أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أبو السراج الحسني - تطبيق الحدود الشرعية على ابن تيمية والكهنة ( 1 )














المزيد.....

تطبيق الحدود الشرعية على ابن تيمية والكهنة ( 1 )


أبو السراج الحسني

الحوار المتمدن-العدد: 4673 - 2014 / 12 / 26 - 17:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وكأنّما خَطّطَ ابنُ تيمية لعصرنا هذا ليؤولَ العالَمُ الإسلاميُّ إلى غابة وحوشٍ ضارية .
أعرفُ شابّاً لا يتجاوزُ 25 سنةً ، سرَقَ منه ابن تيمية والكهنة البراءةَ التي كانتْ تنبعثُ نورا مِنْ وجْهه ، والإنسانيةَ التي كانتْ تتسامى به إلى مُحبًّ عاشقٍ ولهان.
ولمْ يقِفْ هذا الفكرُ الأثيم عند سرقة البراءة والإنسانية ، بلْ طالَ عقْلَه ، فانقلبَ وحْشاً ينكسِرُ أمامه الأسد الهصور .
للأسف ، كانَ دورُ الكاهن إزاءهُ كدَوْرِ المُجْهزِ على أسيرٍ مكتوفٍ ..
قال الكاهن بغباوة : الفتى لا بأسَ به مادام مستمسكاً بالكتابِ والسنّة على فهم السلف .!! لكنْ يحسُنُ بنا أن نسْترقيَ له .
كبُرتْ كلمة تخرج من فيه .
هل فهْمُ السلف ـ رضوانُ الله عليهم ـ طرفٌ في مشاكلنا ؟
هذا هو دأبُهم ، يختصرون المسافة بجملة واحدة أو كلمة ( فهم السلف ) ، ويدخلون الطريق مِن نصْفِها ، ويُقدّمون لكل مشكلة نصف حلّ يُعيدها إلى مُشكلة أسوأ من أختها .
فهُمْ أنصافٌ في محتواهم الفكري ، وفي طريقة العرض ، وفي كل شيء تمسّهُ أيديهم .
و أنصافٌ في مطالبهمْ عندما يتهالكون في سبيل تطبيق شريعة الإسلام وحدود الإسلام ، وسوف يتضح للقارئ كيف أنّ مطْلبَ تطبيق الشريعة هو قاصمٌ لظهورِهمْ ، وأنهم الأجدرُ بأنْ يذوقوه .
لقد أوقفَ عُمرُ الفاروقُ حدّ السرقة عام الرمادة لِمَا قدْ يترتبُ على ذلك مِنْ تشويهٍ لصورة المجتمع وللإسلام ولأسبابٍ كلها تدلّ على وجود الحسّ المقاصدي الذي يتمتعُ به السلف .
لكنّ ابن تيمية والكهنة صاروا يسرقون عقول الشباب وإنسانيتهم ، ولا غرابة بعدئذٍ أن تَرى هذا الفتى المسكين ـ بسبب الاصطراع النفسي والتناقض الداخلي ـ ينقلبُ رأساً على عقب ، فيتطاول على والديه وإخوته وجيرانه ، وتزدادُ حالتهُ سوءا ليصبح مجنونا يرمي المارّة بالحجارة ..!!
أفلا يجدرُ تطبيقُ حدّ السرقة على الكهنة مِنْ باب أولى ، لأنّ سارق الدرهم والدينار ربما كان معذورا ـ كما في زمان عمر ـ حيث لا يقصدُ إلا سدّ الجوع ، وهو ضررٌ يُمكنُ السيطرة عليه .
أمّا سارقُ العقول والإنسانية فإنّه مُعتدٍ على كرامة الإنسان التي تميّزَ بها عن الحيوان [ ولقد كرّمنا بني آدم ] وأيُّ كرامة ستبقى بعد أن يُسلبَ المرءُ عقله ؟! .
فما أعظمَ الضرر عندما تُسرقُ آلةَ الإدراك والتمييز أو يُسرقُ ماؤُها فتتجمدُ على طباعِ الغابة ، حينئذ تتحوّلُ المجتمعات إلى غابات .
ومِنْ زاوية أخرى يُعتبَرُ فِعلُ الكهنة تغييراً لخَلْقِ الله ، لأنّ الله خلَقَ هذا الفتى عاقلا بادئ الأمر ، فجاء الكهنةُ واختطفوا عقله وحَشَوْا رأسَه بالهمجية والسبُعية ليتحوّل من إنسانٍ إلى حيوان ، وهو ما يدلُّ على أن الشيطان مُقيّضٌ للكهنة يأمرهم بتغيير خلْقِ الله [ ولآمرنهم فليغرُّنّ خلق الله ] .
بالإضافة إلى أنّ فعلَهم هو نوعٌ من الفساد في الأرض ، لأنّ تغيير خَلْقِ الله صار يُهدّدُ كل شاب يمرُّ على أفكارهم السامّة ، فطريقهُم ليستْ آمنةً ، والضحايا خيرُ دليلٍ ، وهذا يُوجبُ في حقّهم حدّ الحرابة [ إنما جزاء الذين يُحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ..]
حاربوا الله ورسوله لأنهم وقَفُوا على النقيض منْ رحْمةِ الإسلام وسماحته ومقاصده السامية ، وسَعَوْا في الأرض فساداً بتلغيمِ كلّ طريقٍ بأفكارٍ تهدمُ العقلَ وتمسخُ الإنسان .
وللحديث بقية .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- السيد فضل الله: الطائفة الشيعية لا تعمل لمشروعها الخاص بل لو ...
- أكثر من نصف قرن على حرق المسجد الاقصى.. والنيران لاتزال متشت ...
- بين -سلاح الله- و-الجيش وحده يحمي-: الانقسام حول حزب الله يص ...
- حماس: لا شرعية للاحتلال في المسجد الأقصى
- استمرار الخلافات مع أستراليا.. نتنياهو يصعد هجومه على ألباني ...
- حتى لا يقال: -كحلم ترمب بالجنة-!
- الكنيسة الميثودية المتحدة تسحب استثماراتها من إسرائيل بسبب ا ...
- جيش الاحتلال يتجه إلى يهود الشتات لتشجيع التجنيد
- عاجل| جيش الاحتلال: سنتجه إلى أكبر الجاليات اليهودية في الشت ...
- بابا الفاتيكان يطلب من الكاثوليك الصوم يوم الجمعة للصلاة من ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أبو السراج الحسني - تطبيق الحدود الشرعية على ابن تيمية والكهنة ( 1 )