|
المغرب وانقلابيو مصر والنظام السعودي
عيسى شادي
الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 4 - 17:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما وقع الإنقلاب العسكري الغاشم والدموي في مصر على أول رئيس مصري شرعي منتخب كان موقف النظام المغربي الصمت ؛ وبعد عملية الانتخابات المسخرة وتمثيليتها الهزلية بعث ملك المغرب رسالة تهنئة للإنقلابي العسكري السيسي واجهة قطط المؤسسة العسكرية السمان ؛ وبذات الوقت رئيس الوزراء المغربي لم يصرح أو يرسل تهنئة مماثلة ؛ وهذا يعني للمراقبين الكثير ؛ النظام المغربي جعل رئاسة الوزارة بيد حزب إسلامي وفق حسابات لعبة صنعها ويديرها ؛ وهذه الحكومة فاشلة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ؛ ليس لأنها ذات توجه إسلامي علني ؛ بل سياساتها الداخلية خاصة المتعلقة بالمواطنين وسبل معيشتهم ؛ قبل أيام قليلة بثت التلفزة المغربية الرسمية تقريرا إخباريا صاعقا أصاب الإنقلابيين العسكر بمصر بمقتل ؛ حيث سمى صراحة ماجرى في 3 / 7 بالإنقلاب ؛ ولاحظ المراقبون صمتا مطبقا من قبل إنقلابيي مصر لمدة يومين تقريبا دون تعليق ؛ وإن تطوع أحد عبيد البيادة من منافقي وفاسدي الاعلام عبر حسابه على توتير قائلا : ننتظر إشارة الهجوم على المغرب ؛ لكن ما حصل أن قام منافقو وفاسدو اعلام الإنقلابيين بتوجيه اللوم والعتب بخطاب هادئ أشبه بالمغازلة وليس الهجوم أو حتى الاستنكار بأدب ؛ التلفزة المغربية الرسمية قامت بالأمس الأول وللمرة الثانية بإعادة تأكيد أن ماجرى هو انقلاب ثم تحدثت عن أثره بالأزمة الاقتصادية الطاحنة بسببه في مصر ؛ وأيضا حتى الآن المخابرات الحربية القابضة على الاعلام الرسمي والخاص لم تعط الإشارة لعبيدها ومأجوريها بالهجوم على النظام المغربي ؛ فلماذا إلتزم الانقلابيون الصمت وللمرة الثانية ودون رد موجه عبر أدواتهم الاعلامية المأجورة ؟! ؛ الجواب سأقوله بعد تمهيد ؛ وله دلالات ذات خطورة على النظام السعودي ؛ انقلابيو مصر موقفهم مساند لأقرانهم جنرالات الجزائر ؛ والأخيرة تدعم جبهة التحرير في الصحراء المغربية ؛ ومنذ عقود وهذا سبب قفل الحدود البرية بين المغرب والجزائر ؛ وملك المغرب كان سبق له الذهاب لبعض دول الخليج من أجل التأثير على الجنرال الانقلابي السيسي بشأن ملف الصحراء الكبرى وتحييده على الأقل ؛ لكنه فشل وذهب لتركيا واعتقد أنه نجح بأمر ما يخص هذا الملف ؛ السيسي بحاجة لدعم الجزائر والجزائر بحاجة لانقلابيي مصر وخاصة بما يتعلق بالملف الليبي ؛ لكن نحن نعرف أن علاقات المغرب بالنظام السعودي متينة وبينهما مصاهرة ومع هذا فشل ملك المغرب بمسعاه مع النظام السعودي رغم تلك العلاقة ؛ وهذا يدل على أن انقساما حادا بين أقطاب النظام السعودي بشأن الاستمرار بدعم انقلابيي مصر ؛ وبظل عجز وأزمة مالية يمر بها النظام السعودي وأيضا انخفاض حاد بأسعار النفط ؛ وبظل أيضا تهديدات إيرانية ؛ وتقارب مصري سوري إيراني ؛ وعلى ذلك يسقط زعم البعض من أن إخوان المغرب هم من يقف وراء الهجوم المغربي الاعلامي الحالي على الانقلابيين العسكر بمصر.
#عيسى_شادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم الجمعة جلد رائف بدوي في جدة
-
الكنيسة الأرثوذكسية بمصر وحقوق الإنسان
-
الله عليك يامولانا الجنرال السيسي
المزيد.....
-
-عقاب- لرئيس تايوان الجديد.. الصين تطلق مناورات عسكرية في مح
...
-
قديروف: حلمي هو أن أضع زيلينسكي في قبو منزلنا في الشيشان (في
...
-
جثث متفحمة وحطام متناثرة.. فيديو جديد لحادثة سقوط طائرة رئيس
...
-
إقبال كبير على جعة -أسامة بن لاغر- في حانة بريطانية
-
ريشي سوناك يعلن إجراء انتخابات عامة مبكرة في بريطانيا
-
تقليص دعم أنابيب غاز الطهي “البوتان” تشعل جدلا واسعا في الم
...
-
تلسكوب فضائي يكشف -صورا مذهلة- للكون
-
محكمة العدل الدولية تصدر قرارها الجمعة بشأن هجمات إسرائيل في
...
-
جرحى الطائرة السنغافورية يعانون إصابات في الدماغ والجمجمة
-
كاتب إسرائيلي: العالم يستيقظ لأجل العدالة فهل نفعل نحن؟
المزيد.....
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|