أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حلوة زعاترة - هدوء المخاوف














المزيد.....

هدوء المخاوف


حلوة زعاترة

الحوار المتمدن-العدد: 4645 - 2014 / 11 / 27 - 10:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هدوء المخاوف
21-1-1991
الساعة الرابعة بعد الظهر... رن جرس الهاتف، اسرعت ورفعت السماعة، كان السيد حنا سنيورة، "أبو سمعان" المحرر المسؤول جريدة الفجر المقدسية، التي أعمل بها، سألني اذا كنت استطيع الدوام بالصحيفة هذا المساء، جاوبت على الفور طبعا، قال: اذا كوني مستعدة سوف أبعث بسائق الصحيفة ليقلك. أغلقت الصحيفة ابوبها منذ 18/1/1991 واغلق كل شيء في مدينة القدس وفي البلاد جميعا، والكل يترقب ويفكر بما سيحدث، هل سنموت جميعا بفعل الأسلحة الكيماوية التي ستطلق؟ البعض كان يقول أنهم لا يعتقدون بأنه سيطلق ويقتل ملايين الفلسطينيين الذي يعلم علم اليقين بأنهم لا يملكون أية نوع من أنواع الحماية، بالنسبة لي لم يكن هناك فرق عندي، وأعتقد أن هذا رأي أغلبية أبناء شعبي، فإما عيش بكرامة أو الموت، بالنسبة لي عشت أو مت فالاثنان سيان، أي حياة هذه تحت الذل والقهر والاحتلال، والاجراءت التعسفية التي أشاهدها منذ نعومة اظافري، خاصة بعد اندلاع الانتفاضة منذ عام 1987، اضرابات، جرحى بالمئات وشهداء وحالات تكسير العظام وتعذيب بأشكال مروعة، اعتقالات وسجون من "انصار 1" الى" انصار2" واكتظاظ بالسجون، وهويات خضراء، احداث نشاهدها بأم أعيننا يوميا، جهزت نفسي وخرجت انتظره بالشارع، انه اليوم الثالث منذ دكت الصواريخ تل ابيب، صعدت بالسيارة وسألت اذا كان يريد احضار أحد غيري فأجاب بالنفي، كانت السيارة الوحيدة التي تسير على الشوارع، الهدوء يخيم على المدينة المقدسة، لا أحد غيرنا يقف على الإشارة الضوئية، أين ذهب الجميع؟ لقد أصبحت المدينة خاوية على عروشها، هل غادروا ولم يبق غيرنا، كل الأسئلة تتوارد على ذاكرتي والسيارة تسير والهدوء يخيم على المدينة، وصلنا وقفت السيارة في مدخل البناية، نزلنا صعدت الى قسمي بالطابق الأول، لم يكن هناك غير زميلي عريب النشاشيبي الذي يسكن على بعد عدة امتار، وحازم قطينه وبركات النابلسي "أبو العارف" اللذين يسكنان داخل اسوار القدس القديمة، ونتالي ابنة حنا سنيورة، وشقيقي محمد زحايكة والمصور اسحق القواسمي.
لقد قرر الأستاذ حنا ان تصدر الصحيفة اربع صفحات فقط، قسمنا انفسنا انا وعريب ونتلي نطبع الاخبار التي تتوارد عبر الوكالة، وحازم يدققها ومحمد زحايكة يحرر الخبر وأبو العارف يمنتج الصحيفة.
بينما نحن نعمل بهمة ونشاط، نريد ان تعود الحياة في اليوم التالي الى مجاريها في مدينة القدس، دق جرس الإنذار، كان يوما مشهودا، لن استطيع نسيانه ابدا، تناول حازم ونتلي وأبو العارف وعريب كل منهم كمامته ولبسها، أما انا فليس لدي ولم اذهب استلم واحدة، لأنني كنت مؤمنة بعدم فعاليتها، كان منظرهم مثل وجوه الخنازير وهم يرتدونها يجعلك تموت من الضحك ولا تستطيع ان تتوقف، بقي الجميع على حالة وانا واقفة واتحركش بهم وامازحهم ساخرة منهم، بعد قليل اعلن انتهاء حالة الطوارئ، قلعت نتلي كمامتها وبدأت تركض خلفي تمازحني على ضحكي وتضربني بكمامتها، أما أبو العارف وحازم وعريب فرفضوا رفضا باتا ان يقتلعوها، فهم لم يشعروا بعد بالأمان، وبعد مدة وجيزة قاما بقلعها، بعد أن اعلن الراديو حالة الأمان، وقالوا اننا نستخف بالأمر.
عملنا حتى الساعة الثانية عشرة في منتصف الليل، الى ان استطعنا ان نعد أربعة صفحات بالعافية، ثم تم ارسالها الى المطبعة، وقفلت عائدة الى مع شقيقي في سيارته.



#حلوة_زعاترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوافل الشهداء


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حلوة زعاترة - هدوء المخاوف