أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عمار مجيد كاظم - فكرة القانون الطبيعي في النظامين الإسلامي والوضعي















المزيد.....

فكرة القانون الطبيعي في النظامين الإسلامي والوضعي


عمار مجيد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4659 - 2014 / 12 / 11 - 17:27
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


بسم الله الرحمن الرحيم
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (النحل-3))

د.عمار مجيد كاظم
فكرة القانون الطبيعي في النظامين الإسلامي والوضعي

يعد النظام الاقتصادي الرأسمالي من أقدم الأنظمة الاقتصادية الوضعية في العالم إلا انه بدأ كنظام علمي وعالمي بعد فترة العصور الوسطى في أوربا بظهور مدرستين اقتصاديتين هما المدرسة الطبيعية والمدرسة التقليدية "الكلاسيكية" وقد كانا يعتنقان فلسفة اقتصادية واحدة تسمى الفكر الاقتصادي الحر والذي يقوم على فكرة الحرية الاقتصادية ومنع الدولة من التدخل في الشؤون الاقتصادية سواء كانت إنتاجية أو تجارية ، كما وتتبنى أربعة مبادئ أساسية هي:
1-فكرة القانون الطبيعي ويرى أن القوانين الاقتصادية ثابتة لأنها نتيجة قانون أو قوى طبيعية تحكم الظواهر الاقتصادية التي تتصل ببعضها بعلاقات ثابتة وتؤدي إلى نتائج ثابتة أيضا "وهذا طبيعي ما دامت المقدمات ثابتة". فالواجب العلمي في هذه الحالة يحتم معرفة واستكشاف القواعد الأساسية لتلك القوانين المتحكمة والمفسرة لمختلف الظواهر الاقتصادية بغية استنباط القوانين الاقتصادية منها والتي تكفل وتضمن السعادة للبشرية إذا تركت لتعمل في جو حر غير مقيد .
2-أن المنافع الخاصة هي العامل الأساسي الذي يحرك النشاط الاقتصادي وهي تتفق إلى درجة كبيرة مع المنافع العامة أي أنه ليس هناك تناقض بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة.
3-عدم تدخل الدولة في الشؤون الاقتصادية .
4-أن تملك الإنسان لأمواله أو لثمرة نشاطه يحفزه على استمرار النشاط.
وتتلخص نظرية العقد الاجتماعي لجون لوك بما يأتي: حقوق انتقلت إلى الدولة حيث كانت في حالة الطبيعة: وفيها (الحق في تفسير القانون الطبيعي، الحق في الحكم، الحق في العقوبة). وأصبحت في المجتمع السياسي: (سلطة تشريعية، سلطة قضائية، سلطة تنفيذية). أما بالنسبة للحقوق المتعلقة بالفرد، انتقلت من حق الملكية الطبيعي إلى حق الملكية القانوني.
ويقصد بالنظام العفوي الطبيعي: أنه تقليد فكري فرض من قبل الديكارتية، وهو يطور الحدس والأفكار التالية: العقل الإنساني هو بشكل أساسي محدود؛ وعمل المجتمع يستند على الأشياء العملية والحدسية والتي لا يمكننا أن نفهما بكليتها، ولكن هي مع ذلك مؤثرة بشكل عميق وخصبة، كما أنها تشرحها حتى ولو لوحدها درجة التطور الاقتصادي والعلمي التي تبلغها المجتمعات الحديثة؛ هذه الممارسات"الأشياء العملية" ومعها الحدس أخذت شكلها بفضل "عملية متطورة"، مبادرات متعددة، محاولات وأخطاء. أما كتّاب هذا التقليد"العفوي" سيؤسسون الحرية وفق حجج أو قواعد ليست ميتافيزيقية، بل وضعية، والتي ستؤدي لقيام ما ندعوه اليوم بالعلوم الاجتماعية. إنهم يدافعون عن الأطروحة التي تقول بأنه من المستحيل على حكومة مهما كانت أن تدير المجتمع بشكل تعسفي قمعي من غير أن تخلق الفوضى بدلا من أن تخلق النظام والاستقرار، وأن المؤسسات الديمقراطية و الليبرالية هي الشكل الوحيد "العقلاني" الذي يمكنه إدارة المجتمع.
وتؤمن ديانات التوحيد الإبراهيمية بأن الإله خلق الكون على درجة عالية من النظام والوزن والدقة والإتقان والروعة وأنه بالتالي لا وجود ﻷ-;-ي حيز ولو صغير من الفوضى أو الصدفة تصديقا للآيتين: (وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7 الرحمن).... (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ (19 الحجر). فهو عز وجل قد خلق الكون بأحكام و حكمة و من ثم خلق الإنسان وميزه عن باقي الخلق جاعلاً إياه محور الكون والكائن الأهم من بين كل المخلوقات التي تعايشه على نفس الكوكب وجعله في قمة الهرم الغذائي و الأقدر على تسيير أو تعطيل حياة كل الكائنات الأخرى. نجد في سورة الإسراء دليلا بليغا على هذه الفكرة حيث يقول القرآن: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً(70 الإسراء). يضيف أينشتاين في هذا السياق مقولته الشهيرة "الله لا يلعب بالنرد" (God doesn t throw a dice).
المسيحية تضيف من جانبها أن الإله يصر على ثقته الثابتة بالإنسان وان قبول المسيح بالألم ناتج عن أن التدبير ألخلاصي. يبلغ بالله إلى ملاقاة الإنسان في عمق حركة الوجود. فالإله عظيم ومؤثر في الكون والإنسان برقته الإلهية الفاعلة بعمق في الزمن الإنساني. يذكّرنا بولس الرسول بأن المسيح "صُلب عن ضعف، ولكنه يحيا بقدرة الله" (رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثس ،13 4).
يقول U(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (31 لقمان). حيث يؤمن الإبراهيميون أيضا، أن البشرية بدأت أول ما بدأت بالتوحيد، إما بوحي إلهي أو بالتأمل النظري وأن الشرك أتى في مرحلة تالية كمظهر من مظاهر فساد الإيمان فحاد الإنسان عن التوحيد وسقط في الشرك و التعدد والوثنية، و يؤكدون انطلاقا من النصوص (المقدسة) أن للكون والخليقة خالق مُبدِع أخرج الكون من العدم ثم بعد مليارات من السنين خلق الإنسان وساعده في تفسير غموض الطبيعة المحيطة به عبر رسالات و رسل وأنبياء اصطفاهم من بين البشر ممن كانت لديهم استعدادات خاصة و قدرات فريدة على تقبل الوحي الرباني.
إذا كان الهدف من البحث العلمي هو الاقتراب من الحق، فإن إخراج التصميم الذكي من دائرة العلم ثمنه الانفصام عن الواقع، ومن ذلك الواقع وجود منظومة صناعية متكاملة في عالمنا تعيد تصنيع ونسخ كل أجهزتها تماما كما تعيد الحياة تصنيع كل مكوناتها. لكن ولو طبق الملحد منطقه، وعلى غرار التطور الدارويني الذي لا يقول بوجود طرف عاقل خطط لظهور الكائنات الحية في محيطها الغير عاقل، يصبح "البديل العلمي" الوحيد لتفسير ظهور الأجهزة الإلكترونية مثلا، هو الظهور التلقائي (للدارة الإلكترونية الأولى) كما ظهرت (الخلية الأولى) صدفة، لتتطور ذاتياً إلى جهاز معقد له غايات جديدة دون تدخل من أي طرف عاقل مستقل عن تلك الأجهزة، وليصبح عامل التشابه بينها من "أقوى الأدلة" على التطور الذاتي، فإن قيل "نرى مصمم تلك الأجهزة ولا نرى مصمم الحياة". فهذا يعني أن إنكار الملحد للتصميم الذكي هو أمر مزاجي لم يستند إلى أي منطق أو مبدأ ثابت، ويعني أنه يفكر بعينه وحواسه ولا يفكر بعقله، والعقل يقول أن ظهور أي نظام أو قانون جديد عن طريق الصدفة هو مستحيل.



#عمار_مجيد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشتراكية الاسلام
- لماذا نكره ماركس
- المسلمون الشيوعيون


المزيد.....




- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...
- بايدن و17 من قادة العالم يناشدون حماس إطلاق سراح الأسرى الإس ...
- البيت الأبيض يدعو حماس لـ-خطوة- تحرز تقدما في المفاوضات حول ...
- شاهد.. شيف غزاوي يعد كريب التفاح للأطفال النازحين في رفح
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات مستقلة في المقابر الجماعية بغزة ...
- بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية بعد مقتل موظف إغاثة بغزة
- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عمار مجيد كاظم - فكرة القانون الطبيعي في النظامين الإسلامي والوضعي