أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - تيسير حكمت - ازدواجية الانسان العربي














المزيد.....

ازدواجية الانسان العربي


تيسير حكمت

الحوار المتمدن-العدد: 4684 - 2015 / 1 / 7 - 23:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أن الازدواجيه في السلوك يمكن اعتبارها نوع من اضطراب الشخصيه حيث تعرف بأنها توتر حاصل بين قوتيين متصارعتيين داخل النفس البشريه ليصل بها الى درجة التضارب في السلوك.. وهذا التضارب قد يعيشه الانسان بوعي او بدون وعي والازدواجيه هي مصطلح حديث لما عرف قديمآ بالنفاق الاجتماعي.. وفي ظل الطرح السابق يمكننا ان نتسأل عن الاسباب التي تدفع الانسان لممارسة هذا السلوك.. ؟
فالجميع في الشرق والغرب يجدوا في انفسهم شي من التضارب ولكن مايعنينا هنا هو اذدواجيه الانسان العربي.. لذا نقول لعل من اسباب ازدواج شخصيه الانسان العربي هي البيئة التي نشأ فيها حيث يكون العرف الاجتماعي والاعتبارات الحياتيه مهمه للغايه.. فالعربي يرغب ان يكون صاحب قيم ومبادئ معروف بتدينه وتقواه وسلوكه الحضاري وبنفس الوقت يتطلع لعيش رغباته وقيمه الخاصه سواء كانت رغبات ماديه.. وظيفيه.. اوحتى شخصيه وكل هذا يجعله بين قوتين متضاربتين تتصارع داخل نفسه.. الاولى قوة الفكر والثقافه والقيم التي تؤمن بكل ماهو راقي وبين قوة الرغبات والشهوات والمعيشه اي القوه التي تفرضها حاجات الانسان الحياتيه اليوميه ونلاحظ ان لكل قوه ميدانها التي تظهر فيه بصوره واضحه فالاولى تراها بارزه في الجلسات الاجتماعيه والمسجد ومواقف التفاخر والتنظير اما القوه الثانيه فتتجلى في ميادين الحياة كالدوائر الوظيفيه والاسواق والعلاقات الشخصيه.. وهنا يبدأ الصراع في نفس ذلك الانسان ..ولتقريب الصوره اكثر نضرب بعض الامثله لنماذج حياتيه نصادفها يوميآ.. فنحن نرى صاحب المحل في السوق يهرول راكضآ ماان يسمع أذان الظهر غالقآ محله ليقف في الصف الاولى خلف الامام لكن خذا الرجل نفسه عند اول خطوه خارج المسجد وماان يعود الى تجارته نجده يطلب عليها ثلاث اضعاف ثمنها بائعآ صلاته بورقه نقديه خضراء اللون.. والمرأه العربيه ليست اقل من الرجل في ممارسة هذا السلوك فهي حين تصاب بمرض وتذهب الى المشفى نجدها تصرخ رافضه ان لاتعالجها الاطبيبه( امرأه)..كونها لاترغب ان تُكشف على رجل غير زوجها وبعد ان تنهي زيارتها العلاجيه لاتنسى ان تزور الشيخ الروحاني ليقرأ لها الكف ويعمل( سحر محبه)لزوجها المصون.. فذلك التاجر وتلك المرأه لم تمنعهم قيمهم وتدينهم ان يمارسوا افعال مناقضه لما تدعوهم له تلك القيم وذلك لان هذه الافعال تجلب لهم مكاسب ماديه او متع شخصيه هم بحاجه اليها لكي يشعروا بالقبول الاجتماعي الذي يصبوا اليه كل انسان.. لكن ماقد يغيب عن ذهن صاحب هذا السلوك ان تلك المكاسب تكون وقتيه وماتلبث ان تنتهي حالما يكتشف من حولهم تناقض الطباع في شخصيات اصحابها وحتى المتع الشخصيه التي يعيشها هؤلاء ستغدو حملآ ثقيلآ حين يشعر صاحبها بالتعب والتشتت الذي يحدث نتيجة عيشه بين تلك القوتيّن المتضاربتين ليجد نفسه يبذل من الجهد والطاقه اكبر بكثير من المتع التي يعيشها.. وبعد كل مااسلفنا علينا ان ندرك ان الانسان العربي لايمكن ان يتخلص من إزدواجيته مالم يتخلص من اسبابها وتضافرت عدة امور في مساعدته على ذلك واولى هذه الامور هو الفرد نفسه فمن الضروري ان يسعى كل انسان للتقليل من مساحة الفجوه التي تفصل بين القيم والاخلاق التي يؤمن بها وتربى عليها وبين الواقع الذي يعيشه لكي لاينشأ ذلك الصراع الذي سبق وان تحدثنا عنه… اما بالنسبه للمجتمع كنظام حياتي متكامل فيجب عليه ان يدرك ان حب للمال والمكانه الاجتماعيه المرموقه موجوده عند كل انسان وهو حافز كامن في نفسه ولايمكن بسهوله التخلص منه لذا وجب ان يوفر هذا المجتمع الظروف المناسبه التي تجعل من الشخص انسانآ سويآ وتوفر تلك الظروف مرهون بالاستقرار الطويل الذي يجب ان يعيشه المجتمع لكي يتمكن ابناءه من الاصلاح والبناء على مدى بعيد وواسع في كل جوانب حياتهم… لذا حين تتضافر هذه الجهود بين المجتمع وافرادهُ فيمكن حينها ان يتحول ذلك السلوك المضطرب الى سلوك سوي فعال يمارسه الانسان العربي.....






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ترامب: غزو أوكرانيا -يشبه- فوز أمريكا في مباراة الهوكي -معجز ...
- ماذا قال ترامب عن ظهوره في صور جيفري إبستين؟
- إسرائيل تواصل خنق غزة بمنع المساعدات
- أوروبا تجمد 210 مليارات يورو من أصول روسيا وموسكو تحذر من عو ...
- عاجل| ترامب: الضربات البرية التي تستهدف تهريب المخدرات ستبدأ ...
- أول تعليق للبيت الأبيض على ظهور ترامب في الصور الجديدة لإبست ...
- صور جديدة من ممتلكات إبستين تظهر ترامب وكلينتون والأمير السا ...
- -التدريب الديني أولاً-.. نيويورك تايمز: الولاء يطغى على الكف ...
- ضمانات أمنية أولا.. باريس والأوروبيون يطالبون واشنطن بتعهدات ...
- ميرتس يلتقي زيلينسكي الأثنين ويبحث مع قادة أوروبيين مسار الح ...


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - تيسير حكمت - ازدواجية الانسان العربي