أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشمون رعد - المأزق في مجادلة الإسلام (1) – نقد التأريخ الإسلامي














المزيد.....

المأزق في مجادلة الإسلام (1) – نقد التأريخ الإسلامي


أشمون رعد

الحوار المتمدن-العدد: 4658 - 2014 / 12 / 10 - 12:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كوني قد تخليّتُ عن إيماني بالدين، وكوني الوحيد الذي استطاع التخلّص من براثنه بين مجموعة غير قليلة من الأصدقاء والرفاق والأعزاء، وكونهم كانوا دائماً يحاولون ’’هدايتي‘‘ لما يرونه صائباً، كنت دائماً أجد نفسي في مناقشاتٍ وجدالاتٍ طويلة، وكانت الجدالات تنتهي دائماً كما تبدأ، فلا أنا أقتنع ولا هم يقتنعون. ولكنني كملحدٍ واجهت عدّة مآزق خلال تلك الجدالات، ولسوف أخصّص سلسلة من المقالات أتحدّث فيها عن هذه المآزق.
إنّ المأزق الأول الذي واجهته، والذي يواجهه كلّ ملحد أثناء جداله مع المسلم، هو تنوّع المعتقد الإسلامي. فالإسلام ليس واحداً أبداً. الإسلام عدّة أديان، وكلّ منها يختلف عن الآخر اختلافاً شاسعاً، لا وبل أنّ هذا الاختلاف قد يكون أحياناً أكبر من الاختلاف بين الإسلام نفسه وغيره من الديانات الإبراهيميّة. فحين يرَ بعض المسلمين أنّ البخاري ومسلم عمودان من عواميد هيكل الإسلام الذي لولاهما لانقضّ هذا الهيكل، يرَ غيرهم من المسلمين أنّهما –أي البخاري ومسلم – على خباثة ودهاء إذ أنّهما أحد الأسباب الرئيسة التي أدّت إلى فساد المجتمعات الإسلاميّة بما وضعوا من أحاديث ونسبوها لمحمّد. وحين ترَ طائفةُ من المسلمين أنّ عائشة خانت زوجها، ترَها طائفة أخرى شريفة منزهة ومترّفعة عن الاتهامات.
إنّ الإسلام عدّة أديان، هنالك إسلام معتدل، وإسلام سعودي، وإسلام داعشي، وإسلام أزهري، وإسلام إيراني وغيرها. ونحن لسنا بصدد التمييز بين مذاهب المسلمين من شافعي وحنبلي ومالكي وجعفري وغيرها، إذ أنّ هذا الموضوع لا يهمّنا، لا هنا ولا في مواضع أخرى. إنّ ما يهمنا هو الاختلاف الواضح بين التأريخ الذي يعتقد به المسلمون، فبينما يعترف بعض المسلمين –على سبيل المثال - بوقوع غزوة بني قريظة واعدام جيش محمّد لهم وهم أسرى، يردّ غيرهم بأنّها إدّعاء على الإسلام من المؤرخين اليهود. وبينما يعترف البعض بأنّ محمّداً أمر بقتل الشاعرة عصماء بنت مروان لأنها هجته، وأنّه بارك قتلها على الرغم من أنها كانت ترضّع أحد أطفالها الخمسة، يدّعِ آخرون أنّ هذا افتراء على إنسانيّة محمّد.
وعلى هذه الحال، فإنني في جدالاتي الكثيرة مع أصدقائي المسلمين، كنت دائماً أواجه هذا المأزق، المأزق الذي يتلخّص بـ(بأي الإسلام أنت تؤمن؟)، إذ أنني كنت كلّما ذكرت حادثة تأريخية مقتبسة من أمهات الكتب الإسلاميّة، كان رّد مُجادلي: هذا ليس صحيحاً، أو هذا افتراء على ديننا. وكلّما سألتُ ما الدليل أنّ دينك هو الدين الأصح وأنّ دين غيرك خاطىء؟ كان يعود بي إلى الكتب التي يؤمن بها هو ويكفرون بها هم. أي بالمختصر، يجيئني بإجابات بعيدة كل البعد عن أي دليل منطقي أو تأريخي، بل هي مجرّد هراءات... وهكذا دواليك مع كل المسلمين على اختلاف ’’ديانتهم‘‘.
كيف لنا –الملحدين - أن ننتقد تأريخ دين أصحابه مختلفون عليه! إنّ الملحد إذا ما أراد نقد تأريخ الإسلام يوقع نفسه بمأزق إذ يسمح لغيره بنكران الأحداث التأريخية المذكورة. طبعاً يستطيع الملحد أن يستخدم تقنيات أو معلومات أخرى في نقده، وطبعاً أنّ هذا الاختلاف بين عقائد الدين الإسلامي نفسه، هو مأزق لكلّ مسلم في جداله مع الملحد أيضاً. ولكنّني هنا سلّطت الضوء فقط على الصعوبة التي يواجهها الملحد الذي ينتقد التأريخ الإسلامي لينتقد الإسلام نفسه.

إنّ الإسلام عدّة ديانات، ولكلّ ديانة منها تأريخها!



#أشمون_رعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل فعلاً خلق الله الإنسانَ؟ أم أنّ الإنسانَ هو من خلق اللهَ؟ ...
- هل فعلاً خلق الله الإنسانَ؟ أم أنّ الإنسانَ هو من خلق اللهَ؟ ...
- هل فعلاً خلق اللهُ الإنسانَ، أم أن الإنسانَ هو من خلق الله؟ ...
- هل فعلاً خلق اللهُ الإنسانَ، أم أن الإنسانَ هو من خلق الله؟


المزيد.....




- إسرائيليون يقتحمون المسجد الأقصى
- متظاهرون يحتجون أمام كاتدرائية نوتردام في باريس ضد مجازر إسر ...
- ماذا قال السوداني عن استغلال المناسبات الدينية لأغراض سياسية ...
- حماس تحذر من تصعيد المستوطنين في المسجد الأقصى
- «إرهابي مجرم.. عار على الشعب اليهودي».. متظاهرون يلاحقون بن ...
- النيجر تعلن مقتل زعيم بوكو حرام بغارة جوية
- مؤتمر -غزة مسؤولية إسلامية وإنسانية- في إسطنبول ينطلق بنداء ...
- متى ستحل جماعة الإخوان المسلمين في سوريا نفسها؟
- من يتحمل المسؤولية عن العنف الطائفي في سوريا؟
- بمشاركة نحو 100 عالم دين.. انطلاق -مؤتمر غزة- في إسطنبول


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشمون رعد - المأزق في مجادلة الإسلام (1) – نقد التأريخ الإسلامي