آن الأوان

سوسن محمدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 4683 - 2015 / 1 / 5 - 02:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

آن الأوان
بعد تجربة دامت عشر سنوات هل حان الوقت لنقيم التجربة الديمقراطية في العراق ونقيم دور مجلس النواب ؟هل نحن بحاجة لهذا العدد من النواب؟وهل كانت الانجازات التي قاموا بها على قدر ما رصد لهم من مبالغ مالية وحمايات ودعاية انتخابية وايفادات توزعت على أشهر السنة من دينية لسياحية وعلاجية أحيانا .
أن اشتراك المواطنين العراقيين بالانتخابات بحد ذاته هو عملية ايجابية ساهمت في رفع مستوى الوعي لدى المواطن وجعلته مسؤول عن المسؤول الذي ساهم بانتخابه ..في ذات الوقت جعلت النائب يقف لمدة أربع سنوات أمام ناخبيه أما في أبهى صوره أو في حالة يرثى لها لأنه لم يقدم لهم ما وعدهم به جراء عجزه أوكذبه عليهم أو بسبب الضغوط التي مورست عليه والروتين الاداري الذي منعه من ذلك .وهذا وان لم يؤ ثر على البعض الا انه ساهم في تنمية روح النقد واعطاء بعض الهواء النقي للأجواء الديمقراطية .
وأحيانا نجد الناس مختلفة في حكمها على النائب وخصوصا اذا كان قد عمل لجهة معينة فساهم مثلا في تعيين جماعة من الناس أو أرسل آخرين لبعثات دراسية أو بلط شارع معين.فنرى البعض ممن استفاد منه يؤيده وسيعارضه من لم ينله من الخير جانب.وهذا النائب ربما أفضل بكثير من نواب لم يشملوا بعطفهم سوى أفراد عوائلهم والمقربين منه .
أما بعض النواب فقد انحصر جهدهم في تفتيش بعض دوائر الدولة والبحث عمن يحمل شكوى أو اعتراض على موظف أو مدير معين ومحاولة تبني هذه القضية وتصعيدها لتحقيق نصر أعلامي من باب مناصرة المظلوم ومحاربة الفساد .
أما الخدمات فان أغلب النواب قد هجروا مدنهم الأصلية وسكنوا في الخضراء ولذلك تجد بيوتهم القديمة في أسوأ مناطق المحافظة وتحيطها الأنقاض والحفريات والمتاريس رغم أنهم لا يمرون عليها الا نادرا .
هل هذا هو واجب مجلس النواب؟هل هذا هو الجانب التشريعي المهم الذي نريده من مجلس النواب؟هل أستطاع النواب على مدى هذه السنوات أن يغيروا أي قانون أو يصححوا أي هفوة تشريعية؟أو يعروا أي مسؤول أو يحاسبوه على التقصير في عمله.أم انهم محكومين بقوانين الكتل والمحاصصة ومافيات الوزارات والمصالح الشخصية وأحيانا التهديد الذي يتعرضون له من الأطراف المتنفذة في الدولة .
أن ذلك لا ينفي وجود نواب يمارسون عملهم بجد والتزام ونجدهم دوما يصارعون الاخرين في الجلسات العلنية حتى انك تشعر بكمية الأسى والجهد الذي يعانوه كي يستجوبوا وزير او يناقشوا قانون..لكن عددهم قليل وهؤلاء هم فقط من يستحق لقب نواب الشعب بجدارة.أما الآخرين الذين ينعمون بكل الأمتيازات ولا يكلفون أنفسهم حتى عناء حضور الجلسات..فليس من المعقول أن يبقى الشعب يتندر عليهم بالصحف والفيس بوك..لابد من وقفة حساب حقيقية تجاههم وان نقول لهم (كفى..لقد ضحكتم علينا بما يكفي).
ان مامضى من وقت وخيرات ضائعة قد مضى..والقادم سيكون أسوأ اذا لم نسارع لتقييم اداء السادة النواب وفائدتهم الحقيقية للبلد.هل هذا هو مجلس النواب الذي نريده للعراق؟؟؟.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل