أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - يوسف احمد - فلسطينيو سوريا على شواطىء قبرص خيارات صعبة ومستقبل مجهول














المزيد.....

فلسطينيو سوريا على شواطىء قبرص خيارات صعبة ومستقبل مجهول


يوسف احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4672 - 2014 / 12 / 25 - 16:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
خيم، وغرف اسعافات اولية، ومكتب للترجمة والمراجعات، وسور مرتفع تحيط به الأضواء، وبوابة كبيرة يقف خلفها رجال شرطة، وعتمة وسكون يحيط بالمنطقة القريبة من المكان، تظن للوهلة الأولى انه مكان مهجور، لكن سرعان ما يتغير المشهد بعد عبور البوابة الرئيسية، لتبدأ بسماع اصوات الاطفال والنساء، يتجمهرون حولك، وحول كل ضيف يدخل الى هذا المكان، علهم يسمعون منه خبراً يعطيهم املاً بأن شيئاً ما سيحدث ويفك أزمتهم والمأزق الكبير الذي يعيشونه منذ نهاية السادس والعشرين من ايلول 2014.
ما اتحدث عنه ليس سجناً او حديقة،او مكاناً مهجوراً، إنه مخيم جديد لمأساة جديدة يعيشها حوال 340 لاجئاً فلسطينياً من سوريا تقطعت بهم السبل ليجدوا انفسهم في جزيرة قبرص، حيث كانت تلك العائلات ومعظمها من مخيم اليرموك تحاول الهجرة من سوريا الى بعض الدول الاوروبية عن طريق البحر، لكن خطأً ما حصل معهم في المياه الاقليمية القبرصية في منتصف ليلة 26 ايلول، دفع السلطات القبرصية الى سحبهم من البحر واقامة مخيم خاص بهم في احدى ضواحي العاصمة القبرصية نيقوسيا.
خلال زيارتي مؤخراً الى قبرص بدعوة من حزب اكيل القبرصي، والشبيبة القبرصية، علمت من خلال رفاقي في الجبهة الديمقراطية بوجود هذا المخيم، فتوجهنا معاً الى المخيم برفقة نائب رئيس الجالية السيد خالد مرتجى، وفعلاً وبكل ما للكلمة من معنى هو مخيم فلسطيني جديد، والعتمة التي تحيط به، والسكون الذي يلفه، يعكس الواقع المؤلم والمستقبل المظلم لهذه العائلات التي تقطعت بها السبل ووجدت نفسها في مكان لم يكن في الحسبان.
في احدى الخيم الكبيرة كان اللقاء مع فعاليات وعائلات المخيم، اطفال ونساء ورجال وكبار سن، حضروا الى تلك القاعة ( الخيمة المعدة لاستقبال الضيوف)، ومنهم من وقفوا على باب القاعة لعلهم يسمعون خبراً يعطيهم املا بأن الغد سيكون افضلا حالا من اليوم.
استمعت لكل من اراد الكلام منهم من نساء ورجال وشباب وحتى الاطفال منهم، وكان القاسم المشترك في حديثهم نريد الخلاص من هذه الأزمة، فنحن تركنا نصف عائلاتنا في سوريا ولبنان، وتركنا منازلنا وكل شي، وبعنا كل ما نملك لندفع تكاليف هجرتنا، وتعرضنا لمخاطر كبيرة، بحثاً عن حياة آمنة ومستقرة، وبحثاً عن مستقبل افضل لنا ولعائلاتنا، لكننا وجدنا انفسنا بمأساة جديدة.
السلطات القبرصية، وعبر وزاراتها ومؤسساتها المعنية تتابع قضية هؤلاء النازحين منذ اليوم الاول لوجودهم، فاقامت لهم هذا المخيم، وكلفت هيئة الدفاع المدني القبرصية بمتابعة احتياجاتهم الغذائية والصحية الأساسية، وقد زارهم في المخيم العديد من الشخصيات القبرصية والاجنبية منهم وزير الداخلية القبرصي، وعدد من سفراء دول الاتحاد الاوروبي الى جانب الجالية والسفارة الفلسطينية وكذلك قيادة الجبهة الديمقراطية في قبرص التي تتابع قضيتهم بشكل مستمر.
