أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حبيب كركوكي - عولمة الإعلام، مفهومها وطبيعتها Globalization of Media, Concept and Nature of















المزيد.....



عولمة الإعلام، مفهومها وطبيعتها Globalization of Media, Concept and Nature of


حبيب كركوكي

الحوار المتمدن-العدد: 4667 - 2014 / 12 / 20 - 22:12
المحور: الصحافة والاعلام
    


تأليف: وليام هاتشين
جامعة ويسكونسن / الولايات المتحدة الأمريكية
ترجمة: أ.م.د.حبيب كركوكي

مصطلحات Glossary
الاتصالات الفضائية Comsat: علامة تجارية لمختلف الاتصالات التي تجرى عن طريق الأقمار الصناعية لبث الموجات مثل إشارات الهاتف والتلفزيون.
الرقمنة Digitalization: تحويل الأصوات والصور إلى أرقام الكترونية وخزنها في وسائل ممغنطة وإعادة إنتاجها في شكلها الأصلي.
فاكس Facsimile: نقل الرموز والوسائل الالكترونية بواسطة سلك هاتف.
إن ثورة المعلومات الحديثة قد سهلت الاندماج السريع للاقتصاد العالمي، وقد قادت هذه الثورة الاتصالية تكنولوجيا الاتصال التي أصبحت متوفرة في معظم مناطق العالم، في نفس الوقت، وتزود الجهاز العصبي للعصر الحالي المسمى بـ (العولمة).
تمثلت هذه التكنولوجيا بالاتصال عبر الأقمار الصناعية والتلفزيون العالمي والحاسبات الالكترونية وشبكة الانترنيت، كذلك التطورات التي طرأت على الصحافة ووسائل الترفيه، بما ساهمت في سرعة تأثير الأخبار على المجالات السياسية والشؤون العامة، وساعدت على المشاركة بين الثقافات الشعبية وأساليب الحياة في كل مكان بالعالم.
إن عولمة الإعلام ووسائل الترفيه –التي جاءت نتيجة مشاركة الدول الغربية- قد ربطت الأفراد بالعالم الواسع بقوة، رغم إن الخبراء يؤكدون بأن العولمة حقيقة واقعية وليست خيارا، إلا أن عولمة الإعلام لا يمكن أن تبرز دون الانتقادات الموجهة إليها.
1. تمهيد Introduction
إن مصطلح العولمة، تعبير غير دقيق للمتغيرات التي طرأت على العالم في المجالات السياسية والإعلامية والاقتصادية والتجارية والثقافية وأساليب الحياة، ووفقا للانتقادات الموجهة للعولمة فهي اتجاه مثير للجدل، كما يقال بأن العالم في ظل العولمة أصبح مستعمرة المستهلكين، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وقناة سي ان ان CNN وماكدونالد والأفلام التي تنتجها هوليود Hollywood والتي تكون مثار مناقشة على نطاق واسع.
لكن العولمة أوسع من ذلك، ففي عام 2000 قال الصحفي توماس فريدمان Thomas Friedman: بأن العولمة ليست موضة أو اتجاه، بيد أنها نظام دولي، حل محل الحرب الباردة، الممتدة من عام 1945 ولغاية عام 1989، وهي تدفع العالم نحو المزيد من الاندماج والتشابك وتوحيد الاقتصاد العالمي.
العولمة لها قوانينها المنطقية، التي تؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على الجوانب السياسية والثقافية والاقتصادية في كل دول العالم، والكيفية التي يحس بها الناس العالم، بما تؤثر على حياتهم وأعمالهم، فأينما تتجه في العالم أو تسافر تجد المنتجات والخدمات نفسها المنتشرة في العالم. في العقدين الماضيين، اتجهت معظم الاقتصاديات الدولية نحو المزيد من الاندماج والاستثمار الأجنبي بدأ بالنمو أكثر بثلاثة أضعاف مما كان عليه الناتج المحلي للاستثمار، فمن عام 1980 وحتى عام 1995، ارتفعت قيمة التجارة الدولية بحدة لتبلغ 5,1 تريليون دولار أمريكي عام 1995 بدلا من 2 تريليون دولار أمريكي عام 1980.
لكن العولمة أكبر من أن تكون مجرد عمليات بيع وشراء البضائع الأجنبية، فالبعض يرى أن ظهورها تزامن مع ثورة الاتصالات التي أذابت أحاسيسنا بوجود الحدود بين الدول، وإدراكنا بالعالم المقسم، فالاتصالات الحديثة ووسائل الإعلام (المقروءة متمثلا بالجرائد والمجلات والصحف الالكترونية، والمسموعة متمثلا بالراديو، والمرئية متمثلا بالتلفزيون) كانت من أهم الأسباب التي ساهمت في الإسراع باندماج الاقتصاديات العالمية ولها دور حاسم في خلق نظام عالمي جديد، فتكنولوجيا الاتصالات والحاسبات الالكترونية تسمى طبقا لذلك بوالديِّ العولمة Parents of globalization.
أ. التكنولوجيا لغرض التغيير Technologies for change
إن العوامل المساعدة لعصر الإعلام الجديد، كما كتب روبرت ستيفنسون Robert Stevenson عام 1994، تتمثل بالحاسبات الالكترونية والأقمار الصناعية الرقمية، والتي تلتقي لتنتج شبكة اتصالات دولية، تغطي الدول كما يغطيها الغلاف الجوي بالكامل، كذلك أفرزت هذه التكنولوجيا مستوى آخر من مستويات الاتصال متمثلا بوسائل الإعلام المقروءة (الجرائد والمجلات والصحف الالكترونية) والتلفزيون العالمي والراديو الرقمي الذي يتصف بالسرعة الفائقة في البث، والانترنيت الذي يسمح بالتدفق المتواصل للأخبار والمعلومات الجديرة بالنشر، فضلا عن وسائل الترفيه كالألعاب، والثقافة التي تؤثر بدورها في مجالات البيئة الإعلامية.
إن مجريات الأحداث في مجال العولمة والمكونات الأساسية لوسائل الاتصال الجماهيري لم تظهر فجأة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1990، فمن عام 1880 وحتى أواخر عام 1920 حدثت ثورة مشابهة لثورة الاتصالات التي نعيشها اليوم( )،والتي ساهمت في دمج العالم إلى حد ما، وتمثلت تلك الثورة ( ) باختراع التلغراف والهاتف ومد الكوابل وظهور وكالات الأنباء ومدّ سكك الحديد وصنع البواخر التي تعمل بقوة البخار واختراع الراديو، خاصة الذي يستقبل الموجات القصيرة Shortwave واختراع التلفزيون، فقد ساهمت هذه الوسائل في ترويج الأفكار والمعلومات والقيّم الثقافية وسهلت عمليات التجارة العالمية وتدفق البضائع في العالم.
لكن في الوقت الحالي، عجلت الحاسبات الشخصية laptop والتلفزيون العالمي الذي يستخدم تقنية الأقمار الصناعية في بث برامجه والتلفزيون الكابلي أو ما يسمى بالتلفزيون التفاعلي( )Interactive television والهواتف الخلوية والطائرات النفاثة الحديثة والانترنيت، فضلا عن السينما ومشغلات الموسيقى وأساليب الحياة، عجلت جميعها من ظهور عولمة الإعلام، وعقدت من جانب آخر طرق نقل المعلومات، فبينما كانت أسعار البضائع وإجور الخدمات تزداد تدريجيا، فقد انخفضت الإجور المستحصلة من استخدام تكنولوجيا الاتصال يوما بعد آخر، فأجر ثلاث دقائق من الاتصال بين لندن ونيويورك عام 1930، كان يكلف 300 دولار أمريكي، أما اليوم فان الاتصال عن طريق شبكة الانترنيت يكاد يكون مجانا مقارنة بالماضي.
إن سرعة التغييرات في مجال الاتصالات تكون مختلفة من وسيلة إلى اخرى، فالتلفزيون احتاج إلى 13 عاما كي يكسب 50 مليون مشاهد، في حين احتاج الانترنيت فقط إلى 5 أعوام لكسب 50 مليون مشترك، فالتغيير جاء بسرعة وبصورة مفاجئة بما يكفي للتنبؤ بالمستقبل القريب، وباختصار فالأخبار المعاصرة ووسائل الترفيه كالألعاب الالكترونية أصبحت تشكل أحد متغيرات العولمة، وفي الوقت نفسه ساهمت وسائل الإعلام بصورة هامة في نمو العولمة.
ب. وسائل الإعلام والأخبار المحلية News and Are Also local
إن دور الأخبار ووسائل الترفيه في العولمة، يحافظ على بعده الصحيح، فالأخبار مثل السياسة، جوهري للعالم، فالناس في كل مناطق العالم يهتمون بما يحدث في العالم المحيط بهم، المحلي أو المجاور، أو الأمم التي يهتمون بأحداثها، فعلى سبيل المثال إن تحطم طائرة باكستانية قرب أحد الحقول في مدينة صغيرة ومقتل 300 من ركابها، هو خبر هام لوسائل الاتصال، فالأخبار المهمة تكتسح الجرائد والمجلات والإذاعات والقنوات التلفزيونية، حتى شبكة الانترنيت تتمثل وظيفتها بنشر الأخبار والمعلومات وأساليب الترفيه، حتى التافه منها أحيانا، فالنقد الموجه لمعظم أخبار وسائل الإعلام -لأخبار التلفزيون خصوصا- شمل الأخبار الخارجية أيضا، ومازال النقد مستمرا، في الوقت الذي كشفت نتائج البحوث بأن معظم الأمريكيين لا يعيرون اهتماما بالأخبار الخارجية ما لم تتعلق بقواتهم المسلحة أو باهتماماتهم.
إن مظاهر الإعلام هذه، المتعلقة بالوصول إلى أقصى مناطق العالم تلعب دورا متميزا بازدياد في الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية والثقافة الشعبية في كل مكان.
2. تكنولوجيا الاتصال الحديثة New Communication Technology
منذ بدء الحرب العالمية الثانية، تطورت شبكات الاتصال الدولية ووفرت إمكانية أكبر لتدفق المعلومات، فالتفاعل أصبح ممكنا بين مفهومين هما: الفردانية ( ) وعالمية المجتمع، كذلك التحرك لإكمال متطلبات الثورة الخامسة المتمثلة بالاتصالات الالكترونية، والتي ترتكز على تكنولوجيا الاتصال وبصورة خاصة الأقمار الصناعية والحاسبات الالكترونية، فعالم الاتصال هارولد لاسويل Harold Lasswell اعتقد بأن ثورة الاتصال هذه، أسرعت إيقاع التاريخ، فما قد حدث في الماضي يحدث الآن.
هنالك ثلاثة أبعاد تطلبت نشر خطوط الاتصالات هي: الأراضي الشاسعة لقارة أفريقيا وأمريكا اللاتينية، مما دفع باتجاه إقامة شبكات الاتصال الدولية للمرة الإولى، فضلا عن توسع التجارة والوسائل الكثيرة التي أصبحت بحاجة إلى التوسع باتجاه التعدد الجغرافي، والتعقيد التكنولوجي للتقنية والمهارات والمعارف التي أوجبت إيجاد نظام يصبح فيه الإنسان بشكل متزايد على دراية بشؤون الحياة.
أ. الاتصالات الفضائية Comsat
إن مقولة عالم الاتصال الكندي مارشال ماكلوهان Marshal Mcluhan "العالم أصبح قرية الكترونية" تحققت عن طريق التلفزيون، وردّ العالم جون نايسبيت John Naisbit عليه قائلا "بأن الاتصالات الفضائية Comsat خلق مجتمعا خارقا لا يحب الانتماء إلى أي بيئة، عرف في الماضي بالمجتمع البشري منذ برج بابل".
أثناء الـ 35 سنة الماضية، حقق بث الموجات والاتصالات الدولية عبر الأقمار الصناعية نتائج تسترعي الاهتمام، فمليارات الدولارات قد صرفت لإجراء الملايين من المحادثات الهاتفية بخصوص التجارة الدولية وأسواق المال والثقافات والبرامج الترفيهية والتي أصبحت جزء من التدفق الاتصالي الهائل الذي يتضمن نشر الأخبار اليومية المعبر عنها بالكلمات والصور، وصور التلفزيون والبيانات، كنتيجة لتدفق كم هائل من المعلومات بتكاليف أقل مما كانت عليه.
بالرغم من إن محطات تقوية Relay stations البث الإذاعي والتلفزيوني متطورة جدا، إلا إن الاتصالات الفضائية Comsat أصبحت تغطي مساحات أوسع في العالم، وهي فريدة من نوعها، وبفضلها تمكن الأفراد من استقبال المعلومات من أماكن بعيدة جدا في وقت واحد، كذلك نقلها إلى مناطق اخرى، بمختلف الطرق: عن طريق التلفزيون والهاتف والتلكس والفاكس والحاسبات فائقة السرعة والراديو....الخ.
في المستقبل، وبفضل الأقمار الصناعية لن تعد المسافات تشكل عائقا أمام الاتصالات بين الدول، سواء كانت هذه الدول قريبة أم بعيدة، كذلك تربط الأقمار الصناعية المحطات الأرضية بعضها ببعض لتبادل المعلومات.
إن الأقمار الصناعية قد ساهمت في توسيع بث الإذاعات الرقمية التي تعتمد على بث برامجها اعتمادا على الأقمار الصناعية، والتي كانت لها تأثير على شبكات الكابل، فقناة الـ سي إن إن CNN مثلا ومعظم القنوات الكابلية الأخرى مثل قناة HBO التي يدفع المشاهد إجورا لقاء مشاهدة برامجها، تعتمد على الكابلات التي مدت في مختلف الدول المتقدمة، إلا انه بفضل الأقمار الصناعية برز نظام الأقمار الصناعية الكابلية Satellite-Cable للوصول إلى المناطق البعيدة والنائية التي تفتقر إلى الخدمات الإذاعية والتلفزيونية الكابلية.
فضلا عن إن الاتصالات الفضائية قد ساهمت في نقل الصحف من إدارة التحرير إلى مختلف المطابع حول العالم، لطبعها وتوزيعها هناك، كذلك تسهيل عمل وكالات الأنباء، بنشر أخبارها ومعلوماتها المتمثلة بالأخبار والصور، في الوقت الذي تسمح اتصالات الأقمار الصناعية بنقل إشارات التلفزيون الملونة، بحيث ضاعفت من تأثير الوسيلة عالميا، ويعتمد كل ذلك على تقنية اتصالات الأقمار الصناعية.
ب. جمع الأخبار باستخدام التكنولوجيا الحديثة News gathering with new technology
إن الابتكارات التكنولوجية قد غيرت طرق جمع الأخبار والمعلومات وعملية بثها، كما غيرت طريقة استقبال الأفراد للأخبار، ففي السابق كان ينبغي على المراسل الذي يقيم بصفة دائمة في الدول الأخرى، لإرسال أخباره للوسيلة الإعلامية التي يعمل فيها بواسطة البواخر أو البريد، أما اليوم وبفضل تكنولوجيا الحاسبات والأقمار الصناعية أصبحت الأخبار تتدفق بشكل واسع من المراسلين إلى المؤسسات الإعلامية.
وبالنسبة للتقارير التلفزيونية، فإن أهم القنوات الفضائية تعتمد على أنظمة الأقمار الصناعية المتميزة بقدرتها الفائقة وسرعتها في نقل الإشارات التلفزيونية التي تتدفق إلى مختلف المشاهدين، وتستقبل من خلالها أيضا ردود أفعالهم Feedback حول التقارير الحية Live reports عن طريق الأقمار الصناعية، فهذا النوع من الإرسال Flyway أصبح بديلا عن الإرسال التقليدي، ويعتمد عليه في مكاتب قناة سي ان ان CNN وقناة أي بي سي ABC لانجاز المراسلين مهماتهم.
استفادت الصحافة بدورها من التطورات السريعة في مجال الهواتف النقالة، وأصبح بإمكان كل محرر أن يكون على اتصال بالمندوبين والصحفيين مهما كانت المسافات طويلة بينهما، أو حتى إذا اقتضت الحاجة إلى إرسال الأخبار بواسطة الهواتف الخلوية.
فأثناء حرب الخليج الثانية، كان بيتر أرنيت الصحفي الغربي الوحيد في بغداد، مراسلا لقناة سي ان ان CNN، فنقل معظم الأخبار بواسطة الهاتف الخلوي Cordless الذي كان يكلف آنذاك 50000 دولار أمريكي، وهو جهاز مرتبط بالأقمار الصناعية، كذلك في الحرب الجوية على كوسوفو عام 1999، فقد كان هذا النوع من الهواتف الأداة الرئيسية التي زود المراسلين بها مؤسساتهم الإعلامية بالأخبار والتقارير، فقد كان الهاتف الخلوي الذي تنتقل إشاراته عبر الأقمار الصناعية، وسيلة اتصال بين المحررين في الصحف الأمريكية وبين المراسلين في كوسوفو وصربيا والبوسنة، وأصبح بإمكان الصحف أن تنشر مراسليها في مختلف مناطق الحرب، ليقوموا بدورهم بتغطية أخبار الحرب.
الأجهزة الرقمية هي الأخرى وسائل مهمة أمام الصحفيين للقيام بواجباتهم، فآلاف البيانات الرقمية تجمع بواسطة التيكست ( )Text، أو بواسطة الحاسبات الالكترونية Computers، وأصبحت أهمية هذا النوع من جمع وإرسال المعلومات يتزايد تدريجيا، فالمسافات لم تعد ذات قيمة للمراسل لإيصال معلوماته (المطبوعة على الورق) إلى جريدة التايمز اللندنية مثلا أو وكالة الأنباء الروسية ايتار تاس Itar tass قي موسكو، كذلك فالصحفي الذي يراسل صحيفة أفريقية يستطيع إرسال معلوماته عبر الأطلنطي.
يتمثل الشكل الآخر لاستخدام الأقمار الصناعية في المساعدة على نشر الصحافة اليومية والصحف الدولية، فكل يوم تنتقل صفحات الصحف (الجرائد والمجلات) يومية كانت أم إسبوعية بواسطة الأقمار الصناعية، كصفحات جريدة آسيان وول ستريت Asian wall street أو انترناشيونال هيرالد تربيون International herald tribune وترسل ليتم طبعها في المطابع المختلفة حول العالم.
فالصفحات التي تنقل بواسطة الأقمار الصناعية وتطبع في مطابع مختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية هي لجرائد: نيويورك تايمز New York times ويو اس توداي Us today وجريدة وول ستريت جورنال Wall street journal وأصبحت كل جريدة من هذه الجرائد متوفرة في الولايات الأمريكية في آن واحد.
جـ. تفويض الأفراد في مناطق العالم Empowering the individual her and abroad
أدت الابتكارات الجديدة في مجال وسائل الإعلام والحاسبات الشخصية والانترنيت وأجهزة الاستنساخ والمطابع والفاكس والفيديو كاسيت والموبايل والاتصالات الفضائية إلى شخصنّة وسائل الإعلام Personalized media، ولها تأثير عميق على المستقبلين (القراء والمستمعين والمشاهدين) الذين يستقبلون الأخبار والمعلومات.
في مجتمع الإعلام الدولي اليوم، أصبح الأفراد لا يستقبلون الأخبار والمعلومات فقط، لكن دورهم يختلف في أنهم أصبحوا يبحثون عما يريدون التعرض له (قراءته أو الاستماع إليه أو مشاهدته) من مختلف المصادر، لذلك فمعظم الحكومات لم تعد قادرة للسيطرة على مواطنيها، إذ يتوجه الأفراد لاستخدام الحاسبات الالكترونية الشخصية المرتبطة بالشبكة العالمية (الانترنيت)، وتصبح بالتالي بمثابة وسيلة للحصول على للمعلومات، فأثناء الأزمات السياسية مثلا، يستطيع الأفراد الحصول على المعلومات أو تبادل الآراء فيما بينهم ببث رسائل ثورية أو تحريضية، ويرسلونها لآلاف الحاسبات الالكترونية الشخصية التي يملكها الأفراد في الدول المضطربة سياسيا.
إن قوة الكلمة المطبوعة قد عززت من مكانة الفاكس، فالتكنولوجيا التي بواسطتها تنقل الصحف الكترونيا من باريس إلى هونك كونك، تنشر كذلك ملايين الوثائق والرسائل حول العالم، فعملية نقل الصورة والصوت الكترونيا عن طريق تحويلهما إلى رموز الكترونية وإعادة إنتاجها لاحقا، تلعب اليوم دورا في تحديات العصر بالضد من أنظمة الحكم التي لا تمتلك قاعدة جماهيرية كإيران وبنما والصين والاتحاد السوفيتي (السابق)، ليس فقط لأن الفاكس قادر على نقل التجارب البشرية آنيا، بل لأنه يقدم تسهيلات بشأن تدفق المعلومات إلى المجتمعات التي تحكمها أنظمة حكم قمعية، كذلك تعزز أجهزة الفيديو كاسيت والتسجيلات السمعية قدرة الأفراد على نحو كبير في معظم مناطق العالم لاختيار ما يرغبون مشاهدته أو الاستماع إليه دون رقيب وان تأثيرها على المجتمعات الغربية برزت أثناء الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة والتي انتقلت بفضلها إلى المجتمعات الأخرى.
د. الانترنيت كوسيلة اتصال إخبارية دولية The internet as international news medium
استطاع الإنسان بفضل الانترنيت، وبواسطة ربط الحاسبات الالكترونية بإرسال واستقبال المعلومات من أي شخص وفي أي مكان، بشرط أن يمتلك هو الآخر حاسبة الكترونية مرتبطة بالشبكة الدولية، وللانترنيت إمكانيات دولية هائلة في عملية جمع وتوزيع الأخبار الدولية، وان كان تأثيرها أكبر من ذلك بكثير.
ففي عام 1994 كانت هنالك 20 صحيفة الكترونية Online newspaper، وفي عام 1999 ازداد العدد إلى 4925 صحيفة الكترونية، تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية 2700 منها، ولا يزال عددها في تزايد مستمر يوما بعد آخر.
فوسائل الإعلام المتعددة الجنسيات والكابل والإذاعات الرقمية وشبكات الاتصال تتنافس اليوم مع وسائل الإعلام المطبوعة من خلال الاستفادة من خدمات الانترنيت، وتتمثل المهام الرئيسية للانترنيت بالاتصال الذي يساعد الأفراد في تبادل معلوماتهم وآرائهم واهتماماتهم عن طريق شبكة الانترنيت، لهذا فلها سمة مميزة لعصرنا الذي يسمى بعصر الاتصال الدولي.
فمعظم التغييرات المفاجئة قد حدثت قبل 25 عاما، أثناء ظهور الحاسبات الالكترونية، بحيث أصبح الأفراد والمتخصصون في الإعلام والمجموعات الأخرى يستطيعون الوصول إلى الأخبار والمعلومات بنفس السرعة، بحيث لم يعدوا مستخدمين للحاسبات الالكترونية والانترنيت، بل اجتماعيون عن طريق اشتراكهم في المعلومات من معظم مناطق العالم. والسؤال الذي يتكرر هو: من سيساهم في ثورة الإعلام ومن سيظل متخلفا عنها؟
حتى يومنا هذا، تبدو مظاهر عولمة الإعلام بوضوح في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وغرب أوربا والدول الديمقراطية، لأن فيها مجتمعات متقدمة وغنية وصناعية، بحيث انه وفي المستقبل القريب ستصبح الفجوة الإعلامية بينها طفيفة مع بروز تطورات متلاحقة اخرى، في حين إن الأمم الفقيرة وان كانت بوسعها الوصول إلى الأخبار والمعلومات وتأسيس وسائل الاتصال الجماهيري (الجرائد والمجلات ومحطات الإذاعة وقنوات التلفزيون والصحف الالكترونية ووكالات الأنباء) إلا أنها ستظل مفتقرة إلى الاقتصاد المتين والبنى التحتية لاستخدامها في دعم نشاطاتها، فمن مجموع الدول الأفريقية الـ 94، كانت 12 دولة فقط تستفيد شعوبها من خدمات الانترنيت عام 1999، وقد حذر خبراء السياسة الدولية من إن دول أفريقيا إن لم تحصل على الانترنيت بسرعة فإنها ستبقى فقيرة وتواجه مشاكل اقتصادية، لتصبح في النهاية ضمن الدول المهمشة أو التي تسودها الهومشة Marginalization( ).
في معظم الدول النامية، خاصة تلك التي في أفريقيا، تكون مصادر الأخبار عبارة عن مؤسسات صغيرة مثل بعض الجرائد والمجلات والقنوات التلفزيونية، التي لا يشاهد برامجها سوى عدد قليل من المشاهدين، في حين يستمع نسبة كبيرة من الشعب للإذاعات الدولية، الموجهة في أغلب الأحيان، لأن معظم وسائل الإعلام فيها تكون مملوكة للحكومة.
ففي الدول التي تراكمت عيها الديون في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، هنالك الملايين من الفقراء الذين لا يستطيعون استخدام أنظمة الاتصال الالكترونية، مما يخلق تصدعا عميقا بين الدول التي تمتلك وسائل اتصال والدول التي لا تمتلكها، ففي الدول الصناعية المتطورة غيرت وسائل الاتصال الحديثة من وسائل الاتصال الأخرى.
3. وسائل الإعلام الغربية نحو وسائل دولية Western media to world media
إن جماهير وسائل الإعلام الحديثة، بتنوعاتها المختلفة، والثقافة التي تسودها تنتشر في مناطق مختلفة من العالم، فالكلمات المطبوعة على الورق والصور وصور التلفزيون والتسجيلات الصوتية والصورية، كلها تؤثر في تفكير الإنسان وفي ثقافته، ليس فقط على الإنسان الغربي، بل على جميع بني البشر، وهنالك وسائل تؤثر بنفس القدر مثل الموسيقى الكلاسيكية والصاخبة وأفلام السينما التي تنتجها هوليود Hollywood، وبرامج التلفزيون وأساليب الحياة، فضلا عن القيّم الأيديولوجية، كالعدالة وحقوق الإنسان والديمقراطية واستقلال الأفراد والحرية، التي لها ايجابياتها وسلبياتها في الوقت نفسه.
فالاتصالات الدولية تتجه نحو تشجيع الفردانية، ووسائل الإعلام الدولية تزيد من حرية الأفراد وتساهم في تفعيل الديمقراطية في الأمم، كذلك فان تطور الصحافة أدى إلى تنشيط الأسواق الاقتصادية وأسواق الثقافة الشعبية.
كتب جي ام روبرتس J.M.Roberts عام 1985: إن القيّم الغربية ستصبح عالمية، والثقافة الغربية من أهم الثقافات، فالغرب قد غيروا التاريخ، إذ خلقوا عالما داخل عالم، يسمونه بالغربّنة Westernizing، والتي أدت إلى نمذجة الإسلوب الغربي، ويقصد بها ترويج النموذج الغربي ونشره في العالم للاقتداء به وتبنيه، وهنالك العديد من الأمم من غير الأمم الغربية تشارك في هذه العملية.
أ. عولمة وسائل الإعلام Internationalization of news media
إن تعزيز قدرة الصحافة الغربية، البريطانية على وجه الخصوص، فضلا عن المؤسسات التي تتبنى النهج الديمقراطي كما في الولايات المتحدة الأمريكية، يؤثر وبشكل كبير على العلاقات الدولية وأثناء الأزمات الدولية، وتمكن هذه الوسائل قادة العالم والأمم والأطراف التجارية والمنظمات غير الحكومية من الحصول على الأخبار والمعلومات حول مختلف الأحداث.
فوسائل الإعلام الدولية تستطيع مساعدة الشعوب على معرفة الأزمات والأعمال الإرهابية والخروقات الحاصلة في مجال حقوق الإنسان والتوجهات الاقتصادية والأزمات التجارية والكوارث السياسية كتلك التي حدثت في البلقان وإسرائيل وآسيا وأفريقيا وكوريا الشمالية.
فالتزايد المستمر في عدد المطبوعات الغربية ووسائل الإعلام المرئية التي تكون في الأغلب ناطقة باللغة الانكليزية والفرنسية هي أمثلة واضحة على الطرق التي من خلالها تساهم هذه الوسائل في توفير الأخبار والمعلومات، وتتمثل وسائل الإعلام الدولية بوكالات الأنباء والجرائد الدولية والمجلات الدولية والإذاعات الدولية وقنوات التلفزيون الفضائية أو التي تستخدم الكابلات، مما ساهمت مجتمعة في بروز عولمة الإعلام كحقيقة، ومن أبرز هذه الوسائل جريدة انترناشيونال هيرالد تربيون International herald tribune وجريدة فاينانشيال تايمز Financial times وجريدة الايكونوميست The economist ومجلة تايم Time ومجلة نيوز ويك Newsweek وآسيان وول ستريت جورنال Asian wall street journal.
أما المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية التي بلغت مستوى العالمية هي: سي ان ان CNN وبي بي سي BBC، فقد أضافت الـ سي ان ان CNN بعدا عالميا للخدمات الإخبارية الدولية، فقد جاءت قنواتها في مقدمة القنوات التلفزيونية التي تقوم بتوجيه بثها إلى العالم عبر الأقمار الصناعية، وبالاعتماد على الاشتراك في نظام الكابل، وكسبت بذلك ملايين المشتركين حول العالم باشتراكهم في نظام الكابل لمشاهدة قنواتها حتى خارج الولايات المتحدة الأمريكية، فبرامج قنوات السي ان ان CNN يشاهد في أكثر من 140 دولة، مما دفعت شبكات التلفزيون الأمريكية الكبرى مثل أي بي سي ABC وان بي سي NBC وسي بي اس CBS اعتماد نظام خدمة الكابل فضلا عن استخدام نظام البث عبر الأقمار الصناعية.
