أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كلثوم جنوح - صراعات مثقف














المزيد.....

صراعات مثقف


كلثوم جنوح

الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 04:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" عادة ما نتحدث عن الصراع الجدلي النفسي بين القلب و العقل في توجيه أحاسيسنا، و عادة ما نكون منتصرين جدا لما يقوله عقلنا عن ضرورة تأجيل و أحيانا تعطيل لأماني القلب و تطلعاته ، سعيا نحو السعادة متشبثين بالمنطق و التفكير العقلاني مؤمنين بأنه لا أحد يستحق ....لكن كذلك يكون البعض منا منتصرا للقلب و ميالا للعاطفة مناديا للحب، للتضحية، للألم,,,,
لكن غالبا ما نكون غير أوفياء لاختياراتنا و لانتصاراتنا و نتوه وسط الأحداث الدرامية التي نعيشها في قصة حبنا سواء تعلق الأمر بخيبة أمل....أو بسوء فهم لإحساسنا .....أو تعلق الأمر بالخيانة ...
عندما تختلط علينا الأوراق، يصعب علينا أن نميز بين الصواب و الخطأ في قصة حبنا، يصعب علينا أن نميز بين ما يقوله عقلنا و ما يقوله قلبنا... ونجد أنفسنا عاجزين عن اتخاذ القرار المناسب في حالتنا، وقد يحدث أحيانا وبعد مرور وقت ليس بالطويل أن نقدم النصائح للأحبة رغم مصداقية مقولة فاقد الشيء لا يعطيه في هذه الحالة..
هذا فيما يخص حديثنا عن الحب و عالم الأحلام الوردية كما يسميه البعض منا، ففيه يكون الشخص متناقض و متصارع مع ذاته و مع إحساسه، لا يجرأ على البقاء أو على الابتعاد سواء كان ذكرا أو أنثى مع مراعاة بعض الحيثيات الجنسانية لكل من مفهوم الذكورة و الأنوثة ، لكني أرى أن نفس الشيء يحدث بدرجة و بوثيرة مرتفعة بالنسبة لمثقف اليوم سواء كان ذكرا أو أنثى...
فغالبا ما نجد مثقفنا المذكر يتحدث بفصاحة عن شعارات رنانة يهتز لها البدن لأنها بالطبع جديدة على مجتمعنا المركب وأحيانا "المزيف" من مثل الديمقراطية ،المساواة، المصداقية ،الإنصاف،إشراك الشباب ،حرية التعبير، حرية المرأة في اتخاذ القرار، احترام الإنسان، الشفافية ....
فمثقف اليوم يعيش كذلك نفس الصراع الجدلي لكنه صراع من نوع أخر، وأستطيع القول بأنه اخطر من الأول؛ لأن تأثيره لا يقتصر فقط على الشخص المحب بل ينعكس سلبا على المجتمع ككل... لأننا نكون في حاجة لمثقفين قادرين على إحداث التغيير ، مثقفين مؤمنين بالفكرة وقادرين على ترجمتها إلى أفعال إلى سلوكيات، نحن في حاجة إلى شعارات حاملة لهذه الفلسفة المعاصرة التي فرضها القرن الواحد و العشرون شكلا و مضمونا.
صراعك أيها المثقف هو صراع نفسي –اجتماعي-سياسي، ليس فقط صراع بين القلب و العقل بل صراع بين النظرية و الممارسة، بين الفكرة المجردة و التطبيق الفعلي، بين الفكر و الواقع... كاذب من ينكر وجود نوع من التمزق بين هذين المفهومين في شخصية المثقف اليوم، فغالبا ما نجد قناعاته و أفكاره تناقض أفعاله و سلوكياته، وهذا أمر خطير لأن مجتمعنا ليس في حاجة فقط لشعارات رنانة بل في حاجة إلى تفعيل و تحقيق لهذه الشعارات على أرض الواقع، في حاجة لمثقف فعال قولا و فعلا و ممارسة..
