أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميلاد المكصوصي - عرس الفرسان***قصه مريم















المزيد.....

عرس الفرسان***قصه مريم


ميلاد المكصوصي

الحوار المتمدن-العدد: 4665 - 2014 / 12 / 18 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


**عرس الفرسان**
قصه مريم

كانت مريم مدلله ابيها...لاتفارقه ابدا كان يحبها جدا ويقبلها من عينيها الواسعتين يذكرها دائما بانها تشبه جدتها وبانه يشعر بالسعاده حين يتددل عليها لانها تذكرهه بوالدته وكانت مريم تتقن الدور كوالده تأمره ويطيعها في كل شيئ فهي آخر العنقود...
حين التحق الاب للقتال تلبيه لنداء الواجب ودفاعا عن مقدساتنا وارضنا في سامراء ترك فراغا كبيرا في حياه الطفله مريم...كانت تكتب له الرسائل كل يوم وكان الاب يتباها بها امام رفاقه...لم تكن تشعر بالملل تكتب كل شيئ تفعله خلال النهار وترسل له الصور كان الوالد فخورا جدا بطفلته المدلله...
في احد تلك الايام الصعبه جاء الامر باغلاق الهواتف فورا لوجود تحرك يثير الريبه نفذ الجميع الامر علي الفور....جمع ابو مريم كل الشباب شد من ازرهم قال لهم...
- اعرف يا ابنائي انكم تخوضون حربا لاول مره وهي ليست حربا متكافئه فالعدو مجموعه اوباش غسلت ادمغتهم وهم عدو شرس فأخلصوا النيه لله للننال احدي الحسنيين اما الشهاده واما النصر...
نحن لا نعتدي علي احد نحن ندافع عن شرف امهاتنا وبناتنا وعن مقدساتنا...هذا مقام الامامين العسكريين خلفنا ان خسرنا المعركه فسيكون عرضه للدمار...الموت ملاقينا لا محاله فلنمت بكرامتنا تقبل الله اعمالنا واوصيكم ان تحسنوا الوضوء الليله وان تؤدوا الصلاه علي شكل مجموعات لننال بركه الله ولنستعد للشهاده...
كبر الجميع...وهتف للوطن ...
كانوا علي قلب واحد وكلمه واحده كانوا يبجلون آمرهم ابو مريم فهو رجل ذو خبره بالقتال فقد شارك في معارك عده...وقلبه مفعم بالايمان...
نفذ الجميع الاوامر...اخذ الكل مكانه...
جاء أبراهيم أحد الجنود الابطال كان شجاعا جدا وودودا فعلا...كان رغم بسالته وشجاعته ابنا بارا لأبو مريم...
أحضر دلو الماء الي الملجأحيث مقر ألنقيب ابو مريم....
-- سيدي خذ قسطا من الراحه وتوضئ لتؤدي الصلاه ...
-- شكرا لك يا ولدي لا اعرف ماذا اقول لك سلمت الام التي ارضعتك...ليت كل الشباب بهذه العقليه التي تمتلكها...تعجز كلماتي عن شكرك...
-- سيدي غدا الخميس وسأكون صائما بأذن الله...احببت أن أذكرك فربما شاركتني هذه النعمه...ألا وهي الصيام في يوم مبارك...
-- والله لو سمعت قبل اليوم عن فتي باخلاقك في هذا الزمان لما صدقت...بارك الله بك....
بدأالظلام يتسلل لم يكن يفكر باي شيئ عدا متابعه تحركات العدو...ولم يكن أبراهيم ليفارقه...فقد شعر بالخطر علي حياه آمره وتمني لو يفتديه بحياته...
علي الجانب الاخر...كانت مريم مع والدتها فهي اخر العنقود لاسره مكونه من خمسه اولاد وبنت واحده....تزوج ثلاثه منهم واستقلوا في سكن منفصل ولم يبق غير عزيز طالب في الثانويه ومريم في الابتدائيه....كانت مشغوله بكتابه الرسائل الي والدها...ارعبها عدم وصول رسائلها
الا انها لم تشئ ان تشغل والدتها التي هدها التعب والحزن فوالدها قضي كل حياته اما في السجون او في جبهات القتال تعبت من الخوف والترقب فقد اصابها اليأس هذه المره فكلما شاهدت الاخبار ومشاهد القتل والتنكيل زاد يقينها ان النهايه قد باتت حتميه وان اجراس الاحزان ستعزف خاتمه لسنفونيه حياتها البائسه...
كتمت الامر لكنها كانت تحترق خرجت للحديقه نزلت دموعها بصمت وهي تتخيل ما قد حدث لوالدها رفعت يديها الي السماء قالت بصوت اجش اللهم احفض لي ابي وانصره علي اعدائه...
ولم تشعر بحضور والدتها التي احاطت بها بكلتا يديها وقالت معها بخشوع تام اااااامين...
سالتها الام...
- ماذا كتبت اليوم لوالدك يا مريم.
ابتسمت يمكر وقالت
- اخبرته باني اعددت الطعام الذي يحبه وارسلت له الصور ...
- وبماذا رد عليك....
صمتت قليلا ثم استدركت
- قال عاشت يداك يا امي الغاليه مريم...
وضحكت بهستيريه واختبئت في حضن والدتها...
فهي تعرف ان الليله ستكون طويله وان حياتهما علي المحك...
- لنجلس في الحديقه اليوم فالجو جميل جدا
التحق عزيز بامه ووالدته...
كان يتابع الاخبار علي الانترنت...
- انظري يا امي الي هذه الصور...
فنهضت مريم مسرعه واخذت الهاتف واغلقته...
- ستكون هذه الليله بدون احزان ومشاهد القتل...
كان قلبها متورما لم تشئ ان تفقد صبرها وتنهار...فامامها مهمه عصيبه....
في ساحه المعركه ...اشتد القصف الرصاص كالمطر المنهمر في كل مكان صاح ابو مريم برفاقه ان اكرمني الله بالشهاده لا تنسحبوا حتي وان تحركت قطعات الجيش سيئتينا المدد من شباب البصره الشجعان ....
اشتد الظلام وبدأت المعركه ....
تاخر الوقت يا بنيتي قالت الام لمريم لنذهب للنوم ...
لم تكن مريم قادره علي النوم لكنها لم تشئ ان تقلق والدتها....
- هل استطيع ان اشاركك السرير يا امي؟
- تعالي حبيبتي...
- احكي لي حكايه جميله.
- لا اعرف يا بنيتي.
- احكيلي قصتك مع والدي احكيلي عن جدي وجدتي.
وبدأت الام باول لقاء كانت مريم سعيده فقصتهما كانت خاليه من قصص القتل والموت والدمار التي فتحت مريم عينها علي الظلم والقتل والتشريد.
كانت القصه شيقه لذلك غطت مريم في نوم عميق....
صاح ابو مريم اخي كمال هل انت بخير لكنه لم يسمع الرد..ترك مكانه ذهب الي حيث كمال مستترا بحائط قديم...لا اله الا الله لا حول ولا قوه الا بالله...
اخي كمال ياقره عيني لماذا انت ملقا علي وجهك يا اخي وروحي مسح ووجهه المضرج بالدماء اصيب في راسه مباشره...
تبا لهم يمتلكون كل التقنيات الحديثه ويتعاملون مع الناس ببربريه...
احمد يا بني خذ مكان الشهيد كمال ...
جاء مسرعا ....
- الله اكبر الف رحمه علي روحك يا كمال
- لا ترفع راسك كثيرا ولا تبقي لفتره طويله في مكان واحد لديهم قناص ...
ركض أبراهيم نحو كمال ..
---- لا حول ولا قوه الا بالله...
سيدي يجب ان تحتمي بالملجأ الوضع خطير
ولم يكمل حديثه فقد قاطعه عصف انفجار كبير
وعلي الجانب الاخر...
- ااااااااامي نهضت مريم من نومها مذعوره لقد رايت حلما مزعجا جدا....واخذت تبكي بحرقه
- استعيذي بالله من الشيطان الرجيم يا بنيتي....سيكون كل شيئ بخير...
- رايت كان ابي قد استشهد وانه لم يعد للبيت ابدا
- خيرا ان شاء الله سيمد الله في عمره ان شاء الله.
عانت الام كثيرا حتي جعلت مريم تعود للنوم
واخيرا انتهت تلك الليله المرعبه...
واستيقضت مريم علي صوت زقزقه العصافير....
اخرجت هاتفها......كل رسائلها وصلت...
كانت خائفه جدا....لم تجرأعلي الاتصال...
وبينما هي كذلك رن الهاتف الاب يتصل....
ارتعدت فرائضها بين الفرح والخوف ترددت كثيرا كانت الثواني تمر ببطئ
واخيرا فتحت الخط....
صوت عذب من خلال الهاتف...
- امي حبيبتي
- هذا انت يا ابي.
- نعم ومن غيره...
- انت بخير يا حبيبي
- نعم يا حلوتي...لقد نصرنا الله وفتحنا الطريق .....
.....................بقلم// ميلاد المكصوصي



#ميلاد_المكصوصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- **شلالات الحزن**
- عرس الفرسان


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميلاد المكصوصي - عرس الفرسان***قصه مريم