أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خضر خزعلي - ازمات النظام العالمي














المزيد.....

ازمات النظام العالمي


محمد خضر خزعلي

الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 17:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من منطلق نظرة والرشتاين للنظام الرأسمالي كنظام تاريخي , فهو إذن كغيره من الأنظمة له نقطة بداية ونهاية , وذلك نتيجة العمليات الداخلية فيه , وهذه العمليات تنطوي على تناقضات داخلية ستؤدي إلى أزمات هيكلية بداخله , وان أزمات النظام العالمي واسعة وليست لحظية ويستغرق وصولها لخط النهاية وقتا , وهو يرى ان النظام دخل أزمته الهيكلية منذ أوائل القرن العشرين , ويرى انه ربما نشهد زواله في القرن الواحد والعشرين , ويرى انه من الصعب التنبؤ بذلك , ويكتفي بتحليل الاتجاهات التي تقود النظام نحو الأزمة , وهي الاتجاهات الاقتصادية والثقافية والسياسية , وعلى أساس دراسة هذه الاتجاهات وضع والرشتاين تصوره لمستقبل النظام.
1-ازمة الجانب الاقتصادي:
حسب والرشتاين هناك مؤشرين للازمة الاقتصادية ، وهما:
أ-ازمة مكانية (التوسع والدمج): فالنظام الرأسمالي يبحث في الحقيقة عن منابع تراكم رأس المال , ومنافذ لنقل الأزمات خارج حدودها , وكما عرضنا سابقا فهذه العملية هي عملية ديناميكية داخل النظام , فعن طريق التوسع والدمج , يستطيع النظام التخلص من أزمته وإيجاد مناطق جديدة لعمله تدفع به إلى الخروج من حالة الكساد , ولكن النظام العالمي الرأسمالي سيواجه أزمة عند شموله كل العالم , ويرى والرشتاين ان النظام العالمي استهلك البعد الجغرافي وشمل العالم منذ فترة طويلة .
ب- تكثيف العلاقات الاقتصادية الرأسمالية ضمن المناطق المنطوية أصلا في نطاق الاقتصاد العالمي , وان هذه العملية تتم وفق شكلين , فالشكل الأول هو التمدين , وهي نزوح سكان الريف الى المدينة , وهجر مناطقهم التي غالبا تتميز بوجود خليط من العلاقات الاقتصادية الاجتماعية الرأسمالية – وما قبل الرأسمالية , والشكل الأخر هو التسليع , وهي عملية إضفاء الطابع السلعي على كل مظاهر الحياة , وبالتالي تتحدد أزمة النظام في الجانب الاقتصادي باستهلاك كل هذه الطرق .
2-ازمة الجانب السياسي: تنشأ الأزمة السياسية من مظاهر عدم المساواة التي تشكل سمة أساسية للنظام الرأسمالي العالمي , وهذه المظاهر أنشأت نوع من الحركات الاجتماعية أطلق عليها " الحركات المناوئة للنظام " , وقد أدت هذه الحركات دور انفصامي داخل النظام العالمي , فالنظام العالمي عمل على ضم جزء من هذه الحركات , وهي بذلك عززت في استمراره , من خلال تقديم خدمات الرفاه الاجتماعي من الدولة لها , لكن هذه الحركات و في نفس الوقت تقوض النظام , بسبب تزايد اعباء الخدمات الاجتماعية المقدمة , وهذا ما يجري داخل دول المركز , فحكوماتها حاليا تسعى للمحافظة على سقف معين لهذه الخدمات بالشكل الذي لا يقوض عملية تراكم راس المال .
والمشكلة التي سيواجهها النظام هنا هو هذا السعي المتواصل للدول في كبح هذه الحركات وضمها عن طريق تقديم الخدمات الاجتماعية لها , وسعيها في نفس الوقت في المحافظة على تراكم رأس المال , وسيؤدي فشل هذه الحكومات في المحافظة على مستوى الخدمات الاجتماعية الى زعزعة الشرعية التي يقوم على النظام الرأسمالي العالمي , ومما يعقد من الموضوع في هذا الجانب هو الخصائص التي تتميز بها الحركات المناوئة المعاصرة , فهي تدرك ان الاستيلاء على السلطة لا يحل مشاكلها , وهي تسعى لإقامة تجمعات سياسية غير مركزية , مما يصعب على النظام ضم هذه الجماعات , وخصوصا في ظل ثورة الاتصالات وثورة تكنولوجيا المعلومات , التي ساعدت على مزيد من الترابط العالمي , ومزيد من الوعي بالإحساس العالمي لمظاهر عدم المساواة التي يقوم عليها النظام العالمي .
3-ازمة الجانب الثقافي: يرى والرشتاين ان الأزمة الثقافية تتمحور حاليا في بعدين , الأول هو الإيديولوجية الكلية للنظام العالمي الرأسمالي , وهي ازمة الليبرالية الناتجة عن التشكيك باستراتيجياتها الأساسية , والذي تجسد من خلال الحركات الثورية المناهضة للنظام ، وأما البعد الثاني هو أزمة الحياة الفكرية او المذهب العلمي الذي وجد منذ القرن الرابع عشر , ويشكل دعامة أساسية يستند عليها النظام , حيث اخذ هذا النظام يوضع موضع شك , وهذا ناتج جزئيا عن نجاح النظام , وهنا فهذه دعامة أخرى من دعامات النظام تتعرض لازمة , حيث رأى ان الوضع السائد لليبرالية قد تضائل الى درجة عميقة , ويرى ان الاضطرابات الثورية التي عمت انحاء كثيرة من العالم عام 1968 مثلت مؤشر على وجود ازمة على المستوى الكلي لأيديولوجية النظام , فهي شكلت هجوم على نظام ما بين الدول التي يدعم وجود وشرعية النظام العالمي .



#محمد_خضر_خزعلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكنولوجيا وانتاج وقلق
- نظرية Counterfactual واشارة
- ارهاب الاسلام ... وقفة مع الارقام
- نظرية الاقمشاركة
- رأس المال والتفاوت العالمي
- ايمانويل والرشتاين والنظام العالمي الحديث
- التوسل في العقلية العربية
- حرب غزة بين الاهداف المعلنة وغير المعلنة:
- فقر ورق فكري :علم النفس بين الملحد والمؤمن:
- مشكلتك مع الاخر
- بين الحرب والسياسة ج1
- كيف استفادت ايران من علاقاتها مع دول اميركا الجنوبية
- القوة وانتقالها الى جهات غير رسمية :
- الخميني وبوليفار
- النكتة والسياسة
- مستقبل حسم النزاع ...في سوريا 1
- مستقبل حسم النزاع في سوريا:
- الكرامة عند المهدي المنجرة و الاستعمار الثقافي
- العمالة الوافدة :وكأس العالم ليس في قطر
- مستقبل الدولة الاسلامية في العراق والشام :


المزيد.....




- أسرة عبد الحليم حافظ تقاضي مهرجان موازين المغربي بعد ظهوره ب ...
- شكوك بعد تقرير استخباراتي أمريكي حول نتائج الضربات على المنش ...
- مسلم، تقدّمي، وابن مهاجرين... زهران ممداني يقترب من منصب عمد ...
- كنيسة مار إلياس.. بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ...
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- السيارات الكهربائية في إسرائيل: قنبلة موقوتة أكثر فتكًا من ا ...
- إلزام الطلاب الأجانب بالعمل في الريف.. حل لأزمة نقص الأطباء؟ ...
- عاجل| أردوغان: التوتر العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل عرض ...
- ترامب يعلن موعد استئناف المحادثات النووية مع إيران
- ميزر صوان.. السلطات السورية تلقي القبض على -عدو الغوطتين-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد خضر خزعلي - ازمات النظام العالمي