انا شارلي ( عربيا)

جمال عبد الحسين جبر

الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 15:52
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

انا شارلي ( عربيا)

هنالك من انتقد المظاهرة المليونية التي أقيمت في باريس ضد الإرهاب . التي شهدت مشاركة بعض الرؤساء و الشخصيات العالمية . لماذا لم يتظاهروا ضد الانسان المهدور حقه في مناطق الشرق الأوسط ؟ اليس هم ضحايا إرهاب ؟ اين الإنسانية التي يدعي بها الغرب ؟

حضرتك لو كنت زعيم لبلدك و تريد ان ترسخ لثقافة حقوق الإنسان في هذا البلد , منطقياً لو كنت رئيس وزراء العراق فأنت غير مسئول عن ما يحصل من انتهاكات لحقوق الانسان في ايران او في السعودية , و لو كانت لديك مصلحة مع السعودية او ايران فأنت مسئول عن العلاقات الناجحة التي تعود بفائدة لبلدك . حتى لو كانت لديك مصلحة مع كوريا الشمالية , يجب ان لا تتدخل بالسياسة الشيوعية القمعية المعمولة هناك . و اجبك هو ان تحاول جهد الإمكان ان ترتقي ببلدك فقط , لست رسول و لست مبشر.

الرؤساء الذين خرجوا بمظاهرة باريس لهم مصلحة في هذه المظاهرة ففرنسا ليست أفغانستان, العالم الغربي او الدول المتقدمة قرية صغيرة جدا عالم معزول عن عالمك لهم قوانينهم و مصالحهم المشتركة , انزعاج المانيا من تفجيرات باريس منطقي جدا , ذلك ان فرنسا لها مكانة مهمة عند دول الغرب, أما انت عزيزي العربي فأنك لست سوى مكان تبضع او مكان اقتصادي مهم لدول الغرب . لديك بترول و يتعامل معك الغرب لعيون البترول فقط .. قد تعتقد ان هذا التعامل وحشي و بشع من قبل الغرب . لكني اراه تعامل منطقي لأنك كسول اقتصاديا . لا تفرض نفسك بالصناعة و بالتجارة فعندما تؤشر ابارك على الصفر و ينفذ مخزونك النفطي توقع ان يعرض عليك الغرب صفقة تحويل منطقتك لتصريف مياه الصرف الصحي او مواد التلوث القادمة من أماكن الدول الناجحة.

حضرتك عايش في وهم و لا تريد ان تترك هذا الوهم , تعيش على حساب فاتورة خيالة بناها خيالك الواهم . لا زلت تصر ان العرب خير امة و هم من علم العالم العلوم و الفنون بل حتى الاخلاق . الصين بلد شيوعي و يحكمه نظام دكتاتوري , أمريكا و كل دول الغرب لا يكترثون لأي انتهاكات تحصل هناك ما يهم أمريكا ان يكون لديها علاقة ناجحة مع الصين . اذا ما اردت ان تكون سعيد عليك ان تجلب السعادة لنفسك و لا يهمك سعادة الاخرين , في حالات استثنائية هنالك من يرى السعادة بعيون غيره , مثلا كعشيق و عشيقته او كعربي يتفاخر عندما يسمع خبر تفجير سفارة أمريكية فجرها عربي آخر تكمن مشكلتك الأساسية في أنك لا تعرف معنى السعادة في الحياة , ذهنية الفرد الغربي عملية يهمه ان يكون له عمل في بلده و يهمه ان يؤمن حياة كريمة . و لا ينظر لمسألة الحياة بعد الموت بجدية .. الفرد الغربي حاول ويحاول ان يمتع نفسه بهذه الدنيا قدر الإمكان . أما انت تفكر بكل شيء و ضيعت كل شيء .. اذا ما اردت من الغرب ان يتظاهر و يستنكر كل ما يحصل في بلدك من جرائم .. ارجوك بادر من الان بالدخول في الحياة الحقيقية .. و اترك كل ما قيل لك و حاول ان تسعد نفسك بالحياة ولا تشغل نفسك بالقبر .عندما رأيت تظاهرة باريس شعرت اني لا انتمي لعالمهم وهذا منطقي جدا, بل انتمي لعصر الظلام . في هذا الكوكب هنالك شعوب تريد و بجدية ان تنال السعادة بالحياة, وفي نفس الكوكب هنالك شعوب تريد السعادة بالحياة و ما بعد الموت (اضاعوا الطريقين).

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل