أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد سعادة - اراء نقدية في فكرة الايمان الجازم بالميتافيزيقية















المزيد.....


اراء نقدية في فكرة الايمان الجازم بالميتافيزيقية


محمد سعادة

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 22 - 21:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قبل ان اتناول الايمان الميتافيزيقي (الغيبي) بالنقد يجب علي اولا ان اعرف ما هو الايمان الميتافيزيقي حيث انه التصديق الجازم بوجود اشياء فوق الطبيعة كالايمان بالجن و الملائكة و السحر و الوحي و الايمان الجازم بفكرة الخالق او الاله بغض النظر عن ماهيته و ان كان يتدخل بالعالم و بعث انبياء و وحيا كما هو الحال في الاديان الابراهيمية التي تسود منطقتنا و غيرها من الديانات ايضا حيث يرفض هؤلاء المؤمنين مجرد التشكيك في ايمانهم و كل ما يقدمونه كدليل على الههم او بالاحرى ما يظنون انه دليل ما هو الا بحر من المغالطات المنطقية و العلمية, اي ان الايمان الميتافيزيقي هو التصديق بشيء لا دليل عليه او محاولة اختلاق ادلة واهية على ما لا يمكن اثباته و غالبا ما يتم توريث هذا الايمان اي ان اتباعه يرثونه من ابائهم كما يرثون لون شعرهم!

و يجدر بي التنويه هنا انني ضد الايمان الغيبي ايا كان شكله و من اي طرف كان انني بكل بساطة ضد ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة من اي طرف كان سواء كان من المتدينين او من اللادينيين بجيمع اشكالهم ربوبيين و ملحدين غير انني و للامانة لا بد ان اقول و انه من الواضح جدا ان هذا النوع من الايمان الذي يلغي العقل و ينزل به الى ادنى المراتب الى مرحلة التصديق بدون ادلة هو منتشر اكثر في فئة المتدينين حيث ان الدين و رجاله يبثون سموم التجهيل في اتباعهم و يمنعونهم عن فضيلة السؤال و التشكيك, اجل فضيلة الشك هذه الفضيلة التي على قدر ما تتعب تفكيرنا الا انها ترتقي به و يعلو بها دور العقل و يحترم بوجودها الانسان عقله حيث انه لا يختلق اجوبة بدون دليل فقط ليريح نفسه بالوهم بالايمان بالافتراض و بعدها ياتي بادلة واهية او كما سبق و قلت بحرا من المغالطات المنطقية و يطلب من الاخرين تصديقه!

و سوف تتناول هذه المقالة بالنقد الكثير مما يقدمه المؤمنون من “ادلة” و تبين مكان ضعفها و عوارها من الناحية المنطقية بالاخص.

ان اول ما يقدمه الشخص المؤمن ظانا انه دليل على وجود الهه هو مبدا السببية, بالطبع لا احد ينكر اهمية هذا المبدا في حياتنا و كم فسر لنا اشياء فيها لكن السؤال هنا هو هل يصلح هذا المبدا في تفسير وجود اله هل يصلح هذا المبدا في تفسير شيء فوق الطبيعة ؟ ان كانت الاجابة لي فلا شك انني ساجيب بلا و ساسوق العديد من الحجج التي تدعم وجهة نظري اولا فان مبدا السببية قائم على الحدس الفطري فانت اذا رايت قلما على الطاولة ثم ذهبت لاحضار كاس ماء لتروي عطشك و عندما رجعت وجدت نفس القلم اصبح على المقعد ان كان لديك تفكير سليم سوف تعلم ان اخاك الصغير مثلا هو من قام بتحريك القلم لانه من غير الممكن ان يتحرك القلم وحده لا بد من وجود مسبب قادر سبب حركة القلم , و لكن هل الامر في هذه الغاية من السهولة هل حدسنا الفطري دائما يخبرنا الصواب؟ بالتفكير قليلا تكون الاجابة لا , لناخد مثالا , ان ثباتنا و عدم تعثرنا او وقوعنا على الارض لا ينفي حقيقة ان الارض تتحرك بنا الان الاف الكيلومترات في الفضاء لا ينفي حقيقة انها تسير مسرعة جدا و هذا ما اثبتناه علميا و تمكنا من رؤيته عند صعودنا للفضاء هل سنصدق حدسنا الفطري عندما يوهمنا ان الارض لا تتحرك بالطبع لا, ان اول ما يتعلمه من يدرس الفيزياء هو انه لا مكان لتصديق الحدس بدون دليل بدون تجربة.

ثانيا فكرة ان لكل سبب مسبب لا تصلح في اثبات وجود الخالق لانها بكل بساطة سوف توصلنا الى مبدا لا نهائية العوامل كان يطلب منك احد العد و الاستمرار بالعد من بعد الرقم واحد مثلا و اذا قلنا ان هناك مسبب سبب كل الاسباب فهذا يضرب الافتراض و مبدا السببية نفسه لانني لا يمكن ان انتقي حسب هواي شيئا و انزعه من القاعدة التي عممتها قبل قليل .ثالثا تطبيق مبدا السببية لا يصلح لتفسير وجود الكون بافتراض الاله لان لكل سبب مسبب لا يمكننا تشبيه مثال كمثال القلم السابق في بساطته بشيء معقد كالكون الذي معلوماتنا ناقصة الى حد كبير عنه اما القلم او سيارة او ما شابه فنحن نعرف كل شيء تقريبا عنه هذه مغالطة منطقية كبيرة في تبسيط الاشياء الى حد يصل الى السذاجة . رابعا دعونا نسال انفسنا و هنا اوجه السؤال الى المؤمنين بالاديان بالاخص هل نحن عند افتراض وجود خالق نحل المشكلة ؟

برايي اننا نزيد المشكلة تعقيدا فوق تعقيدها اذ اننا نفترض لنحل مشكلة جهلنا بكيف وجد الكون افترضنا بدون دليل وجود شيء اعقد منه و نحن ايضا لا نعرف كيف وجد هذا الشيء المسمى بالخالق و كل ما نفعله اننا نسكت انفسنا عن السؤال عند الوصول الى هذه الجزئية بدعوى ان عقلنا قاصر او ان هذا سؤال محرم و لكن لماذا مشينا هذه الخطوة من الاساس لماذا لم نكتفي بالقول اننا لا نعرف سبب وجود الكون و فقط دون ان نفترض اجوبة لا دليل عليها هذه مغالطة منطقية تسمى *التوسل بالمجهول * كان تقول انا لا اعرف اذن الله موجود !! في الماضي في زمن الحضارة اليونانية كان يعتقد اليونان ان المطر ينزل بارادة زيوس عندما يضرب بعصاه و هناك اعتقاد اليوم مشابه لهذا الاعتقاد لدى المسلمين بان هناك ملاك يحرك السحاب بعصاه و ما الى ذلك و لكن بفضل العلم قدمت لنا الفيزياء تفسيرا علميا لسبب نزول المطر و اصبحنا قادرين على انزال المطر اصطناعيا و لقد قامت وكالة ناسا بصنع غيمة اصطناعية و انزال المطر منها كل هذا بفضل العلم و دون اللجوء الى الخرافات الدينية, و بلا شك في الوقت الذي كانت فيه ناسا تنزل المطر بفضل العلم و فهمنا لالية تكون المطر و سببه كان هناك احد المسلمين يصلي صلاة الاستسقاء و كان هناك الكثير من المؤمنين من مختلف الديانات يدعون اربابهم لينزلوا المطر.

هذا يشبه كثيرا ما كان يقوم به الفايكنج (قوم كانوا متواجدين في شبه جزيرة اسكندانافيا ) حيث كانوا عندما يحل الظلام يتجمعون و يدعون الههم ثور ليقوم باشراق الشمس عليهم و عندما تشرق الشمس بشكل طبيعي يحمدون الههم لظنهم انه هو من فعل ذلك !!! ما اردت توضيحه في هذين المثالين انه عندما نعجز عن تفسير شيء معين يجب ان نكون صرحاء مع انفسنا و نقول اننا لا نعرف و فقط لا نعرف و ان ننتظر العلم ليقدم لنا تفسيرا مثبتا بالادلة و البراهين او ان اردنا ان نجيب باستخدام الفلسفة علينا ان نعترف ان اجابتنا لا تعدو كونها مجرد احتمال و ان لا نلزم بها احد و ان لا ندعي ضرورة صحتها و ان لا ندعي اننا نمتلك الحقيقة المطلقة كما يفعل المؤمنين و ان بقينا لا نعرف فسيبقى الجواب اننا لا نعرف كيف جاء الكون او ان نقدم جوابا و لكن مع اقرارنا انه احتمال و انه قابل للخطا . خامس حجة تدفعني الى التشكيك بقدرة مبدا السببية في اثبات وجود خالق هي ان مبدا السببية ينبثق من المنطق البشري في فهم الاشياء لكن من قال لنا ان الكون يسير حسب منطقنا نحن هناك الكثير من الظواهر الطبيعية في الفيزياء الكمية تناقض منطقنا كبشر لكنني لن ادخل بها و سوف اتركها لاصحاب الاختصاص من الفيزيائيين لانها مواضيع فيزيائية عميقة و انا لست متتخصصا بالفيزياء و لا احب ان افتي في كل شيء و ان ادعي معرفة كل شيء مثلما يفعل المؤمنين . ان كل ما سقته من حجج في مناقشتي لمبدا السببية لا ينفي بالضرورة وجود خالق و لا يثبت ذلك ايضا و انما هو دعوة للجميع بان يصغوا لصوت العقل في قول العقل و المنطق لنا بان نعترف اننا لا نعرف لا ان نقدم اجوبة لا دليل عليها كفانا معاملة للخالق و كانه كيس من الجهل العلمي ينحسر كلما تقدم العلم اكثر كفانا من الوقوع في مغالطة اله الفراغات و افتراض الخالق كلما لم نعرف شيئا ما دعونا نعترف اننا لا نعرف .

التجربة التي قامت بها ناسا بصنع غيمة اصطناعية و انزال المطر منها: http://www.youtube.com/watch?v=h-ziB49VFCo

هنا اود ان اضيف شيئا هو سؤال هل بامكاننا اعتبار فرضية وجود خالق فرضية اقصد بالمفهوم العلمي للفرضية و ليس بمفهوم العامة ؟ الاجابة بالطبع لا لان الفرضية بالمفهوم العلمي من شروطها ان تكون قابلة للاختبار و الدحض و هذا ما لا يتواجد في فرضية وجود خالق حيث انك عندما تسال المؤمنين بها سؤالا ايا كان هذا السؤال سيقدمون لك جوابا لكن المشكلة ان كل اجوبتهم مهما اختلفت يجمعها قاسم مشترك واحد و هو الافتقار الى الدليل و في الواقع هذا هو ما دفع فرضية كفرضية وجود خالق تصمد اذ انها صمدت لا لقوة في اساسها المنطقي بل صمدت لهوانها المنطقي صمدت لافتقارها للادلة و بسبب ضعف التفكير المنطقي لمعتنقيها بالاضافة الى انها تنتقل عند اصحاب الاديان خصوصا بالوراثة و كما ان اصحاب الاديان يحرمون و يجرمون الاسئلة الوجودية العميقة اذ يعتمدون في استمرار دينهم على تجهيل العقل المؤمن به و بقائه غارقا في رذيلة الايمان

و يجب ان الفت النظر هنا الى مغالطة منطقية لطالما يقع بها المؤمنون الا و هي مغالطة ” نقل عبء الاثبات ” في هذه المغالطة يطلب منك المؤمن اثبات عدم وجود الخالق متجاهلا انه هو اي المؤمن المطالب باثباته لانه بكل بساطة هو من يقدم الادعاء الموجب اي ان الاصل في الاشياء عدم الوجود فعند افتراض وجود شيء يجب على الطرف الذي قام بالافتراض ان يقدم دليلا يدعم افتراضه فمثلا لو قلت لك عزيزي القارىء انني انسان قادر على الطيران و طلبت مني ان ابرهن على هذا فقلت لك انك لا تستطيع ان تثبت انني كاذب فهنا اقوم بنقل عبء الاثبات مني اليك و هذا خطاء منطقي فادح حتى ان العرب منذ القدم كانوا يقولون “البينة على من ادعى ؟ . و من المغالطات المنطقية الاخرى التي يقع فيها المؤمنين هي مغالطة “المصادرة على المطلوب ” و هي ان يكون معطى او فرض متضمنا في السؤال كان يسال المؤمن من خلق الكون فهو هنا افترض ان الذي عمل الكون كيان عاقل بسؤاله باداة من و افترض ان الكون جاء بعملية الخلق في حين ان السؤال الصحيح هو كيف وجد الكون

كثيرا ما يقع المؤمنون و بخاصة المؤمنون بالاديان منهم في مغالطة منطقية شهيرة و هي مغالطة “التوسل بالاكثرية” كان ياتي شخص مسلم على سبيل المثال و يقول لشخص يهودي ان دينه خاطىء فقط لان المسلمين اكثر عددا من اليهود او ان ياتي المتدينون ( المؤمنون بصحة الاديان على اختلافها ) و الذين يشكلون ما نسبته 84% من سكان العالم و يدعون ان الاديان صحيحة ( بغض النظر هنا عن تضارب الاديان فيما بينها اي بفرض انها واحدة ) فقط لان نسبتهم 84% في مقابل اللادينيين الذين يشكلون 16% اذ يجب التوضيح ان الحقيقة غير مرتبطة بالعدد خصوصا اذا تعلق الامر بالاديان حيث تكون اليد الطولى في اعتناق الدين للوراثة و ليس للتفكير المنطقي و التفكير العلمي و بناء عليه يكون الاختيار

هنا اود الحديث على حجة يستخدمها المؤمنون كثيرا في محاولة اثبات وجود الههم و كالعادة فهي تحتوي على مغالطة منطقية وهذه تعرف ب “رهان باسكال” هذا الرهان يستخدمه المؤمنون في الاديان التي تفترض حسابا و نارا و جنة بعد الموت حيث يسال الملحد المؤمن : ماذا سيكون شعورك لو مت و لم تجد هناك اله فيقول له المؤمن لن يكون اسوا من شعورك و وجدت الها و عذبت بالجحيم . هنا يجب علي التوقف لمناقشة هذه العبارة . اولا هذه العبارة تحتوي على مغالطة منطقية تسمى مغالطة “التوسل بالنتيجة”او مغالطة “التوسل بالتخويف” حيث يحاول فيها المؤمن التاثير على التفكير المنطقي للملحد لا بقوة الفكرة بل بتخويفه في حال كانت صحيحة و هذا امر مرفوض منطقيا اذ ان الفكرة لا تستمد قوتها المنطقية من الحجج التي بداخلها كما انه لو افترضنا وجود خمس الاف اله و ان هذه الالهة تعذب من لا يؤمن بها بالنار ستكون فرصة نجاة المؤمن 2 من 5000 و هي احتمال كون اعتقاده صحيح او احتمال عدم وجود خالق او وجود الاله الربوبي الذي لا يكترث و لا يريد حساب الناس في حين ستكون فرصة نجاة الملحد 1 من 5000 و هي فرصة عدم وجود خالق او وجود اله الربوبيين في النظر الى الاحتمالين فهما قريبان جدا و لكن ماذا لو عكسنا الرهان و افترضنا وجود اله مختفي يريد معاقبة من يؤمن به دون ادلة عندها ستتساوى نسبة نجاة المؤمن مع الملحد اذن فهذا الرهان يفشل.طبعا لا ننسى احتمال ان يكون الاله غيورو في هذه الحالة فهو يفضل عدم الاعتراف به من ان يعبد اله غيره اي ان نسبة نجاة الملحد تصبح اكثر من نسبة نجاة المؤمن في هذه الحالات غير انه اصلا في الايمان الديني ان لم تكن موقنا بالاله كل الايقان فمكانك الجحيم اي ان المؤمن يحسب نفسه اذكى من الهه الذي يقدسه و يعبده للاحتياط كانه طفل عنده !!!

لا انسى ايضا التنويه الى ان التجارب الشخصية لا تعتبر دليلا الا للذي يختبرها مع اني اشك جدا بوجودها من الاساس فيمكن تفسيرها علميا او حتى صدفة و لكن المؤمن يحسب كل شيء معجزة . و كثيرا ما نسمع بمؤمنين يرون رموزهم الدينية كمسيحي يرى العذراء او مسلم يرى محمد يقف امامه و يحسبون ان هذه معجزة و لو انهم قرؤوا قليلا لسمعوا عن ظاهرة الباريدوليا و هذه الظاهرة النفسية تتضمن الاعتقاد بأن أي مؤثر عشوائي مبهم قد يكون مهماً. مثل تخيل صور للحيوانات في السحاب , رؤية وجه رجل في سطح القمر, أو سماع أصوات خفية في التسجيلات عند تشغيلها عكسياً

و فيما يلي مقال من ويكيبيديا عنها: http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A7

هنا اود النقاش بشكل سريع في استخدام الفيلسوف الفرنسي ديكارت لفكرة الكمال التي في عقل الانسان و محاولة توظيفها في اثبات وجود اله حيث قال ان مجرد وجود فكرة الكمال في عقل الانسان يعني ان هناك كيانا كاملا و هذا الكيان هو الله او الخاق في الحقيقة هذا افتراض غريب جدا و يفتقر الى المنطق من وجهة نظري , انا اميل جدا الى فكرة الفيلسوف هيوم في ان الانسان هو من يركب الصور و الاشياء على بعضها و من هنا تنتج فكرة الكمال اي اننا تخيلنا وجود الملائكة عندما ركبنا صورة انسان على صورة طائر فتخيلنا الملاك شيئا بوجه انسان له اجنحة يطير بها و اننا عندما ركبنا كل الصور او كل الخير و الشر في العالم تخيلنا فكرة وجود خالق عظيم جبار منتقم يعذب من يعصيه و يكافىء مطيعيه و لكن هذا لا يعني ان هذا الملاك او ان هذا الخالق موجود في الواقع بالضرورة اي انه فقط موجود في خيال من صنعه .


في ما يلي فيديو توضيحي مفصل اكثر عن هذه الفكرة بين ديكارت و هيوم: http://www.youtube.com/watch?v=O7WYvmMFnhA

هناك نقاش اخر عادة ما يفضل المؤمنين الدخول به في محاولتهم البائسة في اثبات وجود الههم و هذا النقاش انه في افتراض عدم وجود اله سينتفي مفهوم تحقيق العدل في النهاية و ستصبح الحياة بلا معنى, صراحة انا ارى هذا النوع من النقاش مدفوع بالعاطفة ولا قيمة له. بداية في مسالة العدل من قال انه من الضرورة ان يحقق العدل في النهاية, يجب على المؤمنين ان يفهموا ان الحقيقة اينما كانت فهي لا تخضع للرغبات الشخصية هم يريدون الله كالشرطة في اخر الافلام التي تاتي لتقبض على المجرم و تحقق العدل و لكن من افترض هذه النهاية السعيدة غير مشاعركم و عاطفتكم اين دليلكم عليها برايي ان احتمالية عدم تحقق العدالة في حياة بعد الموت يجب ان تدفعنا الى محاولة تحقيقها و السعي الى رؤيتها في حياة ما قبل الموت . اما بالنسبة لمعنى الحياة فمن افترض ان الحياة لها معنى مطلق كل شخص يصنع معنى لحياته بنفسه لذا فحياة الملحدين و بكل امانة اصعب في هذه النقطة حيث انهم يجب عليهم دائما مكافحة هذه الحياة العدمية و السعي الى عدم الاستسلام لها و محاولة ايجاد اسباب و محفزات جديدة دائما تدفعهم الى الرغبة في الاستيقاظ في الصباح القادم لتحقيقها على عكس المؤمنين الذين يمتلكون هدفا مشتركا صنعه الدين لهم . في الواقع ان مجادلات كمعنى الحياة و العدل فيها انما هي مجادلات قائمة على المشاعر و العواطف و هي في عالم الادلة و المنطق عديمة الجدوى

الكثير من المؤمنين يسال اللادينين دائما ان لم يكن هناك اله ماذا يدفعك كلاديني الى فعل الخير و التحلي بالاخلاق ؟ اولا دائما الاحظ ان المؤمنين يعتبرون ان الاخلاق ثابتة و واحدة و هذا امر خاطىء جدا الكثير من الاخلاق مرتبط بنظرة المجتمع و هي تتغير من مجتمع الى اخر كما ان بعضها الرئيسي متفق عليها ,في الواقع لا ارغب في تفصيل هذه النقطة كثيرا حتى لا ابتعد كثيرا عن موضوع المقال لكن الاخلاق بالاساس هي الابتعاد عن ايذاء الاخرين, الاخلاق لها منظور تطوري اذ انها تساعدنا على البقاء كجنس بشري و تمرير جيناتنا مما يؤدي الى استمرار العملية التطورية و حفظنا من الانقراض كما ان الاخلاق مبنية على مبدا المنفعة بما معنى انني لا ارغب في سرقة بيتك حتى لا تسرق بيتي مثلا و اذا طبقنا هذا المبدا على نطاق مجتمع كامل لن يسرق احد احدا من مبدا المنفعة اي ان الاخلاق لا تحتاج الى دين الى تعاليم جامدة لتعلمنا اياها بل بالعكس اكثر ما يضر الاخلاق و يعيق تقدم المجتمعات هو التعاليم الجامدة لانها ترفض التكيف مع تطورات المجتمع و يصبح الانسان فيها يحكم على اخلاق كل المجتمعات بناء على مفهوم الاخلاق الضيق في مجتمعه كما هو الحال في مجتمعاتنا التي ترتبط فيها كلمة اخلاق بشكل اساسي بكلمة جنس للاسف و في ختام هذه النقطة اسال هل قبل الاديان لم يكن الناس يمتلكون اخلاقا !!!

ملاحظة : الكثير من المؤمنين يلجا الى مغالطة “التوسل بالمرجعية” في محاولة اثبات صدق دعواه في وجود الهه و هي ان ياخد كلام عالم مثلا على انه حقيقة لمجرد ان عالما قاله دون النظر في محتوى هذا الكلام و دون وضع احتمالية خطئه

في الواقع لا يمكنني و انا اتكلم في كلام يصب في مفهوم “اللاادرية” و هي اننا لا نملك ادلة قاطعة لا في دعم او نفي وجود الاله لذا يجب علينا القول اننا لا نعرف في انتظار ان يقول العلم كلمته او نلجا الى التفسير الفلسفي مع الاعتراف ان تفسيرنا هو مجرد احتمال حتى ان هناك قسما من اللاادريين يقول ان وجود اله من عدمه هو امر لن يقدر العلم على اجابته في الواقع انا حائر بين هذين القسمين كاني بين تعقيد فكرة وجود خالق و بين روعة اكتشافات العلم في المئوية الاخيرة التي لم يتوقعها احد . لا يمكنني و انا اتكلم عن مفهوم اللاادرية او فيما يصب في مفهومها ان لا اذكر اثنتين من اهم المحاججات في الموضوع الاولى هي “ابريق راسل” حيث يقول عالم الرياضيات و الفيلسوف البريطاني برتراند راسل انه لا يمكن لاحد انكار افتراضه ابريق شاي يدور في منطقة بعيدة في الفضاء بكل بساطة لاننا لا نمتلك دليل يدعم او ينفي هذه المقولة لكن بغياب الدليل نحن لا نصدقها مع ملاحظة ان غياب الدليل لا يعني بالضرورة عدم الوجود كما هو الحال مع فرضية خالق الكون عدم امتلاك دليل بايدينا يؤيدها او ينفيها يجعل ذو العقل لا يصدقها و بنفس الوقت فهو لا ينفيها قطعيا (لا يؤمن بخطاها) فقط لغياب الدليل الذي يدعمها .

المحاججة الاخرى كانت لعالم الفلك الامريكي كارل ساجان و هي تسمى “تنين في كراجي ” حيث يقول فيها انه لو ان صديقك قال لك انه يوجد تنين في كراجه و طلب منك الذهاب و رؤيته و عندما حضرت الى الكراج قال لك صديقك ان التنين بجانب السيارة لكنك قلت له انك لا تراه فقال لك انه لا يرى بالعين فاقترحت عليه ان تقوم برش الطحين على الارضية لرؤيته فقال لك صديقك انه لا يمكنك ذلك لان التنين يطير فاقترحت عليه قياس تردد النار التي يطلقها بالاجهزة الحديثة فقال لك لا يمكنك ذلك لان التنين ليس مادي في هذه الحالة و مع غياب الدليل يصبح ادعاء وجود تنين كعدمه و لكني اؤكد ان غياب الدليل لا يعني بالضرورة انتفاء الوجود بل يعني احتماليته مع ترجيحك احتمالا على اخر لكن دون جواب قطعي و لكن ماذا لو قال لك جميع اهل القرية التي يسكن فيها صديقك ان هذا التنين موجود هل سيغير هذا من رايك من المفترض لا لان الحقيقة لا تتاثر بالاكثرية و الاقلية الحقيقة ليست مسالة انتخابات اي انه لو كان الله موجودا فهو موجود بغض النظر عن رايي او رايك و ان لم يكن موجودا فهو غير موجود بغض النظر عن رايي او رايك

فيما يلي مقالة توضيحية عن مجادلة تنين في كراجي: https://alnajafiblog.wordpress.com/2013/07/23/%D8%AA%D9%86%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B1%D9%81%D8%AA%D9%8A/

في الختام قد يجادل البعض انني في هذه المقالة لم اقدم اجابة على شيء نعم لقد اصبتم لم اقدم اجابة على شيء و هذا ما اردته انا اريد من هذه المقالة مهاجمة كل راي يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة و يترك فضيلة الشك سواء كان دينيا او لادينيا هذا الراي مع الاشارة للامانة ان من يدعي الحقيقة المطلقة في الغالب هم اصحاب الاديان اي ان الربوبيين و الملحدين يميلون الى طرف من الاطراف و هذا المفترض و الطبيعي لان المنطق اللاديني كله قائم على الشك و النسبة الكبيرة منهم و المثقفين منهم يبقون احتمالا و لو قليلا لامكانية خطاءهم في تصوراتهم على عكس ما يفعله المؤمنون في الاديان فهم لا ياتون في دليل و يطلبون التصديق الاعمى و احيانا يقتلون من يخالفهم .

اود ان يلاحظ الجميع انني طوال المقالة لم اتكلم عن دين بعينه، انا اناقش الفكرة، فكرة وجود الخالق من اساسها بعيدا عن تفصيلات الاديان لانني تطرقت خاصة للدين الاسلامي كثيرا و لان فكرة وجود خالق لا تنبع من الاديان فقط اود ان استشهد بهذه المقولة في النهاية ” الادعات العظيمة تحتاج الى ادلة عظيمة “



#محمد_سعادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد سعادة - اراء نقدية في فكرة الايمان الجازم بالميتافيزيقية