أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر الحاضري - تقديم خواطر حول الموقف من الإنتخابات الرئاسية في الدور الثاني















المزيد.....

تقديم خواطر حول الموقف من الإنتخابات الرئاسية في الدور الثاني


ماهر الحاضري

الحوار المتمدن-العدد: 4651 - 2014 / 12 / 3 - 02:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن جدية الإنتخابات الرئاسية و رهاناتها الشعبيةتعثرت بحكم عدم تمكن مرشح الجبهة المناضل حمة الهمامي من العبورالى الدور الثاني رغم رصيده النضالي الساطع وتميزه السياسي و الأخلاقي عن باقي المترشحين و مع شح الامكانيات المادية و اللوجستية و حداثة الجبهة الشعبية (7 أكتوبر 2012 ) تمكن بفضل صدقه و انحيازه للطبقات الشعبية و التفاف مناضلات و مناضلين الجبهة حوله كخيار و كمشروع في وجدان شرائح واسعة من الشعب التونسي تؤشر لمستقبل زاهر قد يسمح بتدعيم حضورها لتتصدر كما يسمح لها بتصدر المشهد السياسي و تثبيت جذورها في العمق الشعبي في المرحلة القادمة، و في انتظار حسم الجبهة رسميا موقفها من هاته الجولة الانتخابية الذي سنلتزم به طبعا وأمام هذا الكم الهائل من التجاذبات و عدم تجانس المواقف حتى بين الديموقراطيين التشنج الذي طبغ على بعضها أطرح بعض الخواطر علها تساهم في بلورة الموقف لدى التقدميين عموما و الجبهاويين خصوصا حفاظا على تماسك الجبهة وعلى نقاوة خطها السياسي انسجاما مع برنامجها و ارضيتها التي تشكل مرجعيتها و بوصلتها لخدمة أهدافها الوطنية والشعبية
I. الانتخابات معركة هامة و لكنها ليست معركة مصير
. تجدر الإشارة هنا أن الانتخابات تدور في ظل ميزان قوى لا يزال في صالح الطبقة المسيطرة أمام تغير المسار الثوري و بمحاولات للالتفاف على مطالب الثورة في الشغل والحرية و العدالة الاجتماعية وبرزت هذه الطبقة المسيطرة في الإستقطاب الثنائى بين اليمين الليبرالي حركة نداء تونس و مرشحه السبسي و اليمين الليبرالي الديني لحركة النهضة ومرشحها المرزوقي و استعمل هذين الحزبين في الرئاسية كما في التشريعية من قبلها نفس الأساليب و الوسائل من توظيف إعلامي و مالي و مساعي غرس الخوف لدى الناخبين لصياغة مزاج انتخابي يستفيدان منه انتخابيا و كانت الجبهة الشعبية الطرف السياسي الأبرز إن لم نقل الوحيد الذي خاض حملة نظيفة بشهادة كل المراقبين و أحرز تقدما نوعيا لافتا و تمكن من منازلة هذين "القطبين" معا و أحداث شرخا في هذا الإستقطاب الثنائى ويترتب على الجبهة مواصلة المشوار بكل ثبات و طول نفس بوصلتها الأساسية الطبقات الشعبية و تحقيق مطالب الثورة و هذه هي معركتها الحيوية و المصيرية و الاستعداد للمرحلة القادمة فكريا و سياسيا و تنظيميا و الآفاق مفتوحة أمامها بحكم توفرها على بدايات مشجعة في الإشعاع و الإنتشار و توفرها على كتلة نيابية نوعية فضلا عن الروح النضالية التي ميزت مناضلاتها و مناضليها و أنصارها و إشاعة روح النقد البناء داخلها و العمل على تذليل المصاعب و تجاوز النقائص . شعارات التخويف و الترهيب لدى النداء والنهضة انتقصت من حرية الناخب في الرئاسية و من قبلها في التشريعية .
التقى طرفا الإستقطاب النداء و النهضة في نفس الوسائل و الأساليب في خوض الحملات الإنتخابية كما سبق و أشرت ، اعتمد هذين القطبين علاوة على التوظيف الإعلامي السمعي و المرئي و الإلكتروني و ضخ الأموال الطائلة المتأتية أساسا من رجال الأعمال الفاسدين وبعض البلدان الخليجية خاصة ، ساعد في تفشي هذه الظاهرة و عدم التصدي لها و ردعها لعدم حوزة الدستور على قوانين صريحة و رادعة لهذه التجاوزات عدى بعض الخطايا المالية البسيطة و تأخر تشكيل المحكمة الدستورية التي يخول لها مراقبة و مدى ملائمتها لروح الدستور و السهر على تنفيذها تأمينا للإنتقال الديموقراطي و هي القوانين التي سعت النهضة و توابعها زرعها عمدا على مقاسها . القاصي و الداني يدرك مدى تحوز هذين القطبين على الأموال و الوسائل اللوجستية و خاصة حركة النهضة و العدد المهول لما تسمى " جمعيات خيرية " و القوى التقدمية تدرك مصادر التمويل البترودولاري المشبوه لتنفيذ أجندة و زرع الفتنة داخل المجتمع و محاولات إفشال المسار الثوري . أما الأسلوب المعتمد فلم يكن يختلف تماما فكلا الطرفين " النهضة و النداء " يسعي بكل الوسائل لجعل الناخب فريسة لشعارات " التخويف و الترهيب " للتأثير على المزاج الإنتخابي، وفيما تستعمل النهضة و مرشحها المرزوقي لشعار الخوف من عودة الإستبداد عن طريق التجمع و مرشحه و يقدم نفسه " حارسا " للديموقراطية و الثورة في حين يدرك القاصي و الداني يعلم انه و حزب النهضة و الميليشيا و السلفيين اللذين يدعمونه لم يشاركو أصلا في الثورة و لم يتبنو أيا من مطالبها و أنه خلال فترة حكم الترويكا عانى الشعب التونسي الويلات حيث استفحل الإرهاب و الإغتيالات التي طالت الرموز الوطنية مثل الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي ، كما طالت العشرات الأمنيين و العسكريين و شهدت أسعار المواد الأساسية إرتفاعا جنونيا بمعدل 49% حسب الإحصائيات، و استفحال الفساد و تراجع ترتيب تونس إلى المرتبة 89 علميا حسب تقرير منظمة الشفافية المالية العالمية و تركز اقتصاد موازي و إنتشرت ظاهرة التهريب و ازداد عدد المعطلين عن العمل إلى أكثر من 15% و حاملي الشهائد العليا إلى أكثر من 30% و تجاوز عدد الذين تحت خط الفقر 1.600.000 و ازداد عدد التهرب الضريبي و تفاقم العجز في ميزان الدفوعات وتراجعت الصادرات واتجهت النهضة و توابعها الى اعتماد سياسة التقشف المدمرة و ما تعنيه من زيادة اثقال كاهل العمال والموظفين و سائر الشرائح الوسطى بمزيد الضرائب و خفض الإنفاق العمومي و الرغبة في الرفع التدريجي للدعم عن المواد الأساسية و الامعان في التداين الخارجي و مزيد ارتهان البلاد للمؤسسات المالية العالمية الناهبة و انقطع عن التعليم اكثر من 200.000 تلميذ حتى أن اليونسكو هددت بعدم صرف المنحة المعدة لسنة 2013 و أعلنت أكثر من 4500 مؤسسة صغرى و متوسطة عن إفلاسها هذا فضلا عن التمشي نحو الخوصصة لتشمل قطاعات حيوية مثل الكهرباء و الماء و الطيران و البنوك و استبيحت البلاد للأجنبي و خاصة الخليجي و لكم في ميزانية 2014 الكارثية اكبر الشواهد على ذلك و تركت بلادنا طوال حكم النهضة و مرشحها للرئاسة مرتعا للمخابرات و الصهاينة و قوات "الأفريكوم" Aficom و استقبل بحفاوة بالغة شخصيات صهيونية أمثال رئيس منظمة " الإيباك " الأمريكية وجون ماكين و برنار هنري ليفي Bhl و نوح فلدمان Nohe feld .
هذا الواقع المريرالذي عاشته تونس ما بعد الثورة في ظل حكم النهضة و رئيسها الذي لا يخجل عندما ينسب نفسه للثورة و أنه "ضامن" لعدم عودة الإستبداد. إن هذا الرجل هو ورقة بيد النهضة توظفه كما تشاء مقابل هوسه بكرسي الرئاسة ، نفس الأسلوب يستعمله حزب نداء تونس و مرشحه السبسي في اشاعة الخوف من استفحال الإرهاب و تأصله في التربية التونسية في صورة عدم انتخابه مستعملا في ذلك ورقة "هيبة الدولة " و القانون وضمان الأمن ... و رغم اختلاف الظرف فالشعب التونسي خبر جيدا هذا الرجل (السبسي) و إمتداداته الطبقية و السياسية فهو الذي شغل عدّة مناصب في الحقبة البورقبية و النوفمبرية على حدّ سواء ، واهم من يعتقد أنه سيكون مختلفا أو مميزا عن حزب النهضة ومرشحها خاصة في ما يتعلق بالجانب الإقتصادي و الإجتماعي وهو جوهر الحراك الثوري حيث لم يعارض ميزانية 2014 و كافة الإجراأت الكارثية التي أقدمت عليها النهضة و توابعها فهو الذي سدّد أول دفعة لديون بن علي الكريهة خلال فترة رئاسته للحكومة و هو الذي ساعد على تمرير السلطة للنهضة و أشاد بأنها حركة "معتدلة" و تتلائم و الديمقراطية و هو الذي سحب البساط من المجلس الوطني لحماية الثورة و بعث "الهيأة العليا" لعياض بن عاشور و هو الذي بارك نتائج 2011 وهو و حزبه ما انفكّ يقاسم النهضة توجهاتها الاقتصادية المدمرة و التأكيد على التعويل على وصفات البنك العالمي وصندوق النقد الدولي و توفير مناخ الإستثمار و من أولوياته "مقاومة" الإرهاب دون إدراكن منه أنّ الإرهاب ظاهرة معقدة و مركبة وما إرهاب الإغتيالات إلا وجهها القبيح والمعلن وأن الظاهرة إجتماعية بالأساس لا يمكن القضاء عليها إلا بالقضاء على البيئة التي أنتجت الإرهاب و هو القضاء على الفقر و تدعيم ثقافة و تربية عقلانية تنويرية لائكيّة مع العلم أن النداء الذي يدّعي التصدّي للضلامية أحرجته تصريحات بعض وسائل ألإعلام الأجنبية بعيد التشريعية عندما نعته باللائكي حيث هرول الناطق الرسمي للتوضيح لوسائل الإعلام أنه حزب مدني وليس لائكي هذا فضلا عن تضخم الأنا والنزعة الفردانية لديه في الحكم وكيف لا وهو الذي تربى في احضان الحكم الفردي لعقود خلت . لقد كسبت النهضة الإنتخابات 2011 بفضل "غول" التجمع وكسب النداء إنتخابات 2014 بفضل "غول" النهضة .

II. النهضة والنداء الصديقان اللدودان
: الكل يعرف مزايا النظام البورقيبي وحزب في دعم حركة النهضة ألإتجاه الإسلامي سابقا واللقاءت التي كانت تتم مع " الصياح " مدير حزب بورقيبة في ذلك الحين مع قيادة النهضة والتسهيلات التي كانت تقدم لهم حيث كانت مجلتهم تطبع في دار الحزب وغض الطرف عن نشاطهم وانتشارهم كان الهدف الأساسي من رعايتها هو إضعاف اليسار وخلق حركة معرقلة لنشاطاته داخل الجامعة وخارجها وإلتجأ النظام البورقيبي ومن بعده النوفمبري لقمعها وتدجينها عندما استشعر خطرها وطمعها في تقاسم السلطة . يبدو أن كل هذا المزايا على حركة الغنوشي جعلته يقنع نواب حزبه في التأسيسي بإسقاط قانون العزل السياسي (ألفصل 167 من الدستور ) عربون وفاء وإعتراف بفضائل الحزب البورقيبي على إنتشار حركته وسد الطريق أما إنتشار مشروع اليسار . وكما أن الحركتين ( النهضة والنداء ) يمثلان مصالح الطبقة البورجوازية الكبيرة ( الكمبرادورية ) فهم يلتقيان كذلك في معاداة القوة اليسارية عامة والشيوعية بصورة أخص . لقد تضررت الحركة الديموقراطية والتقدمية والثورية أيما ضرر من هكذا قطبين سياسيين ريجعيين يتصدران المشهد السياسي ولحق هذا الضرر الجبهة الشعبية بعد الثورة في تقليص عدد ناخبيها بحكم هذا الإستقطاب المرير وإستعماله بنفس الوسائل والأساليب . لكن تبقى الجبهة الشعبية في الرهان التونسي القوة الأبرز إن لم نقل الوحيدة المؤهلة لكسر هذا الإستقطاب وأحداث شرخ في منسوبه الإنتخابي وهو ما لمسناه خاصة في تمكن مرشح الجبهة الشعبية للرئاسية من جلب بعض الناخبين الندائيين لصالحه
III. هل تقسيم المفاضلة بين النهضة ومرشحها والنداء ومرشحه ؟؟؟
كما سبقت الإشارة إن وسائل بث الخوف من كلا الحزبين نالت من حرية الناخب العادي وجعلته ينتخب عن غير قناعته الراسخة إما " النداء طبعا في تخليصه من الإرهاب والظلامية " أو النهضة في تخلصه من عودة التجمع والإستبداد وتفرد دينصور الدولة العميقة بالحكم أن هذا المنحى مبالغ فيه فلا التجمع المنحل قادر على التغول في تونس ما بعد الثورة والشعب الذي اطرد " بن علي " قادر على التصدي لأي طرف يمكن أن يستبد والشعب الذي تذوق وتلذذ طعم الحرية وهو المكسب الأهم في الثورة التونسية لن يسمح البته بعودة الإستبداد سواء إن كان يتعلق الأمر بالنداء أو بالنهضة وإعتصام الرحيل والإحتججات التي سبقت خير شاهد على ذلك حيث تم طرد النهظة من الحكم في ظرف وجيز . ولكن في علاقة بالموقف من الإنتخابات الرئاسية في دورها الثاني يبدو أن هذا " التخوف " من عودة الإستبداد نهضوي أو تجمعي تسلل إلى ذهنية أو مخيلة بعض اليساريين والجبهويٍن ليقعوا في عمليات المفاضله بين النهضة والنداء في الرئاسية الدور الثاني عملاً بمقولات " هم فيه ماتختار " وإن مرشح النداء للرئاسة "أفضل" من مرشح النهظة وبناءا على انتمائه للمنظومة المدنية والتحديثية متناسين أن المدنية قيم عقلانية وتنويرية عميقة وليست حداثية صورية شكلانية تعتمد على ديموقراطية واجهات ومواطنة منقوصة تستبطن الحكم الفردي وعليه لا أرى موجبا لكل هذا الرهاب والخوف حتى نقيع تحت طائلة الإستقطاب الثنائي وشعاراته المغرضة التي لا هم لها سوى التأثير في ميزاج الناخب والإستئثار بكرسي الحكم في حين يتضح كل يوم أن صراع كلا الحركتين لا علاقة له من قريب أو بعيد بمصلحة الشعب والوطن وخدمة الطبقات الشعبية وأهداف ثورة الحرية والكرامة وأن الجبهة الشعبية في تناقض مع كلا الحركتين وإختارت طريقها في كسر هذا الاستقطاب والإنحياز إلى الطبقات الشعبية و تبنت مطالب الثورة وشعارها المركزي - شغل حرية - كرامة وطنية - وأحرزت انتصارات وتقدما وكسبت تعاطف شرائح واسعة في التشريعية والرئاسية على هذا التمشي وإفتكت المركز الثالث في المشهد السياسي فما الداعي إذن من محاولة سقوط بعض انصارها ومناضليها في المفاضلة وهي اليوم(الجبهة) مدعوة غداة الإنتخابات التشريعية والنجاحات التي حققها مرشحها للرئاسة في الدور الأول إلى مزيد اليقظة والحذر والحفاض على نقاوة خطها السياسي واختياراتها التكتيكية والإستراتيجية والتوحيد أكثر من أي وقت مضى والقدرة على تملك قيمة انجازاتها وانتصاراتها والتحصن ضد أي سلوك سياسي غير محسوب النتائج قد يعرضها للتصدع أو الإنتكاس حيث يصبح من الصعب عليها محاولة تسويته وقد يفقدها سنوات من إعادة بناء ثقة الشعب والقوى التقدمية وعليه فهي مطالبة بتجنب الحسابات الضيقة و أي مقايضة سياسية تخص مشاركتها في التشكيل الحكومي المرتقب أو دعم ترشح السبسي في الدور الثاني و أن تستعد للمرحلة القادمة كقوة معارضة لأي ٱ-;-ئتلاف حكومي لا يتماشى وٱ-;-ختياراتها و إنحيازها للطبقات الشعبية و الإستعداد الفكري و السياسي و التنظيمي لمواصلة المسار الثوري الذي مهما كانت طبيعة التشكيل الحكومي المقبل سوف لن يكون إلا خادما أمينا للطبقة المسيطرة على حساب الطبقات الشعبية و منفذا مطيعا لإملآت المؤسسات المالية العالمية ـ النهابة ـ وما يترتب عن هذه الخيارات الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية التي تجمع النهضة و النداء على حد سواء من تداعيات وخيمة على نمط عيش الطبقات الشعبية التي إختارت الجبهة أن تكون ضميرها و بوصلتها ولا يخفي على الرفاق الجبهاويين و سائر التقدميين أن الثورة التونسية ثورة عميقة و ليست عابرة و أن عنوانها الأساسي إجتماعي ديمقراطي وأن الأوضاع الإقتصادية الإجتماعية التي فجرتها لا تزال قائمة وأي حكومة مهما كانت طبيعتها إن لم تلتزم بشعار " شغل حرية كرامة وطنية " وتتخذ إجراءات عميقة وجدية تطال الإقتصاد المنتج : فلاحة وصناعة لتوفير مواطن الشغل وتغيير منوال تنمية شعبي وبناء أسس إقتصاد إجتماعي متضامن وتوفير الحد الأدنى من تكافء الفرص وسيادة الشعب على ثرواته وفي مقدمتها الثروات المنجمية والطاقية (البيترول أساسا ) لن تصمد أمام الحراك الثوري الذي يتأجج لهيبه خاصة في أوساط الشباب ( أكثر من 70% ) هذا الشباب المدجج بالتكنولوجيا وبالمعرفة وبدأ يتمرس على العمل الثوري والنشاط السياسي بأكثر نضج ووضوح وهو أصبح يشبه ما قد نسميه ب "بروليتاريا ذهنية " وهو ما يتقاسم مع البروليتاريا التقليدية ضروف التهميش والتفقير والتعطيل عن العمل والإستغلال الرأسمالي الوحشي وما ارتقى لوعه الموضوعي خلال الحراك الثوري قد يتجاوز في بعض الأحيان كوادر سياسية متمرسة وهو ( هذا الشباب ) إن لم يجد في بعض الأحزاب التي لم تقدر على التخلص من براثن الليبرالية وانقادت بطوعية إلى زريبة الديموقراطية الليبرالية وأسقطت من أهتماماتها الثورة والعمل الثوري وتراها تعول على مسار التسوية والإكتفاء بعض الفتات واللعب في ملعب ديموقراطية السوق كملاذ أخير لها وتبذل كل الجهد في التأقلم والتعايش مع الرأسمالية الوحشية وأطرها المدجنة للإرادات والكابحة الأحلام الشعب في الحرية والعدالة الإجتماعية ....
قد يتعثر المسار الثوري لكن الثورة عميقة وليست سطحية وعابرة ويصعب إن لم نقل يستحيل الإلتفاف عليها فلتستعد الجبهة الشعبية الإطار السياسي الأهم في الرهان التونسي الإستعداد الفكري والسياسي والتنظيمي اللازم لمواصلة الحراك الثوري وقيادته وهذه المهمة الرئيسية والمعركة المصرية .



أشد على أياديكم المجد والخلود لشهداء تونس
وشهداء الجبهة الشعبية
عاشت الجبهة الشعبية



ماهر الحاضري



#ماهر_الحاضري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر الحاضري - تقديم خواطر حول الموقف من الإنتخابات الرئاسية في الدور الثاني