أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم علي فنجان - العبادي واللبراليين في العراق














المزيد.....

العبادي واللبراليين في العراق


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 22:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تشعر باستياء داخلي عميق من أنك لا تستطيع أن تعيد إلى الحياة دفقها أو توقظ عالم متلاش ومنهار يغط بسبات أشبه بالموت, في هذه الأعماق يترسخ لديك فهم عن مشهد سياسي تراه يتكرر دائما, هذا التكرار يولد نفس المأساة ونفس الخداع والوهم, يذهب ضحية هذا المشهد السياسي المكرر والوهمي المخادع الآلاف والآلاف من المدنيين الأبرياء, مدن تتهدم, وملايين تهجر وتشرد, وآخرين لا تعرف عنهم شيء, لا توجد طريقة للهرب إلا إذا زخرفنا الواقع لأنفسنا وبدأنا بتزييفه, وهو ما تفعله ألان بعض القوى السياسية "اليسارية" وتجمعات النخب المثقفة الذين بدئوا يدافعون عن شخصية البطل "اللبرالي" الجديد "العبادي" وبدئوا يروجون ويرددون شعار"أعطوا الرجل مهلة", والذي يذكرنا بدعوة رجال الدين للجماهير الغاضبة بأن يعطوا المالكي مهلة المائة يوم إبان حركة 25شباط والتي دامت -المهلة- حتى نهاية ولايته, مع ما جرًت من ويلات ومآسي إلى اليوم لم نتعافى منها.
لقد حل اللبراليون والعلمانيون اليوم محل رجال الدين بالأمس, وهي مفارقة بائسة قد ندفع ثمنها فيما بعد. انه الانحطاط الفكري والسياسي الذي دائما يعيد نفسه, مرة في شكل مأساة (بدعوات وصلاة رجال الدين وتضرعاتهم وشيوخ العشائر وقادة الكتل السياسية), وأخرى بشكل مهزلة ساخرة برؤية المثقفين اللبراليين الجديدة- القديمة- وهم يبحثون بدأب عن جانب مشرق لهذه الحكومة.. مشكلة هؤلاء أنهم لا يستوعبون الماضي وتجاربه المريرة ومآسيه, ولا يدركون غموض الحاضر وما فيه من سيناريوهات مظلمة, بالتالي فأن المستقبل قاتم ولا أفق له, وهذه ليست سوداوية بقدر ما تكون نظرة جادة لما نراه اليوم من خطوط عامة وعلامات وإشارات لا تبشر بحياة مستقرة بحدها الأدنى.
لكن كيف يا ترى نظر هؤلاء المثقفين اللبراليين إلى العبادي على انه البطل المنتظر أو المنقذ "للوطن"؟ وما هي معايير التغيير عندهم؟ في البدء يجب علينا أن لا ننسى أو نمحو من ذاكرتنا تلك النظرة عن المالكي في بداية تسلمه للحكم "وصولة الفرسان" حاضرة في الأذهان والتي اعتبرها البعض من العلمانيين واللبراليين في ذلك الوقت فاتحة خير, وكسوها لباسا علمانيا, لأنه ضرب مليشيات كانت كابسة على أنفاسهم "التحررية" أو أنها قد حدت من "حريتهم الشخصية", واعتبروه في حينها البطل والمنقذ ورجل القانون, ولكن عندما فاحت رائحة حكومة المالكي, لأنه نسي أن يحكم إغلاق سدادة الفساد, انهالوا عليه بالنقد والتشهير وقالوا عنه أنه "مؤسس مليشيا" و"دكتاتور" الخ من الأوصاف, وغنوا مع جوقة التيارات الدينية التي رفضته فيما بعد تحت ضغط الجماهير وأيضا الضغط الدولي. يا لبؤس لبراليينا دائما خلف رجال الدين كأنهم "مقلدين" لا يستطيعون ولو لمرة واحده أن"يجتهدوا", حتى في اليوم الذي تغير فيه شخص الحكم وليس شكل الحكم, حتى ذلك اليوم لم يكن لهم إي دور فيه, فقد باركوا هذا التغيير ولسان حالهم يقول هو ذا الرجل المنقذ هو ذا البطل اللبرالي بنغمة فيها شيء من "العبادة"..
