كشف علمي جديد في طريقة تكاثر اسلاف الاسماك العظمية

فاضل فرج خالد

الحوار المتمدن-العدد: 4676 - 2014 / 12 / 29 - 14:34
المحور: الطب , والعلوم
    

من المتفق عليه ان الاسماك هي اول مجموعة من الفقريات ظهرت خلال تطور الحبليات اللافقرية الى حبليات فقرية وكان ذلك قبل حوالي400 مليون سنة اي في بداية الفترة الديفونية من العصور القديمة للجدول الجيولوجي الزمني
لقد كانت تلك الاسلاف بحرية المعيشة اول الامر ولكن البعض منها والمسماة بالاسماك المدرعة(البلاكوديرم) ورغم احاطة مناطق من اجسامها بدروع عظمية الا انه كان مستهدفا للافتراس من قبل بعض المفصليات البحرية والتي يبلغ طولها حوالي مترا واحدا مما اضطر تلك الانواع البدائية الى الهرب واللجوء الى الانهار والبحيرات ذات المياه العذبة هربا من تلك الاعداء
وخلال تطور هذه البلاكوديرمات فقدت دروعها العظمية فنشأت منها اسلاف الاسماك العظمية الحالية والتي كانت قد ظهرت في الفترة الترياسية من العصور الجيولوجية الوسطى
ان عددانواع الاسماك العظمية الحالية البحرية منها او تلك التي تعيش في المياه العذبة كما يشير الى ذلك بعض المصادر يبلغ 23 الف نوعا ومن ضمنها عائلة الاسماك الشبوطيةCyprinidae والتي تضم حوالي 2500 نوعا وان غالبية افراد تلك الانواع تعتمد في تكاثرها على الاخصاب الخارجي للبيوض التي تطرحها الاناث خارج اجسامها في المياه من قبل الحيوانات المنوية التي تطرحها ذكورها في المياه حيث تطرح البيوض اذ لا تملك تلك الذكور اعضاءً او لواحق للتزاوج عدا بعض الانواع القليلة جدا مثل ذكور الاسماك التي تنتمي الى جنس كمبوزيا والتي تربى في المياه التي تتواجد بها يرقات البعوض حيث تتغذى عليها افراد ذلك الجنس ( مما يكون ذلك طريقة لمكافحة البعوض الناقلل لطفيلي الملاريا وامراض اخرى )
ولكن بحثا علميا جديدا نشر قبل فترة من الزمن في مجلة Nature العلمية اوضح ان اسلاف الاسماك العظمية كان اخصاب بيوض اناثها يتم داخليا ، لامتلاك ذكور تلك الاسماك تمتلك لواحق تناسلية لهذا الغرض ولقد استمر الاخصاب لديها على هذا المنوال لفترة غير معلومة اذ تحول الى اخصاب خارجي ( ان الاسماك الغضروفية التي تمثل صنفا مستقلا من الاسماك العظمية وبعدد من الانواع يقارب الالف نوع ويبدو ان لها نفس المنشا احتاجت افراده كماتشير بعض المصادر الى خمسة ملايين من السنين لتستعيد قدرتها على الاخصاب الداخلي والتي استمرت حتى يومنا هذا ) .
ففي هذا البحث العلمي الجديد والذي يعتمد على دراسة متحجرات لاسماك عظمية عاشت قبل 385 مليون سنة تدعى (مايكروبراكيس ديكي) والتي تعني قصيرة الاذرع ، فقد عثر العلماء على ذكر وانثى من تلك الاسماك المتحجرة يمتلكان اعضاء للتزاوج ويتراوح طول هذا النوع من اسماك البلاكوديرم حوالي 3 انجات و التي قد عاشت في بحيرات اسكتلندا قبل ملايين السنين واشارت الدراسة كذلك ان متحجرات تلك الاسماك تحتوي اعضاء للتزاوج بدائية عند الجنسين، فللذكر منها لاحقة تشبه حرف( L) اللاتيني ولهذه اللاحقة اخدوادا لنقل الحيامن وادخالها في موقع يشبه الحفرة بين عظمتين في جسم الانثى ، واشار الباحث العلمي البروفيسور (جون لونك) من جامعة فيلدرز الاسترالية قائلا (ان الميكرو بركيوس تعني الاذرع القصيرة او القليلة وان الاختصاصيين كانوا في حيرة من وجود هذا النوع من الاذرع القصيرة . لقد عثرنا على الجواب لهذا اللغز وهو ان تلك الازواج القصيرة من اللواحق اي الاذرع عند الذكور هي من اجل تثبيتها عند التزاوج في منطقة الفتحة التناسلية غند الانثى لنقل الحيامن وايصالها الى داخل جسمها كتلك التي تستخدمها ذكور اسماك القرش والتي هي من الاسماك الغضروفية في عملية التزاوج بينما معظم ذكور السماك العظمية في وقتنا الحاضر تقوم باخصاب البيوض خارج اجسام اناثها لعدم امتلاكها اعضاء للتزاوج)
واستنادا الى الى كلام البروفيسور لونك فان الذكر والانثى من تلك الاسماك المتحجرة كانا يتقابلان بوضع معين من الجانب لاتمام هذا العمل .ان الدلالة التي يحملها هذا الاكتشاف يوضح اهمية اسماك البلاكوديرم في عملية التطور العضوي والتي كان يعتقد انها خط تطوري منتهي ولا توجد له علاقة باحياء تاخرى تعيش حاليا ، ولكن هذا الاكتشاف اثبت قوة الخط التطوري لها باحياء متطورة حاليا بتالاضافة الى صفات اخرى مشتركة كالفكوك والاسنان وازواج الاطراف

#فاضل_فرج_خالد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات