أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى محمود على - المهمشون .. إلى أين ؟














المزيد.....

المهمشون .. إلى أين ؟


مصطفى محمود على

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 12:07
المحور: حقوق الانسان
    


(حسوا بينا) هذه الكلمة لا تقال إلا لدولة أهملت رعاياها، ولا يتفوَّه بها إلا من ضاقت به الدنيا، وعجز عن إيجاد الضروري دون الكمالي، ونعتقد أن الفئة التى طالما لهجت ألسنتها بهذه الكلمة هم المهمشون من أبناء المجتمع المصري، الذي بدت فيه الطبقية تفرق بين مكوناته الاجتماعية، ناهيك عن الحقيقة المفجعة التى يعرفها الكثير دون الإفصاح عنها، وهي أننا نمر بانتكاسة اجتماعية، ونتابع السير إلى الوراء بكل قوة فى الوقت الذي يتلاشى فيه المهمشون والمعدمون من أبناء الغرب إلى دون عودة.
فكان لهذا التراجع دوراً كبيراً فى زيادة الفجوة بين الناس، وإن شئت فقل وجدت طبقتين الأولى تتمتع بثراء فاحش بلْ خرافي، وفى المقابل وجدت الطبقة التى تعانى الأمَرين، فقط فى سبيل الحصول على لقمة عيش، حتى تستطيع البقاء على قيد الحياة، وإن كانت لا ترغب فى الحياة من الأساس!! لذا فلا نعجب من كثرة حالات الانتحار التى ظهرت مؤخراً، فبلغ إلى مسامعنا أن أحد المنتحرين أقبل على فعل هذا الأمر الشنيع، لأنه عجز عن توفير مبلغ للجواز، بلْ لم يستطع أن يوفر أجرة الشقة التى يسكن فيها، ورغم علمه بأن الانتحار مُحرَّم فى جميع الأديان، وجد نفسه ضحية الدولة التى لم تشفق عليه، وتأخذ بيده، فقرر على الانتقام لنفسه بشنق نفسه!
وفى الواقع أشعر بالخجل والحياء وأنا أكتب عن الفئات التى لم تجد من (يحنوا عليها أو يرفق بها) ومع طلوع شمس كل يوم يزداد هؤلاء تعاسة وشقاء، وفى المقابل تزداد معاناتهم وسخطهم على السلطة، ولا يمكن إرجاع الأمر إليهم، لأنهم ببساطة لم يجدوا عملاً فيعملوا، فهل خطر ببالك أن معدلات البطالة تزداد عاماً بعد عام، فبلغت نسبتها فى العام المنصرم 2014م حسبما أعلن (الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء) 13.3% بينما ترجعها بعض الجهات الغير حكومية إلى أعلى من ذلك بكثير، بأن معدل البطالة يتجاوز 25% وربما هذا الرقم هو الأقرب للصواب.
وليس محور حديثنا البطالة، بقدر ما هو تسليط الضوء على من يتحولون من قوة فاعلة إلى مُهمشة، وسرعان ما ينتهي بها المطاف فى سلم الانحراف الطويل، وفى هذا السياق لا نستطيع أيضاً أن نحصى عدد الفئات المهمشة، فإذا حدثتك عن عمال الأرصفة، وانحدرت بك إلى الزبالين، وعرجت بك الى أطفال الشوارع .. ناهيك عن الذين يلقون بأنفسهم فى عرض البحر بحثا عن مستقبل خيالى، فضلاً عن عشرات من هذه الفئات لا تنظر إليها الدولة، ولا يهمها أمرهم.
وإذا كنا نطرح قضية غاية فى الأهمية، وتحتاج إلى معالجة فورية، لا ننسَ أنَّ هناك متهربين من الضرائب ولصوص يسرقون قوت الشعب الغلبان، ويضعون أموالهم فى بنوك الخارج – تحت أعين السلطة - فلا استفادت بها الدولة، ولا هم دفعوا ما عليهم، فلو استثمرت هذه الأموال لصالح الفئات المهمشة لتغيرت أوضاعهم وخف غضبهم على تلك الدولة.
وبعيداً عن الكلمات الحماسية والرنانة التى لا جدوى ولا طائل منها، نجد أن مشكلة الفئات المهمشة باتت مزمنة بحق، فسكان العشوائيات رغم الضجة الإعلامية الكبرى التى نادت بتطوير مساكنهم التى تشبه مساكن "أقنان أوروبا" فى العصور الوسطى، سرعان ما انخفض صوتها فى زحمة الأحداث، ويبقى السؤال الحقيقي والمؤلم من يستطيع أن يلتفت إلى هؤلاء؟ ومن تقع عليه المسؤولية الفعلية؟ فيعمل على حل مشكلاتهم، ومن ثم لا تسمع تلك الكلمة الصداحة حسوا بينا.
أليس من حق هؤلاء أن يتمتعوا بالحرية والعيش والكرامة!! أليست هذه المبادئ التى طالما سمعناها على مدار أربعة أعوام.



#مصطفى_محمود_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى محمود على - المهمشون .. إلى أين ؟