النيهوم .. خالداً خلود ذكراه ..

أصيل بوخروبة

الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 23:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

من منا لا يعرف الصادق النيهوم .. !بل من منا لم يسمع به ..!؟
الاديب و الفيلسوف الليبي و ابن بنغازي و لا أعتقد ان كثير من الليبيين و غيرهم يجهلونه , او لا يعرفوه , ذلك لأن كان له الفضل علينا جميعاً حيث تعلمنا منه حتى كيف نُـفكّر و ليس فقط ان نكتُب , أو نحمل شرف المحاولة ,
نعم النيهوم علّمنا فضائل كثيرة , منها عشق القراءة و محاولة الكتابة و التي ما تزال آثارها و رائحتها تظهر جلياً في ابهى صورها عندما نطالع ابداعات و اعمال عالمية و عربية و نلتمس لذّتها حباً و بحثاً عن جلال قداسة ماتحتويها ..
قيل و كتب عن النيهوم الكثير, البعض وصفـه بالظاهرة و ثمة من كتب عنه بهذا الاسـم , و وصف البعض الآخر (المدرسة) و تقلد النيهوم ألقاباً لاحصر لها أطلقها تلاميذه و المعجبون به و نقاده ايضاَ الذين لم يكلف نفسه عناء الرد عليهم يوماً , اللهم الا ردود ايضاحية على بعض المجلات ..
و بالتأكيد لم يبخل بعض الادباء و بعض النخبة الثقافية المعاصره اعترافاً منهم بوصفه رمز من رموز الفكر العربي الحديث و النهضة الثقافية والعلمية العربية المعاصرة .
لعلنا نتفق انه في منتصف ستينيات القرن الماضي قد ابهر الكثير بالأسلوب الساخر البديع و ايضاً بمفرداته العربية البليغة و بأسلوبه الجديد و المعاصر هذا استقطب الكثير من المعجبين فصار مدرسة تتلمذت فيها أقلام كثيرة , صراحةً انا لست من جيل تلك الحقبة ولكن هذا ما رأيته و ايقنته في اعماله الخالدة بلا شك ..
هكذا كان النيهوم الذي فقدناه و الذي خسرناه قلماً قوياً و ذكياً و فـذاً , خسرنا كاتباً ساخراً و ناقداً عبقرياً رائعاً ..
كان النيهـوم الأستـاذ و المثقف , و يندر من يحمل هاتين الصفتين معاً ..
و هـو كذلك صادق كما اسمه , كبير كما شأنه اذ لم تشهد ساحة الكتـابة و الأدب مثيلاً له ..
و النيهوم ليس مجـرد كاتب و حسب , إنما هو مصور بارع و مبدع حقاً لمست ذلك من خلال ما قرأت له و كم راقت لي اطروحاته و تحليلاته ! ..
النـيهوم سيظل للثقافة الليبية خاصة و العربية عامة عطاءً دافقاً , و نهراً فياضاً لا ينضب له معين , و مدداً لا ينتهي ..
كان باحثاً عن المعرفة من خلال انسانية الثقافة مدافعاً عن الافكار و القيم و المفاهيم العلمية الحضارية .. و سيظل فيـنا ذكرة لا تمحوها السنوات , و علامة لاتذهب بها الرياح ..
ذهب النيهوم و ترك لنا طاءلة من التراث الفني و الأدبي و ثروة لا تقدّر بثمن ستظل خالدة خلـود ذكراه ..
و كم مات قوم و ما ماتت مكارمهم .. و ماتو قوم و هم في الناس أحياء !
و اخيرا اردت اقتباس احدى كلاماته من كتابه (تحية طيبة و بعد) يقول :" يارب , دع سماءك تمطر كتباً , دعها تمطر مدارس جيدة و معلمين و كتباً , و سوف نصنع نحن المطر و نغسل عارنا " ..

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات