يناير شهر الشهادة والاستشهاد

احمد الشركت

الحوار المتمدن-العدد: 4697 - 2015 / 1 / 22 - 19:09
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

” يجب أن تتعلم كيف تتحدث مع الجماهير لا بصيغة النخبة, بل بلغة المقاتلين من اجل قضية الجماهير, ذلك لان كل كلمة ينطق بها المقاتلون وكل فكرة يحملونها تعكس أفكار ملايين الجماهير وعواطفها.”
” يجب على كل واحد منا أن يستوعب بجدية القانون الأساسي التالي ويتخذه كقاعدة بلشفية ثورية ,عند الكتابة أو التحدث , يجب عليك أن تفكر دائما وأبدا في ذلك العامل العادي الذي يجب أن يفهمك , ويؤمن بندائك ويعقد عزمه على السير بجانبك ويجب عليك أن تضع نصب عينيك لمن تكتب والى من تتحدث.” (1)

شهر يناير شهر التمرد والعصيان والانتفاضة والثورة والشهداء والمعتقلين والمنفيين, شهر رسم بالدماء الطاهرة النقية لكل فئات وقطاعات الحركة الجماهيرية الثورية /العمال الفلاحين, الحركة الطلابية ,الحركة التلاميذية ,المعطلين …/1984 /.1987 ./ 1989./1973 .. ألاف الشهداء خلال ” ( انتفاضة الأوباش على حد تعبير حسن الثاني )” ، في كل أنحاء ومناطق الوطن ,شمال جنوب ,شرق غرب …، من اجل الوطن والخبز والعدالة والحرية والحضارة والإنسان ، وجلاء الاستعمار المباشر والغير مباشر( استمرار الامبريالية الاسبانية في احتلال التراب الوطني ,سبتة ,مليلية ,والجزر الجعفرية .. ) ، تركيز النهب و إستنزاف الثروات المادية واللامادية الطبيعية للوطن الحبيب ,لملايين الأجيال الفقراء والمحرومين والمشردين ,نساءً ورجالا ,شيوخا وأطفالا ,لا مستقبل لهم إلا الاستغلال البشع والشره من لدن العصابات المالية العالمية والمحلية ,/ في المعامل ,الشركات ,المزارع …/ 15 ساعة من العمل في اليوم و في أسوء الظروف ، بدون الحق في التقاعد, ولا حد أدنى للأجور.. ، هذا في أحسن الأحوال ، أو البطالة والضياع والانتحار والتسكع في شوارع الوطن, ضحايا الجرائم بمختلف أنواعها وأشكالها.

انظر وتساءل كم عدد المواطنين /ات وأصولهم الطبقية المسجونين بسجون المغرب, وعدد الحمقى والمرضى النفسانيين, والمتسولين, في الشوارع والمؤسسات, وعدد الأطفال المشردين المتخلى عنهم ,والفقراء الذين يعيشون في أسوء الظروف : السكن ,العمل,الصحة ,الجهل والأمية ,الأمراض ، المتاجرون في الجنس والمخدرات, التهريب والسحر والشعوذة, الهجرة السرية… ، في المدن الكبرى ,(الدار البيضاء ,الرباط ,مراكش , فاس , طنجة , وجدة ,القنيطرة , اكادير …) ،

أكثر من ذلك تصدير عدد هائل من مختلف الأعمار( أطفال, شباب, نساء, رجال ) إلى الخارج عبر قوارب الموت, والى الحروب القذرة اللصوصية الإرهابية العالمية ,وسوق النخاسة والدعارة …تحت يافطة العولمة والتبادل الحر,والانفتاح الاقتصادي … ؟؟؟

إذن من المسئول عن هذا الوضع المأساوي للمجتمع المغربي بمختلف طبقاته الجماهيرية الشعبية الوطنية ؟

أكيد أن الواقع المادي الملموس للوجود الاجتماعي لطبقات الجماهير الشعبية الذي يفقئ العين يؤكد ويبرهن بكل الأدلة الملموسة المقنعة والعلمية والعملية ,أن المسؤول على هذه الجريمة التاريخية الاقتصادية ، الثقافية ، الاجتماعية و الحضارية في حق شعبنا هو نظام المعمرين الجدد ، نظام المجاعة والبؤس والتهجير والقتل ,نظام الخيانة والنذالة والعمالة ,المرتبط عضويا بالأنظمة الرجعية الإفريقية الأسيوية والصهيونية الامبريالية العالمية …،انه تحالف طبقي رجعي صهيوني امبريالي يعادي مصلحة الشعب والوطن في التحرر والعدالة والحرية والمساواة والازدهار الثقافي والحضاري لمغرب الشعوب ،

بالرغم من كل هذا الحصار والتطويق والاستغلال والاضطهاد والجرائم الاقتصادية والسياسية المرتكبة في حق شعبنا من لدن النظام العميل الكمبرادوري , و تفشي الانتهازية ,الردة , الخيانة والعمالة في صفوف المثقفين , وسماسرة الأحزاب السياسية ,النقابات الصفراء , الإطارات الجماهيرية ، والجمعيات المتعددة الفساد و إعلام الاستلاب والاستهلاك ، تتصاعد المقاومة الشعبية والنضال والرفض والغضب الجماهيري لشعبنا الكادح في المداشر ,القرى ,والمدن … في المعامل ,المزارع ,المدارس والجامعة , يوما بعد يوم , شهرا بعد شهر ,سنة بعد سنة …، من جيل إلى جيل ، لأجل غد أفضل لمجتمع جديد ، مبني على العمل والعلم والعقل , يدفن كل ما هو قديم .

- الحرية للمعتقلين السياسيين للحركة الطلابية الثورية المغربية -
- عاشت معارك الجماهير الثورية واعية ومنظمة حتى النصر -
- عاش الشهداء والخزي والعار لعدو شعبنا -

(1) راجع الكلمة الختامية بعنوان ” النضال من اجل وحدة الطبقة العاملة ضد الفاشية ” التي ألقاها ديمتروف في المؤتمر السابع للأممية الشيوعية / راجع أيضا خط التحرير لجريدة تلي كرام الريف التي كانت تصدر من مليلية في مرحلة محمد بن عبد الكريم الخطابي .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل