أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثابت حبيب العاني - خط آب في مذكرات الفقيد ثابت حبيب العاني















المزيد.....

خط آب في مذكرات الفقيد ثابت حبيب العاني


ثابت حبيب العاني

الحوار المتمدن-العدد: 4667 - 2014 / 12 / 20 - 14:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التخلي كلياً عن "خط آب" *

لقد أماط "خط آب" اللثام عن جملة من التناقضات والصراعات في الحزب وجملة من الظواهر الذاتية، مما أدى الى تفجيرها جميعاً. فلم يمكننا أن نميز بين ما هو ذاتي أو موضوعي في هذه المواقف. وعندما توجه بعض الرفاق القياديين إلى الداخل بعد الاجتماع، واجهوا في الحقيقة وضعاً صعباً كحال المعتقلين المزري في المواقف والسجون، وتلمسوا تذمراً على نطاق المنظمات الموجودة من بعض الاستنتاجات التي اتخذت في الاجتماع. وهذا ما أدى إلى حدوث شرخ وتصدع وتشقق وتمزق وظهور مراكز جديدة في الحزب، مثل المركز الذي ترأسه سليم الفخري تحت عنوان "اللجنة الثورية"، وكان يضم عدداً من الضباط والجنود. وبعد ذلك تعرض هذا المركز إلى ضربات أجهزة الأمن. كما برزت حالة من التسيب والتمرد في المنظمات الحزبية في الداخل والخارج مثل "لفيف من الثوريين". كما صدر إعلان من مجموعة يتزعمهما رفيق من البصرة، يهاجم ما سمي آنذاك بـ"الاتجاه اليميني" في الحزب. لقد كانت هناك نواة لمعارضة خط آب في الخارج متمثلة في الرفاق الذين شاركوا في اجتماع آب وهم آرا خاجادور وعزيز الحاج، وبدرجة أقل عامر عبد الله. كما انضم إلى هذه النواة عدد من الكوادر الموجودة في الخارج ومنهم نوري عبد الرزاق ورحيم عجينة. وأصدر عزيز الحاج في براغ كراساً في شباط 1965 يعبر فيه عن وجهة نظره الشخصية المخالفة لخط آب. كما ألف زكي خيري وعزيز الحاج كراساً حول تقييم سياسة الحزب في الفترة بين عام 1958 وبين عام 1964. وكان الكراس مطروحاً للدراسة في قيادة الحزب ولكن جرى تسريبه إلى المنظمات الحزبية في بلدان اوربية. ويتسم الكراس، كما اتضح، بالجمود العقائدي والنصية والمزايدات اليسارية، التي شكلت القاعدة الفكرية للانشقاق الخطير في الحزب عام 1967.
وبسبب هذه المعارضة الواسعة في الحزب لخط آب، فلم يكتب لهذا "الخط" الاستمرار سوى بضعة أشهر. وجرى التخلي عنه لاحقاً في اجتماع اللجنة المركزية في نيسان عام 1965. وقد سبق ذلك، وفي تشرين الثاني 1964، وصول بهاء الدين نوري إلى بغداد وأصبح المسؤول الأول في الداخل بالوكالة، بعد اعتقال عمر علي الشيخ في كانون الأول من نفس العام. ومع وصول سلام الناصري وعامر عبد الله، عضوي المكتب السياسي تشكل مركز قيادي من ثلاثة رفاق برئاسة بهاء. وفي شباط من عام 1965 قرر المركز القيادي إعادة النظر بسياسة الحزب. وأعدت مسودة وثيقة حول ذلك، كان محررها الأساسي بهاء الدين النوري. وطرحت هذه المسودة للمناقشة على شبكة من الكادر تضم حوالي 150 رفيقاً، وأعيدت صياغة الوثيقة على ضوء تلك المناقشات. وعندما عُقد اجتماع اللجنة المركزية من نيسان من عام 1965، فوجأ المجتمعون بوثيقة بديلة قدمها عامر عبد الله، لا تختلف من حيث الجوهر عن الوثيقة الأولى سوى بالأسلوب. فاعتمد الاجتماع، بالأغلبية، الوثيقة الأولى للمناقشة، لأنها قد نوقشت في المنظمات. وجرى إقرار الوثيقة من قبل اللجنة المركزية، واعتبرت بمثابة التخلي كلياً عن الأفكر والاستنتاجات التي جاء بها "خط آب".
وبالمناسبة، كنت آنذاك في براغ، واتصل بي بعض الرفاق ومن ضمنهم الرفيق بهنام توما شماس ، فسألني... هل يوجد تغيير في سياسة الحزب؟. قلت له لماذا؟. ويبدو أن مسودة وثيقة "اجتماع اجتماع اللجنة المركزية في نيسان 1965" قد تسربت إلى بعض الرفاق في الخارج قبل أن تصل إلى التنظيم. فما أن تسريت الوثيقة إلى عزيز الحاج حتى أشار إلى أنه سيقدم محاضرة للطلاب ليشرح ما ورد في الوثيقة الجديدة، وقد استفزني هذا الطرح. ولذلك اعتبرت هذا التصرف ضرب من التخريب. وجرى نقاش حول ذلك حيث انحاز زكي خيري ونوري عبد الرزاق إلى جانب عزيز الحاج، في حين أيدتني الكتورة نزيهة الدليمي.
تحت تأثير فشل محاولة الانقلاب الذي تزعمه عارف عبد الرزاق في ايلول 1965 وضغط الكوادر الحزبية والقاعدة الحزبية، عقد في بغداد اجتماع أطلق عليه "اجتماع 25" في تشرين الأول عام 1965. لقد أطلقت هذه التسمية على هذا الاجتماع لأن عدد الحاضرين فيه كان 25 رفيقاً. فقد ضم الاجتماع 7 من أعضاء اللجنة المركزية واثنان من المرشحين لها في داخل الوطن، إلى جانب 16 رفيقاً من الكوادر القريبة من اللجنة المركزية في الداخل أيضاً. ولم يحضر الاجتماع أي مندوب من فرع إقليم كردستان.
وطُرحت على جدول عمل الاجتماع عدة مهمات:
الأولى، إدانة خط آب. وقد صدر القرار بهذا الشأن، ونشر في نشرة الحزب الداخلية مناضل الحزب.
الثانية، تبني خطة "العمل الحاسم"، القاضية باستخدام قوى الحزب في القوات المسلحة لأحداث تغيير في السلطة وانتزاعها بقوى الحزب وحده. وقد قدم الرفيق عامر عبدالله مداخلة بهذا الخصوص تتضمن تأييداً لهذه الخطة. وقد عارض الخطة بهاء الدين نوري متذرعاً بأن الحزب لا يستطيع لوحده القيام بانقلاب عسكري. وبعد المناقشات تمت الموافقة بأغلبية الآراء على خطة سميت بـ"العمل الحاسم". وتقرر على ضوء ذلك تشكيل وحدات مدنية عسكرية لدعم الانقلاب سميت بـ"خط حسين".
الثالثة، انتخاب لجنة مركزية جديدة. وقدم سلام الناصري وبهاء الدين نوري استقالتهما من اللجنة المركزية قبل الشروع في الانتخابات، ورفضت استقالتهما. أما أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية الموجودين في الخارج فتم اسقاط عضويتهم، وبمن فيهم من كان في السجن، أي عمر علي الشيخ وتوفيق أحمد. واستثني من قرار الاسقاط عزيز محمد سكرتير اللجنة المركزية فقط. وهذا ما أثار الاعتراض في الاجتماع، مما دفع المجتمعين إلى تعديل القرار، حيث تقرر احتفاظ جميع أعضاءاللحنة المركزية الذين لم يحضروا بسبب وجودهم في الخارج بعضوية اللجنة المركزية. واقتصرت عملية الانتخاب على من شارك في الاجتماع فقط. وفاز في الانتخاب جميع أعضاء ومرشحي اللجنة المركزية، وحصل عامر عبدالله و وبهاء الدين نوري وسلام الناصري على غالبية الأصوات. وفشل ناصر عيود في الانتخابات، وخرج من عضوبة اللجنة المركزية. كما تم انتخاب ستة أعضاء جدد، وهم كل من الشهيد شاكر محمود وكاظم الصفار وكاظم جواد وماجد عبد الرضا وابراهيم ألياس. وأرسل مركز الحزب في الداخل رسالة مفصلة إلى سكرتير الحزب عزيز محمد في موسكو حول ما دار في الاجتماع.
كان الرفاق عزيز محمد وكريم أحمد وباقر ابراهيم في موسكو. وما أن وصلت إليهم وثيقة "اجتماع 25"، حتى دعا الرفيق عزيز إلى عقد اجتماع في براغ بحضور أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية الموجودين في الخارج، ولجنة تنظيم الخارج في 18 – 19 من تشرين الثاني عام 1965. وعرضت على الاجتماع التقارير المرسلة من بغداد. وتم في الاجتماع تخطئة "خط آب". وفي الوقت نفسه حذر من التنافس على طرح الاخطاء، وانتقد الظروف الشاذة التي أدت إلى عقد "اجتماع 25"، بما يعني ادانة "اجتماع 25". وقدم عزيز محمد حصيلة "أجتماع الـ 25"، حيث جرت فيه انتخابات. واتخذ عزيز الحاج وزكي خيري موقفاً ضد الاجتماع. إن هؤلاء وقبل ان يعقد الاجتماع المذكور، أي "أجتماع 25"، كانوا يدافعون عن الاجتماع بدعوى أن الاجتماع ديمقراطي. ولكن ما أن ظهرت النتائج لصالح عامر عبد الله وبهاء الدين نوري وسلام الناصري حتى ثارت حفيظة زكي خيري وعزيز الحاج ومن يتناغم معهم. كنت قد التزمت الصمت، وكان هذا موقفي من البداية، وقررت ان لا اتكلم في هذا الاجتماع. وفعلاً لم اتكلم. وتحدثت مع الرفيق عزيز محمد بعدئذ بشكل شخصي وقلت له: "انتم تتحملون مسؤولية هذه النتائج".
لقد قرر اجتماع براغ صياغة رسالة موجهة إلى قياد الداخل، تلخص ما دار في اجتماع براغ، وحذرت المركز في الداخل من القيام بأي عمل انقلابي متسرع ومغامر. كما طُلب من الرفيق رحيم عجينة أن يعد تقريراً تقييمياً حول مسيرة الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه وحتى تلك الفترة. وقد طلب عزيز محمد مسودة التقرير، وقال: "نريد ان نطلع عليه". وقرأ رحيم عجينة التقرير لمدة يومين ومن ثم تقرر تعميمه. ولكن عزيز محمد اعترض وقال:"من الواجب ان نعرضه على القيادة وندرسه قيل تعميمه". في تلك الفترة كتب عزيز الحاج وزكي خيري كراساً عن "اساليب الكفاح". وكان الكراس يبحث في مسألة "حرب الاهوار"، وهو كراس صغير تم إرساله إلى بغداد مع الرفاق مهدي الحافظ وماجد عبد الرضا وآرا خاجادور باعتبارهم من العناصر التي تشاركهما في الرأي. ولكن عند ذهاب هؤلاء الرفاق الى الداخل، غيروا رأيهم لأنهم واجهوا وضعاً يختلف كلياً عن ما كان في ذهنهم في الخارج، فلم يقوموا بتوزيع الكراس.
__________________________________________________________________________________________________
*ثابت حبيب العاني - صفحات من السيرة الذاتية- أصدار دار الرواد المزدهرة -بغداد



#ثابت_حبيب_العاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة الذكرى 66 لتأسيس اتحاد الطلبة العراقي العام
- ردة 8 شباط الدموية في عام 1963 (2)
- الأيام الحاسمة التي سبقت ورافقت ثورة 14 تموز 1958*
- ردة 8 شباط الدموية في عام 1963


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثابت حبيب العاني - خط آب في مذكرات الفقيد ثابت حبيب العاني