تحالف الإرهابيين

إيفان لوميتر

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 20:31
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

الكاتب: إيفان لوميتر.

ترجمه‫/ الى العربية‫:‬ وليد ضو



‫"باريس عاصمة العالم"، قالها فرنسوا هولاند خلال استقباله خمسين رئيس دولة المدعوين للمشاركة في "المسيرة ا‬لجمهورية" يوم الأحد الماضي. وهي "فرصة" لنشوء تحالف دولي ضد الإرهاب والدولة الاسلامية، تحالف بدأه أوباما، في محاولة لصبغ نفسه بصورة ديمقراطية. نفاق صرف… من بين المشاركين/ات في هذه المسيرة: الغابوني علي بونغو، والمجري فيكتور أوربان، والأوكراني بوروشينكو، ورئيس حكومة تركيا.

وكانت مشاركة رئيس حكومة الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، استفزازية، إلى جانب صديقه الحميم الفاشي، أفيغدور ليبرمان. بالتأكيد، لم يكن كل المشاركين في هذه المسيرة من الإرهابيين الملطخة أيديهم بالدماء، ولكن المجزرة الأخيرة التي يتحملون مسؤوليتها بالكامل والتي لا زالت تثير الرعب والسخط: حين سقط أكثر من 2000 شهيد خلال بضعة أسابيع في قطاع غزة، تحت القصف الصهيوني. مجزرة سمح بوقوعها كل من أوباما وهولاند وميركل، فضلا عن تبريرهم/ن لها.

وقد استفاد نتنياهو من ترحيب خاص حيث سار إلى جانب هولاند الذي رافقه إلى الكنيس الكبير مساء اليوم نفسه، لتقديم تحية للضحايا الـ17… ولكن الضحايا لم يكونوا من اليهود وقتلى شارلي ايبدو غير مؤمنين. ما يهمه، هو احتقار القناعات فضلا عن احتقاره الحياة الإنسانية. إنه يميل إلى أولئك الذين يتوددون إليه ويتملقوه بأكاذيبهم وخستهم.

أليسوا إرهابيين؟ من سوريا إلى العراق، ومن ليبيا إلى مالي، تحالفهم ألم يولد الإرهاب الذي يدعون محاربته؟ نمو الإسلام المتطرف، والتعصب الديني، أليس وليدا وحشيا لسياستهم التي، ومنذ الحرب الأولى على العراق، لم تنشر سوى الموت والبؤس والفوضى واليأس.

مرة أخرى، هذه النتائج الدموية تنفجر أمام الناس المخدوعين. الحرب عاجزة عن التغلب على الإرهاب الذي ولدته وتغذيه، تماما كالسياسات الأمنية التي تفرض الرقابة وتخنق الحريات. أولئك الذين واللواتي وقفوا/ن للدفاع عن حرية التعبير والديمقراطية والأخوة بين الشعوب انخرطوا/ن في معركة لا نهاية لها حتى الإطاحة بدعاة الحرب الذين يريدون إسكاتهم/ن باسم الوحدة الوطنية أو "باترويت أكت" [قانون مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة] على الطريقة الفرنسية.

افتتاحية العدد 272 لأسبوعية L Anticapitaliste، لسان حال الحزب الجديد المناهض للرأسمالية- فرنسا، 14 كانون الثاني/يناير 2015

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات