أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - رياض ابو رغيف - حينما قررت ان لا اضرب زوجتي














المزيد.....

حينما قررت ان لا اضرب زوجتي


رياض ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4662 - 2014 / 12 / 14 - 23:14
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


بعد اقل من ثلاثة اشهر على زواجي ولسبب تافه اخجل اليوم بعد مضي مايقرب من الربع قرن عليه من ان اذكر السبب لطمت زوجتي التي لازالت شابة عروسا بصفعات كادت ان تفقدها الوعي لولا تدخل البعض من العائلة ليخلصها من بين يدي 
لم اكن طيلة عمري الذي ناهز الخمسين ... عنيفا في تصرفاتي وافعالي ولم اشترك يوما في مشاجرة او عراك يحدث باﻻ-;-سلحة !!او باﻻ-;-يادي ...
كنت ومنذ طفولتي اتجنب ان اورط نفسي بهكذا مشاكل ليس لاني جبان او تنقصني الشجاعة فقد خبرت نفسي وخبرني اﻻ-;-خرون واعرف قدر نفسي كما يقال ... كانت هذه طبيعتي وفطرتي وربما كان ذلك مؤداه اني نشأت في دار المرحوم جدي وهو رجل عرف بالعلم والتشدد الديني ...وقد ورثت منه ومن اعمامي طباع المجتمع الذكوري الذي ترعرت فيه وكنت رغم ثقافتي وتعليمي وتربيتي الدينية ارى ان للرجل حقا مقدسا يملكه في تأديب (اناثه )
ظلت عادة ضرب زوجتي وغيرهن من ارحامي تلازمني سنين عديدة لم اكن فيهن اشعر بتانيب الضمير او الذنب بل كنت اعتقد ان ذلك الفعل امر مهم لضبط البيت والعائلة وضمان فرض سلطتي كزوج واخ وابن عم عليهن ...
وحينما كنت احيانا الطف خاطرهن لم يكن شعوري حينها بالذنب او بتأنيب الضمير بل هوشعور لايتعدى العطف بهن واﻻ-;-شفاق عليهن كونهن مخلوقات ضعيفة وبلا حيلة ...
لازلت مصرا ان تلك الحالة لم تكن عقدة نفسية او مرض اخلاقي بل هو تصرف كانت كل عوائلنا نحن ابناء الطبقة الشعبية مهما بلغت ثقافتنا وتعليمنا تعتبره فعلا مباحا يملكه الذكر مهما كبر او صغر عمره تجاه الانثى ... 
والحقيقة انني كنت وانا اقرأ او استمع الى الرواية التي وردت عن النبي (ص) في ذم فعل احد صحابته النجباء وهو مسجى شهيدا تغبطه امه فرحا بمنزلته التي رفعه الله اليها ليرد عليها نبينا اﻻ-;-كرم (ص) بان القبر سيضغطه (سيضمه ضما شديدا ) لانه سيء الخلق مع اهله ... لم اكن منتبها الى ما يعني نبينا محمد (ص)بسؤ الخلق مع اﻻ-;-هل وكنت اتصور في بالي كل شيء اﻻ-;-ظني بان ضرب الزوجة احدها ... 
كانت زوجتي كغيرها من النساء المسكينات صابرة محتسبة لما افعل وبالرغم من كونها سليلة احد مشايخ قبائل الجنوب الكبيرة (بنت شيوخ ) وعلى قدر جيد من التعليم والتدين اﻻ-;- انها كانت تتلقى صفعاتي باﻻ-;---;--نين والتأوه والبكاء ..
نعم كانت احيانا ترفع يديها بوجهي لكن تلك اليد لم تكن ترتفع لتلطمني كما الطمها بل لتصد عن وجهها صفعاتي ولتحامي عن نفسها ضرباتي ... وكثيرا ماكانت تصرخ عاليا بوجهي لكن تلك الصرخات لم تكن سبابا وامتعاضا واعتراضا على فعلتي بل صراخ اﻻ-;---;--لم والتأوه واﻻ-;---;--هات من عظيم ما تحل بها يداي ... 
شاءت اﻻ-;---;--قدار بعد عدة سنوات من هذا الذي سردت ان يقوم جلاوزة النظام البعثي المباد باعتقالي نتيجة لنشاطي الديني والسياسي وسيق بي الى احد معتقلات اﻻ-;---;--من ... ومنذ لحظة دخولي الى تلك البناية المخيفة والمرعبة توالت على وجهي وجسدي العشرات بل المئات من الصفعات والضربات باليد والهراوات والفلقات ...
كنت ارفع يدي بوجوههم لكني لم اكن ارفعها لارد عليهم ضرباتهم الصاع بالصاع بل كنت ارفع كلتا يدي لاصد بها ضرباتهم المؤلمة والبشعة وكنت افتح فمي واصرخ باعلى صوتي ... لكن صوتي هذا لم يكن شتما ولعنا لهم على مايفعلون بي وما يكيلونه لي من شتائم وسباب لاينطق به اﻻ-;---;-- اولاد الشوارع وابناء العاهرات بل كان صراخي بكاءا وعويلا والما
. لم يكن ذلك اﻻ-;---;--لم الذي كنت اعانيه بسبب ضرباتهم وتعذيبهم لجسدي فحسب بل كنت اعتصر الما وغيضا لاني لا استطيع ان ارد عليهم الضربة بالضربة والشتم بالشتم والسباب بالسباب ...
تركت في روحي تلك المعاناة جرحا عميقا وحقدا دفينا والما نفسيا بشعا لازال الى اليوم يختلج في صدري غصة مؤلمة ..
 وحين كانت عصي البعثيين ونتانتهم تنهال على جسدي وكرامتي تعذيبا والما ..، كانت صورة زوجتي المسكينة وهي تتقي صفعاتي وضرباتي والدموع تملأ عينيها لا تفارق مخيلتي ..
.كم كنت وحشا بشعا ظالما وانا افعل بها ما فعلت !!
كم كانت تتعذب لان العرف والتقاليد والعيب منعها ان ترد على صفعتي بصفعة وعلى سبابها بسبابي . 
حينها قررت ان انقذني الله من انياب هذه الوحوش اﻻ-;---;--دمية ان اعتذر منها ومن كل انثى من ارحامي جرحت كرامتها مخالب رجولتي الزائفة ..
، وفعلا فعلت ذلك



#رياض_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - رياض ابو رغيف - حينما قررت ان لا اضرب زوجتي