سوسن أحمد سليم
الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 11:59
المحور:
الادب والفن
كانت تريدُ ترتيبَ ألفاظها ، لتقولَ لهُ : لاتغادرني مرةً أخرى ، غيرَ أنَّ قسوةً لم تدركها منعت شفتيها من الحركةِ .
قسوةٌ ، تشبهُ ذاكَ التخشبِ الذي أصابها حين علمت بسفرهِ إلى السماء ، في ساحةٍ تفرضُ على مرتادها نزعَ الروحِ من الروحِ ليروحها .
أمسكت ساعدهُ بإصرارِ من لايريدُ ابتعاداً ، وخشيةِ من خبرَ الفراق من غير سابقِ نيةٍ أو تأهبٍ لهٌ ، كانَ الشارعُ يفيضُ بالمطر ..
وهي تحتَ الضوءِ الشاردِ من مصباحهِ المنزوي بعيداً عن عيون المارةِ ،ترخي مطريتها مفتوحةً ، تجمعُ فيها خيراً يقالُ أنَّ السماءَ تجودُ بهِ حين تتعبُ القلوبُ لتغسلها ..
وحين تبدأ الأرضُ بالتشققِ من عطشٍ جادَ بهِ فصلٌ محموم ، ليسمعَ نداءَ التراب للماء ..
وبيدها الأخرى كانت تتأبط ذراعهُ ،وترفعُ وجهها يستقبلُ القطرَ لينحدرَ عن تضاريسهِ ماراً أخيراً بشفتين ازرقتا من البرد .
لامرأةٍ ، تقفُ وحيدةً على الرصيف .
#سوسن_أحمد_سليم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