والوكالتان المسيطرتان على أخبار العالم هما: الأسوشيتد بريس الأمريكية Associated press ورويترز البريطانية Reuters، فخدماتهما لا تقتصر على الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لوحدها، بل تعداها إلى جميع المؤسسات الراغبة بالاشتراك بخدماتهما، فضلا عن وكالة الصحافة الفرنسية France press ووكالة الأنباء الروسية Itar tass، ومهمتها جمع الأخبار والمعلومات من مختلف مناطق العالم لبيعها إلى المشتركين.
فضلا عن ان جريدة واشنطن بوست Washinghton post ونيويورك تايمز New York times ولوس أنجلس تايمز Los angeles times، جميعها تعمل بمهنية لتغطية أحداث العالم وتقديمها إلى القراء دون الاعتراف بالحدود السياسية و الثقافية.
ب. تزايد التجارة الإعلامية الدولية Increase in global business news
جاءت معظم التوسعات التي طرأت على وسائل الإعلام جراء الاهتمام الكبير بالأخبار الاقتصادية والمالية بفضل توسع الاقتصاد العالمي وزيادة نشاطه، فجريدة وول ستريت جورنال wall street journal لها أكثر من 100 مكتب خارج الحدود لتغطية الأحداث الاقتصادية في آسيا وأوربا، لتغطية أخبار المال والأسواق العالمية والأسهم، بما تساهم في النمو الاقتصادي والمالي، إذ لديها أكثر من 226 مراسلا في أكثر من 62 دولة.
وتقوم وكالة الأسوشيتد بريس Associated press بتغطية الأحداث العالمية، وهي وكالة فريدة من نوعها، وهنالك الملايين من القراء والمستمعين والمشاهدين الذين يطلعون على أخبارها من وسائل الإعلام، فهي تبث 20 مليون كلمة في اليوم، متمثلة بالأخبار والتقارير والاستطلاعات، كما تبث 1000 صورة يوميا، ولديها أكثر من 95 مكتبا خارج الولايات المتحدة الأمريكية، ويبلغ عدد مراسليها 400 مراسل يقومون بتغطية الأحداث الدولية على مدار اليوم، ومن أجل القيام بأعمالها تقوم بتوظيف إمكانيات الأقمار الصناعية والكوابل والإذاعات والانترنيت في تزويد المشتركين بالأخبار على مدى 24 ساعة. يبلغ عدد المشتركين في خدماتها 8500 مشترك، متمثل بالمؤسسات الإعلامية والاقتصادية والتجارية، 330 مشترك عبارة عن قنوات فضائية.
تساهم الأسوشيتد بريس في تزويد المؤسسات الإعلامية بالكوادر، بعد تأهيلهم وزجهم في مجال العمل الإعلامي، وتتجه أيضا نحو الاعتماد على المراسلين الأجانب، فمن مجموع 400 مراسل، يبلغ عدد المراسلين الذين يحملون الجنسية الأمريكية 100 مراسل فقط، أما الـ 300 مراسلين فهم من جنسيات اخرى، بسبب تزايد مهنيّة الصحافة في دول العالم، لذلك أصبحت وكالات الأنباء تبحث عن صحفيين محليين ليعملوا مراسلين لها، ومؤهلين أكاديميا، فغالبا ما يقومون بعملهم في جمع الأخبار وتغطية الأحداث على أحسن وجه، لأنهم أعلم بشؤون بلدانهم وسياستها ولغتها وحالتها الاجتماعية.
تعتمد معظم الصحف الأمريكية والأوربية على الصحفيين الأجانب أيضا، بيد إن الجريدة التي تطورت وأصبحت محل ثقة واطمئنان هي جريدة انترناشيونال هيرالد تربيون الفرنسية International herald tribune، التي أسسها جيمس جوردن بينيت James Gordon Bennett عام 1887، كطبعة من جريدة نيويورك هيرالد New York herald، للناطقين باللغة الانكليزية في فرنسا، وقد نجحت الجريدة في عملها بسبب مهنيتها العالية وطريقة توزيعها الملائم، فهي تصدر بـ 16 صفحة يوميا، تباع منها 200000 نسخة في 181 دولة، تباع في أوربا وحدها 135000 نسخة، فجريدة انترناشيونالد هيرالد تربيون International herald tribune تباع في أوربا لوحدها في 8500 مكتبة، وتزود المكتبات بالنسخ من باريس وهاجو ومرسيليا وروما وزيورخ، وتستخدم الفاكس والأقمار الصناعية لنقل نسختها إلى مطابع هونك كونك وسنغافورة في آسيا، وميامي في الولايات المتحدة الأمريكية كما تطبع في أفريقيا والشرق الأوسط.
إن جريدة انترناشيونال هيرالد تربيون International herald tribune أصبحت الجريدة الإولى في التاريخ، التي تطبع في عدة عواصم في وقت واحد عن طريق إرسال نسخها بالأقمار الصناعية إلى المطابع فيها، بالرغم من بقائها الجريدة الأكثر توزيعا واقتناء وأهمية لدى الأمريكيين، وتظل مقروءة من قبل الدبلوماسيين والسياسيين ورجال الأعمال والصحفيين أيضا.
فالباحثين (طلبة الماجستير والدكتوراه الذين يجرون بحوثهم حول جريدة انترناشيونال هيرالد تربيون) تعرفوا على قراء الجريدة الذين يعدون مجموعة من القراء الذين تقدم الجريدة خدماتها إليهم، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي، وأصبحوا بفضل جريدتهم الدولية يستطيعون المشاركة بآرائهم وأفكارهم وطرق تعاملهم مع القضايا الدولية، وان تشابههم في التفكير يوحد نظرتهم للشؤون الدولية والاقتصاد العالمي، وبدرجة أقل بالمشكلات الاجتماعية مع اهتمام آخر بالثقافة الشعبية.
ويجد الباحثون بأن هنالك فئتان من الجمهور في العالم: الإولى تفضل المعلومات المفيدة وتعتمد عليها، في المجالات السياسية والاقتصادية، والثانية تفضل المعلومات الثقافية، لأن لهم وجهات نظر قومية تحول دون التأثر بالثقافات الأخرى.
هنالك مجموعة من المجلات الأمريكية ترضي أذواق القراء بينها: مجلة تايم Time ومجلة نيوز ويك News week التي تقدمان موضوعات شيقة لقرائهما، من ذوي الطبقات الغنية على وجه الخصوص. لمجلة تايم Time طبعات في كندا وأوربا وأفريقيا والشرق الأوسط وطبعة آسيا وأمريكا اللاتينية، وتحوي الطبعات موضوعات تلبي اهتمامات القراء في 60 دولة في العالم، كذلك الحال بالنسبة لمجلة نيوز ويك News week ، إذ تنشر المئات من الموضوعات التي تختلف في كل نسخة عن الأخرى.
هنالك مجلة ناجحة ومتوفرة للقراء، هي مجلة ريدرز دايجست Reader Digest، التي تصدر بـ 74 طبعة دولية، وبـ 18 لغة، ويطبع منها 13 مليون نسخة في الشهر، فالمجلات الدولية التي تطبع بـ 64 لغة هي: كوسوبوليتيان Cosmopolitian وايسكواير Esquire وجود هاوس كيبنك Good House Keeping وبوبيولار ميكانيكس Popular Mechanics.
جـ. ماديسون أفينو نحو العالمية Madison avenue goes global
الإعلان والعلاقات العامة هما السلاحان المقنعان للإعلام الغربي، لتصبح وسائلها أكثر عالمية ولتشجيع الأنموذج الأنكلو أمريكي، بالرغم من النقد الموجه إليهما، إلا إن الإعلان والعلاقات العامة لهما أهمية لا مناص منها، للاقتصاد وللانفتاح الاجتماعي، فضلا عن إنهما تصنعان الأخبار وتكونان في الحقيقة مظهرا من مظاهر العولمة، كمؤسسة ماديسون أفينوMadison avenue للإعلان، والتي تعتبر رمز الإعلانات في الولايات المتحدة الأمريكية.
4. التأثير الثقافي لوسائل الإعلام الدولية Cultural impact of global media
الثقافة الغربية متجسدة في الأفلام وبرامج التلفزيون وأقراص الموسيقى المدمجة والفيديو والتسجيلات الصوتية والكتب والمجلات والمنتجات الاستهلاكية، والتي تتدفق حول العالم بشكل متزايد، فإذا كان العالم يتجه نحو تكوين مجتمع دولي موحد، فتبدأ الفكرة بمناقشة الثقافة السائدة، وينبغي أن تبدأ المناقشة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بادئ الأمر، ولا يوافق النقاد على ما يحدث جراء التقاء الثقافات، وهم يطلقون عبارات مختلفة، فقال فريدريك تيبسون Frederick Tipson عام 1999: إن الثقافة الخالية من التعصب، التي تروجها وسائل الإعلام والمؤسسات الإعلامية تبدو مطلية وليست حقيقية، لكنها أفضل من إبراز اختلافاتها.
فحين يتم استقبال الثقافة يبدأ التأثير، ويمكن أن يقال بأن الأفراد يتجاهلون قسما من القيّم ويتبنون القسم الآخر، ويرى بعض الأكاديميين الغربيين والسياسيين بأن صادرات الثقافة الأمريكية في وسائل إعلامها، المتمثلة بثقافتها المتدفقة والمتواصلة، تضعف من الثقافات الشعبية للدول الأخرى، فهم يرون بأن ذلك عملية مقصودة لإنجاح الهيمنة الثقافية في خطوة أولى، تتبعها خطوات اخرى من أجل فرض السيطرة على المجالات الاقتصادية والسياسية لخلق التبعية ومحو ثقافاتها.
ووجهات النظر هذه أما ترفض أو يتم تجاهلها في الدول الغربية، في حين إن الأصوات تتعالى بشكل متزايد فيها، ويمكن النظر إلى ذلك في إن الدليل على بعض مظاهر التبعية الإعلامية يكمن في المبيعات الأمريكية لأوربا في مجال الأفلام السينمائية بشكل ارتفعت خمسة أضعاف خلال السنوات العشرين الماضية.
أما حديثا، فان من مجموع دور السينما العالمية الـ 100، هنالك 88 دارا للسينما موجودة في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها، إضافة إلى إن القنوات التلفزيونية عرضت مسلسل دالاس Dallas وتابع حلقاته المشاهدون في 98 دولة، في الوقت الذي عرض مسلسل سيسام ستريت Sesame street في 184 دولة.
في الهند، أصبح المشاهدون قلقين بسبب الألعاب التلفزيونية من يصبح مليونيرا How will become a millionaires ، وزعت هذه الألعاب في 31 دولة بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وإسرائيل وفنلندا والأرجنتين، وقد شاهدها 100 مليون هندي في الهند لوحده، وقد جاءت قناة الإعلامي الاسترالي مردوخ، ستار تي في Star TV التي تستخدم الأقمار الصناعية ونظام الكابل، بالمرتبة الأولى بين القنوات التلفزيونية، بعد أن كانت تحتل المرتبة الثالثة.
أما بالنسبة لأفلام الرسوم المتحركة Cartoons، والأحداث الرياضية التي تعرض على الشبكات التلفزيونية العالمية، فهي لا تثير النقاش، لكنها مفيدة للمعلنين، الذين يروجون إعلاناتهم أثناء المباريات الرياضية، لكسب الشباب المستهلكين، لذلك تعرض القنوات التلفزيون الأمريكية مباريات كرة السلة، وتقوم بتغطية نتائجها.
تحمل وسائل الإعلام أيضا للمشاهدين أساليب الحياة، مثل تغيير الشباب الروس والصينيين ليفضلوا الجينز الأمريكي والتي شيرت T-Shirt وكرة السلة، فضلا عن موسيقى الروك، ففي ألمانيا مثلا أصبح الشباب يتداولون كلمات مثل: بريك دانس Break dance، وبودي بلدينك Body building، وويندسارفينك Wind surfing، والكومبيوتر Computer، وأصبحت قناة ام تي في M TV الأقوى تأثيرا على الشباب في العالم من حيث دورها في تغيير الثقافة السائدة بينهم الثقافة السائدة بينهم، يبلغ عدد مشاهديها 205 مليون مشاهد، وقد ظلت المفضلة بين الشباب في العالم رغم الانتقادات الموجهة إليها من قبل الأجيال السابقة.
هنالك مثال آخر على التأثير العالمي للتلفزيون، يتمثل بالاهتمام الواسع بالمسابقة السنوية لتوزيع جوائز الأوسكار، من قبل الأكاديمية السينمائية في هوليود، إذ يشاهدها المعجبون في 100 دولة، كذلك مسابقة عرض الزهور التي تقام في نيويورك، ويشاهدها المعجبون في 100 دولة أيضا.
أ. ثورة الفيديو كاسيت The videocassette revolution
حدث التشتت الواسع بين الجماهير بفعل انتشار أجهزة الفيديو كاسيت، التي يستخدمها الناس بكثرة لرؤية حفلاتهم على شاشة التلفزيون بعد تصويرها بجهاز الكاميرا، ففي أقل من عقد انتشرت أجهزة الفيديو كاسيت وأشرطة الكاسيت في مختلف مناطق العالم، وقد امتد هذا التشتت إلى الدول الفقيرة، بعد أن امتد إلى الدول الغربية ومجتمعاها الغنية، فقد تحدت أجهزة الفيديو كاسيت الحكومات، كما تحدت المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية التي احتكرت الأخبار والتسلية.
فمع أجهزة الفيديو كاسيت أصبح بإمكان الأفراد المحافظة على شبابهم، عن طريق تسجيل حفلاتهم ومناسباتهم، وأصبحوا يتمتعون بالحرية في اختيار ما يريدون مشاهدته من أغاني وأفلام، وليس ما تفرضه القنوات الحكومية من برامج، وتبين إن أكثر ما يريد الفرد مشاهدته بواسطة الفيديو كاسيت، الأفلام والأغاني الغربية، ففي السعودية على سبيل المثال، هنالك خيار واحد أمام المشاهدين فيما يخص مشاهدة القنوات الفضائية السعودية، لأن الحكومة تسيطر على وسائل الإعلام، وفي النتيجة فان أجهزة الفيديو كاسيت تستخدم على نطاق واسع لمشاهدة الأفلام المحظورة والتي تهرب إلى البلاد سرا.
ب. دور اللغة الانكليزية Role of the English language
اللغة الانكليزية هي لغة الاتصال العالمي، وتعد إحدى اللغات العالمية العشر الكبرى، وتأتي بالمرتبة الثانية من حيث عدد المتحدثين بها، إذ يتحدث بها 415 مليون شخص في 12 دولة، في حين تأتي اللغة الصينية بالمرتبة الإولى، وهنالك لغات اخرى تأتي بعدهما مثل اللغة الاسبانية واللغة العربية واللغة الألمانية.
تعد اللغة ال
انكليزية من أكثر اللغات استخداما في العالم، فهنالك أكثر من 400 مليون شخص يتحدثون بها في العالم، أو يعدونها اللغة الثانوية بعد لغتهم الأم، وهنالك مئات الملايين من الأشخاص لديهم معرفة أولية باللغة الانكليزية، ويدخل قادة العالم بضمنهم، إذ تجرى معظم المقابلات معهم باللغة الانكليزية سوء في الجرائد أو المجلات أو محطات الإذاعة أو القنوات التلفزيونية.
وأصبحت اللغة الانكليزية لغة العلوم والتكنولوجيا، واللغة الرئيسية للكومبيوتر، والشيء الذي يدفع العالم لتعلم الانكليزية هو بساطته، وخمس العالم يستطيعون التحدث باللغة الانكليزية لكن بدرجات متفاوتة.
جـ. الجانب السلبي للثقافة الشعبية Downside of pop culture
الغرب من يقرر، لم يكسب الحرب الباردة فحسب، بل المعركة من أجل إملاء وقت العالم، فالثقافة الشعبية قد أصبحت إحدى صادرات الولايات المتحدة الأمريكية المربحة، فأثناء الحرب الباردة كانت هنالك مساع أمريكية لتصدير أفضل المنتجات الثقافية إلى العالم، لكن الآن هنالك مناقشة بخصوص إن أسوأ المنتجات الأمريكية تتدفق إلى العالم، وتتمثل بالإعلانات التجارية وأيديولوجيا الضحك، وقد انتقد ميجيكو كاكوتاني Michiko Kakutani عام 1997 الوضع قائلا: الثقافة الأمريكية أسوأ مما كنا نتوقع، ونحن نستهلك ذلك الشيء الذي يسمى نفايات.
وفيما يتعلق بدور وسائل الاعلام في نشر الثقافة الشعبية الأمريكية بشكل واسع، نذكر عدة مؤسسات الاعلامية مثل: مجموعة مردوخ Murdochs news group، وأول تايم ورنر Aol time warner، وديزني أي بي سي Disney ABC، وبيرت ايسمان Berte ismann، فياكوم سي بي اس Viacom CBS، ومؤسسات اخرى تنتج وتوزع العديد من المنتجات الثقافية.
5. تعديل الممارسات الصحفية Journalism practices modified
يتمثل الواقع الراهن للاقتصاد العالمي بالتدفق السريع للمعلومات، لتوظيفها في خدمة الأسواق التجارية والمستثمرين في العالم، وان الانفتاح الاجتماعي وتفاعل المجتمعات هو أفضل طريق للتكامل العالمي والتي تتطلب أيضا صحافة حرة ومسؤولة، والممارسة الصحفية الغربية هذه الأيام تصب في هذا الاتجاه.
أ. أخبار تلفزيونية لمدة 24 ساعة 24 Hour global television news
يستطيع المشاهدون في الولايات المتحدة الأمريكية مشاهدة قنوات السي ان ان CNN وام اس ان بي سي MSNBC وسي ان بي سي CNBC وقناة فوكس نيوز Fox news، وهي تقدم خدماتها الإخبارية لمدة 24 ساعة بواسطة نظام الكابل، بنقل أهم الأحداث الدولية، خاصة قناة سي ان ان CNN والقنوات البريطانية التي تنافسها بي بي سي BBC والتي تشاهد بشكل واسع في العالم، فعلى سبيل المثال تشاهد برامج قنوات CNN في 140 دولة، وتصل تقاريرها إلى معظم دول العالم، أما أوقات الأزمات الدولية، كالقصف الجوي الذي شنه حلف الناتو NATO على صربيا وكوسوفو، فالشبكات التلفزيونية جذبت اهتمام عدد كبير من المشاهدين، أما أثناء حرب الخليج الثانية فحتى المشاهدين في الهند كانوا يتابعون أخبار الحرب من قناة سي ان ان CNN، فقد كانت فرصة مميزة للهنود في متابعة الأخبار الدولية بعيدا عن سيطرة القنوات الحكومية.
تلعب قنوات السي ان ان CNN دورا دبلوماسيا أثناء الأزمات الدولية، فتقاريرها تشاهد في معظم دول العالم، لذا فان القادة السياسيين والدبلوماسيين يتابعون برامج قنوات السي ان ان CNN ويرغبون بإجراء مقابلات تلفزيونية معهم من أجل إيصال وجهات نظرهم إلى العالم، وأثناء الحروب الميدانية (الحروب العسكرية) يصبح مراسلو المحطات الإذاعية وقنوات التلفزيون هدفا للقصف الجوي والصاروخي والمدفعي.
فأثناء حرب الخليج الثانية وجهت التهم لقناة سي ان ان CNN بسبب تقاريرها الإخبارية المؤيدة لصدام حسين، لأنها تعمل بمهنية، في حين إن القنوات الإخبارية التي لا تعمل بمهنية لم تتهم لأنها لا تقدم للعالم خدمة إخبارية بموضوعية ومهنية.
فوسائل الإعلام الدولية، والتي تتضمن المؤسسات المتعددة الجنسيات أيضا، يثار الجدل حول برامجها، فمن القنوات التلفزيونية التي تقدم خدماتها على مدار 24 ساعة في اليوم، قنوات البي بي سي BBC، كذلك قنوات مردوخ فوكس نيوز Fox news، وقناة ان بي سي NBC التي يملكها جاك ويلتش، وتدير مؤسسة ان بي سي NBC قناة MSNB، وهي تمتلك رؤية خاصة للأحداث، كما هو الحال مع قناتي CNN و BBC، وتعتبر قناة CNBC الأكثر مشاهدة في أوربا والشرق الأوسط، لتغطيتها الاقتصادية الشاملة.
ب. الأخبار الاقتصادية ووسائل الإعلام الحرة Business news and press freedom
تتنافس القنوات التلفزيونية الاقتصادية بقوة مع أسواق المال، مثل سوق مؤشر داوجونز Dowjones، ورويترز Reuters والأسواق الأخرى،إذ تقوم هذه الأسواق بنشر نتائج مضاربات وعمليات بيع وشراء الأسهم، وهنالك تنافس متنامي بين الأطراف التي تساهم في أسواق المعلومات الدولية، فقناة بومبرج Boomberg مثلا تمتلك 950 مراسلا في 79 مكتبا حول العالم، على الرغم من إنها تواجه منافسة شديدة من القنوات الاقتصادية الأخرى، إضافة إلى المنافسة التي تواجهها من وسائل الإعلام المطبوعة ذات التخصص الاقتصادي، فهي تزود المشاهدين بأحدث الأخبار الاقتصادية والمعلومات التي تحتاجها الأسواق العالمية والمؤسسات الاقتصادية والحكومات والمستثمرون للقيام بأعمالهم على نطاق واسع.
فخلال عام 1990 حدث ازدهار نسبي في الدول التي تحكمها أنظمة حكم دكتاتورية في آسيا كسنغافورة وماليزيا وأندنوسيا، وقد كانت أنظمة الحكم فيها تقمع وتراقب المطبوعات الدولية مثل جريدة آسيان وول ستريت جورنال Asian wall street journal وجريدة تايمز Times وجريدة فار ئيستيرن ئيكومينيك ريفيو Far eastern economic review وجريدة انترناشيونال هيرالد تربيون International herald tribune بسبب تقاريرها التي تنتقد فيها السياسيات الاقتصادية في هذه الدول.
فوسائل الإعلام التي تتمتع بالحرية وتكون محمية من القانون تصبح فعالة في تغطية فعاليات النظام الاقتصادي ما تستطيع الدول بواسطتها من اجتذاب رؤوس الأموال الأجنبية، فالصين على سبيل المثال لا تمتلك حتى اليوم وسائل إعلام حرة تعبر عن ايجابيات وسلبيات الحكومة في مجال التوسع الاقتصادي على وجه الخصوص، أما في الولايات المتحدة الأمريكية فالصحفيون يلعبون دورا كبيرا وفعالا في تشجيع الاستثمارات، من خلال جريدة بارونز Barrons وجريدة فورتشن Fortune وجريدة بزنس ويك Business week وجريدة نيويورك تايمز New York times وجريدة وول ستريت جورنال Wall street journal، في الوقت الذي مازالت المناقشات محتدمة في الصين حول أهمية أن تكون لها وسائل إعلام حرة.
ج. تنافس الصحافة الغربية Western journalism emulated
منذ تفكك الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة، والمفهوم الغربي للصحافة ووسائل الإعلام أصبحت تعبر عن سيطرة النموذج الغربي على العالم، فالأمم الأخرى غير الغربية لم تكن تمتلك المعدات والأدوات اللازمة لامتلاك صحافة حرة، كذلك كانت تفتقر إلى الممارسة الحقيقية للصحافة، في الدول المتخلفة، الصحفيون يأملون باستمرار أن تمنحهم الحكومة الحرية لممارسة عملهم ويصبح دور الإعلام فيها هو لخدمة الحكومة أو السلطة السياسية.
فهؤلاء الصحفيون يريدون نشر الأخبار كما يغطونها لا كما توجههم حكوماتهم، فالصحفيون في ظل الأنظمة الدكتاتورية يرغبون بالعمل في الجرائد الدولية المستقلة مثل: جريدة فاينانشيال تايمز Financial times وجريدة آسيان وول ستريت جورنال Asian wall street journal، فكادر تلفزيون أنجور Anchor الباكستاني يشاهدون قنوات السي إن إن CNN كي يتعلموا كيف تصيغ القنوات التلفزيونية الأمريكية الأخبار وتتعامل معها وتقوم بإيصالها إلى المشاهدين.
د. إسقاط الدول الاشتراكية الكترونيا Electronic execution of communist
أثناء سنوات الحرب الباردة، كان هنالك نقاش بخصوص تقسيم أنظمة وسائل الإعلام الدولية إلى خمسة أقسام هي: الشيوعية والدكتاتورية والغربية والثورية والمتطورة، لكن في الوقت الحالي، بدخول العالم عصر العولمة، فهنالك من يقسمها إلى قسمين هما: الدكتاتورية والغربية، والإعلام يتجه نحو إن الأخبار والمعلومات كالمعارف، ينبغي أن تتدفق ويمتلك الصحفيون الحق بتغطيتها دون تدخل من قبل الحكومة.
يجمع خبراء الإعلام على إن الأخبار والمعلومات التي تدفقت من الغرب ساهمت في تفكيك الاتحاد السوفيتي وأنظمة الحكم الشيوعية في شرق أوربا كرومانيا وجيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية وبلغاريا وغيرها، فأنظمة الحكم في هذه الدول قد فقدت السيطرة على تدفق الأخبار والمعلومات من قبل المؤسسات الإعلامية التابعة للدول الغربية، وتظم هذه المؤسسات الإذاعات التي تبث برامجها على الموجة القصيرة Short wave، إذ تزود المستمعين في هذه الدول بأخبار ومعلومات لا تتوفر بطريقة اخرى، والأبعد من ذلك إن وسائل الإعلام الغربية نقلت صورة عن نفسها وآلية عملها الحر، بالطريقة التي نقلت موسيقى الروك وأساليب الحياة الغربية ووعود غربية بالحياة الجميلة والديمقراطية والأسواق الاقتصادية المزدهرة ومستوى عال من المعيشة وكل هذه العناصر ممهدة للسير نحو العولمة.
يتزايد عدد المستمعين والمشاهدين الذيّن يتعرضون لوسائل الإعلام الدولية بسرعة كبيرة، فالملايين من البشر أصبحوا يعيشون في القرية الالكترونية، ويتعرضون لقنوات تلفزيونية تواجه المنافسة فيما بينها، تتمثل بالقنوات الفضائية والقنوات الكابلية، كذلك الإذاعات التي تبث برامجها على الموجة القصيرة والانترنيت، فعن طريق الصحون اللاقطة لبث الأقمار الصناعية Dishes يستطيع الفرد أن يكون في أي مكان في العالم، فالجماهير في الصين أو الهند يندفعون للالتحاق بالاتجاه الذي يسير نحوه العالم، إذ يبلغ عدد مشاهدي الألعاب الأولمبية حوالي 3.5 مليار مشاهد، والمشاركة الأوسع كان من قبل الصينيين، لأن هنالك 900 مليون صيني شاهدوا أحداثها عن طريق ثلاث قنوات فضائية نقلت أحداثها على مدار ساعات اليوم.
لا تستطيع الحكومات الدكتاتورية احتكار الأخبار والمعلومات لفترة طويلة، فهي لا تستطيع منع تدفق المعلومات من الخارج، ولا من منع المواطنين من الحصول عليها، إضافة إلى إن وسائل الإعلام الدولية والفاكس والهواتف والانترنيت قد سهلت عملية تبادل المعلومات ووضعت حدا لرقابة الحكومة على تدفقها، فجهود الحكومة الصينية المنظمة على سبيل المثال، لحظر حيازة الصحون اللاقطة Dishes قد فشلت، كذلك تكررت هذه المحاولة في بعض الدول كالعراق مثلا (في زمن النظام السابق) لحظر بيع الصحون اللاقطة، وعملت حكومتها على إيقاف المواطنين من الحصول على الأخبار والمعلومات والبرامج الترفيهية عن طريق تلك الأجهزة.
أما بالنسبة للانترنيت، والمطبوعات كالجرائد والمجلات وأجهزة الفيديو كاسيت والأشرطة المسجلة قد ساعدت الأفراد على الاتصال فيما بينهم ووصولهم إلى الأخبار والمعلومات والبرامج الترفيهية، كذلك الوصول إلى خارج الحدود القومية، فأجهزة الاستنساخ والأجهزة الحديثة قد أحدثت ثورة سياسية بين الأمم.
وإذا أردنا الذهاب لأبعد من ذلك، يمكن القول بأن وسائل الإعلام التي تستورد برامجها من الخارج تقوم بتزويد المواطنين بالأخبار والمعلومات، إذ كانت وسائل الإعلام الحكومية في بلدان العالم المتخلف تبث الدعاية ولا تسلط الضوء على حالات انتهاك حقوق الإنسان وتعذيب المواطنين وزج السياسيين في السجون وانتهاك حقوق العاملين في وسائل الإعلام التي تريد نقل الحقائق إلى المواطنين ودفع الضحايا المتمثلة بالمواطنين للنجاة من دعاية الحكومة.
