أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - ترنح الحوار الليبي














المزيد.....

ترنح الحوار الليبي


عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)


الحوار المتمدن-العدد: 4661 - 2014 / 12 / 13 - 00:45
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كان من المنتظر أن يُستأنف الحوار الليبي برعاية الأمم المتحدة يوم 9 ديسمبر الماضي، إلا أن رغبة بعض الأطراف في إنجاح هذا الحوار عن طريق التحضير الجيد له، جعل المندوب الأممي برناردينو ليون يؤجله لعدة أيام.
هناك قناعة من العديد من الأطراف الفاعلة في ليبيا أن لا مخرج من الإنتهاكات والتقاتل بين أبناء الوطن الواحد إلا بالحوار، وما من حرب طال أمده وإتسع أواره إلا وكان نهايته تسوية سلمية بين الأطراف المتنازعة.
إلا أن إشكالية المشهد الليبي يتمثل في تحديد عناصر الحوار الهادف وهي:
1. أطراف الحوار.
2. الثوابت التي يجب مراعاتها عند الحوار.
3. تحديد اهداف الحوار.
4. الفترة الزمنية للحوار.
ويعزى صعوبة مباشرة الحوار إلى تشظي الواقع الليبي إلى فرقاء عديدون، فهناك مجلسين نيابيين؛ المؤتمر الوطني الذي لم يقوم بتسليم عمله رسمياً، وله معارضوه من داخله، ومجلس النواب الذي أصبح لاغيا بفعل قرار المحكمة الدستورية، وبذلك إعتزله الجزء الأكبر من أعضائه، ثم القوتين الفاعلتين على الأرض وهما قوة جيش الكرامة في الشرق الليبي مقابل فجر ليبيا في المنطقة الغربية. وهذا التشظي الشمالى جعل هناك حروب في الجنوب بين التبو والطوارق/الزوية، الأول بدعم الكرامة والثاني بدعم فجر ليبيا. أما عن الحكومات في الشرق والغرب فهما مسلوبتان الإرادة، ويمكن تخطي أي منهما، ولا دور لهما في الحوار القادم.
وترتبط البنود السابقة فيما بينها إرتباطاً عضويا، فالفعاعلين على الأرض، وهم مجموعة الكرامة وفجر ليبيا يستمدان شرعيتهما من السلطات التشريعية الموالين لها، وتوابث الحوار تعتمد على وجهة نظر هؤلاء الفرقاء كل من ناحيته، وأهداف الحوار تعبر عن المكاسب المتوخاه من الحوار تبعا للإصطفاف السابق.
إن إصطفاف القوى المتقاتلة وهي: المؤتمر الوطني/ فجر ليبيا الذي يتضمن الدروع، والمجالس العسكرية بالمنطقة الغربية والجنوبية، ومجلس شورى ثوار بنغازي، وهم معظمهم من الثوار الذين أزاحوا الكتائب الأمنية للحكم السابق، مقابل ذلك مجلس النواب بطبرق/الكرامة والذي يتضمن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ورجالات الأمن في العهد السابق، وكتائب القعقاع والصواعق التابعة للزنتان، وقوات جماعة ربيع المدخلي الوهابية. هذا الإصطفاف لا يستند إلى أسباب أيديولوجية أو عرقية، بل إلى مصالح فئوية أنية، وتدعمها الجهوية، والرغبة في التغيير أو العودة إلى النظام السابق، ويزيد من سؤ جذوتها تدخل القوى الخارجية (مصر والإمارات) لمساعدة طرف ضد آخر من أجل جني المكاسب بعيداً عن الخيار الوطني.
ورغم توافق وتناغم طرف المؤتمر الوطني/ فجر ليبيا في تحديد ثوابت الحوار مثل إحترام الدستور وإحترام حكم القضاء وإحترام تطلعات الشعب الليبي نحو بناء الدولة الديموقراطية الحديثة وهو ما يعبر عنه بأهداف وتطلعات ثورة السابع عشر من فبراير، وتضيف هذه المجموعة إلى ثوابتها عدم وجود حوار مع رجالات الحكم السابق ولا مع الإنقلابييين الذين يريدون إنهاء المرحلة الإنتقالية وتأسيس مجلس عسكري مناظر لما في مصر.
أما عن جبهة مجلس النواب/ قوات الكرامة، فهناك تباين واضح بين جل المنتمين إليها، فمجلس النواب، يضع شروط كثيرة لبدء الحوار منها الإعتراف بالمجلس أنه الوحيد والشرعي لمباشرة الحوار وأن فجر ليبيا منظمة إرهابية وأن المؤتمر لا شرعية له، بل أن حكومة مجلس النواب لا ترى فائدة من الحوار، وأن الحسم يكون عسكرياً إذا ما تم تقديم الدعم النوعي لقوات الكرامة. أما المنتمين للكرامة فلهم وجهة نظر أخرى مفادها أن مجلس النواب يجب أن يؤسس لمجلس عسكري يقوم بتوحيد البلاد والقضاء على الإرهاب، وهو ما يؤسس لسيناريو مشابه للتجربة الرومانية أوالمصرية، وهذا المحور يسعى إلى الحوار مع رجالات العهد السابق وإرجاعهم إلى البلاد بعد إلغاء قانون العزل السياسي، وإذا كان هناك حوار فيجب أن يكون مع النواب المقاطعين الذين أعلنوا تخليهم عن البرلمان قبل وبعد صدور قرار المحكمة الدستورية.
ومع وضوح معالم الإصطفاف الداخلي وإستمراره لدعم القوى المتصارعة، يكون ترجيح كفة أي منهما على دعم المجتمع الدولي، ففي جانب مجلس النواب/ الكرامة نري دعم مصر والإمارات جلياً بالمال والعتاد وبالقوة الجوية الهجومية، وسعيهما المحموم لفرض حضر الطيران من وإلى مطارات غرب ليبيا، وحتى السعودية سعت إلى إستدعاء وزير النفط التابع لحكومة مجلس النواب إلى إجتماع الأبيك لمنحها الشرعية، إضافة إلى الزيارات المكوكية لرئيس وزراء مجلس النواب، إلا أن مصدقية هذا المحور قد إهتزت كثيرا بعد صدور حكم المحكمة الدستورية بإلغاء مجلس النواب.
دوليا كذلك نري هناك إتفاق على إدراج أنصار الشريعة ضمن المجموعات الإرهابية، وإختلافهم بشأن قوات حفتر، فالبريطانيون يسعون إلى إدراج الكرامة ضمن القوى الإرهابية وتقييد الخناق عليها وعلى قادتها وفرنسا تعارض ذلك، ويمكن تبرير موقف فرنسا من إرتباط الكرامة بكتائب التبو بقيادة عيسى عبد المجيد في الجنوب الليبي المناوئة لقوات الطوارق الرافضين للإحتلال الفرنسي لمالي.
ورغم هذا الإختلاف الكبير في وجهات النظر وما يعتريه من سجال القذائف إلا أن معظمهم يتفقون على تكوين الدولة المدنية والتداول السلمي للسلطة وأهمية تكوين الجيش والشرطة، ولكن كل حسب ثوابته وشروطه.
وهكذا فإن أفق نجاح الحوار يتضاءل كلما زاد وتعمق تدخل دول الجوار، والذي يشجع على سلوك النهج العسكري والأمني للتخلص من الخصوم رغم الخسائر الباهضة في الأرواح. فالكرامة تأمل أن يكون لنشر الرعب والقصف الجوي لمدن غرب ليبيا ردة فعل من داخل هذه المدن من أجل دعم الكرامة والتخلص من قوات فجر ليبيا، وفجر ليبيا ترى أن إستقرار الأوضاع في العاصمة ومدن الغرب الليبي، وعدم إنصياع بنغازي للكرامة كفيل بإفشال مشروع الإنقلابيين مهما كانت قوتهم.



#عيسى_مسعود_بغني (هاشتاغ)       Issa__Baghni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب أم الطاغوت


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - ترنح الحوار الليبي