أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نور ابو شادى - اكسر عادة















المزيد.....

اكسر عادة


نور ابو شادى

الحوار المتمدن-العدد: 4683 - 2015 / 1 / 5 - 02:29
المحور: حقوق الانسان
    


اكسر عادة
إن استمرارك في النقد السلبي للآخرين يبعدك عن خير كثير قد تجلبه إليك لو كان تفكيرك تجاه الآخرين ايجابياً،واستمرارك على هذه الحالة يجعلها عادة متأصلة فيك .
إن التفكير السلبي تجاه أخيك المسلم ما هو إلا عادة اكتسبتها بتكرار التفكير السلبي ،فوقعت فريسة لهذه العادة السلبية ،ولهذا فأنت سمحت للعَالم الخارجي بسلبياته أن يؤثر على عالمك الداخلي –عالم الفطرة – فلوثته بهذه الأفكار المميتة الضارة التي تؤثر عليك أولا قبل أن تؤثر بها على الآخرين وتبعدك عن تحقيق طموحاتك .
وكما يقولون :العادة كالفِراش الوثير من السهل الدخول فيه، لكن من الصعب الخروج منه .
العقل البشرى يفكر بالصور
لك أن تعلم أن عقلنا يفكر بالصور فأنت عندما تتفوه بكلمات معينة تجاه أخيك مثل :انه كان فقيراً ،أو كان فاشلا ،أو كان يتاجر في المخدرات ...وغيرها من الكلمات السلبية ، فأنت هنا تتخيلها كصور في ذهنك ،ولذلك فإن أي انطباع يحدث منك تجاه أي شخص فإنه تتكون صورة مباشرة عن ذلك الانطباع في العقل .فلو انتقدت شخصا في ثروته ،أو نجاحه ،واتهمته بأنه كان فاشلا،أو لصاً،أو نصاباً ،فالعقل هنا يأخذ منك هذه الصورة التي رسمتها لهذا الشخص ويلتقطها مباشرة منك على حسب تفكيرك في هذه الصورة ،وهذا لا يساعدك على التفكير الايجابي، لماذا ؟
لأنك جلبت صورا سيئة لعقلك بكثرة تفكيرك السلبي تجاه الآخرين لذلك كان حديث الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "أحب لأخيك ما تحب لنفسك " لإنقاذك من هذا الهلاك الذي تجلبه لعقلك ولحياتك.
نمط تفكيرك :
إن نمط تفكيرك تجاه نفسك وتجاه الآخرين هو الذي يجعلك تكسب أو تخسر ما تريد من مكاسب مادية ومعنوية فاحذر ما تفكر فيه تجاه الآخرين لتنجو بنفسك، وتحقق ما ترجوه من الغنى، والنجاح ،والسعادة ،كما يقول د. تشادهلمستير :"إن ما تفكر فيه سلبيا أو ايجابيا ستجنيه في النهاية " ويقول الحق تبارك وتعالى في قرآنه العظيم:﴿-;-ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ﴾-;-(النساء:79) فاجعل تفكيرك ايجابياً حسنا.
علاقاتك الإنسانية :
ولكي تكون علاقاتك الإنسانية بالآخرين طيبة فلا بد أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك ،ولا بد أن تكون أفكارك واعتقادك في أخيك المسلم طيبة . لماذا ؟
يُجِيبنا الدكتور جوزيف ميرفى في كتابه قوة عقلك الباطن :إن عقلك الباطن هو ماكينة تسجيل تعيد إخراج تفكيرك العادي، لذلك اعتقد خيرا في الآخرين وبالفعل ستفكر وستعتقد خيرا في نفسك ،إن الفكر الكاره والمستاء ما هو إلا تسمم عقلي ،فلا تظن الشر في الآخرين حتى لا تظن الشر في نفسك لأنك وضعت بذور الشر في عقلك انك المخلوق المفكر في العام وأفكارك خلاقة ".
إن من إحدى فروض البرمجة اللغوية العصبية:" أنا أتحكم في عقلي إذن أنا مسئول عن نتائج أفعالي " فأنت مسئول عن كل ما تفكر فيه ،واعلم أن الشخص الأخر غير مسئول عما تظنه فيه ،وكان والدي رحمه الله تعالى يقول لي :لا تنشغل بالتفكير السلبي في جارك فيبادلك نفس الشعور " وكنت استغرب لهذا الكلام ولكنني كنت أطبقه تنفيذا لكلام والدي رحمه الله ،ولم اعرف معنى هذا الكلام جيدا إلا بعد دراستي لعلوم العقل .
مساوئ الانتقاد السلبي :
إن الذي لا يحب لأخيه ما يحبه لنفسه جاهل بنعم الله تعالى ،فهو هنا يوقع الأذى بنفسه ،ويفعل بنفسه ما لا يستطيع أن يفعله به عدوه . لماذا ؟ لأنه حرم نفسه من السلام والسعادة الداخلية وجعل بينه وبين نعم الله تعالى حائل .
وهذا الذي لا يحب لأخيه ما يحبه لنفسه اعتدى على نفسه وظلمها لأنه حرمها العطاء الأبدي –عطاء الله الذي لا ينفذ – وهو الجنة مصداقا لقول رسولنا الريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:"من أحب أن يزحَزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو مؤمن بالله واليوم الأخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يُؤتى إليه "رواه مسلم .
إن الذي يتعدى على أخيه المسلم ويشكك في قدراته ،ونجاحه، وثرواته ، وينتقده محاولاً إظهار نقائصه فهذا شخص معتدى ،وهنا يُحرم نفسه من محبة خالقه ،وهنا يكون في خطر عظيم يخاف عليه لأنه أصبح في بعد عن الله تعالى .قال تعالى : ﴿-;-إن الله لا يحب المعتدين﴾-;-(البقرة:190)
وقال رسولنا الكريم سيدنا محمد الله صلى الله عليه وسلم :"الخلق عيال الله وخيرهم انفعهم لعياله "
كسر عادة :
والسؤال الذي نطرحه ونحتاج أن نجيب عليه كيف نكسر عادة انتقادنا السلبية للآخرين ؟
لكي تكسر هذه العادة السلبية عليك أن تستحضر من تحب ليعينك على ما تحب .
استحضر صورة شخص ،نموذج بشرى متميز تحبه ،فتستمد من أخلاقياته الحسنة فتفعلها وتبعد عنك العادات السلبية المصاحبة للأخلاق الرديئة ،وأعظم نموذج بشرى متميز هو رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى:﴿-;-لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة﴾-;- ،فنتمسك بهديه صلى الله عليه وآله وسلم :"لا يؤمِن أحَدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحبُ لنفسه " متفق عليه
وأخيرا نقول : لك إذا أردت أن تنعم بسلام عقلي حقيقي وتنجح في حياتك فعليك أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك وهنا تمنع اللصوص (الأفكار السلبية )أن تخترق حياتك وتسلبك سعادتك .فلا نجاح ولا سعادة بدون سلام عقلي،ولن يحدث ذلك إلا بمحاربة هؤلاء اللصوص (الأفكار السلبية متمثلة في الحقد والكراهية والحسد والنيل من الآخرين ) .
لنيْل النجاح والثروة :
إذا أردت أن تنال ما يتمتع به أخيك المسلم من نجاح وثروات فادعوا له بزيادة نجاحه وزيادة غناه فإنك المستفيد الأول،ادعوا له بما تحب أن يكون لك ،وهل ستدعو لنفسك بشر أم بخير ؟ اعتقد انك تُحِب الخير لنفسك ،ولك البُشرى من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"دعوة المرء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب مستجابة عند رأسه مَلك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال المَلك الموكل به :آمين ولك بمثل "رواه مسلم
احـــــــذر:
احذر من التفكير السلبي تجاه الآخرين لماذا؟ لأنك تجلب الخراب والدمار والفشل الذي تتمناه لأخيك المسلم كما قال رسولنا الكريم سدنا محمد صلى الله عليه وسلم : "من أعمالكم سُلِط عليكم " فكل شيء يحدث لك فقد جذبته إليك بتفكيرك .لذلك يقول وليم جيمس رائد علم النفس الأمريكي :إن من أعظم الاكتشافات التي شهدها جيلي والتي تعد بمثابة الثورة الحديثة في الطب مثل :ثورة البنسلين وهى :معرفة البشر أن بمقدورهم أن يغيروا حياتهم بتغيير مواقفهم الذهنية ".
اعلم أن القانون الإلهي واضح وصريح في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"كما تدين تدان " فإذا خدعت الناس فسوف تُخَدع ،وإذا اعتقدت في الآخرين سوءاً فسيُعتقََد فيك سوءاً أيضا ،وإذا سمحت لشخص أن يغتاب شخص آخر في حضرتك فاعلم انه سيحدث فيك .فقد كان والدي رحمه الله تعالى يقول لي: لا تسمح لأحد أن يقول في أي شخص كلام لا ترضاه أن يقال عنك لأنه ما دام قال هذا الكلام عن هذا الشخص في حضرتك فسوف يقوله عنك في غيبتك .وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت "
فتمنى الخير لأخيك المسلم تجد الله يواليك ويهديك إلى التفكير السليم ،ويُنزِل عليك من فيض نعمه المزيد فتنال الخير الكثير .
أحب لأخيك ما تحبه لنفسك حتى يعود عليك النفع أولاً ،ادعوا له بما تحب أن تدعوا به إليك وبصدق.وتذكر قول الحق تبارك وتعالى في قرآنه الكريم :﴿-;-والباقياتُ الصالحاتُ خير عند ربك ثواباً وخيرٌ أملا﴾-;- (الكهف:46)
أمنية :
هذه هي بعض المعاني في" أحب لأخيك ما تحب لنفسك" ،أتمنى أن يستفيد منها كل من يطالعها ،إنني في الحقيقة قبل لحظة كتابة هذه المقالة لم أكن اعرف المغزى من هذا الحديث النبوي الشريف "أحب لأخيك ما تُحب لنفسك "ولكن بعد كتابتها لا أُخفيك عزيزي القارئ أنها أثرت في حياتي أنا شخصيا ،وغيْرت من تفكيري تجاه الآخرين والحمد لله ،وأتمنى أن يحدث معك مثل ما حدث معي لتحصد الخير وذلك من باب :"أحب لأخيك ما تحب لنفسك "
نور ابو شادي
[email protected]



#نور_ابو_شادى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نور ابو شادى - اكسر عادة