أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم مصطفى شلبى - حكاية منصور














المزيد.....

حكاية منصور


ابراهيم مصطفى شلبى

الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 23:45
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة واقعية :
كنت غارقا وسط فُرشى و ألوانى و خطوطى ومساحاتى، فالمهمة أمامى عسيرة تستغرق أياما، شعرت بشئ من الوحدة وعلىّ أن أرسم حائطا طويلا عريضا ضمن خطة أعدت لتجميل مدينة البرلس. الفنان فى الأتيلية قد يميل للوحدة و لكنه حينا يبدع فى الهواء الطلق يحتاج أشياء تلهمه و تلهب حماسه للعمل، كان آخر من خطر ببالى ليشبع هذا الإلهام: منصور. عندما رأيته لأول مرة كان الصبى المتوحد يسير بلا هدف، لا يلوى على شىء، يعبر عن سعادته بتجميل المدينة وما صاحبه من حضور فنانين و ألوان وصخب و حركة بضحكات هستيرية و إيماءات اعتباطية من جسده النحيل.
عرج نحوى و الدهشة تسيطر عليه، يبدو أن التلوين و الرسم فى الطرق العامة كان جديدا عليه، أخذ يتلفت وراءه، على مرمى البصر كان هناك صبية يسخرون منه و يضحكون من كلماته و حركاته. يبدو أنه كان يحاول الهرب منهم."يا معلم عايز ألبن"، بتلك الكلمات تعرف على منصور بعد أن اقترب منى، ابتسمت ، ربت على كتفه وبالفعل اعطيته الفرشاة وسألته أن يلون فى جزء غير هام من الحائط . سعد منصور بالمهمة التى وكلته أياها، ومنذ تلك اللحظة كان يقضى معظم اليوم معى، بعد مضى يومان أصبح مساعدى الأوحد فى مهمتى العسيرة حينما لم يعرنى الآخرون أهتماما، جميعهم إلا منصور كانوا يمرون ليروا ما كنت أعمل و يتركونى بعبارة " أحسنت يا فنان". عند ذهابى للصلاة أو غير ذلك كنت أتركه لحراسة الألوان والفرش من عبث الاطفال و المارة، ومع نجاحه فيما كنت أعهد إليه من عمل أضحى ذلك الفتى الضعيف حارسا جسورا أمينا.
والساعات تمر بى تعودت حضور منصور حتى أننى لم أكن أتصور أنه يمكننى مواصلة العمل دون وجوده. فى اليوم الخامس للعمل كان منصور قد اكتسب شهرة بين الفنانين,وكان الفنانين يطلبون من منصور المساعدة ولكنه كان يرفض فقد شعر بخصوصية العلاقة بيننا فخصنى بالمعروف مثلما خصصته بالعمل و الرعاية.
فى اليوم السادس والأخير كانت لوحتى الحائطية قد شارفت على الاكتمال، تبقت لمسات أخيرة، ذهبت إلى الموقع متأخرا، من بعيد لمحت منصور واقفا عند وسط الحائط، انشرح صدرى، وقفت أتامل المنظر، الفتى ابن الثانية عشر أصبح جزء لا يتجزء من العمل، رغم عاهته فقد كان فى ملامحه و جسده بعدا جماليا عفويا. هلل عندما اقتربت، "لا أنا زعلان منك"، قلت له على سبيل المزاح، تلون وجه و دمع و أحس بالحزن، احتضنته وأنا اربت على رأسه ضاحكا، لف ذراعيه حولى وراح يقهقه و يصرخ و اللوحه من وراءنا تشع بهجة وسعادة.
ابراهيم شلبى






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- والدة هند رجب تأمل أن يسهم فيلم يجسد مأساة استشهاد طفلتها بو ...
- دواين جونسون يشعر بأنه -مُصنّف- كنجم سينمائي -ضخم-
- أياد عُمانية تجهد لحماية اللّبان أو -كنز- منطقة ظفار
- إبراهيم العريض.. جوهرة البحرين الفكرية ومترجم -رباعيات الخيا ...
- حصان جنين.. عرضان مسرحيان في فلسطين وبريطانيا تقطعهما رصاصة ...
- من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشار ...
- ملتقى الشارقة للراوي يقتفي أثر -الرحالة- في يوبيله الفضي
- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم مصطفى شلبى - حكاية منصور