تلاحظ ذلك مع وجود نقابتين للصحفيين بدون أن يصدر منهما أي نقد لهذه الحكومة أو وزرائها, ولا يستوقفك إلا إن تفكر في ذلك التمجيد والتبجيل والمديح الذي يقدمه هؤلاء اللبراليون للقائد الجديد, هذا القائد الذي لم نسمع له يوما انه انتقد سلفه المالكي أو انه حارب الفساد وهو عضو في البرلمان لدورتين انتخابيتين, القائد الجديد الذي هو من نفس حزب المالكي ومن ذات أفكاره ويعمل على الدستور نفسه وهي هي ذاتها العملية السياسية, إذن ما الجديد الذي سيأتي به؟ لقد نجحت القوى الدينية بتهريب أفكارها ورؤاها إلى التجمعات اللبرالية والعلمانية معتبرين ذلك انجازا عظيما لهم, مع أن هذه التجمعات كان لديها الاستعداد الكافي لتقبل هذه الأفكار والرؤى لضيق أفقهم السياسي, وإذا ما عقدت مقارنة سياسية بين هؤلاء وأولئك فلن تجد تلك الفروق العظيمة, فهم يفهمون التغيير "كلا الجانبين" هو تبديل أسماء أو أشخاص, وليس لديهم ثقب نظر ليدركوا أن التغيير هو بالضرورة يكون لنظام سياسي ودستور قائم به وعليه, بغير ذلك يكون التغيير زائف ولا جدوى منه.
وبالرجوع إلى تساؤلنا الآخر حول معايير التغيير لدى هؤلاء اللبراليين, فأنهم بالكاد يتحدثون عن تبديل وزير هنا ومدير هناك و"أنشاء الله" سيغير العبادي رئيس المحكمة الاتحادية أو أمين العاصمة أو رئيس لجنة النازحين, بالإضافة إلى ذلك فالرجل قد فتح البارات والنوادي الاجتماعية الترفيهية "وهذه أولوية قصوى لديهم", واستبدل مجموعة قيادات أمنية هنا وهناك, يحق لك أن تفتح فمك بتعجب وتقول (MY GAD) طبعا هذه تغيرات كبيرة ونعجز عن استيعابها في بلد يرزح نصف سكانه تحت وطأة الفقر والحرمان من التعليم والصحة والخدمات, بلد يسجل أرقاما قياسية بعد المتسولين والمتشردين, في بلد يعمل اغلب "أبنائه" في بيع "شعر بنات" و"بطايق نفط" و"كارت الموبايل", في بلد يئن من وقع الحروب التي لا نهاية لها ومن تهجير وقتل على الهوية وفساد بتنا دائما في أولى المراتب, بلد يهدد فيه 270 ألف عامل في وزارة الصناعة بالتسريح وعدم دفع رواتبهم لشهور, واللبراليون يتحدثون عن عودة "الوطن باسم سعيد" كيف هذا لا تدري؟ بل لا تسأل كيف فكل شي سيأتي بالتدريج, فقط أعطوا مهلة, فالكرة الأرضية تكونت قبل أربعة مليارات سنة, وانفصلنا عن القرد قبل سبعة ملايين سنة, وبدأنا بالثورة الصناعية قبل أكثر من 300 سنة, والتغير من حكم المالكي إلى العبادي قبل أربعة أشهر, التغيير قادم, وسنغني مع اللبراليين والعلمانيين والمثقفين مرحبين بالقائد الجديد ونقول (مرحبا, مرحبا, ايها الرئيس القديم, نحن نحلق ونطن, ونحن نعرفك, لقد غرست منا آحادا في هدوء, وها نحن أولا صرنا بالآلاف, وقد جئنا إليك, أيها الأب راقصين.) فاوست.



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرحلة الفمية لمجلس النواب
- الفارماكوس نعيم عبوب
- المالكي: الأضحية المقدسة
- بؤس العقل السياسي حول (تجريم الطائفية)
- تفكك الشخصية الوطنية


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم علي فنجان - العبادي واللبراليين في العراق