لماذا يلحد أحفاد الصحابة في مهبط الوحي ؟!

جابر جابر

الحوار المتمدن-العدد: 4676 - 2014 / 12 / 29 - 19:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أكد لي عدد من الأصدقاء من داخل مملكة آل سعود أن اجتماعا كبيرا للملحدين عقد ولأيام في مكة ؛ فقد افتتحت جلساته صباح الخميس ولم ينفض الملحدون المشاركون ويعودوا أدراجهم للمدن الأخرى حتى يوم أمس الأحد ؛ وأن الاجتماع تم بظروف أمنية مشددة خوفا من مداهمة هيئة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ؛ وتم خلال الاجتماع وفقا لما ورد لي من الأصدقاء تشكيل لجنة عليا وأخرى فرعية ؛ وتم أيضا انتخاب إمرأتين كرئيس للجنة العليا وإحدى اللجان الفرعية المهمة ؛ وعليه فإن المسؤول الأعلى لجمعية الملحدين في مملكة آل سعود هو إمرأة ؛ وقد حظيت بمعظم أصوات المقترعين والذين هم في أكثريتهم من الشباب الذكور والرجال ؛ وهذا يعكس تقدما وتحضرا كبيرا ومهما في فكر أولئك ؛
طبعا لن أتدخل في خصوصيات الملحدين وحق كل شخص منهم في اختيار دربه ومسلك حياته وطريقه في الحياة ؛ بل أنا احترم اختياراتهم واحترم حق كل شخص في اختيار إيمانه بحرية أو عدم الإيمان ؛ فهذه حرية شخصية في النهاية تخص الشخص نفسه ؛
لكن ما أريد أن أسأل عنه هو لماذا يلحد شباب ورجال مسلمون وفي مجتمع محافظ ومتشدد ظاهريا على الأقل ؛ ويقارب مجتمع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ؟!! ؛
والكارثة في مهبط وحي رسول الإسلام مكة ؛ ولن يقدر أحد أن يكذب أرقام واعداد الملحدين وإلا فعليه أن يقنعني ويخبرني لماذا شدد النظام السعودي عقوباته بحق الملحدين في مملكته وجعل الإلحاد جريمة كالإرهاب في الحكم الشرعي والعقوبة ؟! ؛ فلو لم يكن الإلحاد منتشرا وينتشر بكثرة لما غلظ عقوبته وساواه بقوانين الإرهاب الأخيرة والتي تمت صياغتها ؛ ويبقى السؤال الذي يحير العقول : لماذا يلحد أحفاد الرسول والصحابة ؟ وفي مهبط وحي رسول الإسلام وبيئة إسلامية محافظة ؟!!
هل اكتشفوا حقيقة الإسلام مثلا ؟ أو أن الرياء والنفاق والذي كان صفة المجتمع هو السبب ؟ أو رجال الدين والعلماء هم السبب ؟ أو بسبب استبداد آل سعود وطغيانهم فكان الإلحاد ردة فعل لا أكثر ولا أقل ؟! ؛
أو أن الإلحاد له أسبابه الدينية فقط ؟ ؛ لكن لماذا الملحدون تعمدوا استفزاز النظام الحاكم وشيوخه وعقدوا اجتماعهم التأسيسي الأول في مسقط رأس رسول الإسلام مكة ؟!.

#جابر_جابر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات