أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - العرب وسياسة النعامة!!















المزيد.....

العرب وسياسة النعامة!!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 17:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُعرف عن النعامة في الفولكلور العالمي، أنها تدفن رأسها في الرمال، كمحاولة منها لتحمي نفسها من الصياد!. ومهما كان غرض النعامة من هذه العملية، سواء للبحث عن الماء كما يعتقد البعض، أو التهرب من الصياد، فالمثل ينطبق على الواقع العربي البائس. فالعرب عموماً يتهربون من النقد، وبالأخص النقد الذاتي في كشف الأخطاء. فالنقد ضروري، إذ كما قال ماركس: "النقد أساس التقدم، ونقد الدين أساس كل نقد". ولكن العرب والمسلمون عامة ضد أي نقد وبالأخص نقد الدين، الأمر الذي أدى إلى تخلفهم وسهل على الدجالين والنصابين الاستفادة من هذا التخلف، واستثمار الدين للهدم والتخريب، بل وحتى للإرهاب والدمار الشامل.

مناسبة هذه المقدمة أني نشرت قبل أيام، مقالاً عن كتاب قيم قرأته حديثاً، بعنوان: (آفاق العصر الأمريكي)، للباحث الإماراتي الدكتور جمال سند السويدي، ذكرت بعض المقتطفات من الكتاب الغني بالمعلومات، وأن المؤلف ذكر فيه ما لأمريكا وما ضدها، وأنه (الكتاب) جدير بالقراءة من قبلنا نحن القراء العرب، لكي نعرف موقعنا من الإعراب، كما يقولون!. وأكدت في ختام المقال، "أن مشاكل العالم لا يمكن حلها عن طريق الأحكام العاطفية المسبقة والتمنيات والأفكار الرغبوية، بل بالعلم والمعرفة والتخطيط المسبق".

بعد نشر هذا المقال، وكالعادة في عصر الانترنت، استلمتُ ردود أفعال لعدد غير قليل من القراء الأفاضل، وهذه ميزة رائعة من حسنات الثورة التقنية المعلوماتية. ويسعدني أن أقول أن معظم التعليقات كانت إيجابية، وحتى المعارضة منها كانت ملتزمة بأدب الحوار الممتع. وعليه، أرى من المفيد أن أعود إلى بعض هذه التعليقات التي لم تتفق مع ما جاء في الكتاب أو مقالي عنه، إذ اعتبره هذا البعض ترويجاً مجانياً لأمريكا وسياستها العدوانية ضد العرب والمسلمين.

في الحقيقة أنا لم أشر إلى فقط إلى النقاط الإيجابية عن الكتاب، بل وأشرت أيضاً إلى بعض النقاط السلبية، مثلاً، اقتبست فقرة تفيد، أن أمريكا لم تسمح لدول العالم الثالث أن تتطور وفق التطور الطبيعي التدريجي، بل تعمل على فرض نموذجها الذي تريده، أي التطور الموجه. كما وذكرت عن استراتيجية أمريكا الثابتة في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها أمن إسرائيل، وضمان تدفق النفط، وحماية حليفاتها، وأن سياسة أمريكا تتمثل بمقولة بوش- الابن (من لم يكن معنا فهو ضدنا)... الخ. وليس ممكناً التطرق إلى كل ما جاء في الكتاب في مقال موجز عنه.

أما مسألة الترويج للكتاب، فلا أنكره، لأنه عندما يكتب أي شخص عن كتاب ما، فهو يريد الترويج له، وهذا ليس عيباً، فالكتاب غزير بالمعلومات والإحصائيات والحقائق، جمعها المؤلف من أكثر من ألف مصدر من جهات أكاديمية، ونظمها في كتاب واحد بشكل متماسك ومتسلسل، وبلغة سلسلة وجميلة، سهل الفهم والتناول. فما الخطأ في ذلك؟ ويا حبذا لو يقرأه كل عراقي وعربي ليفهم مكاننا من الإعراب. وحتى لو فرضنا أن أمريكا عدوة لنا، واعتبرنا الكتاب ترويج لها، أليس المفروض بنا أن نعرف عن عدونا لكي نهيئ أنفسنا لمواجهته؟
لعل أعظم ما قاله الرئيس العراقي الأسبق، المرحوم عبدالرحمن محمد عارف، في هذا الخصوص هو قوله عن إسرائيل: (أن العدو يعرف عنا أكثر مما نحن نعرف عن أنفسنا). أليست هذه حقيقة؟ وإلا كيف استطاعت القوة الجوية الإسرائيلية أن تقصف في لحظات مفاعل تموز جنوبي بغداد عام 1981؟

كذلك كتب أحد القراء ما معناه، أنه يجب عدم ذكر مساوئنا في هذه المرحلة العصيبة، لكي لا نفضح أنفسنا أمام العالم وخاصة أما الأعداء، لأن في ذلك تثبيط لعزيمة الأمة و معنوياتها !!!
أليس هذا دعوة لتطبيق سياسة النعامة التي أوصلتنا إلى هذا المصير الأسود.

فهذا الموقف هو الآخر خطأ وضار جداً بمستقبل الأمة، فالعدو يعرف هذه الأخطاء والفضائح أكثر منا، فلماذا حرام على أبناء هذه الأمة النقد الذاتي لتنبيه الأمة عن مساوئها وأخطائها؟ إذ كيف نريد أن نصلح الأوضاع المتهرئة والأخطاء القاتلة ما لم نستخدم سلاح النقد ونشر الأخطاء على الحبل!!. كيف تريدون أن نعالج المرض ونحن نرفض تشخيصه، أو ننكر التشخيص الصحيح وإخبار المريض بما عنده من أمراض وما يهدد سلامته؟
لقد جمع المفكر المغربي الراحل، محمد عابد الجابري، أخطاء العرب في أربعة مجلدات بعنوان: (نقد العقل العربي)، فهل أراد فضح الأمة وتثبيط عزيمتها وتدمير معنوياتها ؟؟؟؟

طيب، وما هي سياسة أمريكا المعادية للعرب والمسلمين؟ أليست أمريكا وبريطانية "الكافرتين" هما اللتين أنقذتا مسلمي البوسنة وغيرها من شعوب البلقان من جرائم صربيا المسيحية؟ كما و تفيد الأرقام أن 60% من المساعدات الغذائية للشعوب الفقيرة في العالم الثالث هي من أمريكا.

لتصور ولو لحظة، كيف كان عليه حال العرب والمسلمين اليوم لولا الغرب، وخاصة أمريكا وبريطانيا؟ أليست أمريكا وبريطانيا وغيرهما من الغرب "الكافر" هم الذين اكتشفوا النفط في البلاد العربية والإسلامية واستثمروه لصالح الجميع؟، ولولا هذا الاستثمار الغربي لنفط العرب كيف كانت عليه أحوال هذه الشعوب النفطية الآن؟ ماذا عسى هذه الشعوب أن تعمل بثرواتها النفطية الهائلة وهي مدفونة في باطن الأرض دون أن تعلم بها كما كانت الحال في الأزمنة الغابرة، أو لها الإمكانية لاستثمارها؟

إن احتلال أمريكا لموقعها الحالي كقائدة في النظام العالمي الجديد ذي القطب الواحد، هو نتاج ظروف موضوعية فرضتها العولمة. والعولمة هي حتمية تاريخية وفق مسار التاريخ، وهي نتاج الثورة التقنية المعلوماتية، فجعلت الشعوب تلتقي وتتقارب، وتولي أهمية أكبر للعامل الاقتصادي ورفع المستوى المعاشي على أي اعتبار قومي آخر، وكل من يقف ضد هذا التيار الجارف سيسحقه التاريخ بعجلاته الثقيلة التي لا ترحم، فمبدأ التطور هو: إما أن تتكيف مع المستجدات أو تنقرض.
أما إذا كان على العراقيين معاداة أمريكا لأنها تدعم إسرائيل، فهذه هي الأخرى سياسة انتحارية، لأننا لا نستطيع وبإمكانياتنا هذه أن نغير سياسة أمريكا وإستراتيجيتها في المنطقة. شئنا أم أبينا، إسرائيل وجدت لتبقى، خاصة بعد أن اعترفت بها قيادة الشعب الفلسطيني، لذلك أقول، لا يجوز لنا نحن العراقيين أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم.

فليس بإمكان العرب، أو محمود أحمدي نجاد أن يمحوا إسرائيل من الخارطة. كان العرب لعشرات السنين، أنهم (سيلقون اليهود في البحر لتأكلهم الأسماك). وتنيجة لهذه السياسة العدمية، جاءت هزيمة 5 حزيران عام 1967، و صار العراقيون والعرب، وليس اليهود، طعاماً للأسماك.
إن عقلية معاداة الشعوب، وخاصة معاداة أمريكا، الدولة العظمى التي بيدها الحل و العقد، هي التي أنتجت قادة بلطجية من أمثال صدام والقذافي وبشار الأسد، وبن لادن وأبو بكر البغدادي، وغيرهم من الطغاة الذين قادوا شعوبهم إلى هذا المصير الأسود.
لذلك، أرى من المفيد أن نعيد النظر في مواقفنا من العالم. فسياسة (كل شيء أو لا شيء) دائماً تنتهي بلا شيء، وأفضل مثال هو مصير الفلسطينيين الذين أصروا على (تحرير الأرض من النهر إلى البحر) فانتهوا بلا شيء.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــــ
رابط ذو صلة
عبدالخالق حسين: قراءة في كتاب: آفاق العصر الأمريكي -السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=695



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب: آفاق العصر الأمريكي -السيادة والنفوذ في النظا ...
- مائة عام على ميلاد الزعيم عبد الكريم قاسم*
- هل ممكن دحر داعش بدون قوات برية دولية؟
- هل العراق بحاجة إلى قوات برية دولية لمواجهة داعش؟
- حوار حول الموقف من الدعم الدولي للعراق ضد داعش
- هل يتراجع الدعم الدولي للعراق ضد داعش بسبب اشتراطاته؟
- الكرامة والسيادة في خدمة (داعش)
- درس حضاري من اسكتلاندا
- هل أمريكا دولة إستعمارية؟
- عودة إلى مقال: الاتفاقية..أو الطوفان!!
- حوار هادئ مع الأستاذ علي الأسدي
- مناقشة حول العلاقة مع أمريكا
- خطاب مفتوح إلى الدكتور حيدر العبادي
- داعش يفضح مناصريه السياسيين
- نفاق السعودية في محاربة الإرهاب والتطرف الديني
- لماذا ربح المالكي الانتخابات وخسر (المقبولية)؟
- المالكي يعطي درساً حضارياً في التداول السلمي للسلطة
- أما حان الوقت لإنصاف المسيحيين؟ نقترح مسيحي عراقي نائباً لرئ ...
- هل تكليف العبادي حل لمحنة المالكي؟
- لماذا بدأت أمريكا بضرب داعش الآن؟


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - العرب وسياسة النعامة!!