَّاً وفعلاً، حركة تدافع العمل في ورشة نشطة!
وكان كدح بنيسٍ قد بدأ يبلغ، بالفعل، في منتصف ثمانينات القرن الماضي، مبلغاً هائلاً، إن لم أقل خطيراً، عندما كتب في 1984م، ونشر في 1985م كتابه التأسيسي المَعْلَم "حداثة السُّؤال بخصوص الحداثة العربيَّة في الشِّعر والثقافة"، عن داري "التَّنوير للطباعة والنشر" ببيروت، و"المركز الثَّقافي العربي" بالدَّار البيضاء؛ فبقدر تأسيسيَّة "السُّؤال" جاءت تأسيسيَّة الكتاب، وربَّما لا يزال الكثيرون منكم يذكرون كيف أقام كلاهما الدُّنيا، سنواتئذٍ، ولم يقعداها.
وقتها كانت بيروت المشرقيَّة تتبدَّى لبنيسٍ المغربي، وهي ما تنفكُّ تتلظَّى في سعير العدوان الإسرائيلي، بؤرة ومختبراً للحداثة، أي لقضايا عرفت تلك الحرب كيف تكشف عن نواتها، وقد كانت، من قبل، تتمرأى، على حدٍّ تعبيره، صوراً تحميها البلاغة من نزيف دم يحاكمنا! وعلى حين كان يحاول "الاقتراب" منها لم يستطع أن يمنع نفسه من طرح "السؤال" عن مضمون ذلك "الاقتراب" نفسه: كيف، تراه، يكون إن لم يكن تفكيكاً وتشقيقا؟!
ومع إقراره بأن لكلٍّ جوابَه، فقد مضى يقرِّر أن "السُّؤال" ليس، في حقيقته، غيرُ هامش الحداثة العربيَّة، شعريَّاً وثقافيَّاً؛ غيرُ فُسحةِ المنسيِّ، والمكبوتِ، والمُلغَى. ولذا رأى أن النُّصوص تتقدَّم، من ذلك المكان تحديداً، من بيروت، لتنحاز لمواقع يمتزج فيها المغرب بالمشرق، والحداثة بالحياة والموت!
على أن بنيساً سرعان ما كشف عن أن الذي يُهمُّه، هنا، لم يكن قراءة "بيروت المكان"، وإنَّما "بيروت الزَّمان"، حيث لـ "السُّؤال" انغراسه في المغرب، شعريَّاً وثقافيَّاً، كأقرب محور للذَّات الكاتبة التي رأت أن الخطابات الثَّقافيَّة العربيَّة قد انجرفت، مشرقاً ومغرباً، لتسييد نموذج من التَّعميم لم تعُد أعطابه تَخفى. هذا النَّموذج، بالذَّات، هو ما آن لنا، وفق بنيس، أن نعيد قراءته في ما نحن نقارب الحداثة العربيَّة.
لم يكن عبثاً، إذن، أو صدفة، والأمر كذلك، أن يجتاز بنيس هذا المدخل، بعد ذلك، مباشرة، كي يعود إلى "بيان الكتابة"، ذلك النَّصِّ الشهير، بدوره، والذي كان كتبه ونشره، مستقلاً، قبل ذلك بسنوات، في مجلة "الثَّقافة الجَّديدة" عام 1981م، متبرِّعاً بإثارة الاعتراض المُتصوَّر أن يرتفع في وجه أيِّ "بيان" تنظيري حول الشِّعر، فهذا النَّوع من "البيانات" يقع، وفق الشَّاعر، خارج العادات الثَّقافيَّة العربيَّة، حيث "الإنشادُ" وحده سنَّةُ الشِّعر العربي، مشرقاً ومغرباً، وكلُّ ما عداه تبرير أجنبي يستأنس به الباحثون عن شرعيَّة وهميَّة، أو كما قال!
ردَّ بنيسٌ على مثيري ذلك الاعتراض بما يعني أن "لكم دينكم ولي دين"، ثمَّ ما لبث أن أعلن بأعلى صوته: إننا في حاجة إلى "البداية"، إلى "السُّلطة" التي لا تقوم للكتابة قائمة بدونها، ومن ثمَّ مضي، بل ما زال يمضي، إلى هدفه بإصرار عنيد: أن يضع يده على هذه "البداية ـ السُّلطة"، في مستويي التَّنظير والتَّطبيق.

