أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد بلغيت - الأسباب الاجتماعية الكامنة وراء الاحتجاجات الشعبية بتالسينت















المزيد.....

الأسباب الاجتماعية الكامنة وراء الاحتجاجات الشعبية بتالسينت


محمد بلغيت

الحوار المتمدن-العدد: 4653 - 2014 / 12 / 5 - 08:23
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


شهدت مدينة تالسينت التابعة لإقليم فكيك بالجنوب الشرقي منذ أكثر من 3 أشهر، تحركات احتجاجيّة ومسيرات شعبية ،جاءت على إثر التماطل و الإختلالات التي شابت مختلف الإصلاحات المندرجة في إطار مشروع التهيئة الحضرية ، وقد تطورت هذه الاحتجاجات الشعبيّة إلى خوض إضراب عام على المستوى المحلي يوم الجمعة 11 أبريل 2014 ، شل بشكل تام مختلف الأنشطة التجارية والاقتصادية بالمنطقة .
الإضراب العام المحلي الذي دعت إليه مجموعة من الفعاليات المجتمعية ، تحول إلى مسيرة حاشدة شارك فيها ما يزيد عن 000 4 مواطن ، بمن فيهم جميع الحرفيين والتجار وعمال البناء وبعض الفعاليات السياسية والنقابية والجمعوية ، احتجاجا منهم على واقع التهميش و الاقصاء الذي طال ولا يزال يطال البلدة مند عقود . كما أن المدينة شهدت أيضا الجمعة 18 ابريل اضرابا عاما مماثلا ومسيرة شعبية حاشدة عرفت هي الأخرى حضورا متميزا ومكتفا لساكنة البلدة ، واضرابا عاما ثالثا يوم 25 أبريل .
هذا وينطلق سكان تالسينت في تحركاتهم من مطالب مشروعة لا تختلف عن تلك التي لطالما نادى بها سكان المناطق المهمشة والغير المهيأة ، وتتمثل أساسا في المطالبة بمعالجة مختلف الاختلالات التي عرفتها مخططات التهيئة ، وإعادة النظر في جودة بعض التجهيزات المنجزة ، فضلا عن الإسراع في إنجاز كل المشاريع المبرمجة والمقترحة ، خاصة مشروع المستشفى المتعدد الإختصاصات ، الذي جعل محور نضالات الساكنة طيلة الاحتجاجات الاخيرة ،بعدما تم تحديد المكان المتفق عليه لبنائه من طرف لجنة مكلفة، فضلا عن توقيع محضر ملزم مشترك بين الجماعة القروية لتالسينت والوكالة الحضرية لوجدة وعمالة الاقليم، في أفق انتظار انجاز الدراسة التقنية التي مضت عليها مدة طويلة ، ولم يتم انجازها بعد .

في نفس الاطار ، تجدر الاشارة إلى أن الشبكة الاستشفائية بتالسينت تعاني خصاصا مهولا على مستوى البنية التحتية والتجهيزات والموارد الطبية ، حيث تتوفر فقط على مركز صحي وحيد بمعدات طبية وتجهيزات جد هزيلة ، مرتبطة أساسا بخدمات الطب العام ، وهو ما ينعكس سلبا على صحة المواطنين ، ويعمق من معاناتهم وإقصائهم...
ولعل ما يضاعف من حدة هذا الخصاص، هو شساعة المنطقة التي تضم 3 جماعات ( 11000كلم²)، وارتفاع عدد ساكنتها ( 34800 نـسـمـة، حسب تقديرات 2014 )، وظروفها الجغرافية الصعبة ، اضافة إلى حالة الفقر المدقع المخيمة على أسرها .
وهكذا فالمركز الصحي يتوفر فقط على طبيبين و6 ممرضين ، فضلا عن 4 مولدات ( قابلات ) ، يفترض أن يستفيد من خدماته الصحية أكثر من 6900 أسرة موزعين على 77 دوار ، بالاضافة للمركز الحضري للمدينة ،وعليه يمكن القول أن قطاع الصحة بالمنطقة يعيش وضعا كارثيا على مستوى الموارد الطبية والبشرية ، وبذلك يكون بعيد كل البعد عن امال الساكنة من مقتضيات الدستور الجديد بخصوص الحق في الصحة وقانون مدونة التغطية الصحية والمواثيق الدولية ذات الصلة ، خاصة دستور منظمة الصحة العالمية الذي يحدد في هذا الاطار ضرورة توفير 66 طبيبا لكل 5000 مواطن في حين أن الواقع الصحي المتدهور بتالسينت يوفر فقط طبيبا واحدا لأكثر من 15000 مواطن.
نفس الخصاص يسجل على مستوى التجهيزات الطبية ، حيث نجد نقصا حادا في المعدات الطبية ( انعدام أجهزة السكانير و الراديو ، الفحوصات الطبية ) ، هذا مع الإشارة لضعف الطاقة السريرية التي تضم عددا جد هزيل من الأسرة بدون أغطية ولا أفرشة ,
أما بخصوص وسائل النقــل، فالمركز يتوفر على سيارة إسعاف واحدة معطلة بدون سائق ويضطر غالبا إلى استخدام سيارة إسعاف جماعة مجاورة ,
وفي ما يتعلق بالأدوية والصيدليات، فالمركز الصحي يتوفر على صيدلية وحيدة ناذرا ما توفر الأدوية للمواطنين ، كما أن المنطقة بكاملها لا تتوفر سوى على صيدليتين فقط .
إضافة إلى هذا، فإن الصحة الإنجابية بالمركز توجد في وضعية جد متدهورة، حيث إن الأرقام المسجلة على مستوى التجهيزات والمعدات بغرف الولادة المحصورة العدد والضيقة المساحة ، لا توفر أدنى الشروط للولادة الطبيعية ، إذ أن انعدام المكيفات والأفرشة والأغطية وغياب أدوات التعقيم يجعل من الصعب التنبؤ بخطورة الوضع ، الأمر الذي خلف نقصا حادا على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، واستياء مستمرا لدى ساكنة البلدة ,
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالإقصاء والتهميش يتوزع على جل التجهيزات والخدمات الاجتماعية بما فيها وضعية الشبكة الطرقية المتردية ،والتي تؤثر سلبا على الاقتصاد المحلي و الحركية العامة ، وارتباطا بقطاع الصحة يمكن تخيل الظروف القاسية التي يمكن أن يعانيها سكان الدواوير، خصوصا إذا علمنا أن معظم هذه الدواوير تبعد بما يزيد عن 50 كلم عن المركز الصحي، وبالنظر لشح خدمات هذا المركز وافتقاره لمستعجلات وعدد من التخصصات ، فإنه يتم إرسالهم إلى مستشفيات ميسور أو الراشيدية التي تبعد بأكثر من 200 كلم ، وبذلك تنضاف مصاريف التنقل والأدوية التي يتكبدها المرضى .
في نفس السياق، ونتيجة لهذا الوضع الصحي الكارثي ، شهدت جل المناطق المتضررة سنوات من الاحتجاج المستمر بمختلف الاشكال النضالية المتاحة ، كان أخرها مسيرة 60 كلم مشيا على الاقدام لشباب بعض الدواوير المتضررة بداية من الاتنين 12 غشت 2013 صوب مقر دائرة بني تدجيت ،هذه الخطوة الإحتجاجية التصعيدية التي جاءت نتيجة تراكمات نضالية سابقة ،ساهمت بالفعل في تحريك المياه الراكدة ، وزيارة وزير التجهيز والنقل ، وبالتالي فرض تحقيق مطلب مشروع متمثل أساسا في تعبيد الطريق وفك العزلة عن مجموعة من المناطق ، ولعل ما بقي من مطالب عادلة عالقة كان أعظم ,
وحتى تستكمل الرؤية وضوحها قدر الإمكان ، فإنه من الضروري الإشارة في الأخير إلى أن الساكنة بخروجها في أشكال احتجاجية تصعيدية، تؤكد باستمرار أنها تثور على ارث ثقيل من التهميش والاستبعاد الاجتماعي ، تعرضت له المنطقة مند عقود نتيجة سياسة الاقصاء الممنهج ومنطق الحسابات الانتخابية الضيقة وانعدام رؤية واضحة لاستراتيجية بعيدة الأمد للمجلس الجماعي، كل ذلك يظهر جليا في جملة من المؤشرات الاقتصادية والأرقام المتمثلة أساسا في ضعف الخدمات الاجتماعية ونذرة توفير مناصب شغل كافية تستوعب أفواج المعطلين عن العمل ،وغيرها من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية المنعدمة



#محمد_بلغيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إجازات العيد.. عدد أيام عطلة عيد الفطر 2024 للموظفين والعامل ...
- متظاهرون يغلقون مدخل وزارة التجارة وسط لندن احتجاجا على حرب ...
- “Renouvelez-le maintenant“ تجديد منحة البطالة في الجزائر 202 ...
- 100,000 دينار عراقي .. حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في العرا ...
- عاجل | مرتب شهر كامل.. صرف منحة عيد الفطر 2024 لجميع العاملي ...
- الحكومة المغربية تستأنف “الحوار الاجتماعي” مع النقابات العما ...
- هتصرف قبل العيد؟!.. تحديد موعد صرف مرتبات شهر أبريل 2024 بال ...
- منحة البطالة الجزائر 2024 .. تعرف على الشروط وخطوات التسجيل ...
- 3.5 مليارات دولار تدفقات الاستثمار الأجنبي للسعودية والبطالة ...
- البطالة في السعودية تسجل أدنى مستوى منذ 1999


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد بلغيت - الأسباب الاجتماعية الكامنة وراء الاحتجاجات الشعبية بتالسينت