تساهم وسائل الإعلام الغربية في دأبها المتواصل لنبذ الحالات غير الإنسانية كما حدث في سنوات التمييز العنصري في جنوب أفريقيا وأثناء حكم ماركوس للفلبين، إذ تساهم وسائل الإعلام في إحداث التغيير السياسي وتشكيل رأي عام دولي يستطيع ممارسة ضغوطات على الحكومات، وقد شكلت نقل وسائل الإعلام الغربية صور الإبادة الجماعية في البوسنة وفيما بعد في صربيا خطوة نحو التحرك الأمريكي والأوربي والتدخل لإيقاف تلك العمليات اللا إنسانية.
هـ. المخاطر الناجمة عن إصرار الصحفيين Dangers to reporters persist
إن عملية تغطية الأحداث وممارسة العمل الإعلامي في الدول المضطربة سياسيا محفوفة بالمخاطر، بالنسبة للمراسل الأجنبي أو الإعلامي المحلي، الذي يتعرض باستمرار للاعتقال وفرض العقوبات عليه كذلك الاغتيال، فلجنة حماية الصحفيين أشارت إلى انه من 1989 ولغاية عام 1999، قتل 472 صحفيا بينما كانوا يمارسون مهنة الصحافة، ومعظم الدول المحفوفة بالمخاطر هي: الجزائر وكولومبيا وروسيا وطاجاكستان وكرواتيا والبوسنة والفلبين وتركيا ورواندا وبيرو، فالمئات من الصحفيين قد تعرضوا للاعتقال في هذه الدول.
6. الانتقادات الموجهة لعولمة الإعلام Criticism of media globalization
كتب الباران Albaran عام 1998: نحن نعيش في عصر أسواق المعلومات والترفيه، إذ إن هنالك عدد كبير من وسائل الإعلام المتعددة الجنسيات التي تعمل من أجل إيجاد سوق إعلامية مشتركة، على أن يكون الإشراف عليه من قبل جميع القطاعات المساهمة في الصناعة الإعلامية.
من أهم العوامل التي سهلت عولمة وسائل الإعلام هي: الشركات التجارية متعددة الجنسيات والمنجزات التكنولوجية والاستقلالية المستمرة لوسائل الإعلام والنمو المتواصل للاقتصاد العالمي، بالرغم من إن التوجه نحو عولمة وسائل الإعلام لم يخلو من الانتقادات اللاذعة.
إن الاتجاه المتواصل لوسائل الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية أسفر عن إصدار المزيد من الجرائد والمجلات ومحطات الإذاعة والقنوات التلفزيونية ومؤسسات إصدار الصحف واستوديوهات إنتاج الأفلام السينمائية وتسجيلات الصوت والقنوات الكابلية وخدمات الأقمار الصناعية والمواقع الالكترونية على شبكة الانترنيت والصحف الالكترونية، وأصبحت الشركات متعددة الجنسيات أكبر، وأقل عددا، لكنها مسيطرة على العالم.
فالجرائد الإولى مثل: جريدة هيرتست Heartst وجريدة سكربس Scripps وجريدة جانيت Gannett والقنوات التلفزيونية مثل: سي بي اس CBS وان بي سي NBC وأي بي سي ABC قد تطورت لتصبح مؤسسات متعددة الخدمات، فهي لا تنتج الأخبار والمعلومات فقط، بل تدير العديد من المؤسسات الأخرى.
فهذه المؤسسات تتعامل مع المنتجات الإعلامية المتمثلة بالمواضيع الثقافية والترفيهية، فضلا عن الأخبار والمعلومات اعتمادا على إيراداتها التقديرية، فقد بلغت تعاملات شركة تايم ورنر Time warner قبل دخولها الشراكة مع شركة أي او ال AOL 26.9 مليار دولار، في حين بلغت تعاملات شركة ديزني Disney 21 مليار دولار، أما شركة فياكوم Viacom التي تملك قناة سي بي اس CBS فبلغت تعاملاتها 81.9 مليار دولار، وبلغت تعاملات شركة نيوز كوربورايتشن News corporation التي يملكها الاعلامي مردوخ 13.6 مليار دولار، وبلغت تعاملات شركة بيرتلسمان Bertelsmann 21.7 مليار دولار، وبلغت تعاملات شركة سيكرام Seagram 21.3 مليار دولار، وبلغت تعاملات شركة جنرال الكترونيك التي تملك قناة ان بي سي NBC 15.3 مليار دولار، أما الشركات المهمة الاخرى في مجال الانتاج الإعلامي فهي: شركة سوني Sony، وشركة ماتسوشيتا Matsushita، وشركة كيرك Kirch، وشركة ادفانس بابليكايتشن Advance publication، وشركة كلوبو Globo، وشركة تليفيسا Televisa، وشركة كونال بلاس Canal plus، وشركة هاتشيت Hachette، وشركة يونايتد ميديا United media.
إن الاندماج الاقتصادي الذي جاء نتيجة تقارب المجتمعات الأوربية، في غرب أوربا على وجه الخصوص قد شجع عولمة الإعلام، وان السيطرة الأوربية على استخدام وسائل الاتصال الخدمية،كخدمات البريد والتلغراف والهاتف، لفترة طويلة كانت بمثابة خطوة للاستفادة من خدمات التكنولوجيا. وكانت خطوة نحو تعزيز واندماج مختلف وسائل الإعلام، وبالتالي نحو عولمة الإعلام، فالشركات المتعددة الجنسيات في مجال الإعلام كشركة أي او ال AOL، وشركة وورنر Warner، وشركة ديزني Disney، وشركة مردوخ Murduch، وقنوات ان بي سي NBC، هيمنت على الأسواق العالمية في مجال الخدمات التلفزيونية وأفلام السينما والأخبار والمنتجات الإعلامية الأخرى.
أ. سلبيات عولمة الإعلام Downside of media globalization
هنالك عدة أسباب كانت وراء الانتقادات التي وجهها هيرمانHerman وميجسني Mechesney، فهما لا يحبذان مركزية وسائل الإعلام ويرفضان الإدارة التامة، فهما يجدان بأن وسائل الإعلام بمثابة تهديد للديمقراطية بسبب الاتجاه نحو تقليل المساهمة الجماهيرية وتقليل معرفة الجماهير بالشؤون العامة،
ينظر إلى ثقافة الترفيه على أنها تتنافر مع النظام الديمقراطي، فوسائل الإعلام ينظر إليها كوسيلة صممت لخدمة الأسواق وليس كضرورة للعلاقات بين المواطنين، والانتقادات الصحفية لها تحفظات حول الشركات متعددة الجنسيات، فوسائل الإعلام كما يرى النقاد، تجابه مخاطر جمة من قبل المؤسسات المتعددة الجنسيات، فيما يتعلق بتحقيق المنافع من خلالها، فالمنتقدون يتنبأون بتدني مستوى المؤسسات الصحفية، مع تجاهل الأصوات المنادية بالاعتماد على المنافسة وعدم الاستعداد لمناقشة مواضيع الأخبار.
يخشى النقاد بأن يتم في القريب التضحية بالمبادئ الصحفية من أجل الاهتمامات الخاصة، فعلى سبيل المثال، فان روبرت مردوخ استبعد قنوات البي بي سي BBC من قمره الصناعي بعد أن تذمرت الأحزاب والمؤسسات الصينية من برامجها.
يظن بعض النقاد بأن التحدي لا يتمثل بالعمل من أجل تغطية الأحداث ونقل الأخبار، لكن المنافسة قائمة في مجال توزيع الأخبار والمعلومات بواسطة الكابل أو نظام الأقمار الصناعية أو البث التقليدي، فقد عمدت شركة تايم وورنر Time warner من منع مردوخ من استخدام نظام الكابل في مدينة نيويورك.
ب. استجابات لانتقاد وسائل الإعلام الدولية Responses to critics of global media
يرى آخرون بأن وسائل الإعلام الدولية تتجه نحو العولمة، وللعولمة أكثر من جانب ايجابي، إذ كان هنالك الملايين من الناس يصلون إلى الأخبار والمعلومات، خاصة في الهند والصين، بيد انه بفضل عولمة الإعلام والاتصال أصبح هنالك أكثر من خيّار أمامهم في كيفية قضاء أوقات فراغهم. وبرغبتهم في مشاهدة التلفزيون أو قراءة الصحف، ورغبتهم بالشراء بالدخل الشخصي الذي جاء نتيجة الارتفاع المتسارع في مستوى المعيشة.
كتب عالم الأنثروبولوجيا جيمس واطسون James Watson عام 1999 "حياة القرويين الصينيين أفضل مما كانت عليه قبل 30 سنة، لأنهم أصبحوا متفتحين بسبب تأثرهم بالمواطنين الغربيين الذين يرغبون بأن يكونوا جزء من العالم، وأنا أجد بأن العولمة هي العامل الأهم في جلب الديمقراطية إلى الصين.
لا يؤمن النقاد بأن ازدهار الأسواق والفوائد الاقتصادية دوافع تؤدي إلى حماية الثقافة القومية أو الحفاظ عليها، لذا ينبغي أن تتخذ الدولة الإجراءات التالية: ينبغي أن تكون الأسواق منظمة، وتتوفر فيها الاحتياجات الوطنية، ويتم عرض منتجات متعددة، كي لا تكون الأسواق معرضة للغزو، ينبغي كذلك أن تتم المحافظة على القيّم والتقاليد الثقافية والتاريخية.
العولمة جوهرية للتغيير، وهي حقيقة واقعية وليس خيّارا، إذ تمت مناقشة إن الثقافات من غير الممكن أن تتوحد، بل يمكن أن تنتقل إلى أماكن اخرى بغرض الانتشار، فبدلا من التطلع إلى بعض الغايات الوهمية، يجب على المجتمع أن يكافح من أجل بعض الغايات، منها: ألا يتفق مع الآخرين، بل أن يفهم الآخرين، فوسائل الإعلام الدولية جوهرية لإيصال المجتمع إلى هذا الهدف.
