جنكين حجي حجي محمود
الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 02:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في ظل الثورات التي قامت في منطقة الشرق الأوسط, والتي سميت بالربيع العربي منادية باسم الديمقراطية, والتي سرعان ما تحولت إلى شتاء قارص ووحشاً ديكتاتورياً كاسح ينفره الجميع, حيث باءت تتلقى الفشل الذريع على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية, أما ثورة روج آفا التي بدأت بتاريخ 19 تموز عام 2011م في كوباني استناداً على القاعدة الجماهيرية, حيث أخذت النظام المؤسساتي وفئة المرأة الشبيبة العناصر الرائدة في ثورتها الديمقراطية.
حيث أحرزت الكثير من التقدم والتطور في النظام الإداري, والتي جعلته لا يلاقي الكثير من الصعوبات في حماية وإدارة ذاته ضد أي خطر (داخلي أو خارجي) من خلال تشكيل وحدات حماية الشعب, هذه الثورة التي بدأت من كوباني (قلب روج آفا) في 19 تموز عام 2011م للتخلص من بقاية النظام البعثي الشوفينيي وأطلقت شرارتها لتشعل نار الثورة في كافة مدن منطقة الجزيرة وعفرين, وفيما بعد جاء الإعلان عن وحدات حماية المرأة (YPJ) في 4 نيسان 2013م بعد الازدياد الكمي والنوعي من فئة المرأة ضمن وحدات حماية الشعب, حيث أصبحت روج آفا بقيادة وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة تقاوم بشراسة كافة المخاطر التي تواجهها واستطاعت تدريجياً أن تحرر أغلبية المناطق التابعة روج آفا.
خرجت الكثير من التنظيمات الإرهابية الرجعية باسم الإسلام (جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية) بدعم من القوى الاستبدادية في العالم , والتي تتبع سياسة (القتل, الذبح, المجازر الجماعية, سبي النساء) في محافظات الرقة ودير الزور وحلب وإدلب ...إلخ, والتي أوقعت الشعب السوري في المكيدة التي نصبت لهم من قبل بعض الدول الاستبدادية المناهضة للإرهاب.
هذه السياسية الخبيثة التي تديرها تركيا والقوى المتحالفة معها جاءت لضرب جميع الحركات المناهضة لحقوق الكرد والقضية الكردية, وإضعاف قوة روج آفا من أجل الرضوخ لها والتحالف معها وفق الشروط التي تفرضها بطابع احتلالي للحصول على الموارد الموجودة في كوردستان, وفق مصالحها السياسية والاقتصادية القذرة.
جميع الأحداث التي نراها حالياً من(تهديد النصرة لمقاطعة عفرين, انسحاب الغير مباشر لداعش من مناطق واسعة في شنكال أمام بيشمركة(PDK), مماطلة تركيا في تطبيق عملية السلام التي طرحها قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان, التصريح الأخير لـ بشار الأسد واتهام الكرد بالخيانة, الاستعداد من قبل إرهابي داعش لاقتحام الحسكة, ضرب اتفاقية دهوك وعرقلتها) والهجمة الأخيرة لإرهابي داعش في معبر مرشد بينار الحدودي التي أتى من الأراضي التركية بتورط تركي مباشر أثبته الإعلام من خلال (إفراغ القرى, اختفاء الجيش التركي على الحدود, وانقطاع الكهرباء في نفس الليلة, وتواجد إرهابي داعش بشكل علني في صوامع الحبوب التركية).مترابطة مع بعضها البعض بشكل وثيق وهدفها النيل من إرادة الشعب الكردي.
بالرغم من المعارك الشديدة والظروف التي تمر بها روج آفا, استطاع الشعب الكردي أن يطبق أفضل مشروع للديمقراطية في العالم (الإدارة الذاتية الديمقراطية) في 21/1/2014 الذي طرحه قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان, وتم الإعلان عن الكانتونات الثلاث (الجزيرة, كوباني, عفرين), وشارك في إدارة المنطقة كل من (العرب, السريان, الججان, الآشور, الأرمن.......الخ) بشكل ديمقراطي.
كما استطاعت وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة بالاشتراك مع قوى حركة التحرر الكردستانية (الكريلا والياجا ستار) وفصائل من بيشمركة حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني YNK وقف حمام الدم الذي كان مرتقباً للشعب الإيزيدي, وأثبتت للعالم أجمع ماهية التنظيم الذي ينطلق من مبدأ التطرف الثقافي والعرقي وليس الإبادة الدينية فقط, وإنه خطر يهدد البشرية جمعاء.
والعالم كله شهد للمقاومة البطولية في كوباني التي سطرت تاريخ النضال من جديد بدماء الشهداء, كما حركت مقاومة المرأة الكردية في وحدات حماية المرأة (YPJ) المجتمع الدولي, وأصبحت المثال الذي يحتذي به جميع نساء من خلال إثباتها أن المرأة تملك القوى لحماية نفسها ووطنها متمثلة بالعملية الفدائية للمقاتلة آرين ميركان, كما عمت المظاهرات المناهضة لثورة روج آفا ومقاومة كوباني كافة المدن الكردستانية والدول الأوروبية, وأعلن 1 من تشرين الأول اليوم العالمي لمساندة مقاومة كوباني, كما أتت ضربات التحالف بعد توسع الرقعة الجغرافية التي تسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية لتشمل الكثير من المناطق الغنية بالبترول, واقتراب خطرها من حليفتها إسرائيل, وتوصلت كافة الأطراف السياسية الكردية في روج آفا في دهوك على حل سياسي تشاركي متمثل بالمرجعية السياسية الكردية بين (حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM والمجلس الوطني الكردي ANKS) لحل الأزمة الراهنة التي تمر بها المنطقة بتأييد ورعاية القوى الكوردستانية في باشور وباكور كوردستان ,والتي أصبحت أولى بوادر التمهيد لعقد المؤتمر الوطني الكوردستاني, كما تم إقرار إرسال قوى بيشمركة داعمة لكوباني من برلمان باشور كوردستان, حيث شكلت غرف عمليات مشتركة بينها وبين وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وفصائل الجيش الحر, وقلبت الموازين الإقليمية والدولية التي كانت تراهن على سقوط كوباني.
مقاومة كوباني البطولية طرحت الكثير من الأسئلة وإشارات الاستفهام لدى أغلب الدول الغربية, حيث توافدت الكثير من الوفود الأوروبية والأمريكية للحصول على الأجوبة في روج آفا, وأنضم الكثير من الأجانب إلى وحدات حماية الشعب, وتمت دعوة الممثلين السياسيين وممثلي الإدارة الذاتية الديمقراطية للتعرف على آلية العمل التي يعملون وفقها في روج آفا.
#جنكين_حجي_حجي_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
