أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المنعم عرفة - طيف المسيح وحذاء الطفل (خوزيه).. قصة قصيرة رائعة للرائع باولو كويلو














المزيد.....

طيف المسيح وحذاء الطفل (خوزيه).. قصة قصيرة رائعة للرائع باولو كويلو


محمد عبد المنعم عرفة

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 13:14
المحور: الادب والفن
    


في سالف العصر والأوان منذ زمن بعيد لا نعرف تاريخه علي وجه الدقة كان هناك طفل يعيش في قرية صغيرة في جنوب البرازيل يبلغ من العمر سبع سنوات وكان اسمه خوزيه.كان الطفل قد فقد والديه وهو ما زال يحبو وتبنته عمة شحيحة كانت رغم ثرائها لا تنفق شيئا يذكر على ابن أخيها.لم يعرف خوزيه أبدا معني الحب لذا فقد كان يظن أن هذا هو الوضع الطبيعي ، فلم يكن هذا الحال يضايقه على الإطلاق.كان خوزيه يعيش مع عمته في حي مترف ، لكن العمة أقنعت مدير المدرسة بأن يقبل الطفل مقابل عشر المصاريف وإلا شكته للإدارة التعليمية على أمور تحسب عليه، لذا فقد كان الناظر يسيء معاملة الطفل ويهينه عله يضجر ويترك المدرسة ، لكن خوزيه لم يفعل، فهو لم يعرف أبدا معنى الحب لذا فقد كان يظن أن هذا هو الوضع الطبيعي ، ولم يكن هذا الحال يضايقه على الإطلاق.

وجاء يوم عيد الميلاد، وكان قس الكنيسة في إجازة وكان على تلاميذ المدرسة أن يحضروا القداس في كنيسة بعيدة على أطراف البلدة، وسار التلاميذ من أولاد وبنات وهم يتحاكون عن الهدايا التي يتوقعونها في اليوم التالي حين يفتحون أعينهم فيجدونها بجوار فراشهم كما هي العادة حيث يتركها لهم بابا نويل: ملابس جديدة وألعاب ثمينة وحلوى وأدوات تزلج على الجليد ودراجات. ولأن يوم القداس كان يوما مختلفا فقد كانوا يرتدون ثيابا جميلة وغالية ، أما خوزيه فكان يرتدي ملابسه الرثة وحذاءه القديم الذي أخرج قدمه منه من الخلف بعد أن ضاق عليه ، حيث اشترته له العمة البخيلة وعمره أربع سنوات وأكدت له أنها لن تشتري له آخر قبل أن يتم العاشرة من عمره.

كان الأطفال يتساءلون لماذا يرتدي هذه الملابس غير اللائقة ، ويخبرونه بأنه لا يشرفهم أن يصبح صديقا لهم، ولكن لأنه لم يعرف الحب أبدا فلم تكن كلماتهم تضايقه البتة.
لكن عندما دخل الكنيسة وسمع صوت الموسيقى وشاهد الأضواء الملونة البراقة واجتماع الناس في الصلاة ورأى الأسر مجتمعة تحتضن أطفالها شعر خوزيه بأنه أشد الخلق بؤسا، وبعد القداس لم يرجع مع الباقين للقرية، بل جلس على الدرج أمام الكنيسة وانخرط في البكاء. ربما لم يعرف خوزيه معني الحب أبدا لكنه في تلك اللحظة شعر كم هو وحيد وتعيس ومخذول من الجميع.

في تلك اللحظة لاحظ خوزيه طفلا آخر يجلس بالقرب منه حافي القدمين ويبدو عليه البؤس مثل خوزيه، ولأنه لم ير هذا الطفل من قبل فقد توقع أن يكون بدوره قد سار مسافة طويلة من قرية أخرى ليشارك في القداس . وقال لنفسه : لا بد أن قدمه تؤلمه. سأعطيه فردة حذاء واحدة عساها تخفف عنه ألم العودة. ورغم أن خوزيه لم يعرف معنى الحب لكنه كان يعرف معنى المعاناة ولم يكن يريد أن يشعر بها الآخرون.

وأعطى خوزيه الطفل بالفعل فردة الحذاء وعاد بالأخرى، وكان في الطريق يستبدلها بين القدمين ليخفف عن نفسه الآلام ، وعندما وصل كانت عمته في إنتظاره ، ولاحظت أن هناك فردة ناقصة فوبخته وأنذرته أنه إذا لم يستردها فسيكون حسابه عسيرًا.
وأوى خوزيه لفراشه وهو يرتجف من الخوف، فقد كان يعلم قسوة عقاب العمة، فلم يتمكن من النوم إلا قليلا ، وما كاد النعاس يداعب عينيه حتى سمع أصواتا أمام باب الغرفة.. واندفعت العمة لحجرته وهي تسأله أن يشرح لها ما يجري.
خرج خوزيه ووجد الجيران مجتمعين في فناء البيت الداخلي ، ووجد فردة الحذاء التي أعطاها للطفل الفقير، لكنه وجدها محاطة بكل صنوف الهدايا واللعب والملابس الثمينة . كان الجيران يصرخون ويتصايحون ، ويتهمونه بالسرقة لأن أطفالهم حين استيقظوا لم يجدوا هدايا عيد الميلاد بجوارهم.

في تلك اللحظة دخل القس الذي أقام القداس في الكنيسة مهرولا وهو منقطع الأنفاس ليخبرهم أن طيف المسيح الطفل قد ظهر على الدرج أمام الكنيسة مغطى بالذهب لكنه كان يرتدي في قدمه فردة واحدة .
ألجمت الدهشة الجميع ثم تعالى تمجيد الرب أمام تلك المعجزة وركعت العمة تطلب المغفرة وهي تبكي.
عندها إمتلأ قلب خوزيه بمعنى الحب اهـ

إن الله تعالى لا يظهر في هذه الدنيا بذاته .. وإنما يظهر لنا من خلال خلقه ..
ولذلك فقد أخبرنا النبي (ص) أننا لا نستطيع أن نشكر الله تعالى مباشرة إلا من خلال شكر الخلق.. فنحن نعامل الله من خلال تعاملنا مع الخلق..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لم يشكر الناس لم يشكر الله " وفي رواية : " أشكر الناس لله أشكرهم للناس"
لأنهم هم مظاهره.. فالله غيب مطلق، ولكن يظهر لنا فينا..

وربنا سبحانه وتعالى يصوّر نفسه في القرآن كأنه يقترض ويأخذ الصدقات (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ) لأنك حين تعطف على هذا الفقير وتلك الأرملة وذلكم اليتيم، فأنت كأنك تعطي هذا لله.. فهو الذي يأخذ الصدقات.

ويؤكد النبي ص هذا المعنى فيقول: (إن الله يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدنى قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدى فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتنى عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمنى قال يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدى فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندى ابن آدم استسقيتك فلم تسقنى قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدى فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندى) ؟

جعلنا الله من عباده الأخيار
وأوليائه الأبرار



#محمد_عبد_المنعم_عرفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطرس غالي: موازين القوى الدولية قد تغيرت.. وانتقلت من أوروبا ...


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المنعم عرفة - طيف المسيح وحذاء الطفل (خوزيه).. قصة قصيرة رائعة للرائع باولو كويلو