الحضور الكريم،
إنه لشرف عظيم لنا أن نستقبل هذه القامة الشِّعريَّة الفكريَّة الباذخة في دارنا المتواضعة هذه؛ مثل ما هي سعادة غامرة لي، في المستوى الشخصي، أن يُعهد إليَّ بالتَّرحيب به باسم اتِّحادنا. فمرحباً بك أيُّها الأخ العزيز، وإن لنا، بالمثل، أسئلتنا الفنِّيَّة الشَّائكة، يقيناً، خصوصاً الشِّعريَّة، ونحن على تخوم هذا العالم العربي، بعيداً شيئاً عن مراكز المضخَّات الرَّئيسة لثقافته وحركته الشِّعريَّة، مِمَّا يطبع نتاجاتنا، في ما نظنُّ، بطابع مُميَّز، نرجو أن تأذن لنا بأن نطلعك، في هذا المساء العبق الدَّبق، على نماذج منها يتمحور بعضها حول الذكرى الخامسة والثلاثين لرحيل شيخ شعراء الشَّعب محمَّد المهدي المجذوب، عليه رحمـة الله ورضوانه، في الثالث من مارس 1982م، وهي الذكرى التي ستطرق أبوابنا بعد أسابيع قلائل، في الثالث من مارس القادم. فيا صديقنا العزيز، مرحباً بك مرَّة أخرى، فلقد نزلتَ، بالحقِّ، أهلاً، وحللتَ سهلاً.
***



#كمال_الجزولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جُوزيف كُونِي: التَّقَرُّبُ إلى اللهِ زُلْفَى .. بِالسَّكاكِ ...
- شَمْلَلَةُ الدُّستور!
- ستيلا: صَفحَةٌ ماجِدةٌ فِي أَدَبِ الحَربِ الصَّافِع!
- أَرَبُ التُّرابِي!
- عِيدٌ بأيَّةِ حَالٍ ..!
- ما الذي حفِظَتْ بِنْسُودا؟!
- الحُكْمُ الذَّاتِّي: كَمينٌ تفاوُضِي بأديس!
- للمرَّةِ الألْف .. مطلوبٌ حيَّاً!
- هَلْ كانَ مُمْكِناً فَوْزُ نَافِع عَلى البَشير؟!
- مِنْ هُمُوم المُجابَهَةِ الفِقْهوفِكريَّة معَ التَّطرُّف!
- من السَّيادةِ الوطنيَّةِ إلى الجَّنائيَّةِ الدَّوليَّةِ .. و ...
- عَشيَّةٌ أسيفةٌ للعيدِ سعيد!
- حقوقُ الإنسان وقانونُ الأمنِ في السُّودان!
- الهُروبُ إلى الأَمام مِن .. حَلايب!
- السُّودانُ وحقوقُ الإنسان: تقانةٌ أم رقابة؟!
- السُّودانُ: مشروعانِ للتَّسوية!
- العَدالةُ الانتِقاليَّةُ: الغَائِبُ الحاضِرُ في إعلانِ باريس ...
- للمرَّةِ الألفْ: كونفِدراليَّةُ السُّودانَيْنِ!
- -إعلانُ باريس- .. لُؤْلُؤَةٌ أَمْ صَدَفَة؟!
- السُّودان: التديُّن بالتعذيب!


المزيد.....




- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى
- “برقم الجلوس والاسم إعرف نتيجتك”رسميًا موعد إعلان نتيجة الدب ...
- “الإعلان الثاني “مسلسل المؤسس عثمان الحلقه 164 مترجمة كاملة ...
- اختتام أعمال منتدى -الساحة الحمراء- للكتاب في موسكو
- عثمان 164 الاعلان 3 مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 الم ...
- فيلم مغربي -ممنوع على أقل من 16 سنة-.. ونجمته تؤكد: -المشاهد ...
- نمو كبير في الطلب على دراسة اللغة الروسية في إفريقيا
- الحرب والغرب، والثقافة
- -الإله والمعنى في زمن الحداثة-.. رفيق عبد السلام: هزيمتنا سي ...
- مصر.. قرار من جهات التحقيق بخصوص صاحب واقعة الصفع من عمرو دي ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال الجزولي - مَرْحَبَاً بِمحمَّد بَنيس وأَسئِلَتِهِ الشَّائِكَة!