7. الإذاعة والدبلوماسية العامة Short wave radio and public diplomacy
للإذاعة، دور مهم في الاتصال الدولي، فخلال سنوات الحرب الباردة كانت هنالك أكثر من 100 إذاعة، إضافة إلى الإذاعات الخاصة كانت توجه برامجها إلى الأمم الأخرى، فملايين المستمعين كانوا يستمعون إلى الأخبار بلغات متعددة، فضلا عن استماعهم إلى الموسيقى والبرامج.
حتى مع اختلاف اللغة كان المستمعون يختارون الأخبار المعقولة للاستماع إليها، فضلا عن الموسيقى التي تمتعهم، فالإذاعات التي تبث برامجها على الموجة القصيرة Shortwave غالبا ما تبث الدعاية للآخرين، والموسيقى التي تبثها تعتبر مزعجة للآخرين.
كانت الدبلوماسية العامة، لأكثر من 50 عاما تتم عن طريق الإذاعة، التي سيطرت أيضا على مجريات الحرب الباردة، أيضا، وقد وجدت الحكومات نفسها عام 1990 إلى توحيد الألمانيتين وتقسيم الاتحاد السوفيتي السابق، فالأصوات كانت تنطلق لتؤثر في الجماهير من راديو موسكو Radio Moscow، وراديو بيجينك Radio Beijing، وصوت أمريكا Voice of America، واذاعة البي بي سي BBC، وراديو أوربا الحرة Radio free Europe، وراديو دوتش ويلا Deutsch welle، وراديو القاهرة Radio Cairo.
أ. الأبعاد الدولية للإذاعة Global dimensions of shortwave broadcasting
ما يزال مستمعو الإذاعة في نمو مستمر، فلإذاعة البي بي سي BBC أكثر من 200 مليون مستمع، ووفقا لتقارير المبيعات، هنالك أكثر من 600 مليون جهاز راديو في العالم، نصفه في آسيا وأفريقيا. إن أهمية الأخبار التي تنقل بواسطة الموجة القصيرة Shortwave قد برهنت على نجاحها في إدارة الأزمات السياسية ومحاولات الانقلاب التي وقعت في بعض البلدان.
فالإذاعات لا يمكن إيقاف بثها، في حين يمكن بسهولة إيقاف تدفق الصحف، فحين يستمع أحدهم إلى إذاعة البي بي سي BBC أو صوت أمريكا Voice of America يعرف ما حدث في الدولة التي يعيش فيها أو في الدول الأخرى، ففي أعقاب كارثة تشرنوبل Chernobyl في الاتحاد السوفيتي السابق عام 1986، فان الحكومة السوفيتية زودت الصحفيين بقدر ضئيل من المعلومات، لذا فان المستمعين في شرق أوربا والاتحاد السوفيتي السابق قد اعتمدوا في معرفة أخبار الكارثة على إذاعة أوربا الحرة Radio free Europe، وبعد انتهاء الحرب الباردة استمر بث الدعاية على بعض المناطق المضطربة، مثل تركز الدعاية على منطقة الخليج الفارسي بعد غزو العراق للكويت، وأثناء الأعمال المسلحة في يوغسلافيا السابقة، بين الصرب والكروات ومسلمي البوسنة، وانتهاك حقوق الإنسان في الصين، وأثناء حرب حلف الشمال الأطلسي NATO على كوسوفو وصربيا وجهت الولايات المتحدة الأمريكية إذاعة صوت أمريكا Voice of America وراديو أوربا الحرة Radio free Europe وراديو الحرية Radio liberty إلى البلقان، عن طريق برامج إخبارية موحدة وبخمس لغات وعلى مدار ساعات اليوم، لترجمة وجهة نظر الحكومة الأمريكية تجاه حرب الناتو باللغة اليوغسلافية تحديدا.
ب. النشاطات الأمريكية في مجال الدبلوماسية العامة American activities in public diplomacy
ما تزال الولايات المتحدة الأمريكية تتطور بتثاقل في مجال الإذاعات الدولية، فقبل تأسيس إذاعة صوت أمريكا بسنوات، وافق البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي على تأسيس الخدمات الإخبارية الحرة، كراديو أوربا الحرة Radio free Europe وراديو إيران الحرة Radio free Iran وراديو الحرية Radio liberty وراديو آسيا الحرة Radio free Asia وراديو العراق الحر Radio free Iraq وراديو مارتي Radio Marti وتلفزيون مارتي Marti TV الموجه إلى كوبا، وراديو ديمقراطية أفريقيا Radio democracy for Africia إضافة إلى شبكات الانترنيت World net.
أما في مجال البث التلفزيوني، فهنالك العديد من قنوات التلفزيون التي تبث الأخبار السياسية والبرامج وبواقع 2000 ساعة إخبارية في الأسبوع، بـ 16 لغة، في حين لا يستطيع أحد التكهن بعدد المشاهدين، لكن هنالك إحصائية تشير إلى إن عدد مشاهدي هذه القنوات وصل إلى 86 مليون شخص حول العالم، في حين إن عدد الذين يستمعون إلى إذاعة أوربا الحرة Radio free Europe يقدر بـ 20 مليون شخص.
فالإذاعات الدولية الموجهة التابعة للولايات المتحدة الأمريكية توظف أكثر من 3500 إعلامي في انجاز مهماتها الإعلامية في مجال ممارسة العمل الإعلامي، ولا يمكن أن تنافسها في هذا المجال سوى هيئة الإذاعة البريطانية البي بي سي BBC.
فمستمعو إذاعة صوت أمريكا Voice of America في تناقض مستمر في بعض دول شرق أوربا، ودول الاتحاد السوفيتي السابق التي اكتسبت إسلوب الصحافة الغربية، فبعد غلق مكاتبها في أوربا ركزت إذاعة صوت أمريكا Voice of America اهتمامها الإعلامي على أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، وان أكثر من 20% من مستمعي إذاعة صوت أمريكا Voice of America موجودين في نيجيريا.
فالإذاعات الدولية لا تساهم لوحدها في ثورة الاتصال الدولية، إذ إن الانترنيت وأجهزة البث الرقمية ساهمت بدورها في القضاء على أنظمة البث التقليدية التي كانت تحتاج إلى محطات إرسال وتقوية حول العالم، فإذاعة صوت أمريكا Voice of America وإذاعة أوربا الحرة Radio free Europe قد بدأت بنشر أخبارها على مواقعها الالكترونية، فبوسع المتصفح بمجرد أن يتوفر لديه كومبيوتر، سواء في الصين أو سيبريا أن يستمع إلى برامج هذه الإذاعات وقتما يشاء.
حاليا، الإذاعات الدولية الأمريكية والغربية مثل هيئة الإذاعة البريطانية BBC و دوتش ويلا Deutsch welle أن تختار مستمعيها من بين الأكاديميين وطلبة الجامعات وأعضاء الحكومة عن طريق حثهم على زيارة المواقع الالكترونية لها على شبكة الانترنيت أو بواسطة التقاط بثها بأجهزة الراديو الرقمية Digital transmission، فالاتصال الدولي عن طريق هذه الإذاعات أصبح أقل كلفة وأكثر صعوبة من حيث التشويش عليها.
8. مستقبل عولمة وسائل الإعلام Future of media globalization
إن مستقبل وسائل الإعلام الدولية غير معلوم النتيجة، سواء من حيث سرعة التغيير التكنولوجي أو بخصوص دورها غير المحدد في مجال السياسة الاقتصادية.
إن التدفق الإخباري العالمي لمدة 24 ساعة في اليوم، ووصوله إلى مختلف مناطق العالم وبالسرعة الممكنة يعتبر عاملا لتغيير عالمنا ونظرتنا له، وتشير المؤشرات إلى المزيد من التدفق الإعلامي، فمعظم الأخبار سوف تتجه شمالا أو جنوبا، شرقا أو غربا، وأصبحت الأمم ترسل الأخبار ولا تستقبلها بالضرورة.
فالصحفيون الأكاديميون يهتمون بالإبقاء على نوعية الصحافة وديمومة القيّم التقليدية لحرية واستقلال الجرائد والمجلات، في الوقت الذي يشهد العالم ظهور مؤسسات إعلامية متعددة الجنسيات، تهتم بصورة رئيسية بالحصول على الفوائد من المشاريع الترفيهية (كإنتاج برامج المسابقات والكاميرا الخفية والبرامج المسلية)، بيد إننا نحتاج إلى تنظيم عمل وسائل الإعلام الدولية كي لا يشكل عدم التنظيم تهديدا على حرية التعبير أو تكبت حرية الأسواق الإعلامية.
إن المنافسة بين الصحف الالكترونية يدل على إن المواطن المحلي أو العالمي يتهيأ لاستقبال نوعية جيدة من الأخبار والمعلومات، وان مستقبل نجاح وسائل الإعلام الدولية مرتبط بالاقتصاد العالمي المتين الذي يعتمد بدوره على عدد من الأفراد الذين يستطيعون دعم الانفتاح والديمقراطية في المجتمعات والأسواق الاقتصادي، إذ ينبغي أن تتم التعاملات في هذه السواق وفقا للقانون.
إن الصحافة الدولية تتنافر مع أنظمة الحكم الدكتاتورية، فالطريق المتخبط يقود إلى المزيد من الأخطاء، ففي الصين وروسيا وأندنوسيا لم يتحقق حتى اليوم التطور والاقتصاد المنشود في مجال التجارة والاقتصاد، والمؤسسات الاقتصادية بحاجة إلى المشاركة بشكل كامل في الاقتصاد العالمي، ودول اخرى تعتبر ديمقراطيتها اسمية فقط، وحقيقة الأمر تشير إلى سيطرة الاستبداد، لذا تبدو مطمورة تحت التحديات الداخلية، وهي بحاجة إلى قوى مستقلة وقدرة للعمل على تأسيس وسائل إعلام دولية تزود المواطنين المحلية والدولية.



#حبيب_كركوكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصورة الصحفية...مفهومها وأهميتها


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حبيب كركوكي - عولمة الإعلام، مفهومها وطبيعتها Globalization of Media, Concept and Nature of