وكان المطلب الرئيسي للنازحين، هو بسماح السلطات القبرصية لهم بمغادرة البلاد، وتوفير اللجوء الانساني لهم في دول الاتحاد الاوروبي الاخرى حيث يتواجد القسم الاخر من عائلاتهم خصوصا في السويد والمانيا وغيرها، رافضين رفضاً قاطعاً بقاءهم في قبرص، اولا لان النصف الاخر من عائلاتهم قد استقر في الدول الاوروبية الاخرى، كما ان الوضع الاقتصادي وغلاء المعيشة وقلة فرص العمل في قبرص لا تشجع على البقاء والاستقرار في هذا البلد.
ونتيجة انسداد افق الحلول القانونية لأزمتهم، وبسبب عدم رغبتهم بالبقاء في قبرص، لم يعد امام هؤلاء النازحين الا المخاطرة والمحاولة من جديد لركوب سفن البحر من اجل الوصول الى عائلاتهم في الدول الاوروبية، لكنهن وقعوا من جديد في فك خداع السماسرة، وتكبدوا من جديد خسائر كبيرة فاقت قيمتها مئات آلاف الدولارات، ليجدوا انفسهم امام أزمة جديدة تتفاقم يوما بعد يوم.
عند هذا الحد، يأتي السؤال، اذا كانت الظروف الصعبة هي التي فرضت على هؤلاء النازحين المخاطرة ومحاولة الهجرة والبحث عن مكان آمن لهم ولعائلتهم، هي من اوقع بهم في هذه الأزمة، فمن المسؤول عن حمايتهم، وعن ايجاد الحلول المناسبة لأزمتهم، ومن المسؤول ايضاً عن منع تكرار هذه الأزمات، وتوفير السبل الآيلة إلى تخفيف العبء عن كاهل اللاجئين النازحين، ومداواة جراحهم النازفة، وجذبهم بعيداً عن البحث عن الحلول الفردية القائمة على الهجرة، ومنها الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا الغربية والدول الاسكندنافية وغيرها، مما يهدد الوجود الفلسطيني في سوريا، ويشوه بنيته، ويضعف إرادته وفعاليته، خاصة وأن الفئات الباحثة عن الهجرة، والتي توفرت لها فرص الهجرة هي الفئات الوسطى وصف واسع من المثقفين والأكاديميين.
كما يأتي السؤال، اين هو دور منظمة التحرير الفلسطينية في متابعة قضية هؤلاء النازحين، سواء مع الحكومة القبرصية، او مع الجهات والمؤسسات الدولية، حتى لا تبقى قضيتهم جرحاً نازفاً يهدد حياتهم ومستقبلهم، ويبقيهم عرضة لخدعة السماسرة بما يزيد من معاناتهم ويحطم حياتهم ويدمر مستقبلهم.
بات المطلوب اليوم قبل الغد، الاسراع في وضع استراتيجية وخطة وطنية فلسطينية، لمتابعة ملف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، الى جانب متابعة ملف مئات وآلاف العائلات العالقة على حدود الدول العربية والاجنبية او من تقطعت بهم الاوصال في عرض البحار، فهؤلاء جزء من شعبنا، وينبغي ان تولى قضيتهم الاهتمام المطلوب من قبل كل الجهات الفلسطينية المعنية، بإعتبارها قضية وطنية، لا تقل اهمية عن القضايا الوطنية الفلسطينية الاخرى، ومن الضرورة ان تبقى في سلم اولويات القيادة الفلسطينية وعلى جدول اعمال الهيئات المعنية في م.ت.ف.



#يوسف_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى إستشهادهم
- الشباب العربي بين الواقع والتحديات
- في الذكرى السابعة لإعتقال الرفيق ابو حجلة
- اللاجئون الفلسطينيون في لبنان : بين النفي والمعاناة
- ردا على خطاب الاب سمعان عطا الله
- الفلسطيني ورمزية المخيم


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - يوسف احمد - فلسطينيو سوريا على شواطىء قبرص خيارات صعبة ومستقبل مجهول