أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هالة محمود محمد - اسمعني














المزيد.....

اسمعني


هالة محمود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 16:56
المحور: حقوق الانسان
    


"اسمعني" ليست اسم اغنية لحمزة نمرة مطرب الثورة فقط بل هي كلمة شاملة لإشكالية كبرى تواجه مجتمعنا وبالأخص الشباب؛ إنها إشكالية تتمثل في فقدان ثقافة أن نستمع لبعضنا وأن نتقبل الرأي الآخر؛ فثقافة قبول الآخر من أهم الدعائم التي تصل بالمجتمعات إلى النظام الديمقراطي؛ فمما لايدع مجال للشك أن قبول الرأي الآخر هو أولى الخطوات لبناء أي مجتمع ديمقراطي.
وللأسف فإن دول العالم الثالث ومن بينها الدول العربية لا تتمتع بأية درجة من درجات الاستماع للآخر نتيجه لعوامل متعددة اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية، ولعل من أبرز العوامل التي يجب أن توضع في الاعتبار — وأن تُوضع كذلك تحت نطاق البحث — التنشئة السياسية لأفراد ذلك المجتمع والتي تقوم أساسا على الديكتاتورية والشمولية الحاكمة؛ فلا صوت يعلو فوق صوت الحاكم نصف الإله مما يرسخ لدى أذهان جميع طبقات المجتمع أن هناك رأيًا واحدًا هو فقط الرأي المسموع.
فلا مجال لأي حوار ديمقراطي؛ فالأوامر العليا تأخذها مؤسسسات كارتونية تسهل تمرير ما يقرره الحاكم والذي غالبا ما يكون تابعًا لأجندات خارجية؛ فيتم تدعيم قيم سلبية مثل الانفراد بالرأي وغرس ثقافة القهر والاستبداد، ويصبح الرأي الواحد هو المعتمد كثقافة، وكذلك يترسخ في وجدان المجتمع أن صاحب السلطة في أي موقع هو صاحب السلطة المطلقة ومن يخالفه يستحق العقاب، وذلك بمساعده أدوات السلطة الفاسة من إعلام موجه، وقضاء مسيس، وأحزاب غير قادرة على الالتحام بالجماهير في الشارع، ومناهج تعليمية عقيمة تسهل عملية الاستيلاء على العقول، واحتكار مستقبل الأوطان؛ فيتم تكريس آليات الديكتاتورية لخدمة الحاكم، مما ينتج عنه مجتمع غير مؤهل ديمقراطيًّا غير قادر على صنع مستقبله ولا مواكبة التغييرات الحادثة من حولها اجتماعيًّا وسياسيًّا وتكنولوجيًّا؛ فتظل متخلفة متأخرة بما يضمن للحاكم السيطرة عليها فتتبلور ثقافة المجتمع على أساس الرأي الواحد.
ومع فساد النخبة الحاكمة تظهر المشكلات الاقتصاديه تكون سببًا رئيسيًّا لغرس سلوكيات تدعم الأنامالية وعدم الاهتمام بالمشاركة الاجتماعية أو السياسية وعدم الاهتمام بالآخر عمومًا، وكذلك الفردية وعدم قبول الآخر؛ فيتشكل مجتمع مهترئ تربويًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا.
لذا فإن المحصلة النهائية هي أن الحاكم المستبد تمتد جرائمه ليس فقط للناحية السياسية بل تمتد الي النفس الإنسانية التي تظل لسنوات وسنوات في حاجة لعلاج نفسي وتربوي في بيئة صحية حتي تعود للفطرة السليمة، وذلك يتطلب وقت لا تتيحه اللأنظمة الفاسده المتلاحقه والتي تحكم الشعوب متواترة؛ فلا مجال للإصلاح أو الترميم ويبقى الأمل في الانسان أن يغير داخله بنفسه والمجد كل المجد للأوطان التي تنفض عن نفسها غبار ديكتاتورية المستبد، وتحطم الأوثان في ثورات بيضاء ينتصر فيها الانسان لنفسه



#هالة_محمود_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تبكِ يا جيفارا


المزيد.....




- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بصفقة لإطلاق سراح الرهائ ...
- إسبانيا: إرسال وحدات إغاثة عسكرية إلى سرقسطة بعد فيضانات عني ...
- 91 بالمائة من المهاجرين الأفغان غير الشرعيين يعودون طوعاً إل ...
- أولمرت يتهم الشرطة الإسرائيلية بالمسؤولية عن -جرائم حرب- بال ...
- بريطانيا.. اعتقال أكثر من 40 شخصا خلال احتجاجات في لندن رفضا ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإتمام صفقة ت ...
- الهيئة العليا لعشائر غزة: المجاعة تفتك بالأهالي والمستشفيات ...
- الآلاف يتظاهرون بتل أبيب للمطالبة بإتمام صفقة تبادل أسرى
- أوامر قضائية جديدة تقيد إجراءات إدارة ترامب تجاه المهاجرين ...
- سفينة شحن إيرانية تنقذ عشرات المهاجرين السودانيين من الغرق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هالة محمود محمد - اسمعني