غريب أمرك أيها المثقف داخل مجتمعنا كيف تتقمص أدوار وشخصيات متعددة و مختلفة حسب المواقف و الأحداث الجارية، وغالبا ما أتساءل هل يمكن أن نسمي هذا انفصام في الشخصية أم ازدواجية أم أن الأمر أخطر من ذلك...، وهذا ما توضحه لنا بعض المواقف الحياتية التي نعايشها و نصادفها ، فأحيانا قد نجدك داخل المراكز و المؤسسات وفي المحاضرات تدعو في خطاباتك المطولة للحرية ، للديمقراطية للمساواة، و تنتقد وضعنا المجتمعي وما يعرفه من ظواهر تعيق تقدمه و ازدهاره، كما أنك تدعو لاحترام إنسانية الإنسان و حقوقه و واجباته بغض النظر عن الجنس أو الدين أو العرق أو الطبقة ... سعيا وراء بناء إنسان فاعل بشكل إيجابي في مجتمعنا،لكن مع الأسف سيناريو المثقف الواعي المناضل سرعان ما يتوقف عندما يدخل إلى مجاله الخاص فنجده يكرس كل السلوكيات التي تتنافى مع هذه الشعارات الكبرى التي سبق أن قلنا بأنها شعارات فارغة فضفاضة إذا لم نتمكن من ترجمتها فعليا و واقعيا، فأحيانا نجده في حياته الخاصة يميز جنسيا بين إخوانه و كذلك بين أبنائه في الحقوق و الواجبات...و أحيانا يتدخل في اختيارات أخواته أو زوجته أو بناته في الحياة بدعوى أنه المسئول عليهن و العالم بمصلحتهن، بل أكثر من ذلك نجده يكرس كل صفات الرجل الشرقي بكل محاسنه لدى البعض ومساوئه لدى البعض الأخر داخل بيت الزوجية باعتباره " سي السيد"، بل أكثر من ذلك قد تحتاج زوجته دائما لإذنه للقيام بمختلف الأمور الحياتية البسيطة منها أو المركبة...
هذا من جهة، من جهة ثانية نجد المثقفة الأنثى تعيش كذلك نوع من الصراع و التناقض الحياتي لكنه أكثر تعقيدا نظرا للظروف و المتدخلين الذين يحاولون دائما تقزيم دورها و موقعها داخل الأسرة بصفة خاصة و داخل المجتمع ككل بصفة عامة، فهي من جهة تسعى نحو تحقيق نموذج الأنثى المثقفة الواعية الباحثة عن استقلاليتها و كيانها داخل مجتمعنا الذكوري، ومن جهة ثانية تجد صعوبة في مواجهة هذا المجتمع بمختلف فاعليه، صعوبة في مواجهة الذكر الذي دائما ما يتفاخر بسلطته عليها ظاهريا أو باطنيا ، حضورا أو غيابا، صعوبة في مواجهة الأنثى رفيقتها التي تكرس كل صفات الانهزام و الخضوع و الاستسلام، صعوبة كذلك في مواجهة ثقافة و غربلة تنشئة كان لها الحظ الأوفر في بناء هذه الشخصية الواقفة أمامنا، صعوبة في الاعتراف بأنها أنثى ويجب أن تبحث عن أنوثتها وليس البحث عن أنوثة مسترجلة...
و مادام السلوك لا يعكس الفكر فهو ليس بقناعة - مع احترامي لكل المثقفين - ويبقى دائما سؤالي حاضرا دون إجابة واضحة :أيصعب علينا حقا - بالرغم من كل ما حققناه من نضج سواء على المستوى النفسي أو الفكري أو الاجتماعي - أن نوفقك بين أفكارنا و سلوكياتنا، و بين قناعاتنا و اختياراتنا في الحياة؟ ألم ننضج بعد بالكيفية التي تمكننا من " غربلة " كل ما تشربناه من تنشئتنا الاجتماعية؟ متى سيأتي اليوم الذي سنتمكن فيه من التخلي عن كل سلوك أو مبدأ أو فكر لم يعد يتوافق مع طموحاتنا ، أفكارنا ، قناعاتنا و متغيرات مجتمعنا الحالي، و كذلك لم يعد يعبر عنا أو يمثلنا؟



#كلثوم_جنوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها المذكر


المزيد.....




- مشتبه به يرمي -كيسًا مريبًا- في حي بأمريكا وضابطة تنقذ ما دا ...
- تعرّف إلى فوائد زيت جوز الهند للشعر
- مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم ...
- مسؤول إسرائيلي: العملية العسكرية في معبر رفح لا تزال مستمرة ...
- غارات جوية إسرائيلية على رفح.. وأنباء عن سماع إطلاق نار على ...
- من السعودية والإمارات.. قصيدة محمد بن راشد في رثاء بدر بن عب ...
- شاهد.. أولى الدبابات الإسرائيلية تسيطر على الجهة الفلسطينية ...
- هل انتقلت الحرب الروسية الأوكرانية إلى السودان؟
- فيديو: ارتفاع حصيلة القتلى جرّاء الفيضانات والأمطار في كينيا ...
- فيديو: آلاف المجريين يخرجون في مظاهرة معارضة لرئيس الوزراء ف ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كلثوم جنوح - صراعات مثقف